Part 14 "سبارتِيْنا"

1.9K 181 7
                                    

يقودها بذراعها مُتحمساً نحو ذاك المطعم النائي عن بقيه الأماكن ذات الاضواء الصاخبه...مطعمُ "سبارتينا"...قرع جرس الباب معلنا عن دخولهما بينما جالت اعين ماريآن حول المكان الذي لم يكُن مكتضاً البتَّة..اغمضت ماري اعينها واستنشقت رائحه الطعام الشهي لوهله ثم عادت لوعيها عندما اشار هاري نحو منضدة منعزله بالقرب من النافذه...
اعتدلت ماريآن جالسه مقابل هاري الذي اخذ يحدق في وجهها لفترة من الوقت " توقف عن التحديق" قالت ماريآن ممازحة مما زاد تحديقه نحوها
"هل تخجلين؟" تسائل هاري مما اخجلها فضحكت وغطت وجهها بكفيها...

كانت تشعر بأنه مرتاح في هذا المكان وكأنه المنزل او كأنه مكان ينتمي له...كانت لغة جسده تشير الى انه مشتاق لكل إنشٍ من هذا المكان...
بعد وجبه شهيه جلس هاري لفترة بعد ذلك همَّ قائماً فلحقت به ماريآن وخرجو من المكان لتصفعهم موجهٌ من الهواء البارد فتمنو لو لم يخرجو من دفئِ سبارتينا..
"أمستعده؟" سأل هاري بينما ركب خلف المقود لتجيبه ماريآن "أجل..غلبني النعاس" تثائبت وإتكأت ثم اغمضت اعينها مستعدة لتنام بينما اخذ هاري يقود عائداً الى اواسط الغابه الكثيفة..

"ماريآن! استيقضي ارجوك الامر ليس على مايرام!"
صرخ هاري فإرتعشت ماريآن ونظرت لجانبها فلم تجد هاري في مقعدة ولكن حينما ادارت رأسها وجدته مقيداً بصحبة آخر شخص كانت تتمنى رؤيتة
'الملازم خوان'..."استيقضت الجميله النائمه؟"
كم كرهت سماع الكلمة من فاهه وكم شعرت بالغيض يتسسل بداخلها ويبعث الكره تجاهه اكثر..
"اتركه ايها الخائن! مالذي تريده!" صرخت وقد غادرت المركبه فتمتم خوان "قيدوها"
رجلان ذوي عضلات مفتوله امسكو بها ويقيدوها بجانب هاري فأشار لهم خوان بالتحرك سيراً على الاقدام وصولا للقلعه حيث يقطن الملك ستيڤن..

"أنا آسفه هاري لم اقصد.." قالت ماريآن بأعين مكتضه بالدموع فنظر هاري نحوها قائلا
"ليس خطأك ماري لاتبكي ارجوك" كيف لها ان تكبت مكنون صدرها بعدما ادركت ان اعظم مخاوفها قد تحقق؟ كيف لها ان لا تشعر بالخيبه على ظِلَّ ماحدث؟ ببساطه..كل شئ كان خارجاً عن السيطرة!

اتضحت بروج القلعه من خلف طبقه الضباب وهاهم يسيرون تحت سقف البلاط الملكي
"جلالة الملك ستيڤن..احضرنا الخائن ستايلز"
تحدث خوان مبتسماً فأجابه الملك "أحسنت ارم به في الزنزانه وإجعل تلك الفتاة معه" كان أشيباً ووجهه ينمُ عن قسوة وجشع بينما ارخى بجسده على كرسيه المذهب والمزين بالزبدرج واللؤلؤ..

في الزنزانة الباردة ضمت ماريآن ساقيها معاً وطأطأت برأسها بينما سمحت لأعينها بذرف الدموع الحارقه..كانت تنتظر ظهور هاري لفترة وهاهو باب الزنزانه يفتح بصريرة المزعج ليُرمىَ بهاري من خلف الاغلال فسقط جسده المتعب أمام ماريآن فهرعت نحوه وساعدتة على الجلوس بينما حدقت في وجهه المليئ بالكدمات والجروح الحديثه..
"لما؟ لما فعلو ذلك بك هاري؟" تسائلت بخفوت واعين دامعه ليتجاهل هاري قولها ويمسك بذراعها قائلا: "غداً يا ماري...غداً سينفذ الحكم علي"

تحطم قلبها لأشلاء وانتهى زمن وجوده بداخلها...
نظرت نحوة وكأنها فقدته ولن يعيده شئ مجدداً..
كانت تريد ان تحتويه وتخبرة انهم يستطيعون تجاوز ذلك لكنها كانت تعلم انه امر محتوم ولن تستطيع إيقافه ماستطاعت...
عجباً! كيف أن الحياة لاتعرف العدل؟ قبل ساعه من تلك اللحظه كانو يتبادلون الأحاديثَ السمجه في مطعم هادئ يدعى سبارتينا ؟ والآن هم بين احضان زنزانة ذات اوصاد بارده وفارغه لاتمت للحُب والأمان بصله..

"كُل فتاة في المملكة مدعوه وانتِ كذلك ماريآن.. اريدك ان تبتسمي وكأنه لايوجد غد لاتذرفي دموعك غداً ليس من اجلي فقد فات الأوان.."

غَيرُ مَغْفورْ | H.SWhere stories live. Discover now