الفصل الرابع ((الأخير))

49 13 11
                                    

دخلت الغرفة السيدة ستيلز ضاربةً أرضية الكوخ الخشبية بعصاتها, ونظرات القلق تخترق جسد جودي النائم على السرير :
" لا تقلقوا عليها سوف تستيقظ قريباً فهذا مايحصل للإنسان عندما تسيطر مخاوفة عليه فتجعله يتخيل أشياء ليس لها علاقة بالواقع البته " تحدثت السيدة ستيلز وهي تجلس على كرسي جوار السرير .

مرت دقائق حتى استيقظت جودي بفزع ربتت بيدها سلينا على ظهر جودي مطمئنة لها , دارت عيون جودي في الغرفة جحظت عينيها عندما وقعت على عينا السيدة ستيلز , 

تحدثت السيدة ستيلز وهي مبتسمة:
" هذه التي قالت أنها ستكشف سر المشعوذة "

زاد جحوظ عيني جودي والتفتت إلى وجوه أصدقاءه معاتبة لاخبار السيدة سبب دخولهم الغابة .

حكى الأصدقاء لجودي أن الشائعة لم تكن  صحيحة فالحقيقة أن والد ديورد عاش مع زوجته ووالدته السيدة ستيلز في هذا الكوخ , يوماً خرجا لمزاولة عملهما وكان الجو ينذر بقدوم عاصفة ذلك اليوم وتركا ديورد عند جدته , لم يرجعا ذلك اليوم

وفي اليوم التالي وجد أهل البلدة جثتهما مرمية قرب حافة النهر القريب من الغابة , لم تساعدهم ذلك اليوم معرفتهما بالطريق إلى منزلهما فقد كان الضباب شديداً حجب عنهما الرؤية و إيضاًغزارة الأمطار أدت إلى انزلاقهما فسقطا في النهر .

, نعم كانا يعرفان السباحة , لكنها لاتفيد في نهر طبعه هائج والعاصفة زادت من قوة تحركه وصخوره الحادة المتراصة في وسطه حالت في تمكنهما من الخروج من النهر,  سبب النهر في موتهما

توالت الحكايات عن الحادثة حتى نتجت الشائعة التي تفيد بأن السيدة ستيلز مشعوذة قتلتهما انتقاماً منهما.

سماع القصة الحقيقية لم يرضي فضول جودي لكنها تذكرت الصندوق الذي يحتوي الرسالة ,كان يوجد على غطاء الصندوق نقوش تشبه النقوش على عصا السيدة فسألت جودي وهي تخرج الصندوق من حقيبتها :
"لكن ماحكاية هذا الصندوق وهذه الرسالة التي في داخله وجدته مدفون في ساحة منزلي "

, قدمت جودي الصندوق لسيدة ستيلز دمعات تسللت من عينيها وهي تفتح الصندوق فتحدثت بهدوء :
لقد اعطيته هذا الصندوق هدية بمناسبة تخرجه.

اكتشفت جودي في مابعد أن المنزل الذي تعيش فيه كان للسيدة ستيلز وهذا الصندوق ارسله ابنها والد ديورد اليها كان يحتوي إيضاً على صورة له مع زوجته وابنه ديورد طالباً من أمه أن تأتي لتسكن في منزله
لم تكن الرسالة بحالة جيدة فأغلب ما كتب كان مفقود بسبب تمزيق السيدة ستيلز للرسالة ولم تبقي سوى على هذا الجزء
"" أمي العزيزة
لقد حققت أمنيتكِ بأن تكوني جدة , ارسلت هذه ....""""

لقد كانت حينها غاضبة منه لأنه لم يخبرها بأنه تزوج فلقد كان مسافراً للدراسة وعاد مرسلاً هذه الرسالة داخل ذلك الصندوق .

كانت عاداتها اليومية الغريبة كسقيها أشجار حديقتها ليلاً، وطريقة لباسها العتيق وتلك الزخرفات الموجودة في كل تحفة تمتلكها، وكذلك القوارير الزجاجية تحوي مواد كيميائية التي كانت تصلها احياناً كانت تستخدمها في صناعة عطور نادرة الوجود وكانت تسبب عند صناعتها ادخنة مختلفة الألوان زرقاء اوخضراء تتصاعد من مذخنة منزلها.

ولم تكن كثيرة الخروج من منزلها ولم يكن يزورها أحد، اثارت الشكوك لدى جيرانها بأنها مشعوذة، وايضاً موت ابنها وزوجته في تلك الحادثة بعد مدة قصيرة من انتقالها المفاجأ إلى منزل ابنها جعلت الناس يصدروا تلك الشائعة الزائفة.

"لحظة انتِ تصنعين العطور؟؟"قالتها جودي وهي تنظر إلى قوارير رُصت في خزانة على جانب السرير.

ردت السيدة ستيلز بفخر:
" نعم فهي مهنة ورثتها من أبي "

" هذا يفسر لنا سبب الدخان الذي كنا نراه في سماء الغابة عندما اتينا إلى الغابة " قالها سنآي وهو يمسك بطرف ذقنه.

" ياألهي ...يالي من غبية...لقد ظننتكِ مشعوذة شريرة." تحدثت جودي وهي تضحك على سذاجة تفكيرها الذي جعلته يصدق تلك الشائعة ويوهمها بوجود مشعوذة تأخذ الظِلال، شاركوها الأصدقاء  الضحك.

بعد ساعات من توديع الجدة التي ودعتهم بابتسامة مازحة :
" اذهبوا سريعاً قبل أن أخذ ظِلالكم ".

رفعت جودي أحد حواجبها باستغراب وهي تقول :
" ماذا.؟!".

عادت للحديث السيدة ستيلز وهي تضحك :" لقد نلت منكِ لقد كنت امزح "

خرجوا من الغابة، ركضت جودي وهي تضحك وتحضن شجرة الرمان في ساحة منزلها
" لقد افتقدتكِ أيتها الشائخة " همست جودي لشجرة الرمان

دلهم ديورد على طريق الخروج من الغابة, عادوا إلى منازلهم بعد ثلاثة أيام من الغياب حصلوا ذلك اليوم على توبيخ أهاليهم , لكن هذا لم يزعجهم بقدر فرحتهم باكتشاف حقيقة الشائعة فبعد تلك الحادثة قرروا أنهم لن يصدقوا كل مايقال قبل التحقق من صحته.

لقد سروا كثيراً بحصولهم على صديق رائع فمنذ تلك الحادثة وهم يدخلوا غابة الظِلال لزيارته ماكثين عنده أيام إجازتهم .

**النهاية**

اتمنى أنكم استمتعتم بقصتي ...
بالتوفيق

غابة الظِلال   _قيد التعديل_Where stories live. Discover now