الفصل الثاني

63 14 11
                                    

خلف شجرتين عملاقتين ظهر بحياء كوخ صغير، فتح الرجل باب الكوخ وادخلهم إليه، دخلوا لغرفة الاستقبال كانت مربعة تحوي كنبات ذات طراز تقليدي وضعت وسطهما طاولة مستديرة عليها زهرية، وضع الرجل سلينا على إحدى الكنبات، جالت أعين جولي على الصور، وجلسا بيتر وسنآي على كنبة أخرى

سأل بيتر:" ما الذي حدث لسلينا؟"

أجابت جودي :
" لقد أُغمي عليها ونحن نلحقها لقد ظنت أننا شبحان من اتباع المشعوذة  ".


خرج الرجل من تلك الغرفة، استمرت   جودي تتأمل الصور التي وضعت على الجدران .

ارتعشت أوصالها لرؤية عيني المرأة المرسومة عندما جال في سمعها  صرير أبواب  وظِلال لإجسام مختلفة تراقصت في فضاء الغرفة فتارة تظهر وتارة تختفي، جالت عينيها في أنحاء الغرفة تلاحق تلك الظِلال، لم يكن في الغرفة سواها.

صراخ سلينا و بيتر و سنآي جابت مسامعها من كل الإتجاهات رأت الظِلال تقترب كأجساد دبت فيها الحياة، زادت دقات قلبها متسابقة في مارثون.

خرجت جودي من الكوخ وهي تلتفت بين الفينة والفينة لتتأكد من عدم لحاق الظِلال بها، كانت الظِلال تكبر وتصغر مقتربة ومبتعدة منها، وأصوات ضحكات وهمس :
"مالزوت ...بالوزت...هفرتوش" أخذ فيتقرب من مسامعها.

زادت من سرعة ركضها لتتعثر، أضواء متطايرة في الهواء تقترب منها وهي تلملم جسدها لتنهض، فاجأها وضع أحدهم ليده على كتفها، ألتفتت ورأت عجوز مرتدية لباساً رث ووشاحاً غطى شعرها المسرح لجدائل، كانت ممسكة عصاها الملتوية بيدها الأخرى.

تحدثت العجوز صوت كحفيف الأفاعي :
" لقد امسكتكِ ..لن تتمكني من الذهاب بهذه السهولة .. ستلحقين بأصدقاءكِ ... "

كانت جودي تحاول قدر المستطاع الهرب لكن قبضة العجوز كانت أقوى، صرخت جودي :
" ياألهي  ساعدني .."

سحبت العجوز جودي .

أمام موقد يخرج منه الأبخرة رُبطت جودي، وكانت العجوز تلف يديها في الهواء فوق الوقد وتنفث بكلماتها المسمومة:
" بالزوت ..مالزوت تعالوا خذوها إلى أصدقاءها ...هفرتونش اجعلوها تذوق ماذاقت تلك المرأة وزوجها "

حالما  انهت كلماتها تجمعت الظِلال حول جودي من كل الجهات تأمرت كل مكونات الغابة مع تلك الظِلال امسكتها من خلفها وهي تزحف بركبتيها صارخة، ظِلها بدأ يتجه نحو الموقد تعالت ضحكات العجوز :
" نعم سأخذ ظِلك ليشارك ظِلال غابة الظِلال."

جلست جودي تلاحق أنفاسها من الهرب استيقظت ناسية أنها مع أصدقاءها قرب النار التي أشعلها بيتر بعدما تاهوا، تحدثت سلينا وهي تحتضنا :
" لا بأس جودي نحن هنا...لاتقلقي"

غابة الظِلال   _قيد التعديل_Kde žijí příběhy. Začni objevovat