غابة الظِلال _قيد التعديل_

الفصل الثالث

لم تكن كل تلك الأحداث سوى أوهام أثر تأثير الشائعة  في عقل جودي، هدأت جودي عندما رأت أصدقاءها بخير ومازالوا معها، بيتر كان ينظف كاميراته، وسنآي يتأكد من شحن هاتفه فهو يعتبره منقذهم لأن فيه برنامج بوصله قد يساعدهم.

مشوا خلال أشجارالغابة الطويلة، شاهدوا سناجب وطيوراً بنت أعشاشها في قمم الأشجار وتغنت بأعذب التغاريد، كانت تنظر سلينا إليها تمشي بقرب بيتر وهو يلتقط صوراً فهذه مناظر لاتعوض كما يقول دائماً.

تبعهم سنآي يتأفأف لقد نفدت بطارية هاتفه ولن يتمكن من استخدامه و جودي أخذت تطبق كل ماتعلمته من برامج التخييم مع مدرسيها من وضع علامات على الأشجار بخنجر أخذته من قبو منزلهم.

لم تكن أجواء الغابة سيئة برغم الوشاح الضبابي الذي اعاق رؤيتهم، وبينما هم في طرف منحدر رأوا كوخ صغير تحجبة بعض الأشجار القصيرة نشرت ظِلالها على سطح ماء النهر كانت الصخور المسيطرة على حركة مياءه التي تخلخلت بينها بقوة، اقتربوا من الكوخ، قالت جودي وهي تتذكر حلمها " أنهُ نفس كوخ المشعوذة " .

عاشت جودي تأثير تلك الشائعة في حلمها، صحيح الضباب اشاح وشاحه من طريقهم ذلك اليوم لكن ظِلال الأشجار كانت تجعل جودي تفقد صوابها وإيضاً رؤيتها للكوخ .

سمعوا حركة صادرة من داخل الكوخ لذا طرقوا بابه ليعرفوا سبب تلك الأصوات وليخرسوا مخاوف جودي التي صدعت رؤوسهم بقدرة المشعوذة ومدى قوتها لم ينتظروا طويلاً ليُفتح الباب ويظهر من خلفه  صبي يبدو بمثل عمرهم، سألهم ونظرات اندهاشه لاتغفل عنهم :
من أنتم؟و كيف وصلتم إلى هنا؟

همست جودي وهي تسحبه من يده :
أنت الذي يجب أن نسأله لمَ أنت هنا ؟ لاتخاف اخبرنا هل اختطفتك العجوز المشعوذة؟ ولمَ أنت في منزلها؟

ارتبك أصدقاءها وهم يمسكوها خجلاً من تصرفها، سحب الفتى يده من بين يديها بعنف وهو يتحدث :
ما الذي تقولينه هذا منزلي!

تفاجأوا وتصنمت أجسادهم لم يكونوا يتوقعوا بأن يجدوا أحداً يعيش في هذه الغابة بسبب تلك الشائعة التي تنفي وجود أحد يعيش فيها  بعد موت الرجل وزوجته، زعزع تجلدهم صوت عجوز صادر من خلف الصبي وسألته :
من هناك ديورد؟

التفت ديورد إليها دون ان  يتحرك من مكانه وقال :
بعض الاشخاص الغرباء.

طلبت منه أن يدخلهم، كانت تجلس على كرسي عتيق ممسكة بعصاها بيد وتشير لهم بالأخرى إلى الأريكة التي أمامها ليجلسوا، جلس كلاً من بيتر وسنآي وسلينا ترددت جودي ثم جلست بتوجس حتى لاتعلم العجوز بخوفها فهي تريد أن تكون قوية في نظرها حتى لاتنال منها بسحرها وشعوذتها.

صمت اطبق على المكان لولى حركة ديورد في المطبخ على يمينهم لإعداد شيء يأكلوه لظننت أنهم تماثيل في أحد المتاحف   تأملتهم وهي تسألهم :
هلا عرفتموني عليكم؟

لكزت جودي بيتر الذي كان يجلس جوارها عندما بدأ بالكلام هامسة له :
لا تخبرها باسماءنا

التفت إليها هامساً بنبرة تنبيه : لا تستعجلي في الحكم عليها

" أنا ادعى سنآي وهذه سلينا أما هذان هما بيتر وجودي " تحدث سنآي وهو يشير إليهم مما جعل جودي ترمقه بنظرة تهديد .

بالمقابل عرفت العجوز على نفسها :
أنا السيدة رويال ستيلز جدة ديورد

اثناء ذلك دخل ديورد بالطعام الذي أعده وقدمه لهم، تناولوا تلك الوجبة بنهم فهم لم يتناولوا طعاماً منذ الأمس عندما تاهوا، اخبروا أنهم تاهوا في الغابة عندما كانوا في رحلة تخييم.

غابت عن الوجود الشمس مودعة الغابة بشعاعها الأحمر، تاركة مخاوف جودي تكبر فهي كما تعتقد في منزل المشعوذة.

" أنها عجوز لطيفة " قالتها سلينا وهي ترخي جسدها على السرير جوار جودي.

انتفضت جودي واقفه هاتفة فيهم :
لا تخدعكم بمنظرها اللطيف أنتم لم تروها وهي تحاول قتلي في الحلم

بنبرة لامبالية تحدث بيتر :
أنتِ تعظمي الأمور جودي لايوجد ما يقلق.

رمت بجسدها على السرير و هي تزفر الهواء : أنتم لاتعلمون هكذا فعلت بالرجل وزوجته ادعت الطيبة حتى استغفلتهم وقتلتهم .

ضحكات حاول كل من بيتر وسنآي كتمها و ثم تحدث سنآي وهو يمسك بطنه ليتوقف عن الضحك :
هذه التي قالت أنها لن تخاف وكانت تخيف سلينا لقد أنقلب السحر على  الساحر.

ضحك بيتر وسلينا متأثريّن بتعليق سنآي اشتعلت النيران في رأس جودي وخرجت من الغرفة مغلقة الباب من خلفها .

ظِلان غريبا الشكل و ساكنان رسمهما ضوء القمر على أرض الممر قرب الغرفة التي كانوا فيها الأصدقاء  اخترقا زجاج النافذة المطلة على الممر من خارج الكوخ نظرت إليهما جودي مرتجفة، رفعت رأسها باتجاه النافذة تجمدت للحظة لكنها سرعان ما تراجعت للخلف عندما رأتهما يتحركان يمنة ويسرة وهي مازلت تنظر إليهما  وهي تصرخ : لقد...لقد .. ارسلتهم للقضاء...عليّ تلك... المشعوذة..أهربوا ..سوف تقتلنا...

فتحت أبواب الغرف وتزداد الظِلال التي تراها جودي فسقطت مغمى عليها، لم تكن الظِلال سوى ظِلال أشجار قرب النافذة.