البارت الأول

11.3K 582 427
                                    

كئيب، ضوضائي ومُتلَبد بالغيوم. لقد كان صباحاً ذو نكهة مُضجِرة كالمعتاد. المَطر كان يتهاطَل من السماء مُلتقياً بالأرض، مُصدِراً صوتاً أشبه بصوتِ الإنكسار. ببطئ المطر قذفَ نوافذ العديد من المتاجر والبيوت، ضارباً سُطوحَ السيارات التي كانت تدوي بأبواقِها.

لوهان كان إنساناً عديم الأهمية بين كتلة الناس حوله

هو حملَ مِظلتهُ السوداء بحزم في يده اليُمنى بينما الناس تسارعوا وهم يَمُرّون بجانبه من كل الجهات. وقوفه ثابتاً في موضع عبور المُشاة لم يكن فكرة جيدة، ومضَ عيناه ليُزيح قُطّيرات الماء التي كانت مُتراصة على أهداب جِفنه. ملابسه بالرغم من حماية المِظلة له كانت بطريقةٍ ما مُبللة وملتصقة بجسدهِ الضئيل.

الإشارة الضوئية للمرور ببطئ عكست صورة رجلٍ مُصّغر باللون الأخضر

لوهان أطلقَ تنهيدة خفيفة قبل أن يُحرّك قدميه المُرتجفتين إلى الأمام

__________________________

تعالت أصوات الضحك في غُرفة الصف. الطُلاب كانوا مُنقسمين جميعاً إلى مجاميع صغيرة، لا يسمحون لأحد بالإنضمام إليهم إذا لم يكن مُلائماً لـفِرقتهم. إذا لم تكن تمتلك الجمال فـعليك أن تقول 'وداعاً' للإنضمام لطاولة الطلاب المحبوبين. بالرغم من إنها جامعة، والكل يجب أن يكون على الأقل قد نضجَ قليلاً من تجاربهم السابقة في الثانوية، لكن لا لم ينضج أي أحد.

لقد كان نفس الروتين القديم

إذا الشخص لم يتأقلم مع هذه المجاميع فـيجب عليه أن يُهئ نفسهُ أو نفسها لقضاء سنين طويلة لوحده دون أن يتكلم معهُ أحد. تناول الطعام لوحدك والقيام بالمشاريع الجماعية بمفردك كانَ فقط البداية. إذا كان الشخص غير محظوظ فسوف يتعرض للتنَمُر في المرحلة التالية.

لوهان كانَ أحدُ 'المحظوظين'

الأمر لم يكن أنه لا يملك أصدقاء، حسناً هو لم يكن يملك لكن إطلاق لقب 'الدخيل الغريب' عليه لم يكن عادِلاً بحقه. الطلاب كانوا يتحدثون إليه، لكن فقط تحت أنظار أساتذتهم الحاكِمة، لكي يُمَثِلوا الصورة الوهمية بأنهم 'أصدقاء مُقرّبين' ولا أحد يُهمَل.

كُلّما غادرَ الأساتذة بعد إنتهاء الحُصة، 'أصدقائه' يُغادِرون أيضاً. هم لم يجدوا أي سبب يجعلهم يقضونَ وقتاً أطول معه. مُجدداً لوهان لم يكن هدَفاً سهلاً و ضعيفاً للمُتنمرين، هو فقط وكأنه لم يكن موجود.

زُملائه حيوه بـ "مرحباً" فقط بدلاً من أن يسألوه كيف كان يومه، أو ما إذا كانَ يرغب بالإنضمام إليهم لتناول الطعام. هوَ تعوّد على هذا. هوَ لم يكن يتوقع منهم أن يهتموا لأمره، هو لم يكن يتوقع أن يحمل الطلاب معهم أقلام أينما ساروا، الجميع لم يفشل بطلب الأقلام من لوهان.

Reply - [ hunhan ]Where stories live. Discover now