الفصل الاول

321 35 28
                                    

بدأت قصتي بصرخات
حيث كانت أصوات المتفجرات تصدح بالمكان بقوة مما جعلني أشعر و كان الأرض افتكها زلزال دامي، الجدران مليئة بالثقوب بسبب الرصاصات العشوائية و شظايا القذائف

و مع كل دقيقة ازدادت رعشة جسدي من حدة البرد ام الخوف ..ربما هي الاصوات القوية ما سببت الإنهيار القوي لنفسي..

عانقت شقيقتي الصغرى ليلى بقوة لأنني شعرت انني قد افقدها او ربما لأن أمي خارجا و لا احد معنا لذا احاول ان اكون قوية و اتمسك بها، بأي حال انا لا أستطيع فعل شيء..بالطبع طفلة في العاشرة..ماذا عساي أن افعل سوا الدعاء بأن نبقى أحياء..؟

صوت قرقرة بطنها القوي لم يهدا منذ البارحة..هو صعب علي جدا ان افكر..عاجزة تماما عن اتخاذ قرار صائب في ظل هذه الظروف المشوهة
لست في سن يؤهلني لأفعل

اغمضت عيني و عضضت شفاهي لاشعر بملوحة دموعي الجافة
دموع قد تملحت برزايا الأربعين و تشكلت بدماء قلب مفطور

أخذت أفكر بحل لهذه المشكلة حتى اتخذت قراري..و لأول مرة، نحن لن نبقا من دون طعام.

أمسكت بذقن ليلى الصغيرة و نظرت لعينيها المتلالئة بالدموع
ما ذنب طفلة ليحصل معها كل هذا؟

" ليلى حبيبتي، ألست جائعة؟"
صمتت و لم تجبني، هي تعلم أن الذهاب للمطبخ أشبه بالسير إلى طريق الموت

" اسمعي أنا ساحضر لنا الطعام و انت، مهما حصل انت لن تتحركي من هنا"تحشرجت بالبكاء و رفضت تركي ثم أخذت شهقاتها تعلو أكثر و أكثر، ماذا علي ان أتوقع من طفلة بالثانية..؟!

و هكذا اضطررت حينها لأن اخذها معي
" لا تصدري اي صوت و اتبعيني" قلت لتومئَ لي بقوة..خائفة ان ارحل بدونها

انحيت على مستوى الأرض و حاولت أن أزحف على ركبتي و مرفقي بعد ان تأكدت من أن ليلى تفعل المثل، لم يكن هذا صعبا جدا، فقط كنت خائفة من أصوات المتفجرات التي كادت تمزق اذناي

" بوم.." صوت أشبه بالصفير الحاد اخترق النافذة ليكسرها..رصاصة اخترقت النافذة للرواق الذي نحن به، هي لم تصبني فالتفت بسرعة لأنظر لليلى التي بكت بصوت أعلى

شعرت بدقات قلبي تتسارع و بالأدرينالين يندفع بجسدي بقوة، أنفاسي توقفت للحظات و دوار سيطر على جسدي

الهي.. انا جننت كيف اخذتها معي، و دون أن اكترث لأي شيء حملت ليلى لأرى إن أصابها مكروه.
شكرت الإله الف مرة لأنها سليمة و أخذت احتضنها و أبكي متألمة من كل ما يجري

دفعتها لتسير أمامي و طلبت منها أن تسرع بقدر ما تستطيع و لكن خطوات طفلة بالنسبة لي كانت بطيئة جدا
هي لا يمكنها الرؤية جيدا بسبب بكائها..و لأن الظلام بدأ يحل و لا انوار في المكان.

ما إن دخلنا المطبخ حتى استطعت اميز رائحة الكعكة التي أعدتها أمي قبل ان تخرج من رائحة المتفجرات.

أخذت قطعة لها و أخرى لي اعطيتها اياها فابعدتها بعنف
هي جائعة..و لكنها بهذه الطريقة تعاتبني على ما نحن به
و أيضا..لا تملك أي شهية
الحل الذي وثقت من نجاحه هو أن آكل قطعة و أصدر أصوات تلذذ
بالرغم من ان ما أفعله مرهق جدا..الا انني ساضحي بكل شيء مقابل سلامتنا

منذ نعومة اظافري.. كنت افكر لو ان احداً من افراد عائلتي قد رحل..ماذا قد افعل بنفسي..؟
كيف ساستطيع ان أحيا..؟!
و الان..لا أملك الا اختي..

بعد دقائق هي فقط أخذت تختلس النظر لي و انا اقول
" اممم..إلهي..لا أستطيع التوقف..شهية"اغمضت عيني و همهمت و اخيرا التقطت هي قطعة و تناولتها بينما انا أخذت أفكر..
هذه آخر قطعة سأكلها من صنع أمي..

موسيقى مؤلمة Where stories live. Discover now