(23) يقظة-الجزء الاول (النسخة المعدلة)

28.8K 1.6K 586
                                    

لحسن الحظ، نظرها وقع عليه فور خروجها، لم تعرف ان كان ينتظرها، او كان فقط يحاول تمالك نفسه قبل شروعه في القيادة، ولم تستغرق في الامر طويلا.

لم ترغب في مواجهة اي خيبات امل اخرى.

لهذا عندما وصلت الى سيارته، صعدت صعود الذل، وضعت حزام السلامة، ثم لفت ذراعيها حول نفسها، مزيحة نظرها بعيدا عنه ومحاولة اقناع نفسها بانها قادرة على امضاء ست ساعات بجانبه من دون الانهيار امامه.

بانها تستطيع التحمل..

لكن بينهما هما الاثنين، تسنيم كانت تجهل ان زيد هو اكثر شخص معرض للانهيار. الأمر الذي عرفته عندما وبعد ربع ساعة من القيادة السريعة والصامتة، ركن زيد فجاة وبدون اي انذار سيارته في جانب الشارع.

لقد ظل يحدق بالشارع مطولا، بفك منقبض، وبتنفس سريع. وعندما ظنت تسنيم بانه لن يقوم باي حركة، "لماذا؟" صرخ فجاة بحدة، صوته مشتعل لكن استطاعت تسنيم التقاط شعور الاسى في نبرته، وكان هذا لم يكن كافيا، اعاد سؤاله مرارا وتكرارا اثناء لكمه للمقود.

ردة فعله اصابت تسنيم بالهلع، لذا لم تبذل اي جهد في محاولة تهدئته خوفا من ان يوجه غضبه نحوها. في تلك اللحظة ورغم كون زيد قريبا منها جسديا، في الحقيقة، لقد كان بعيدا جدا، في مكان شيطاني، لم تكن لتعيده منه حتى وان حاولت.

لذا انزلت نظرها بسرعة نحو يديها المتشابكتين بتوتر، وانتظرت خروجه من انهياره العصبي ذاك.

ولحسن حظها، هدوءه حل في وقت اقرب من المتوقع، لانه فجاة اوقف حركته، اخرج نفسا مرتعشا، ثم امسك المقود بقبضة استسلام ووضع جبينه عليه بعينين مغمضتين.

لقد كان قلب تسنيم مجروحا مسبقا، من تصرفات زيد، وردة فعله ازاء رؤية زوجته السابقة، التي ادركت الآن انه يعتبرها زوجته السابقة على الورق فقط. لكن ذلك لم يمنعها من الشعور بقليل من الشفقة وكثير من التعاطف اتجاه حالته.

لقد كان يتألم في تلك اللحظة، يعاني، الافكار الشيطانية التي كانت تدور في راسه الله وحده كان أعلم بها، وتسنيم لم تكن متاكدة جيدا، ان كان زوج..زيد سيتغلب على تلك الافكار وسينجح في مطادرتها.

لكنها مع ذلك تركته لافكاره. لم تكن ستلعب دور صديقته المقربة والتي ستدفعه ليريح نفسه عبر البوح لها بما يتعبه، لقد كانت زوجته، وبالنسبة اليها، رغم صعوبة الاعتراف بذلك، لقد كانت تعتبره زوجها ايضا، لذا لم تكن ستتصرف وكانها مؤتمنة اسراره، رغم انها كزوجته من حقها التصرف كذلك، من حقها التصرف وكانها صديقته المقربة لكن لانها خشت على قلبها من طبيعة هذه الاسرار وتاثيرها عليها، رفضت القيام بواجبها هذه المرة.

لذا ولاول مرة، لم تمنع تسنيم نفسها من التصرف بانانية، وتفادت مواساته، لانها في تلك اللحظة لم تستطع مواساة قلبها حتى، فكيف ستواسي قلبا آخر؟ قلبا لم يكن يعاني بسببها كما يفترض به.

زواج مع وقف التنفيذ (قصة فتاة مسلمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن