(21) ماضي-الجزء الثاني (النسخة المعدلة)

29K 1.6K 521
                                    


"انا آسفة، انا جد آسفة، لقد قدمتما لمساعدتي، وانظر ماذا حصل لزوجتك؟" سمعت تسنيم في عمق غفوتها صوت سيدة مألوف.

"لا تقلقي، انه ليس خطأك، لدى زوجتي رهاب قوي من الدم، لهذا فقدت الوعي" صوت ضائع مالوف ايضا تردد على مسمعها.

لقد سمعت الصوت جيدا، لذا افترضت ان صاحبه كان قريبا منها.

"لكنه لكمك ايضا، يا الهي، انا حقا آسفة" اصرت السيدة على تكرار اعتذارها.

"مجددا سيدتي، لا تقلقي، الآن انا متاكد انه لن يصحو مجددا لغاية صباح يوم غد، لذا اطمئني، لن يحاول اذيتك مجددا"

"جزاك الله خيرا، انا حقا لا اعرف ماذا كان ليحصل لو لم تأت في الوقت المناسب" سمعت تسنيم شكرها له، وهذه المرة حركت عينيها.

"وانتم فجزاكم الله خيرا، لو لم يرسلني الله اليك، كان سيرسل شخصا آخر، الله سبحانه وتعالى لا يحب الظلم" تردد الصوت قبل ان يكمل، "هل..هل تتعرضين للضرب كل ليلة؟"

مرت مدة صمت قبل ان تسمع تسنيم اي شئ، "لا، عادة، يكتفي بكسر الاثاث فقط، لكن اليوم اظن بانه لم يقتصر على الكحول فقط"

وهلة صمت اخرى مرت، "هل يمكنني ان آتي غدا لاخذ رقم هاتفك قبل رحيلي؟" سال الرجل.

"طبعا، لكن لم..؟" بدات لكن الرجل قاطعها.

"غدا سأخبرك بكل شئ، حاولي ان ترتاحي هذه الليلة، هل انتهوا من اصلاح الباب؟"

"اظن ذلك" اجابته، اختار عقل تسنيم تلك اللحظة للعودة الى العمل. فتحت عينيها فقط لترى زوجها والذي كان يجثو امامها هي التي كانت نائمة على الكنبة، يده كانت موضوعة على هذه الاخيرة، ونظره كان موجها للاعلى، نحو امراة في اوائل الثلاثينات.

بنظرة هلعة جراء الكدمات والدم الجاف الذي كان فوق فمها وعلى ذقنها، احداث تلك الليلة عادت كالصاعقة لذهنها، بسرعة، حسنت تسنيم وضعها الى وضعية جلوس فقط لتعيد وضع راسها على الوسادة عندما عاد شعور الدوار مجددا.

حركتها اثارت انتباه زيد، لانه بحاجبين مقرونين التفت اليها. لقد كانت تسنيم تضع يدها على راسها بعينين مغمضتين، حاولت تخدير حركتها الى ان يمضي الدوار. لم يتحدث زيد، اكتفى فقط بمراقبتها بنفس الحاجبين المقرونين. عندما تاكدت تسنيم بان شعور الدوار قد اختفى جزئيا، فتحت عينيها، نظرها تحرك ببطء من نظرة زيد الى نظرة السيدة المحرجة.

"هل انت بخير؟" سالتها تسنيم بنبرة هامسة، سببت ارتداء السيدة لابتسامة باهتة.

"الا يفترض بي طرح ذلك السؤال؟" سالتها نظرتها حزينة.

"انا بخير لا تقلقي" اجابتها وعندما تاكدت بان السيدة لا تعاني من اي اصابة خطيرة، إصابة جسدية خطيرة، اما الاصابات النفسية فلقد كانت كثيرة، افترضت تسنيم، "حمدا لله على سلامتك" اخبرتها.

زواج مع وقف التنفيذ (قصة فتاة مسلمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن