(1) حدود متجاوزة-الجزء الاول (النسخة المعدلة)

104K 2.3K 660
                                    


"يا الله ، دعه يجدك قبل ان يجدني"
ترجمة الصورة

لطالما كانت تتمثل حياة زيد غسان في العمل، لكنه فعل كل ما بوسعه لكي لا يحس اطفاله باي نقص، وعلى خلاف ما قد يستنتج من كلامه، لم يكن السبب وراء ذلك عدم حصوله على حنان ابيه او امه عندما كان صغيرا فقط ليحاول بذلك منح اطفاله ذلك الحنان الذي افتقده.

لا، على العكس تماما، عندما كان يتعلق الامر بوالديه، فهو لم يحلم ابدا بالحصول على افضل مما كان يملك رغم انشغالهما باعمالهما طوال الوقت، بل فقط لانه كان يؤمن بان نجاح مستقبل الاطفال كان يعتمد دائما على الجهد والعمل الذي يكرسه الوالدين لتحقيق ذلك.

وهو لم يكن يمثل اي استثناء، لانه ورغم كون الفكرة غبية قليلا، لم يستطع انكار رغبته في سماع اسمه جراء سؤال طفليه عن الشخص الذي ساهم في نجاحهما، طبعا حلم بعيد بما ان طفليه التوامين لا يزالان في التاسعة من عمرهما.

وربما بدا زيد بالسبب الاول لكي يظهر السبب الثاني غير مبالغ فيه. لان غريزة الحماية الزائدة لديه اتجاههما هي اكبر بقليل من الطبيعية. واكبر مثال على ذلك، لم يفت الا ثلاث ساعات على اخذ رامي الى مدرسته، وريم التي كانت تشعر بالتعب الى بيت جدته المسؤولة عن تربيتهما، وها هو الآن يتصل بجدته للاطمئنان عليها.

لقد سمع ثلاث رنات، وبدا شعور القلق يخالجه، عندما اجابت جدته، "السلام عليكم"

زيد تنهد ثم اجابها، "وعليكم السلام جدتي"

"زيد؟" نادته متفاجئة من اتصاله، "هل هناك خطب ما؟" تساءلت.

"لا على الاطلاق جدتي، لا سمح الله، لقد اردت فقط الاطمئنان على ريم، كيف اصبحت الآن؟" سالها بنبرة قلقة.

"ابني، ريم بحال جيدة، انا متفاجئة لانك سمحت لها بالتغيب عن المدرسة فقط لانها اخبرتك ببعض الخرافات" اخبرته مسببة قلبه لعينيه، لكنه فضل عوض ذلك ترك نظره على الطريق، رغم انه كان يستعمل سماعة الهاتف في تلك اللحظة.

"جدتي، لقد قست حرارتها صباح اليوم، سبع وثلاثون درجة فاصلة ستة، الا تظنين ان هذا الرقم مرتفع؟" سالها وهو يشكر الله لان جدته تجهل ان حرارة الانسان المعتدلة هي سبع وثلاثون درجة فاصلة خمسة، اي ان الفارق بينهما كان صفر فاصلة واحد درجة. في تلك اللحظة ادرك حماقته، لكن ساعتها تفكيره بدا له منطقيا.

"وهل ميزانك الحراري سيعرف احسن مني؟ لقد ربيت والدك واعمامك وعماتك، وربيتك انت واختك من دون الالتجاء لاي ميزان حراري" تدمرت ولقد كان سيقاطعها عندما تذكر بان فعله لذلك لن يزيد الامر الا سوءا.

"بما انك تفضل كلام ميزانك الحراري على كلامي، ما رايك بان تبحث لهما عن مربية تعرف استعمال الميزان الحراري؟" سالته الامر الذي اطلق العنان لرغبته في انهاء المكالمة، لكنه لم يفعل. اولا، لان التقليل من احترام الكبار لم يكن لا من خصاله ولا من خصال دينه، وثانيا لقد كان يعرف جيدا بانه لن يسلم من قبضتها لاحقا ان قام بالامر.

زواج مع وقف التنفيذ (قصة فتاة مسلمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن