الفصل الرابع

4.2K 524 291
                                    

السابِع عشر من تشرين الاول .



لم يَعتقِد بأن الفُقدان مؤلمٌ الى تِلك الدرجة

هو و أبداً لم يعتقِد انه قد يُقاسيه يوماً

لم يعتقد انه قد يفقِدها يوماً

لم تنل القدر الكافِ من حُبه بعد .

الرّب يُعطيه درساً ، لقد كان سيئاً نحو ابنته ، لم يرعها جيداً ، كان قاسياً حيث أن ماضيها حمل الكثير من النُدوب بسببه ، روحها الصغيرة تألمت في صمت و وحدة .

" اغفر لي .. ".


" ارجوك ".

لم تتحمل حباله الصوتية ألم الفُقدان فانكسرّ صوته من قوته ، عيناه كانت باهِتة وغائرة الى حدٍ كبير ، وجهه كان شاحباً يتحدث عن الموت وملامحه الذابلة كانت هادئةً وبشكلٍ مُريب .

لم تذرف عيناه دمعةً واحدة تُعبر عن حُزنه ولم يكُّن مُتبلِداً عن الشعور ، لكن الشعور قد قتله الصمت .

‎تنهيدة صدرت من أعماقه ليختتم بها صلاته قبل أن يُنزِّل يداه اللتان اجتمعتا معاً أمام تمثال السيدة العذراء التي كانت تُحدِّق به بشفقةٍ .

‎استغرقه الأمر بضعة دقائق قبل أن يفيق من شروده بالتمثال الشمعي أمامه ويُحرّك رأسه مواسياً حاله .

‎" أيها الابّ بين ، يجدُّر بِك التوجه إلى المنزِل لأخذِ قسطٍ من الراحة ! ".

‎كانت تساؤلاً اكثر من كونها طلب حاني ، نظرات الشفقة في عيني الأب چوشوا كانت اكثر ألماً بعد .

‎" لابأس ، يُمكنني المُتابعة حتى الصباح ".
‎ابتسامته اليائسة أصمتت الاب چوشوا عن اعتراضه ليتركه برغبته ويسير مُبتعداً ، لقد كانت ساعةُ الفجرِ ولكن الأب بين أبى المُغادرة ، بالأحرى هو كانت ينتظر ،
‎ينتظر الامل .

‎" الأب بين ؟ ".

‎- هل كان هذا صوت الأمل ؟

‎الأب بينجامين استدار في عجلة ليُحدق في أمله الذي حضر أخيراً .

‎" سيد چيمس ، ماذا حدث ؟ ، هل هُناك أى مُستجد ؟ ، هل وجدتُم جُثمان ابنتي ؟ ".
‎لم يستطع منع تدفق أسئلته من إغراق السيد جيمس الذي نظر له بتوتر وازدرد ريقه بمرارة .

‎هما تبادلا النظرات لفترة واستطاع السيد جيمس رؤية شرارة الأمل في عيني الأب بين تنطفئ جراء صمته ، وضبابٌ غريب قد ابتلع عينيه .

خطوات القططحيث تعيش القصص. اكتشف الآن