15

28K 573 10
                                    


امسك بيديها فجأة فأنتفضت ، فأدارها فى سرعة لتسقط على الفراش وهو فوقها مكبلاً يدها بقبضتيه ، ونظر لها قائلاً بمكر :

- ما انتِ بتحبينى اهو !

اذدردت ريقها قائلة :

- آأأ انا مبحبش حد ، واوعي كده

هبط على شفتيها قائلاً :

- انتِ اللى جيتيلى برجلك !

ازاحته عابسة قائلة فى انفعال :

- لا مش هتسلمسنى ، انا مش جسم بس يا سليم !

ابتعد عنها متنهداً ، وهو يقول :

- بعد كده مش هلمسك غير بإرادتك ، مش سليم الحديدى اللى يفرض نفسه على ست !!

***

فتح آسر باب المنزل متطلعاً برأسه ، بحث عنها بعينيه ، ليجد الشقة هادئة ، الأنوار مطفئة ، ويعم السكون فى جميع أرجاء المنزل ، هتف متعجباً رافعاً حاجبيه فى استغراب :

- سرسورتى ؟ انتى فين !؟

اكمل قائلاً : - انا جييت علشان نكمل كلامنا !!

لم يستمع لرد ! كرر ندائه مراراً ، ولكن ما من فائده ، انتابه القلق ، وبحث فى المنزل ، وهي غير موجوده ، وضع يديه على رأسه قائلاً فى توتر :

- راحت فين دى ؟

* كانت تسير خلفه فى المنزل ، لذا لم يستطيع رؤيتها ، وتمشى خلسه على اطراف اصابعها كاتمة ضحكتها التى فلتت منها ، وضعت يديها على كتفيه قائلة :

- انا وراك علفكرة !!

التفت لها ، وعض على شفتيه فى غيظ قائلاً :

- انتى هنا يا سوسه ! خضتينى عليكى ..

نظرت له ببرائة مصطنعة ، ومن ثم فى حركة فجائية قبلته من شفتيه قائلة فى غنج :

- متزعلش منى يا آسورتى .. انا آسفة .

انحنى بجزعه قليلاً ، ووضع يده اسفل ظهرها والأخري اسفل ركبتيها ، وحملها بين يديه قائلاً فى خبث :

- لأ .. انا راجل بحب اخد حقي أول بأول !

***

ذهبت دادة خديجة لزيارة نور فى المنزل و ..

دادة خديجة بنبرة سعيدة ، وهي تربت على كتفي نور قائلة :

- مبروك يا بنتى ربنا يسعدكم ..

لوت نور شفتيها فى تهكم ، واردفت قائلة :

- الله يبارك فيكى يا ماما .. ياريييت

دادة خديجة بقلق :

- ليه يا بنتى مالك ؟

نور نافيه : - لامفيش حاجة ، متشغليش بالك انتِ

دادة خديجة مبتسمة :

- ربنا يهدى سركوا يا بنتى .. بس خلي بالك الراجل عموماً مبيحبش الست المدلوقة

ولا اللى لازقاله علطول .. وراميه نفسها عليه .. بالعكس الراجل بيحب الست اللى زى الزئبق .. تدوخه الـ 7 دوخات على مايعرف يمسكها .. بمعنى اصح .. الراجل بطبيعته مبيحبش البنت السهلة ابداً .. لازم تخليه بفكر ويخطط علشان يوصلها .. ولما يوصلها يحافظ عليها ويخاف تسيبه .. لأنه تعب على ما وصلها .. عرفيه قيمتك وانه لو غلط فى حقك .. مش هتغفريله ومش هتعدى على خير .. اما السهلة بقي .. بيقضي معاها يومين وبس .. وبعدين يرميها .. يا اما بينبذها ويحتقرها مهما وصلت درجة جمالها .. !

تنهدت نور وهي تهز رأسها متفهمه ، وعقدت العزم على استرجاع قاهرة الرجال ، وتنفيذ خطتها و اخذ ثأرها من ذلك الوحش الذي يجرى وراء شهوته ، لامت نفسها كثيرا كيف خُدعت بتلك السهولة !! ، احتقرت ضعفها امامه ، ودت ان تضرب نفسها الف مرة على استسلامها له ولحبه المُزيف بهذه السرعة ، ولكنه كالشيطان استطاع بث سمومه اليها مستغلاً براءتها لصالحه ، الم اقُل لك انكِ انتِ المُلامة ! ولكن يا سليم صبراً فهي من اتباع حواء ، ولم يذكر الله فى كتابه قائلاً " ان كيدهن عظيم " من فراغ ، تنهدت قائلة :

- فاهماكي ، وهنفذ !!

***

فى مكان آخر ..

جلست "مايا" صديقة نور على سريرها متعبة أثر خدمتها لزوجها القاسي ، وضرتها الخبيثة ، نهضت من مكانها وخطت بقدميها حتى وصلت امام المرآة ، لتجد نفسها فى عمر الخمسين برغم من انها لا تتعدى الأربعين عاماً ، عجزت وهى فى ريعان شبابها ، نعم لم تحبه ، ولكنه حارب من اجل الوصول اليها بنفوذه ، لما تلك القسوة والجفاء و... الإهانة ، عاشت فى بيت ابيها ملكة ، لتصبح فى بيت زوجها خادمة !

لما نُعامل هكذا ؟ صحيح اننا ناقصات عقل ، ولكن السبب الحقيقي لتلك الجملة هو اننا احببنا رجلاً لا يهمه سوى نفسه ! انانى فى مشاعره !

اطلقت لدموعها العنان متحسسه بشرتها الشاحبة ، اغمضت عينيها فى وهن ، دخل سراج الغرفة غاضباً وهو يقول :

- انتى يا هانم ، فين الغداء ، مستنيين بقالنا كتير !

ردت بلامبالاة ، وهي تمسح دموعها متجهة نحو باب الغرفة :

- حاضر

تنهد هو فى حزن قائلاً :

- انتِ اللى خلتينى اعمل كده يا مايا !

فريسه في ارض الشهوهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن