"خلف طاولة المطبخ لوي! خلف طاولة المطبخ!" صرخت به وسط الدخان. وأصبحت اطلق الرصاص بعمى حولي محاولة بجنون لملمة خرائطنا. زحفنا بسرعة مختبئين خلف الطاولة. أخرج لؤي مسدسه المرخص دون أن يطلق شيئا.

"أطلبي. الشرطة. " همس لوي من بين أسنانه قبل أن أن يسمع صوت خلع باب الشقة. عرفت اننا ميتان.

صوت رصاصهم كاد يخترق أذناي. حاولت أخراج هاتفي من جيبي بإصرار ولكن بيدان مرتجفتان طلبت الرقم. لوي عدى نحو باب المطبخ واغلقه. ثم، بنوع من انواع القوى الغربية الناتجة عن الخوف ودفعات من الادرينالين،  إستطاع الفتى نزع طاولة الجرانيت اللعينة وسط المطبخ ودفعها نحو الباب وانا اندفعت اساعده.

"٩١١؟ كيف يمكنني مساعدتك؟"

"أرلينا ستاينفيلد معك. عصابة مسلحة تهاجم منزلي. أخبري الFBI. آرون ماكسويل ودايفيد دين مكلفان بقضيتي سيعلمان كيف يتصرفان. الأمر جدي. بسرعة." حاولت ان اجعل صوتي يبدو قويا ولكن اعتقد بانني تلعثمت وانهيت كلامي بشهقة.

في تلك اللحظات كان لوي قد أخرج شيئا ما من جيب مخفي في كنزته الصوفية "احضري كل ما هو قابل للاشتعال!" صاح بي.

انا ركضت في ارجاء المطبخ احضر كل مادة اعلم انها ستنفع. لقد فعلناها من قبل. قنبلة يدوية.

أتضح بأننا أذكى مما ظنوا. على ما اعتقد، لأنهم بعد وابل من الرصاص على الباب (اللذي دعمناه بطاولة الجرانيت) استسلموا من الأمر. على الاغلب سيحاولون الآن الوصول إلينا من النافذة.

أشرت الى النافذة بأصبعي للوي.  "الزجاج مضاد للرصاص. ولكن لا اعتقد بأنه سيصمد طويلا.

إلتفت لوي باحثا عن شيء يسد به النافذة بينما أحضرت ادواتنا وجلست تحتها وفتحت كيسا من النايلون اضع مقاديرا مما اتذكر.

في الوقت اللذي كان لوي يدفع فيه احد الخزنات أخترقت أول رصاصة النافذة. قفز لوي فزعا وصرخت به لينبطح.

كنت على وشك اخباره بأنني أعتقد أن أحدا سيحاول الوصول إلينا من النافذة عندما فكرت في الأمر.

"لوي نحن في الطابق الاخير. المؤكد بأن أحدا سيحاول الوصول لنا من خلال سطح البناية" أخبرته بتلعثم قبل أن أناوله متفجراتنا المنزلية، التي كانت على وشك أن تنفجر. مشكلتها انها تحتاج دقائق قد لا تكون بمتناولنا.

أين بحق الجحيم هي الشرطة الى الآن؟

أخذها لوي وفي لحظة كان لا يعلم ما يجب فعله، لقد بدا ضائعا. ولكنني قررت.

"ساعدني في الطاولة. سنخرجنا من هنا"

بدا لوي متشككا ولكنه أستمع إلي. كان الأمر أصعب هذه المرة. وقبل أن نفتح الباب همست بأذنه "على الاغلب هناك من ينظرنا خلف الباب. القنبلة ستسبقنا. ثم سنندفع انا وأنت الى السطح. وسنقتل أيا كان هناك. أتفهم لوي؟ سنقتلهم! أتفهم؟" همست بوجهه مهددة. وهو أومئ ليزيد الادرينالين المندفع الى عروقي.

وهذا ما فعلناه. لم ننظر أنا وهو الى مصدر الصرخات التي سمعت عندما رمينا عليهم قنبلتنا الحمضية. كنت قد تركت الخرائط ونحن مندفعان الى خارج البناية. مطلقين رصاصا كلما سمعنا صوتا على لا شيئ تحديدا.

وعندما وصلنا الى السطح. بدأت الصورة الكاملة من موقفنا العجيب في التشكل. لقد كانت هناك سيارات على الشارع تحتنا وسيارات الشرطة تحاصرها. سمعنا تهديدات الشرطة. ورأينا رجلا واحدا أمامنا. مسدس في يده. والمسدس مصوب علي، بالطبع.

أعتقد أن لحظة واحدة من الصمت مرت كي يستوعب كل إنسان ما حوله. ثم سمعنا صوتا، لا بل أصواتا من خلفنا مباشرة.

"الشرطة! أرفع يديك عاليا!" قالت شرطية من مكبر الصوت.

حمدا لله!

أعطى الرجل الملثم إبتسامة ساخرة للعالم حوله، قبل أن يرمي بنفسه من الحافة.

ولكن قبل أن يفعلها. فعل شيئا لم أستوعب ما هو لا من صوته، ولا من صوت الصراخ، ولا من المنظر.

بل من الألم المفاجئ اللذي إجتاح جسدي.

قبل أن يتكهرب كل شيء، ويتجمد الصراخ.



إبن القمر.  Where stories live. Discover now