الحشاشون الجدد

504 9 4
                                    

حزب اللات .. فرقة الحشاشين الجدد!!

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:

مقدمة:

الحشاشون أو النزارية هي إحدى الحركات الباطنية التي ظهرت في أواخر القرن الخامس الهجري، وهي تنسب إلى نزار بن المستنصر بالله ابن تميم معد الخليفة الفاطمي, حيث شرع المستنصر قبيل وفاته سنة 487هـ ليأخذ البيعة لابنه الأكبر نزار حسبما تقتضيه التعاليم الإسماعيلية, غير أن الوزير الأفضل شاهنشاه ابن أمير الجيوش بدر الجمالي تقاعس عن ذلك، ودافع المستنصر من يوم إلى يوم حتى مات المستنصر(1)، وكان الحسن بن الصباح رئيس هذه الطائفة الإسماعيلية قد قصد مصر في زي تاجر، واجتمع بالمستنصر, وخاطبه في إقامة الدعوة له ببلاد العجم، وقال: من إمامي بعدك؟ فقال: ابني نزار(2)، فبعد وفاة المستنصر بالله الخليفة الفاطمي انقسمت الإسماعيلية إلى فرقتين متناحرتين: فرقة المستعلية والأخرى النزارية، ويعتبر الحسن بن الصباح هو المؤسس لهذه الفرقة(3)، فاستطاع الحسن بن الصباح من تأسيس دولة إسماعيلية فريدة عرفت بأسماء متعددة مثل: الدولة الإسماعيلية الشرقية, والدولة الإسماعيلية النزارية والباطنية, والسبعية والتعليمية, والحشاشون, والملاحدة والسفاكون, وأقام داخل القلاع والحصون مجتمعات إسماعيلية بحتة يحيطها السر والكتمان(4)، وسمّوا بالحشاشين لأنه كان الحسن بن الصباح يحدث الفداوية (وهم شبيبة وهبوا أنفسهم لخدمة ذلك المعتقد) يوماً بموضوع الجنة ويشوقهم إليها، ثم يأمر بإعطاء الأفيون (الحشيش) لعشرة أو اثني عشر من هؤلاء الشبان (الفداوية).

أما بالنسبة لأسلوب الدعوة عندهم فيصف أبو حامد الغزالي وسائلهم التي كانوا يستخدمونها بأنها حيل يحتالون بها على الناس، فقال: أما درجات حيلهم فقد نظموها على تسع درجات مرتبة, ولكل مرتبة اسم, أولها الزرق والتفرس, ثم التأنيس ثم التشكيك ثم التعليق ثم الربط ثم التدليس ثم التلبيس ثم الخلع ثم السلخ(5)، وأول ظهور لهم في بلاد الشام كان عام 499هـ فقطعوا الطريق وأخافوا السبل وانضم إليهم كل مفسد(6)، فلم يقاتل الحشيشية (النزارية) الاثني عشرية أو الشيعة الآخرين, ولم يديروا سكاكينهم ضد النصارى أو اليهود المحليين(7).

ظلت الحركة النزارية الباطنية إسفينا في قلب المجتمع الإسلامي فزادته ضعفاً على ضعف, وساهمت في تمزيقه ونشر الرعب والإرهاب في أرجائه، فساعد ذلك الأعداء على الطمع فيه ومحاولة السيطرة عليه. فاتخذ أتباعها من الاغتيال السياسي والتصفية الجسدية مبدأ ساروا عليه لتحقيق أهدافهم في السيطرة على أجزاء كبيرة من بلاد فارس والشام، وإنهاك القوى السنية فيها. فذهب ضحية إجرام هؤلاء عدد كبير من قادة الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين والخلفاء والوزراء والعلماء والقضاة, فكان مصير كل قائد مسلم ينادي بالجهاد ضد الصليبيين وتوحيد الجبهة الإسلامية لمواجهة الخطر الصليبي القتل على أيدي رجال الحشاشين(8).

الحشاشونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن