Part || 3 ||

213 4 1
                                    

* انسة "كندون"* و لم تصرح عيناه العسليتان باي شئ وو هما تنظران للفتاه الحلوة التي تبتسم له بعينين ناعستين .. لم تكن خطيبة "تود" المتوقعة
تضع ذرة مساحيق على وجهها او أي اثر لاحمر شفاه على فمها الواسع المكتنز
ورغم ذلك كانت رائعة الجمال فارعة الطول اطول بعدة بوصات من رفيقها و هي تلبس صندلها المسطح.
- * جدتك في انتظاركما فهي لا تزال في غرفة الجلس يا مستر"تود" و ساخذ حقيقة مس " كندون" للغرفة الوردية *
- *شكرا هيا بنا يا "كات" لنراها قبل ان تبدل ثيابها للعشاء * .. و جرها من شمس الاصيل الى مدخل المنزل الرطب و بينما ارتقى "سيث" درجا مرمريا لليمين قيدت هي الى بهو صغير ابيض الجدرن تحفة اواني الاهار الاثرة و سجادته تشهد بانها ايرانية اصيلة .. و لمحت "كات" لوحة زيتية ضخمة عند اول فتحة للسلم تبدو من الفن التجريدي لا تفهم من لمحة خاطفة و تبدو باردة بالوانها من الازرق و الاخضر و الرمادي
- و مد "تود" يده للمقبض النحاسي للباب المزدوج في نهاية الممر ثم قال :
- *"كات" .. لن تخذليني اليس كذلك ؟ *
- و ردت متعجبة لهذا الانفعال منه :
- * بالتاكيد لا و لكن ... *
- * ارجوك يا "كات" .. كان المفترض ان اشرح لك من قبل .. و لكن ارجوك جاري كل الامور *
- * حسنا *

- و فتح "تود" الباب قبل ان تزيد و دخلا غرفة طويلة مربعة مرتفعة القف يزداد الشعور باتساعها بفضل سجادتها الكريمية الباهتة و لوحات حوائطها و يزيد الاثاث الفخم باللون الاسود العميق من برودة الديكور بينما تخففه لوحات بالوان زاهية ذات اطر سميكة
و الحشيات المشغولة بالوان تضاهيها بهجة
و في الناحية الاخرى من الحجرة باب مزدوج محاط بستار من الحرير الدمشقي باللون الكريمي يفتح على بركة تبرق بالوان زرقاء تعكس ما يحيط بها من شجيرات الازهار و نخيل البحبر المتوسط و يوازن هذا الذوق الراقي بالقرب منذلك الباب سيدتان جالستان على اريكة و ثيرة ملونة بخطوط كريمية و قرمزية كانتا تتحدثان بنبرة مكتومة حين دخل "تود" و "كات" و سرعان ما خيم الصمت .
- شعرت "كاثلين" برغبة خبيثة ان تولي الادبار و هما يقتربان من الجسد المستقيم ذي الراس الفضي الذي يضع عليه تأييرا من الحرير الازرق الغامق رغم حرارة الصيف و تحته بلزة متسقة اللون معه ليست من الحرير الحديث المحبب في الازياء الحديثة بل حرير من النوع الفخم الباهظ الثمن جعلت "كات" تشعر بتخلف ما ترتديه من رداء بسيط رغم ما يعطيه من احساس بالراحة لابد و ان جدته تنضح عرقا تت ذلك الزي رغم مظهرها البارد و بدا وجهها المزين بعناية في جمود قماش ردائها الحريري و عيناها الزرقاوان الجليدتان تدلان على انها امراة من الصعب التاثير عليها و بدت المراة الاخرى الاكثر نحافة و الضارب شعرها للون البني ذات عينين عسليتين تشبهان عيني "تود" اكثر الفة رغم تاثريها بالجو المتحفظ الذي يعم الحجرة .
- و قال "تود" معتذرا باستخفاف :
- *اسف اننا لم نلحق بالشاي و لكم "كات" لم تكن جاهزة حين قدت لاحضارها جدثي اقدم لك "كات كيددوم" جدتي "اديليد بيشوب" ووالدتي "شارون بيشوب" *
- و غمغمت "كات" تحية بابتسام متعجبة لماذا يعاملها بادب امام "سيث" ثم يفضحها امام اسرته
- و تحركت عينا الجدة ببطء من شعر "كات" المتموج المسدل على كتفيها ثم الى تموجات جسدها
الذي قال عنه "تود" انه مناسب تماما لارتدائه في منزل

ثم هبطت النظرات الى ما ترتديه في قدميها
و لو كانت قد شعرت بتخلف ردائها فهي تشعر الان بانها عارية تماما – ابتسمت داخلها و تحدث نفسها .. " على ان اتعود على هذا من الان " و استمرت تبتسم في صبر .
- * اهلا مس "كندون"
- * "كات" يا جدتي * صحح لها "تود" بمرح * كل الناس يدعوها "كات" * و بدا ان السيدة "نيشوب" لم تتعود ان تنادي احد بالاسماء الاولى
- و قالت "كات" برقة :
- * حقيقة اسمي "كاثلين"*
- * هل انت ايرلندية؟*
- * لست متاكدة * قالت هذا ببراءة
تبعها صمت لحظات من وقع الصدمة و ابتسمت "كات" ل"شارون" و تعجبت لظل ابتسامة تلاشت سريعا.
- * سعيدة بلقائكما لقد حدثني "تود" كثيرا عنكما *
- و هو قول كاذب فقد كان "تود" غامضا لحد ما بالنسبة لاسرته باستثناء ان جدته مسيطرة للغاية و انها على شئ من الغموض و عمه – ذلك الذي ستتم خطبته هذا الاسبوع – مدمن للعمل الشاق و ملتزم تماما بالواجبات النابعة من تقاليد عائلته وردت "اديليد" بنفس الادب .
- * و "تود" قد حدثنا كثيرا عنك تفضلي بالجلوس يا مس"كندون" ان الوقت متاخر بالنسبة للشاي و مبكر لتقديم شراب و لكن ربما تحكي لنا شيئاعنك قبل ان تصعدي لاخذحمام و تبديل ثيايبك للعشاء *

الرَّاقصة و الإرسْتقراطِيWhere stories live. Discover now