بعد دقائق مضت علي كالساعات نقلو هاري الى غرفه اخرى وضمدوا جراحه ليضعوا له مغذي وأُكسجين

" اذاً .. ليام صحيح؟" سأل الطبيب لأهز رأسي كموافقة ويكمل " عليك ملىء هذه الاوراق من اجل اجر.. " قاطعته " سأدفع ما تطلبونه هو لا يمتلك اسماً ثاني "

نظر الي الطبيب قليلاً قبل ان يهز رأسه بتفهم وهو يقول " لا تقلق هو بخير فقط استنشق بعض المخدر وهذا ما جعله يفقد وعيه ، اما عن جرح جبينه فقد قمنا بخياطته بثلاث غُرز "

اللعنه

اومأت له ليسأل مجدداً " جسده منهك هل هو يأكل ؟" نظرت الى باب الغرفه لأشعر بغصه تقف في مُنتصف حنجرتي ، يمر هاري بأوقات عصبيه وكل ما يفعله الذين من حوله هو دفعه نحو الهاويه

" سأحرص على ان يفعل " قلت وانا اعيد بصري الى الطبيب الذي قال بهدوء " حسناً ، ربما يستيقظ بعد ساعتين من الان "

تمتمت بالشكر وعدت الى داخل الغرفه اراقب هاري او الملاك النائم على الاغطيه البيضاء ، راقبت الانبوب الذي يمتد من كيس معلق حتى يده لأتخبط بين الواقع والماضي

ذكرى جاك لا تفارق عقلي عندما كان على السرير الابيض ، كنت اظن انه نائم فقط ، لم اكُن ادرك انه سيرحل عني دون وداع !

هو يشبه هاري كثيراً الا ان جاك يمتلك شعر طويل مجعد عكس هاري ذو الشعر القصير ، وهما يختلفان في لون العينين ايضاً

جررت خطواتي لأجلس على الكرسي المقابل لهاري قبل ان يعصف بي الوقت الى قبل ثمان أشهر مضت ..

#فلاش باك :

في شوارع لندن المظلمه كان حذاءه يرتطم ببقع المياه المتفرقة على ارصفة الشارع بعد يوم ماطر ، انها الان مُنتصف الليل والشوارع شبه فارغه عدا من بعض المشردين

انفه محمر من شدة البرد ، لم يكن يرتدي سوا قميص خفيف بنصف أكمام وبنطال ضيق ، كان ثمل آنذاك وقدماه تقوده للمكان الخاطىء ، هو اصبح يتخبط بسيره دون ادراك منه

عندما يثمل دائماً ما يتبع مشاعره ، كان يظن بأن مشاعره ستقوده الى باب المشفى ، الى جاك الصغير الذي هو واقعٌ معه ! ولكن الامر اختلف تماماً عندما رفع بصره الى تِلك البنايه الشاهقة والتي تقع في احد ارقى الأحياء

رغم ان عقله لم يكن معه الا انه استطاع الابتسام بسخريه ، اليوم فقط قررت السفن ان تمشي عكس الرياح ، اليوم فقط .. هو سار عكس رغبته بالبقاء بعيداً

دخل الى داخل المبنى وسار ناحية الدرج ، كافح في سبيل الوصول الى الطابق الرابع حتى وقف تحديداً امام الشقه 504 وهو يحدق به لدقائق طويله قبل ان ترتفع يده اخيراً وتطرق الباب بشكل مستمر

هي عدة ثواني حتى سمعه صراخه من خلف الباب وهو يشتم بسبب انزعاجه من طريقة طرق الباب ، هي حقاً كانت مزعجه ولكنها لم تكن كإزعاج نبضات قلبه المتسارعة

Reflex - Larry stylinsonWhere stories live. Discover now