حجر صحي |١٩|

31.4K 2.4K 1.2K
                                    






___________

مد أدريان يده المرتجفة وأخذ السكين بلطف من لورين يحاول تمالك نفسه ليقذفها أرضاً بعيداً عنها ثم هرع نحو اقرب منشفه معلقه على الباب وكان لونها ابيض ليغطي فيها ذراع لورين وجلس بتهالك على السرير قربها يراقب جرحها بقلق عارم وانفاسه مرتعشه ..

بينما لورين كانت تحدق فيه بهدوء مخيف .. وكأنها فقدت الشعور بأي شيء حولها

قال بصوت اُشبه بالصراخ وهو ينظر اليها بسخط

" هل تحاولين معاقبتي عن طريق إيذاء نفسك ؟ .. هل لأنكِ تدركين اني لا استطيع تحمّل رؤيتك بهذا الوضع ؟! "

لم تنطق هي بشيء .. لكنها بدلاً عن هذا أدارت عيناها نحو النافذة بهدوء ..

أوقفها بنُبُل يقول ويده الاخرى ممسكه بالمنشفه التي تعانق ذراعها جيداً

" سنذهب للمشفى .. هل تريدين ان أحملك ؟ هل تشعرين بالإرهاق ؟ "

لم ينتظر إجابتها ، بل رفعها فوق ظهره بلطف ونزل السلالم بعجله لكن بحرص حتى وصل الى السياره وكانت الخادمه سيزين تلاحقها بنظراتها من شدة الذعر .

كان يقود بيد  ، واليد الاخرى ممسكه بالمنشفه البيضاء التي على ذراعها وقال بصوت رقيق

" لحسن الحظ انكِ لم تقطعي شريان معصمك .. "

ثم التفت اليها بسرعه وقال

" ارجوكِ لا تكرريها مجدداً .. "

كان وجهها شاحباً وذابل .. مما جعله يؤجل العتاب الى بعد حين ..

وصل الى المشفى وحجز لها غرفة .. خرج الطبيب بعد ان قام بتضميد جرحها وقال لأدريان الذي كان واقفاً ينتظر طوال الوقت

" سأقول لك هذا بصفتي والد وأملك إبنةً تعاني من الكآبة .. هناك نوع من الناس يؤذون أنفسهم جسدياً كي ينسوا ألماً حسي قاتل .."

ثم أشار على قلبه بإصبعه وقال

" هذا الألم يكمنُ هنا بالضبط .. يجعلك تتلذذ بإيذاء جسدك بالآلات الحاده فقط كي تنسى ولو لبعض الوقت هذا الألم الحسي .. وتضميدي لجراحها الذي تسببت به ليس العلاج .. العلاج يكمنُ بالمضي قُدماً ونسيان ما فات .. او - "

عقد أدريان حاجبيه الكثيفين وقال

" او ماذا ؟ "

" او حبسها بالحجر الصحي .. لمصلحتها طبعاً "

نفث أدريان بسخريه وقال بجديّه

العِـشقُ يُشْبهك     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن