thirty seven

6K 382 208
                                    

وفقط عندما قررت الابتعاد قليلاً لألتقط أنفاسي المقطوعة، هاري لم يترك لي فرصة حتى عندما دفع بجسده نحوي بقوة وألصق شفتيه بخاصتي مرة أخرى، وكأنه يرفض الابتعاد الآن.

على الجانب الآخر، أنا لم أكن أقل منه في ذلك على الإطلاق، لذا أغلقت عيني وعدت للخلف ممررة أصابعي خلال شعره ببطء.

لا أعلم كم من الوقت استمرت، لكني عندما ابتعدتُ عنه قليلاً، كنت افتقده بالفعل.
هاري ابتعد بالمقابل ودفع بجسده للأعلى، هبطت عيناه علي وهو يتعقب شفتيه المحمرة المنتفخة بحذر، وبتلك اللحظة تحديداً، شعرت بأنه يجب علي أخيراً الاعتراف لنفسي، أنا أحببت الشعور بشفتيه الممتلئة الباردة ضد خاصتي، أحببت الشعور بتجعيدات شعره تسقط على وجهي مسببةً لي الارتعاش قليلاً، أحببت الشعور بيده وهي تمسحُ على وجنتاي برفق، أنا أحببت كل لحظة، كل ثانية من ذلك.

قُطعت عودة للواقع عندما رأيتُ ذراع هاري الممتدة نحوي. تنفستُ و حركت رأسي قليلاً، قبل أن آخذ بيده ليساعدني على النهوض.

"لنصعد إلى الأعلى" وقف بطوله الكامل وفعلت المثل.
راقبتهُ وهو يسحب معطفه المعلق خلف الباب بينما يده الأخرى تمسك بخاصتي جيداً، وعلى الفور، هوَ قام بسحبِ مقبض الباب قبل أن يخطو للخارج نحو الرواق.

"ما الذي تفعله؟"
سألت سريعاً من خلفه بينما لاتزال يدانا متشابكة، أتبعهُ محاولة قدر الإمكان اللحاق بخطواته الكبيرة لأني أشعر وكأني سأتعثر بأي لحظة الآن.

"أنت بطيئة للغاية"
ضحك دون أن يلتفت للخلف إلي. وأدرت عيني

توقفنا أمام المصعد وقام هاري بالضغط على الزر عدة مرات قبل أن يُفتح الباب المعدني ويأخذ بيدي مجدداً ليسحبني للداخل.
"يجب عليك رؤية المنظر"
قال وهو يراقب شاشة المصعد الصغيرة المضيئة بأعلى، ماهي إلا عدة ثوان حتى فُتح باب المصعد وقادنا للخارج. نسمات الهواء المنعشة تلاطفنا من الأمام بينما نتجه نحو السور.

سقط فكي عند رؤيتي لأضواء عين لندن وأضواء الشوارع المنعكسة على نهر التايمز، السيارات التي تبدو ضئيلة وهي تسير على جسر البرج، السماء الضخمة الداكنة التي تتخللها النجوم لتنير الأفق، كل شيء كان مثالياً، مثالياً للغاية.

انتقلتُ بنظري إلى هاري الذي اقترب ليتكأ بمرفقيه على حافة السور، قبل أن يطل برأسه للأسفل وعلى وجهه ابتسامة جانبية صغيرة.
"كنت بالتاسعة، وكنت أحمل بيدي كرة ثلجية لبيغ بين، أمي وضعتها بأسفل شجرة عيد الميلاد وأنا حصلتُ عليها، كان مطبوعاً عليها (الأحلام ستتحقق) وعندما كنت أهزها، كان الثلج ينير، كانت كالسحر"

End up here | h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن