thirty one

5.3K 415 322
                                    

نظرت إلى هاري، لم أعرف كيف ابدأ ولم يكن لدي أدنى فكرة عما سأقوله في حين أني لم أعتقد بأنه سيجيب في المقام الأول. على الجانب الآخر ذهني يقوم باختلاق قائمة طويلة بكل الاسباب التي بإمكانها أن تجعل التحدث مع أمه معقداً لهذه الدرجة

لم أدرك حتى الآن بأن الأمر كله جعلني أعود للخلف للمحادثة الأولى، الطريقة التي كان يحدثها بها، الغضب الذي اعتراه حينما سمع صوتها للمرة الأولى،   
لم هو متفاجئ للغاية بأنها استطاعت الحصول على رقم هاتفه؟

"من الواضح أني ملأت رأسك بالكثير من الأسئلة، أستطيع رؤية ذلك"
نظرت لجانبي فقط لأراه ينظر لي بترقب، لايزال يطبق بأصابعه على هاتفه الموضوع بحضنه منذ قام بإغلاق الخط

أدرت رأسي مرة أخرى وفتحت فمي لأقول شيئاً قبل أن يسبقني هو بنبرة صوت خفيفة

"كما قلت، سينفجر كله خارجاً بوقت ما، لم أظن بأن ذلك يعني ثواني لاحقة" صمت.

"لايمكن لأحدنا إبقاء كل شيء بالداخل، حتى وان استمر بفعل ذلك لمدة طويلة، وإن حاول إقناع نفسه بأنه يمكنه تحمّل ذلك العبء بمفرده، ربما ينجح لفترة من الوقت، لكن كله سينفجر خارجاً بعدها"
كلماته سبحت بذهني وكل شيء صفعني. هاري كان يتحدث عن نفسه

ضغطت يداً على ذراعه وملت بجانبه، أنا متفاجئة بأني أفعل ذلك ولكن من الواضح أن كلانا لا يمانع.
"لابأس. أخبرني" همست 

تردد للحظة وكأنه يشك فيما اذا كان عليه أن يثق بي أم لا قبل أن يحني رأسه إلى الأسفل ويطلق تنهيدة طويلة، وبدوري أنا ابتلعت ريقي وانتظرته ليتحدث

"كان من المفترض أن تكون ليلة ممتعة، والديّ أقاما حفلة وكنت على السطح، كان الوقت متأخراً وأمي- جاءت مترنحة من خلف المنزل مع- نوا. شريك عملها"
عيناه تتنقل للأرضية قبل أن تعود لخاصتي

"وأتذكر قول نوا، -ماذا عن بين؟ ماذا لو رآنا؟- وأجابته أمي" توقف للحظة ليأخذ نفساً عميق

"لا أهتم"
ضحك بجفاف

"لم أستطع تصديق الأمر على الإطلاق. لم أستطع فحسب"
انكسر صوته بالنهاية قليلاً وارتعش قلبي. أنفاسه سريعة وغير منتظمة. أنا لم أرى هاري هكذا قبلاً

"أبي بدأ يتخبط منذ تركته من أجل نوا، لم يعد ذلك الرجل الذي عهدته، بالكاد كان يخرج من المنزل، يرفض مني الجلوس على المقعد الذي اعتادت أن تجلس به على المائدة، لايزال يضع الخاتم حول اصبعه، وكأنه ينتظر منها أن تعود. حتى اعتقدت أنه أصيب بالاكتئاب" مضغ على شفتيه بقوة "كان يتجاهل تنبهيات تطبيقات المواعدة خاصته التي وضعتها بهاتفه في محاولة لإبهاجه"

End up here | h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن