الثأر المنسي |١٦|

36.5K 2.4K 1.3K
                                    

صمتٌ مريب حاصر زوايا ذلك المنزل المكتض بالناس المصدومة ..

إرتبكت إيزابيلا حين لاحظت جميع الأنظار متوجهه نحوها لتتورد خجلاً تنظر الى ادريان المكتفي فقط بالنظر بتلك العينان الهادئه التي يطغي عليها حزن عميق ، والذي لطالما لازم عيناه الشمسية ..

تلاعبت بأصابعها تنظر اليه تارةً ، وترمش بخجل تارةً ..

وإذ بلورين تبتسم وهي تنظر الى اختها الصغيرة لتقول وهي تمسك بربطة عنقه وتلفّها حول معصمها لتجرّها كي يَصْل  الى طولها ووجهه قبالة وجهها الجاد ونظراتها الحادّه بينما تعبيره كان هادئاً فقالت له

" ما هو ردُّك لها ؟ "

لاحظ ادريان مدى غضبها  ، لكن يجب تأجيل هذا ..

وضع يده فوق يدها ليخفضها ويبعد أصابعها عن ربطة عنقه ..

ليضع الخاتم بإصبعها ويقبّل باطن يدها .. فرفع عيناه يسرق منها النظرات قائلاً بهمس

" هذا هو ردّي "

فإلتفت الى السيد ويلسون الذي إحمرّ وجهه من شدة الْخِزْي وقال بصوته المنخفض كعادته

" إنتبه الى تصرفات بناتك يا سيد ويلسون ، فأنا لن اسمح لهذه السخافات والإعترافات المفاجئة ان تستمر ، وانت تعلم بأنني لن اتزوج كِلاهما "

بدى الغضب يداعب نبرة صوته الناعس وإلتفت متوجهاً نحو والدته التي كانت تراقب بصمت مصدومه وقال بعد ان مدّ يده لها

" أُمّاه ، دعينا نذهب .. لقد وضعت الخاتم في اصبع خطيبتي وانتهى الأمر .. أما الباقي يقع على عاتق السيد ويلسون وبناته "

تنحنحت بإرتباك لتقبل يده الممتدة له وتلحق به فيما كان يسايرها بالمشي مراعياً لكونها ترتدي الكعب العالي وخطواته الرجولية كانت محطّ الأنظار حتى خرج من المنزل مما جعل هاري يلحق به ، فهو أتى معه وسيرحل معه ..

بدأت الهمسات تزداد وتعلو الأصوات

" ما هذه العائله بحق الله ؟! "

" ياله من حقير هذا العجوز ! يرغب ببيع كلتا بناته "

" أصبحوا محطّ سخريه "

" إن هذا واضح ! إنهم يطمعون بمال الشاب الثري "

" الا يملكون ذرةً من الخجل ؟ "

" مسكينٌ انت يا سيد ويلسون ، بناتك اوصلن كرامتك للقاع المظلم "

تعالت الضحكات والهمسات مما زاد غضب لورين وهي تراقب صمت عائلتها .. وإذ بإيزابيلا تنظر اليها برود

العِـشقُ يُشْبهك     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن