الفصل الرابع : كلانا مجروحان

2.9K 207 13
                                    



***********************
تسلست أشعة الشمس إلى نافذتي .
تنهدت بأنزعاج وأنا أفرك عيناي لأقوم من السرير ولأذهب للحمام لأغتسل .
~ بعد نصف ساعة من الأستحمام ~
نزلت للأسفل وأنا أتثائب  ...
أوه لقد أستيقظتي أوليڤ، قالتها آني وهي تمرر لي كوباً من القهوة .
أبتسمت لها وأنا أتناول ( أخذ) كوب القهوة من يديها ، وأتذوق طعمها المر ، الذي أعاد النشاط داخلي وجعلني أشعر بالدفء .
نظرت للكراسي الشاغرة فقلت بتساؤل : أين الجميع ؟
قالت آني وهي تدير عيناها كالمراهقات : أنه مع حبيبتة يتناولان الإفطار خارجاً .
وماذا عن ميمي ، ألم تستيقظ بعد ، قلتها وأنا أنظر لجميع أنحاء المطبخ .
لقد ذهبت للمدرسة منذ أربع ساعات ، قالتها آني وهي تقهقه بخفة .
نظرت للساعة بصدمة ، إنها العاشرة وثلاثة وثلاثون دقيقة .
قالت آني وهي تبتسم لي : لم أرغب بأيقاظك مبكراً ،  لقد بدوتي نائمة بعمق .
أوه ، قلتها وأنا أرجع خصلة من شعري وراء إذني .
قاطع ذلك الصمت الرهيب صوت آني : إذن هل تريدين أن أعد لكي الإفطار .
قلت لها بسرعة : لا ، أستطيع أن أعد الطعام بنفسي .ثم أضفت قائلة بغرور : سأعد ألبان كيك بالعسل وقصب السكر على طريقة أمي .
قالت آني بسرور : وكيف تعلمتي الطبخ ؟
قلت بهدوء : لقد أضطررت لتعلمه في الثانوية ، تعلمين بعد وفاة أمي وعيشي في الشقة مع صديقتاي  . أضطررنا أن نتعلم الطبخ بالأضافة أن الطعام المعد من يد المرآة هي الطريقة للوصول لقلب الرجل . قلت كلماتي الأخيرة بخجل .
قالت آني بأبتسامة وهي تغسل الأطباق : أتعلمين أيضاً أن هاري كذلك يجيد الطبخ !
أتسعت عيناي من الصدمة وقلت وأنا أقهقه : مستحيل .. قلتها وأنا أتخيل هاري يعد الطعام ويرتدي مريلة المطبخ .
أكملت آني قائلة  وهي تجفف الأطباق : عندما أنفصلت عن أدوارد شعرت بالألم والتعب العقلي والفراغ العاطفي ، فأقترح علي هاري أن أخذ أجازه من العمل .. من كل شيء ! أستمعت له لأنني كنت في حالٍ يرثى لها خصوصاً عندما تخلت صغيرتي جيما عني .
فأضطر هو بذلك الوقت للعمل كدور الأب بأن يعمل بمطعم جده بالأضافة إلى دور الأم في غيابي فأضطر لتعلم الطبخ ليعد الطعام لميمي ويعتني بها .. رغم ذلك كان مكسور القلب لتركك له بالأضافة لفراقه والده وأخته . أصبح يواعد الفتيات فقط ليداوي  جرح قلبه  ، ثم وجد تايلور التي خدعته بجمالها ، كان ساذجاً ويحتاج الحب ... كان مجروحاً ويريد الأهتمام ..

أوه .. قلتها وقد تجمعت الدموع بعيناي لم أعلم أن هاري عانى كل هذا تمنيت لو بقيت معه في تلك المدة لكن أمي لها الأولوية الأولى  أيضاً.
تذكرت حينها عندما قال لي بالحمام "عدتِ لتحطميني مجدداً "
لكن لو يعلم فقط مدى الألم الذي شعرت به عندما فارقته والألم الذي يليه عندما فارقتني أمي العزيزة إلى الأبد ..
كلانا مجروحان إذن قلتها بهمس وشرود  ..
أفاقني من شروري صوت آني قائلة : حسناً عزيزتي سوف  أذهب لعملي الأن ، قالتها وهي تقبل وجنتي وتصعد للعلية لتغير ثيابها  .
تنهدت وأنا أشغل الفرن وأحضر المقلاة لأعد أفطاري ...
~~
أمم يبدو للذيذاً رائحته داعبت أنفي بحق ، قالتها آني وأنا أقلب ألبان كيك بالمقلاة .
قلت لها بأبتسامة كبيرة وأنا أضيف عليه العسل وقصب السكر وأقدمة في  أحد الصحون مع شوكة .

للأبدinfinityWhere stories live. Discover now