part 3:"Dim light"

Start from the beginning
                                        

"أتمنى تكون بتدعيلنا."
وردّه البسيط:
"دائمًا."

كان يمكن أن يكتب لها أكثر.
أن يقول لها الحقيقة.
لكنه لم يفعل.

لأنه يعرف.

يعرف أن حياتهم لا تسمح.
أن الشهرة تحرمهم من أبسط حقوق البشر…
أن يحبوا.
ويُحبوا.

فتح عينيه، ونظر إلى المرآة مجددًا.
ورأى التعب في وجهه.
ورأى قلبًا لا يتوقف عن النبض باسمها.

"أنا تعبت."
قالها بصوتٍ مسموع هذه المرة.

"تعبت من إنك جوايا،
وما بقدرش أقولك حاجة.
وتعبت من إني بشوفك بتختفي ورا ابتسامة،
وأنا مش قادر أضمّك ولا حتى أطبطب."

عاد وجلس على الأرض،
ووضع رأسه بين يديه.

لم يكن يريد أن يتخلّى عنها.
لكن لم يكن يملك أن يتمسك بها.

رنّ هاتفه،
رسالة جديدة…
منها.

> "كنت بفكر فيك. كل حاجة تمام؟"

نظر إلى الشاشة طويلًا…
ثم كتب:

> "أنا بخير. لا تقلقي."

ثم حذف الرسالة.
وأعاد كتابة:

> "أنا دايمًا بدعيلك. واثق إنك أقوى من كل ده."

ثم ضغط "إرسال "

في ذلك الليل،
كان جيمين وحيدًا هو الآخر،
يصارع وجع الجسد… ووجع القلب.

يحبها.
ويخفي ذلك الحب…
كمن يخفي جرحًا لا يلتئم

سقط صوته داخل صدره كأن شيئًا انكسر ولم يُسمع صداه.
ظلّ يُحدّق في الرسالة بعد أن أرسلها، يتساءل إن كانت قد فهمت ما بين السطور…
هل شعرت بشيء؟ هل ابتسمت؟ هل... اشتاقت؟

لكنه لم يجرؤ على أن يسأل.
فالسؤال ذاته جريمة…
والاعتراف بالحاجة، ضعف.

نهض جيمين بصعوبة من الأرض، جسده يئن،
ولكن أكثر ما كان يؤلمه… هو ما لا يُرى.

فتح زجاجة ماء، وراح يشرب ببطء،
وفي ذهنه تدور الأفكار كعاصفة لا تهدأ:

> "ماذا لو ابتعدت؟
ماذا لو قطعت الطريق الآن قبل أن يسوء كل شيء؟
قبل أن يفضحنا أحد،
قبل أن تُدمَّر حياتها بسببي،
قبل أن أفقدها أكثر مما فقدتها بالفعل."

أغلق عينيه بقوة، ثم فتحهما، كأنّه يحاول طرد الأفكار.
لكنه كان يعلم… لا مفر.

سيأتي يوم،
ويضطر فيه إلى الاختيار.

إما أن يحارب…
أو أن يتخلّى.

لكن كيف يتخلّى عن الشيء الوحيد الذي يشعره بأنه إنسان…
عن ذلك الصوت، وذلك الضحك، وتلك النظرات؟
عن تلك الطفلة التي أصبحت صوته حين يصمت، وروحه حين يتعب؟

"أنت أناني."
قالها بصوت خافت، موجهًا الحديث لنفسه.

"أناني إن فكرت لحظة أن تأخذها إليك…
وهي لا تملك نفسها أصلًا.
أناني إن جعلتها تحبك أكثر، ثم رحلت.
وأناني أكثر إن بقيت… ولم تستطع حمايتها."

خرج من غرفة التدريب،
والهواء البارد لفح وجهه في الممر الطويل.

كان المكان هادئًا، شبه مظلم،
والصمت يفضح كل صوتٍ داخله.

وبينما كان يهمّ بالمغادرة،
لمح ظلًا من بعيد…
شخص يقف في نهاية الممر.
شعر طويل مربوط، جسد صغير، وظهر منحني قليلًا.

كانت هي.
آرين.

لم تره بعد، كانت تضع سماعات في أذنيها، تنظر للأرض،
ربما تستعد لتبدأ تدريبها، وربما كانت فقط تهرب من واقعها.

وقف مكانه دون أن يتحرك.
وبقي ينظر إليها طويلًا…
كأن عينيه تحاول أن تحفظ ملامحها، أن تطبعها في قلبه.

أراد أن يناديها.
أن يقترب منها ويقول: "أنا هنا.
وأنا… أحبك."

لكن قدميه لم تتحرك.
كأن الحب ذاته أصبح لعنة.

تنهد، ثم همس بينه وبين نفسه:

> "أنتِ جميلة… حتى في حزنك."

ثم استدار بهدوء، ومشى في الاتجاه الآخر،
وكأنّ الرحيل أرحم من البقاء.

في تلك الليلة، لم يكتب شيئًا.
لم يغنِّ، ولم يتدرب، ولم يخرج.
بل جلس على الأرض، متكوّرًا كطفل خائف،
يحاول أن يُطفئ شعورًا لا ينطفئ.

ولأول مرة، شعر أنه رغم كل الشهرة، وكل الحب، وكل التصفيق…
ما زال يبحث عن يدٍ تُمسكه حين يضعف.
وصوتٍ يقول له: "لا بأس… ابقَ."

لكن آرين لن تقولها.
لأنها لا تعرف.

وهو… لن يخبرها

_________KR__________________________

بس يا قمرات 🌓
اتمني يعجبكم وما تنسوا تحطوا النجمه يا نجوم ✨

بس يا قمرات 🌓 اتمني يعجبكم وما تنسوا تحطوا النجمه يا نجوم ✨

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

جيمين قلبي 💋
بس باي اسيبكم البارت الجاي 👋🏻

ضوء خافت Where stories live. Discover now