• 5 •

189 32 94
                                        





حين فتحت عيناه يقابله سقف الغرفة بضوءه الأبيض تنهد واهتز صدره لتنهيدته يغمض عيناه متعبا من نفسه وتشق دمعة هاربة جانب وجهه قبل أن يفتح عيناه مرة أخرى حين أمسكت والدته بكفه بحنان بالغ تكوبها تجلس بجواره ويشوب صوتها القلق تنظر اليه حزينة واناملها الرقيقية تمسح على كفه الهش

"هل أنت بخير فيليكس! يابني مالذي يحدث معك لقد اتصلوا بي من المشفى كدت أموت من خوفي عليك عزيزي"

وعند كلماتها تلك كل محاولته لثبات تلاشت مع الريح ينفجر باكيا خائفا ينظر اليه بعيون مثقلة بالرعب متمسكا بيدها يعتدل بجلسه رغم تعبه هامسا

" أمي... كنت أعلم أنها ستموت.... أمي حتى قبل أن اصل كنت ادرك أني... حين أصل سأجدها... ميتة "

مع كل كلمة كان ينبس بها كان يلاحظ تعابير والدته التي انتقلت من القلق ثم الصدمة واخيرا الغضب تضع كفها على ثغره المرتجف تمنعه من الحديث وتلتفت بسرعة لتنظر للباب ثم تعود عيونها الغاضبة لتنظر اليه مهددة بنبرة هامسة

" أتدرك الهراء الذي يغادر ثغرك... يكفي جنونك الى هنا اذا سمعك أحد سيتم اعتقالك وتلبيسك التهمة يكفي أن ذالك المحقق من ساعة يحوم حول غرفتك... هل تريد أن تزت بالسجن بسبب هلوستك "

كلماته رغم غضبها وقهرها غادرت قلقة على صحة ابنها النفسية التي كانت واضحة للاعمى أنها تتدهور كل يوم أكثر

واغمض فيليكس عينيه مسقطا المزيد من الدموع مستوعبا صدق كلماتها يكفي أن العيون عليه باتت كثيرة بوجود بمكان جريمة مرتين تتاليا

وامسكت والدته بكتفيه مرة اخرى تجلس بجانبه يعود صوتها حنونا قليلقا وهي تمسح الدمع من وجنتيه نابسة

"عزيزي دعنا نعود للبيت الان وارتح جيدا وانسى هذا الهراء انها مجرد هلاوس فيليكس... عقلك فقط من يخبرك بهذا الاشياء التي لا وجود لها حسنا"

ورغم كلامها الخاطىء أومىء متعبا يرفع كفيه مزيلا دموعه وتقع عسليتاه على معطفه وحقيبة ظهره الموضوعة على الكرسي وتتبعت عيون والدته لما كان ينظر اليه لتردف بعدها

"لقد احضرتهم اولينا حين اتت لتطمئن عليك بعد سماع بأن المرأة انتحرت... هيا الان دعني اساعدك لنغادر"

ابتسمت نهاية كلماتها تقف لتمسك بمعطفه وتحرك هوا دون رغبة بذالك يبعد الغطاء الابيض من على قدميه ويشعر بلسوعة الابرة بمعصمه ما يجعله ينتبه لضماد الصغير الموضوع هناك قبل ان يتجاهله ينزل قميصه الصوفي على ذراعه ويقف ليرتدي معطفه بمساعدة والدته التي استمرت بالحديث طويلا طويلا كمحاولة فاشلة لجعله يتجاوب معه واكتفى باتخاذ الصمت موقفا

جُثة مَفقُودَةWhere stories live. Discover now