بلا عنوان (٢٦)

27 2 0
                                    

نسمات البحر تداعب شعرها الطويل وتلاطف وجهها بقطرات الماء النقية ؛ شعرت بسعادة شديدة وأثنت على اختيارها قرار السفر للترفيه عن نفسها قليلاً وسط كل هذا الحُزن. عقلها لا يتوقف عن التكفير لماذا ابتعد ؟ لماذا رحل وتركها ؟ لا تصدق رغم الأيام واليقين الذي قدمه لها الجميع على طبق ، الكل يرى في عدم تصديقها جنون الصدمة ولكنها كانت عكس الجميع ترى يقين الحب والعشق ينبض من خلاياها فكل جزء من جسدها وروحها يفيض بالعشق والوفاء لذكراه التي لم تستوعب بعد أنها مجرد ذكرى.....

أيقظها من شرودها وابتسامتها الجميلة للبحر تلك اليد التي لمست كتفها فجأة لتلتفت بتلقائية باحثة عن صاحب هذه اللمسة ولكنها حقاً شعرت ولأول مرة بمعنى كلمة صدمة ، وجدت نفسها تشهق بمجموعة مشاعر مختلطة من الفرح والصدمة والخوف والأمل وقالت بصوت بانت فيه كل تلك المشاعر ...

فريدة : إياد ......... إياد ده أنتَ؟

ابتسم لها تلك البسمة الرائعة الساحرة وتلك العينان التي اشتاقت لهما بشدة ينظران لها بعشقٍ يفيض منهما يؤكدان على أنها كانت محقة عندما قالت أنه حي...

فريدة بدموع في عينيها : أنتَ عايش ؟

ابتسم من جديد وقال بحب نابض : أنتِ شايفة أيه؟

بتلقائية شديدة وجدها تملس بيدها على وجهه وكأنها تتأكد أنه أمامها وقالت بنبرة متألمة : بعدت عني ليه ؟ روحت مني فين؟؟!

تنهد وقال : عمرنا ما بعدنا يا حبيبتي ، طول ما أنتِ فاكراني أنا مش بعيد ! عمرك هتنسيني يا فري ؟

حركت رأسها بالنفي وهي تمسح دموعها بهرجلة وقالت بنبرة متحشرجة من البكاء : أنتَ وحشتني أوي ...

إياد : وأنتِ كمان ...

فريدة ببكاء : نفسي ألمسك ... نفسي أحضنك وحشني صوتك وكل حاجة فيك !..... حتى ريحتك وحشتني !.. بعدنا ليه يا إياد بعدنا ليه ؟!!!

اقترب منها أكثر وأمسك يدها المرتعشة ليقول بحنان : أنا معاكي دايماً جواكي ! جوى قلبك وروحك وعقلك ! مش بالقرب يا فري....

فريدة بنبرة بان فيها الندم : ارجع !... ارجع وانا موافقة نتجوز مش هعترض ! مش هقولك نستنى رأي بابا ... مش مهم رأي حد !... يارتني قبلت من زمان ....

ابتسم شارداً في البحر وقال : مش مهم كلمة ياريت يا فريدة !

فريدة ببكاء : أنا تعبت !.. من غيرك الحياة صعبة ووحيدة وكلها كدب في كدب ....

ابتسم لها بحنان وضمها إليه في حضن اشتاق له كلامهما منذ رحيله وابتعد وقال بحماس كعادته : المهم اللحظة دي يا فري مش مهم اللي فات ! اديكي شوفتي ... مهما بعدنا احنا لبعض وجودنا جوى قلوب بعض رابط كفاية !...

تنهدت بحسرة ونظرت للبحر من حولها وهي تستنشق الهواء بقوة وقالت وهي تتابع البحر في سكون : ريحة البحر بتفكرني بيك!.

الفريدة   " النسخة المعدلة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن