الفشل (٢٥)

29 1 0
                                    

في أحد الأماكن الراقية جلست وأمامها تابلت خاص بها تتابع بعض التقارير الهامة وتدون الملحوظات في مفكرتها الشخصية بينما ترفع نظرها من حينٍ إلى آخر لمدخل المكان منتظرة لقدومه وتشريفه حسب الموعد المتفق عليه، وعندما أصبحت الساعة السادسة وعشر دقائق وقفت بسأم وهي تجمع أغراضها في هرجلة نتاج غضبها من تأخره وقامت باتصال قبل أن ترحل...

ليلى بغضب: شوفت يا خالو قولت لك ده شخص مستهتر !

حامد : أيه بس يا ليلي حصل أيه؟

ليلي : الساعة بقت ٦ وعشرة والأستاذ لسة مجاش!.

حامد : يا بنتي ! يا بنتي أنتِ في مصر مش ألمانيا الناس هنا بتتأخر أقل حاجة نص ساعة عن أي ميعاد وكمان الطرق مش فاضية دايماً زحمة وعطلة ! محصلش حاجة يعني!

ليلى: خالو بص ده شغل ومفيش مبرر للاستهتار مهما كان المكان ! الشخص الملتزم ملتزم في أي مكان!

تنهد حامد وقال : طيب معلش علشان خاطري استني كمان عشر دقايق ولو موصلش اعملي اللي تحبيه...

قلبت عينها بقلة حيلة وقالت : ١٠ دقايق بس ...

حامد: ايوه يا ستي ...

أغلقت الخط وهي تلعن هذا اللقاء وترغب وبشدة أن تتصل بهذا اليوسف وتسمعه الكثير من الكلام الموجع لكنها قررت التخلي عن حنقها من أجل خاطر خالها الوحيد الذي يملك عليها أن تنفذ له أي طلب دون جدال؛ جلست من جديد وأعادت نظرها للباب وهي تتابعه بملل وتطالع ساعتها كل ثانية تقريباً في انتظار مرور العشر دقائق....
وبينما هي تقلب في هاتفها بملل وجدت الكرسي أمامها يتحرك ووجدت شاب يافع يجلس أمامها ورائحته تفوح منها العطر وقال بلباقة : آسف ع التأخير بس الطريق كان واقف بسبب حادثة!

ليلى : أنتَ عارف إني هنا بقالي ساعة تقريباً ! غالباً في مواعيد الشغل المهمة بننزل بدري شوية عشان الظروف اللي زي دي وبنتصل نعتذر عن التأخير!

يوسف : هو حضرتك محسساني دايماً إن وراكِ مواعيد قد الدنيا ليه؟ هو أنا طالب أقابل رئيسة وزراء إنجلترا !؟

ليلى : سخريتك مش هتغير من حقيقة إنك مستهتر ومحتاج تتعلم شوية النظام!!!

"مستهتر!" قالها بصدمة وتابع: هو أنتِ هبلة يا ماما أيه العشم ده ؟! ده احنا أول مرة نتقابل حتى!

ليلى بغضب : لو سمحت احترم نفسك!!

يوسف : أنتِ اللي تحترمي نفسك مش عشان بنت يعني هخاف اكلمك !

ليلى محاولة انهاء هذا للقاء بأي ثمن : ممكن أعرف طلبك عشان ننهي الميتنج ده على خير؟

نفخ يوسف في غضب وأشار للنادل الذي تقدم له على الفور وقال: عايز واحد قهوة سادة وشوف الآنسة تشرب أيه!

ليلى : متشكرة شربت كتير !

أشار يوسف للنادل وعلى الفور وجدته يشعل سيجارة لتسحبها من بين شفتيه وتلقيها على الطاولة وقالت بسأم: مش بحب ريحتها بتتعبني ممكن تخلص كلامك معايا وتدخن براحتك برا!!

الفريدة   " النسخة المعدلة"Where stories live. Discover now