كان لوجود يوسف في تلك الليلة مفعول السحر على فريدة فلأول مرة تخرج من غرفتها بعد خبر موت إياد كان بعدها.
قابلتها نهى بحضن طال لمدة وقد شعرت فريدة بالاختناق لتبتعد ولم تتحدث بينما نظرت نهى ليوسف بامتنان وقد شعرت حقاً أنها لم تخطئ عندما قررت الاعتماد عليه.
كان كل ما يشغل أحمد في هذا الموضوع أن تنسى فريدة وتصدق أن إياد لذلك لم يحاول فتح الموضوع مجدداً وقال ..
أحمد: حمدالله على سلامتك يا چو معلش ما اتقبلناش امبارح ...
ابتسم يوسف وقال : الله يسلمك يا عمي.
نُهى باهتمام: تفطري ايه يا حبيبتي ؟
يوسف: لا يا طنت إحنا ناوين نفطر برا عشان نغير جو البيت وكده..
أحمد بترحيب: ياريت عشان كمان حد ينضف الأوضه..
ابتسمت فريدة لأول مرة وقالت بسخرية: لا ما يوسف عمل الواجب..
نهى : ليه يا ابني تعبت نفسك ؟ ما الناس هنا اللي بتشتغل هيعملوها!
يوسف : العادة بقى يا طنت ..
طبعاً من يعيش في بيت واحد مع ماهر الإمام يعرف أن هذا أقل واجب شخص لا يقبل أي هرجلة ولا فوضى ويجب الاعتماد على نفسك فى كل شئ فلا يوجد خدم ولا معاونين في المنزل ...
وبالطبع لم يفهم هذا سوى أحمد الذي يعرف صديقه القديم وفريدة التي تعرف القليل عن والده..
(في أحد الأماكن السياحية)
اقترب النادل واضعاً الطعام الخاص بهم وأخذ رقم الطاولة راحلاً بعد أن تمنى لهم وجبة سعيدة..
يوسف : ها مش ناوية تفكِ التكشيرة ؟!!!
نظرت له فريدة وتنهدت قائلة: غصب عنى يا يوسف !.. كل ما أحاول أطلع من المود الزكريات بتطلع في وشي ترجعني تاني....
أومأ في تفهم وقال: طبعاً .... مفهوم .... بس احنا اتفقنا هنشغل نفسنا بكل حاجة تخلينا ننسى الموضوع ! الكلية ، السفر ، الصحاب ، حتى السفر وكده ... هي مش الكلية بتاعتكم دي بتطلعكم رحلات باين ؟؟
فريدة بتوضيح: دي زيارات ميدانية كلها شغل وتقارير مش فسحة يعني !!
يوسف : ها نصيع على بعض يا فري ما كلنا عارفين انها فسحة والصور كلها بتقول كده!..
ابتسمت بسمة خفيفة وتابعت: عمتاً كده كده الترم داخل ومش من أولها كده هيكون في سفر!!
يوسف وقد بدأ في تناول طعامه مشيراً لها كي تبدأ : عارفة مين كلمني !!
قالت بتساؤل : مين ؟.
يوسف : شريف المملوكي ....
نظرت له باستغراب وقالت : وده عايز ايه ده !؟
يوسف : قال عايز يعزيني بما اني صاحب اياد وكان عايز رقمك أنتِ كمان عشان يعمل الواجب.
نظرت له بسخرية وقالت : من امتى وعيلة المملوكي تعرف الواجب !
أنت تقرأ
الفريدة " النسخة المعدلة"
Romanceماذا لو كان حبك الكبير وهم؟ ماذا لو عشت حياة كاملة تبنين قصوراً من رمال امام بحر أهوج لا تعرف رياحه الرحمة! قصتها فريدة مثل اسمها ولكنها لن تعيش الألم مرة واحدة بل هو ألم فريد متكرر لا دواء له.
