فاضي شوية (٤)

821 35 17
                                    


" دا أحنا يدوب ملحقناش نقرأ المكتوب علشان نلقى هموم وقسية "
" دا اسمه كلاام عشنا العمر نربي حمام بس نسينا نقوم غية " ..

رداء خفيف فيكفيها سخونة جسدها في هذا الجو البارد لا تعرف حقاً في أي شهر هي الآن ..
أ يعقل أنه الشتاء ؟!! كيف وجسدها يطلق حرارة وسخونة كأنها في اعتى شهور الحر ، نيران مشتعلة تجعل جسدها لا يتحمل أي رداء أو غطاء ولم تجد أمامها سوى الاستجابة له وترتدي رداء شبه شفاف لا يمثل للبشر ثوباً ساتر ..

لا يهم منذ أسبوعان لم ترى انسياً ولا يهم ! كل ما تريده هو ما هي به الآن تجلس في غرفتها المظلمة بعيداً عن أعينهم الخبيثة وأصواتهم المزعجة و تلك التراهات التي تُقال كلما قابلت أعين أحد منهم عينها .. واللعنة ! كأنها قصيدة حفظها جميعهم ويريدون منها ان تستمع لها وكأنها أحد الوصايا العشر ....

تضع سماعة هاتفها في اذنها وتسمع القصيدة التي تريد ... دون إلحاح أو تطفل من أي كائن حي أياً ما كان .. فالكل سواء الآن ..

جالسة الآن في الشرفة كعادتها في ظلمة الليل الذي أصبح صديقها المريح الودود الذي يأتي في هدوء و يصحبها في أجوائه في سلام .. سلام .. تلك الكلمة وهذا الشعور الذي فقدته منذ سمعت هذه الكلمة اللعينة من فم والدها ... الكلمة التي كتبت سطور النهاية .. لكل شئ .. لها ، لأحلامها ، لسلامها الفاني !...

لم تعد تسمع سوى صوته وصوت لحنه الجميل وأغنيته العذبة التي تمثلها حالياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى ... لا تسمع تلك الطرقات التي كادت أن تكسر باب غرفتها ..

نهى بقلب مفطور : يا بنتي حرام عليكي ردي عليا بقى !! انت بتعملي فينا كدا ليه ؟! ...

صمتت من تلقاء نفسها بعد أن جذبتها يد أحمد وسط مقاومة جسدها وصمت فاها الذي آلمها من كثرة النداء على تلك القابعة في قلعة أحزانها منذ سمعت خبر وافته المزعوم ..

نهى بتعب : سيبني بقى ! لازم اتطمن عليها !!

أحمد برفض وهو يجلسها على سرير غرفتهم : انت مش بتشوفيها كل يوم في البلكونة ؟ !!!! هي مصدومة ! واللي بتعمليه دا مش هيجيب نتيجة !!

نهى بغضب وهي تدفع يده عنها : يعني ايه يعني ؟ أنت عايزني أسيب بنتي تحبس نفسها أسبوعين في أوضة كأنها قبر من غير أكل ولا شرب غير الهيافات اللي في تلاجتها وطول الليل اسمعها بتعيط وتصحى على كوابيس وصريخ ومش بترد على حد فينا وتقولي مصدومة !! وبشوفها في البلكونة !! أنت مصدق نفسك !!

" عايزاني أعمل أيه يعني " قالها بغضب وهو يهشم أي شئ أمامه كعادته في الفترة الأخيرة وتابع بغضب أشد غير مهتم بأن يمسعه أحد من عمال المنزل أو لا : ايه !!! ارحميني !! أنت وبنتك والحيوان اللي هي مقطعة نفسها علشانه !! ايه !!!!!

نهى بتهكم : وهو إياد غلط في أيه يعني !!!

نظر لها بصدمة وقد فهم ما تقصده ليقول بغضب أشد حد الجحيم وصوت عالي زلزل كيان المنزل : انت اتجننتِ صح ! خلاص مش فارق معاكي حاجة ؟!

الفريدة   " النسخة المعدلة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن