الفصل الحادي عشر ( التداعي الحر)

181 13 15
                                    

 

التداعي الحر…….

 

الهوس ليس سوى نمط من أنماط الجنون نحاول بأقصى قوتنا أن نمنحه هيئة مغايرة تمكننا من استخدامه لإضرام نيران الخلل في كل فكر متزن يشكل تهديدًا بينًا لتلك اللوثة التي نعيش في خضمها حرية تجعلنا لا نتقيد بأي خطوط حمراء ونحن ندمر العالم..

 

 

الوقت رحالة لا تقيده قيود … يمر بنا متى أراد لتنقلب ما بين لحظاته الحقائق والدوافع والمشاعر لتنقلب ذاتنا رأسا على عقب حتى نصبح في خضم مروره الوعر أشد وعورة وتعقيدًا من دقائقه التي لا تقف ولا تتباطأ حتى في حضرة الموت المهيب الذي يشعرنا أننا ضحايا سرقنا الوقت وأنهكتنا الحياة … كانت فيدرا تتحرك بانفعال شديد كأنها

 

تستشعر الكارثة التي ستحل على رأسها عما قريب، كانت تدور في دوائر فكر مفرغة مهما دارت بداخلها تبدأ من نفس البداية وتنتهي لنفس النهاية لا جديد يذكر قد يطرأ على فكرها المذبذب والذي لأول مرة يعلن عليها التمرد كأنه يتبرأ من تلك الورطة التي ورطت نفسها بها، كانت هلعة وكل التوقعات المفزعة تأخذ في عينيها صورة حية جدًا مع مرور الوقت الذي يفر من بين أصابعها كما تفر

 

الرمال، كانت قد بدأت تفقد إيمانها بفكر كريم وقدرته على تحقيق تلك التجربة التي أحرق في سعيه إليها الأخضر واليابس ويبدو أن النيران باتت على وشك أن تطولها هي أيضًا، تعالى رنين هاتف فيدرا قاطعًا دوامة فكرها العنيفة فتحركت بسرعة كبيرة نحوه وكلها إقدام على أن  توبخ كريم على خروجه الغير مفهوم خاصة مع عدم استقرار حالة الفتاة لتتفاجأ أن رقم  المتصل مشفر، ارتعد

 

جسدها لوهلة وفكرت في عدم الرد ورغم ذلك رفعت الهاتف نحو أذنها مجبورة وأجابت بوجل " من معي؟! " ليأتيها صوت أشعرها أن الأرض من تحت أقدامها تتزلزل " لم يصلني خبر منكِ بعد " ازدردت ريقها قبل أن تقول بتخبط " أعلم ولكننا مازلنا نحتاج لبعض الوقت " جائها الرد صارمًا عنيفًا " هذا في نظري يعد تلاعب وأنتِ تعرفين مصير من يتلاعب بنا " أجابته بارتباك " أقسم لك أني أتابع

 

التجربة بنفسي بداية من التركيبات وتركيزها نهاية بمفعولها المباشر على الحالة ونحن بالفعل وصلنا لمرحلة متقدمة جدًا، تستطيع أن تقول أننا شارفنا على الانتهاء " جاءها الرد بعنف أخرج منها انتفاضة هلع " حديثك لا جديد فيه بالنسبة إليّ، ولا أظن أن رد فعلي إن انتهت المدة الممنوحة لكما دون أن يكون لدي ما أريد سيكون جديد علي فلن تكونا أول أو آخر من أزهق أرواحهم "

 

همّت فيدرا بقول شيء لكن انقطع الخط فجأة تاركًا إياها لتصرخ بعجز وهي تقول " اللعنة " جاءها صوت كريم يقول بهدوء " ما بك؟ " التفتت له فيدرا بغضب شديد وقالت " أين كنت، وكيف تخرج في وقت حرج كهذا حالة الفتاة فيه غير مستقرة بشكل يضع كل ما تعبنا لأجله على مدار عامين في مهب الريح، من أين تأتي بكل ذلك البرود الذي تتعامل به مع كل ما يدور من حولك كأن شيئًا لم يكن" قال

مابين السطور رجل ( شهيرة محمد) Where stories live. Discover now