الفصل الثاني

325 19 12
                                    

الفص الثاني 

اللهم هب لأهل غـ𓂆ـزة 

عطاءً يفوق البلاء…وهناءً يُنسيهم الشقاء يارب

الوهم المتداخل …….

༺༻

لا يفل شعور الرعب بداخلنا سوى الركض نحو مصدر الرعب بأقصى قوتنا والنظر إليه دون أن ترف أجفاننا 

صانعين من رهبتنا اجتياحًا أرعب.

༺༻

الأضواء أحيانًا قد لا تصنع نجمًا يرتقي عاليًا ولكنها قد تكون اشارة البداية لنيزك ضخم أخذ وضعية السقوط المدمر …. كانت هذه إحدى جمل والدها الفلسفية والتي ترددت في عقلها فجأة بينما تجلس داخل هذا الصرح الكبير وبين هذا الحشد الراقي تبتسم بلطف وفي عينيها نظرة فضول نحو هذا العالم الذي لا تعرف عنه سوى الصورة الخارجية اللامعة والتي تدرك تمام الإدراك أنها سطحية مموهة لا تمت للواقع بصلة، كل الوجوه حولها كانت متقنة الزينة بشكل يقارب الكمال وهذا أصاب المشهد أمامها بخلل بحت جعلها تمرر أصابعها الناعمة بتوتر على فستانها المخملي الأسود والذي اشترته خصيصًا لتحضر به هذا اليوم المميز في مسيرة والدها الحافلة ليكون هذا ظهورها العلني الأول والذي أرادت به أن تثبت للعالم أن انطوائية والدها وسرية حياته ليست لإثارة الجدل حوله أكثر ولكن لكونه رجلًا يهتم لأمر خصوصيته أشد الاهتمام ، تأملت المجاملات والصخب والعلاقات التي لا تفهم عن عمقها شيء هي التي عاشت حياتها بين الدراسة والسفر والقراءة والكتابة والأهم بين ذراعي والدها وأخذت  تفكر كيف لشخص في الحياة أن تكون دائرة معارفه مليئة لهذا الحد، كم يحتاج الإنسان لمشاعر وفكر وحيادية وعقلانية للتعامل مع كل هؤلاء البشر، قاطع أفكارها صوت ناعم بجوارها يقول بحماس " هذا معتصم فاروق، يا إلهي إنه أوسم من الصور بمراحل، انظري إليه …كأنه شاب بالثلاثينات من عمره، يستحق التكريم …يستحقه …فيلمه الأخير كان رائعًا " نظرت أمامها للوسيم الذي كان بطل آخر روايات والدها التي تحولت لفيلم سينمائي بينما هواء البحر القريب يتلاعب بغرتها المسدلة وفي عقلها تقارن بينه وبين شخصية الرواية وعقلها يشيد ببراعة تقمصه فكأنما ترى أمامها شخصًا آخر غير الذي رأته بالفيلم، ليبدأ بعدها في إلقاء كلمة لم تهتم بسماعها كثيرًا وهي تمسك هاتفها لترسل لوالدها رسالة تقول فيها " كل شيء حولي يبدو كعالم افتراضي لا يمت للواقع بصلة، سطور روايتك لدي أكثر واقعية وحياة من كل هذا سيادتك " ابتسمت بحب وهي تنظر للشاشة تنتظر رده لكن الكلمات التي تقال على المنبر جعلتها ترفع رأسها وقلبها يتراقص بفخر وزهو وهي تسمع وزيرة الثقافة تقول " حضورنا الكرام، في سابقة لم يشهد لها ذلك المهرجان مثيلًا وضعنا جائزة إبداعية جديدة ونسبناها لمبدع إستطاع بتمكنه في المجال الروائي أن يجعلنا ننحني احترامًا وتقديرًا لروعة قلمه بعدما  اخترق كل العقول والقلوب، 

مابين السطور رجل ( شهيرة محمد) Where stories live. Discover now