الفصل الرابع ( مابين السطور رجل)

239 20 12
                                    

الفصل الرابع ………

في عمق السكرات …….

✰✰✰✰✰

ما بال الحقائق داخلي تترنح كأن عقلي بحر رمال قادر على طمسها كأنها لم تكن، وما بال ذاتي الباهتة بعدما فقدت جميع ألوانها كأنها تستعد لتختفي تمامًا وقد 

أصبحت هامشًا في مفكرة مَلّها الكاتب فرفع عنها الأقلام وتهالكت بها الصفح .

✰✰✰✰✰

الضواري الحاصدة في تلك الحياة ليست سوى أفكار شذّت عن كل القواعد وتمردت على المنطق لتطلق العنان لإبداع

يفوق الإبداع ولثورة لا تحتمل تأويل ولحد فاصل في عقولنا  يسمى الجنون، فلا يجوز أن تكون هناك حقائق لاذعة ونطويها في أقصى الظلام لنُبقي العالم 

آمنًا من اللوثة بينما تعريفنا للأمان ليس سوى كذبة كبيرة آن الأوان لتنتهي …

الدوار لا يلف رأسها بل يلف الكرة الأرضية بأكملها فلا شيء في نطاق بصرها بَقي على حاله متزن، كل شيء كان  مضطربًا … منقلبًا كما لو أصابه دوار هو الأخر، خطواتها تشبه الزحف العقيم لجيش فقد آخر محاربيه وما بقى منه سوى غمامة تراب أثارتها جحافله سابقًا، روحها تنزف بهزيمة دحرت مكنونات صدرها فباتت تتساقط منها 

كزخات مطر تهطل من إنسان وعقلها نازح قرر الابتعاد فرارًا تاركًا إياها لتواجه المشهد دونه، عبرت بجسد ينتفض قهرًا من بوابة دار القمة للنشر والتوزيع والتي كانت تتلألأ بينما تتوافد إليها العديد من الوجوه التي لم تهتم بالتمعن بها كما كانت تتمعن في الإعلانات الضخمة التي غطت جدران المدخل والتي لأول مرة منذ أكثر من ربع قرن لم تكن تحمل صور والدها المبدع المخضرم بل كانت تحمل صورة فتاة تقاربها سنًا  تستعرض 

تفاصيلها الفتية وهي تصبغ شفتيها بحمرة قانية مبالغ بها كأنها تريد أن تطمس بقوة لونها التاريخ إن استطاعت، تقدمت أكثر تقف أمام لوح إعلاني ضخم يحمل غلاف رواية لم تسمع عنها من قبل، وهي تفكر أنها مؤكد ليست روايتها التي انكبت عليها لعامين كاملين وقد عزلت ذاتها عن البشر وليست إحدى روايات والدها التي تحفظ سطورها كاملة وتحفظ أيضًا ما بين سطورها، انفلت عقال دمعها حسرة على ما آلت 

إليه الأمور، على ما فعلته بها الحياة وعلى تقلبات زمنها الذي كان تأمنه وعلى الأيام التي لم تعد تنصف العظماء، تقدمت أكثر غير عابئة بمظهرها المزري الذي لفت إليها الأنظار و الأصوات الحماسية التي كانت تعلو شيئًا فشيء وجهتها نحو قاعة الدار لتتوقف قدماها وهي تتأمل ذلك المشهد الذي اعتادت على رؤيته لسنوات طويلة لدرجة تمكنها من وصفه ببراعة حتى لو أغلقت عينيها ولكنه كان هذه المرة مليئًا بالخلل، لقد كان أبعد ما يكون 

عن الحقيقة، لقد كان بطل المشهد مختفي تمامًا بشكل جعله مشوه وجعلها تلتفت مسرعة لتغادر غير قادرة على المواجهة لتعاجلها نبرة معتز العنجهية المعهودة بصفعة عنيفة وهو يقول  " السادة الحضور رجاء منحي انتباهكم للحظات فلدي خبر حصري يخص دار القمة، الدار التي تعتبر علامة فارقة وتاريخ طويل وعريق ما بين دور النشر المصرية، وهذا الخبر طبعًا لن أعقب على أي أسألة بشأنه حاليًا ولكن سأفعل حين 

مابين السطور رجل ( شهيرة محمد) Where stories live. Discover now