البــارت الخـامس

942 32 25
                                    



انك محاط بالله من كل جانب اطمئن .
،
،
،
،
كانت الليلة جميلة محفوفة باصوت احفادها وبناتها حولها ، تشوف احفادها اللي جالسين بالجلسه الخارجية يلعبون البلوت سوا والمكان ممتلىء باصوات ضحكاتهم وسوالفهم ، التفتت نجلاء تناظر نايا اللي تسولف مع اروى و لتين بكل حماس تشوف نظرة الفرح بعيونها و تشوف الراحه بوجهها ، كشرت وجهها وحست بالغيرة و صارت تفكر بمشعل واهتمامه بها صارت تناظرها بحدة و صارت الافكار تلعب بها .  
وقفت نايا و انظار نجلاء وامل عليها ، مشت بين الشجر وشد انتباها انعكاس ضوء القمر على بركة السباحة ، ابتسمت وتوجهت للبركة ، جلست وصارت تلامس الماء برقة والتفتت من سمعت الصوت خلفها ، طاحت عيونها على نجلاء و امل ، عقدت حاجبها تناظرهم بستغراب ومشت تتجاهلهم لانها تدري لا هم يحبونها ولا هي ترتاح لهم .
نجلاء نطقت بحدة : وين رايحه مو عاجبتك الجلسه معنا نايا : لا ما تعجبني ادري انكم ما تحبوني .
مشت نايا تترك المكان
نجلاء وقفت امامها تمنعها تمشي ، تناظرها والحقد ملئ قلبها : تدرين ان ماحد من العائلة يحبك !
نايا التفتت لها و عقدت حاجبها : مو مهم يحبوني المهم انا احب نفسي .
نجلاء رفعت يدها و صارت تحرك خصله من شعر نايا : جد مو هامك ههههههه ، طيب تدرين ان الكل هنا يتكلم عليك ومو عاجبتهم جلستك ، جد تكسرين الخاطر . 
نايا بعد يدها و نطقت بحدة : انا ما اكسر خاطر احد
نجلاء ضحكت بسخرية : ههههههههههه بالله ما تكسرين الخاطر ؟ انتي من جيتي وانتي دمعتك على خدك وغير ضرب جدتي لك وكلامها القاسي معاك ، لو انا منك هربت وتركت المكان باللي فيه .
نايا صدت عنها
نجلاء انقهرت من سكوتها تشوفها ما يهمها شي : جد انك تكسرين الخاطر ، وحيدة ومالك احد وما تعرفين وين تروحين و ضايعة بينا .
امل : مدري متى تحس وترجع للمكان اللي جت منه وجودها هنا غلط ومحد متقبلها .
نجلاء التفتت تناظر نايا اللي واقفه بكل شموخ ونطقت بحقد : يبعد قلبي فقدت اهلها كلهم بيوم واحد ، امها وابوها واخوها وانجبرت تسكن معنا غصبا عليها ، تركت حياتها وبيتها وصديقاتها وعاشت مع ناس ما يحبونها .
تكرر كلام نجلاء على مسامعها مثل الصدى ( فقدت اهلها) هالكلمة اثرت عليها وحست بوحدتها تجمعت الدموع بعيونها ومشت تترك المكان وتسمع اصوات ضحكاتهم العالية ، مشت وهي مكسور خاطرها وتحس بالم في قلبها و تحس باختناق بصدرها . 
مشت و طاحت عيونها على مشعل اللي كان واقف و سمع كل كلامهم ، التفت مشعل لها و يشوف نظرة الحزن بعيونها ورجفة يدينها يشوف دموعها والانطفاء بعيونها صار قلبه يحترق من الداخل عشانها .
مشت نايا لكن مشعل وقف امامها يمنعها تمشي يناظر عيونها و يطمنها بانه معها ويحتويها في اشد لحظات وحدتها وحزنها : لا تبكين امسحي دموعك .
نايا التفتت تناظره و عقدت حاجبها
مشعل : مو هم اللي بكوك ؟
نايا هزت راسها
مشعل ابتسم : اوقفي وشوفي وش يصير لهم
مسحت نايا دموعها تناظر مشعل اللي جلس لمستوى الاسود ويكلمه ، لحظات وتشوف الاسود يجري لنجلاء و امل وينبح عليهم بتكرار و ارتفع صوت صراخهم بالمكان ، ابتسمت نايا تشوف الاسود يلحقهم وهم يركضون بخوف وصراخ . التفت مشعل يناظرها يشوف ابتسامتها والدموع بطرف رمشها :" اجيك واراضيك من كل اتجاه
لك فوادي حب ولساني ثنى
لا تاخذ بخاطرك يامال الغناء
ما عاش من يزعلك حتى لو انا  "
هو معها وضماد لجروحها ، هو الحضن اللي يتسع لها و لهمومها .
ام فيصل تناظر نجلاء وامل اللي يركضون بخوف : وش صاير ؟
امل بنفس منقطع : الكلب يلحقنا
الكل التفتت للكلب
جاء مشعل : عذرا الاسود مدري وش فيه اليوم صاير عنيف ويهجم على الناس
ام فيصل عقدت حاجبها : وش بلاه ؟
مشعل نطق بحدة وبنفس محترق وملتهب : يمكن شايف شي غلط او سمع شي غلط هو ما يهجم على الناس عبث انا مربيه على يدي .
امل التفتت تناظر نجلاء و ارتبكت
ام تميم : وش اللي سمع عشان يهجم على البنات ؟
مشعل : اسأليهم
ام تميم تناظرهم : وش صاير ؟
نجلاء : مو صاير شي
مشعل كشر وجهه و ما تمالك نفسه من سمع كلامها و كذبها و حس بقشعريرة بجسمه ، اغلق عيونه يهدي من نفسه ، فنيران الغضب بداخل قلبه بسبب كلماتها اللي قالتها لــ نايا ، فهو يكسر الشوك حتى الورد يصفى له ،و نايا هي الورد .
،
،
يوم جديد
كانت ام فيصل جالسة وعيونها علقت على الباب تنتظر دخول ابنائها اللي غابو عنها فترة طويلة ولفت انظاره للمكان تشوف التجهيزات لاستقبالهم
سمعو صوت السيارة اللي وقفت في الباحه الواسعة اللي امام البيت . لحظات و دخلو ابنائها ابو تميم وابو نجلاء والكل وقف يستقلبهم بعد سفرتهم الطويلة
ام فيصل تناظر ابنائها اللي يسيرون لها بخطواتهم المستقيمة ، تناظر هيبتهم وشموخهم ، تقدمو لها يبوسون راسها : نور المكان بوجودكم
ابو تميم : منور بوجودك يمه
ابو نجلاء : ان شاءالله كل شي بخير وما صار شي بغيابنا ؟
ام فيصل : لا تطمن ما صار الا الخير دام مشعل موجود ما علينا خوف .
جلس ابو تميم و جلس ابو نجلاء حولها و ابتسم يناظر امه اللي واضح حبها لمشعل
جت نجلاء و عيونها على ابوها اللي التفت يناظرها بحنان ،  تقدمت نجلاء و تركز النظر بعيون ابوها وتطفي الشوق اللي بقلبها
وقف ابو نجلاء يستقبلها : هلا بشيخة البنات ، هلا بعيون ابوها ، هلا بشمعة حياتي .
نجلاء رمت نفسها بحضنه تاخذ من حنانه اللي فقدته ايام طويلة ونطقت بدلع : هلا بيك ، اشتقت لك ليه طولت هالكثر ؟
ابو نجلاء يناظرها بحنان : تعرفين الشغل والاجتماعات اللي ما تخلص .
نجلاء : عموما نور المكان بوجودك يا شيخ الرجال
ابو نجلاء مسك يدها :يا بعد عمري ، تعالي اجلسي جنبي كثير مشتاق لك
نجلاء جلست جنبه و تنسدت على كتفه : بعد عمري البيت مو حلو بدونك
ام نجلاء : اي والله لك محل
نزلت نايا وتطيح عيون ابو نجلاء عليها وصار يناظرها من فوق لتحت واحتدت ملامح وجه ، نايا رجف قلبها تشوفه يناظرها بنظرات غريبة وحست بان قلبها بيخرج من مكانه .
ابو نجلاء نطق بحدة : هالبنت وش تسوي هنا ، ليه تدخل هالبيت ، و من سمح لها تجي ؟
ام فيصل : انا
ابو نجلاء عقد حاجبه يناظر امه : يمه انا وش قلت لك ما قلت لك اني ما ابغاها تعيش معنا ؟
ام فيصل : لا تنسى ان هذا البيت بيتي .
ابو نجلاء احتدت ملامحه : نسيتي وش صار بسبب اهلها نسيتي يمه ولا اذكرك ؟
ام فيصل بصوت عالي : تركي ماله داعي تفتح المواضيع القديمه ، ايام راحت لا تجيب طاريها و مو زين تتكلم مع بنت اختك بهذا الشكل .
وقف ابو نجلاء و تقدم لنايا والشرار يتطاير بعيونه ، نايا تناظره بخوف و صارت تتنفس بضيق و انتشرت الرجفه باطرافها .
ابو نجلاء نطق بتهديد : ان شفتك تسوين مشاكل او اي شي ماراح تلومين الا نفسك .
نايا بلعت ريقها تشوف خالها واقف امامها ، اسودت الدنيا بعيونها و تجمعت الدموع بعيونها ، صدت عنه و تشوش عقلها وفي بالها اسئلة كثيرة .
تمالكت نفس وتطيح عيونها على ام نجلاء اللي تناظرها بشماته وفرح .
مشى ابو نجلاء من امامها ومشت بنته و ام نجلاء خلفه .
ام فيصل التفتت تناظر نايا اللي الخوف واضح بملامحها ونطقت بحنان : تعالي يا بنتي
التفتت نايا لها من سمعت كلمة بنتي على لسانها كانت اول مرة تسمع هالكلمة منها وحست بشعور غريب عليها ، داهمتها مشاعر الحزن لكنها تمالكت نفسها وتوجهت لها وجلست جبنها و لازال عقلها في ذات المشهد ، لازالت كلامات ابو نجلاء تتردد في عقلها وقلبها غارق في دوامه من الحزن والخوف ...
،
،
كان جالس بمكتبه و يناظر الحاسب باندماج وسمع طراقات الباب
مشعل : تفضل
دخل السكرتير : فيه شخص يبغى يشوفك!
مشعل : انا مشغول الحين قوله ينتظر
السكرتير : قلت له لكن مصر ان يشوفك شكله وهيئة غريبة ، هل اطلب له الامن ؟
مشعل عقد حاجبه : غريبة ؟
السكرتير : اي
مشعل تسند الكرسي : خله يدخل
السكرتير بستغراب : متأكد ؟
مشعل : اي نعم
السكرتير طلع ، ثواني قليلة ودخل الشخص الغريب ونطق بصوته الحاد : السلام عليكم
مشعل صار يناظره بتركيز : وعليكم السلام كيف حالك يا زيد ؟
زيد ابتسم : تعرف اسمي للحين ؟
مشعل شبك اصابعه : طبعا ، انا مستحيل انساك ، انت وش جابك ؟
زيد تقدم وجلس على الكرسي : ابغاك تشتغل معي .
مشعل عقد حاجبه : اشتغل معك ؟
زيد : انا قلت محد بيوقف معي ولا بيساعدني الا مشعل .
مشعل يناظره : طيب ، وش نوع الشغل ؟
زيد : انا عندي بضاعة وابغاك توصلها .
مشعل احدت ملامحه من عرف ان زيد رجع للخراب : لا انا مستحيل اشغل معك .
زيد عقد حاجبه . 
مشعل : لا تفكر اني وقفت معك عشان سواد عيونك ، لا عشان اخوك اللي جاء لي ويتبكبك علي و يترجاني اساعدك .
زيد احتدت ملامحه : انا مو مالي عينك ولا مو نفس مقامك ؟
مشعل ابتسم : الاثنين سواء ، انا ما اشتغل مع واحد مثلك ، اللي مثلك المفروض يخيس بالسجن ، ويلا اطلع برا مكتبي ولا توريني وجهك .
زيد جن جنونه : انا تطردني ؟
مشعل : انت واحد متهور وما تحسب لحياتك ولا لحياة غيرك حساب ، انت للحين تمشي بالخراب و بكل قوة عين تبغاني اشتغل معك ؟
زيد وقف وصار يناظر مشعل بحدة : هين يا مشعل
هين . 
مشعل اشر له يمشي : الله معاك .
مشى زيد للباب : انت ماتعرف زيد و وش يسوي
مشعل : لا تهددني امثالك رفعوا رقابهم قدامي و قصيتها ، تحسبني ما اقدر عليك ، يلا براا
زيد ناظره بحدة و فتح الباب و خرج من مكتبه ،
مشعل اشعل السيجارة ما اهتم بتهديده ، كان شامخ وثابت ...
،
،
بسوق الخرفان كان مشاري واقف ومتكي على السور يناظر ابوه بملل : وربي مو لازم وقفتنا بالشمس ليه ماخليت واحد من العمال هو اللي يشرف على الشغل
ابو مشاري : لازم توقف براس عملك وحلالك يا ولدي وتشوف العمال اذا يشتغلون صح .
مشاري صار يحرك ثوبه بإزعاج : وربي طفشت من هالجو الحار و ريحة الخرفان اللي تجيب الضيم و غير صوت الازعاج اللي عور راسي وصوت هالعمال اللي يقرقرون على راسي الله يخليك يبه خل نمشي
ابو مشاري : اصبر كلها ساعة وتعبت تحمل
جاء راكان وهو يجر الخروف : مشاري وش رايك بالخروف
مشاري : كلهم نفس الشي ما فيه زود عن الباقي
راكان :لا ركز وشوف وش اللي يميزه
مشاري التفت يناظر الخروف : مافيه شي
راكان بضحكه : هههههههههه ركز و تعرف .
مشاري : قلت لك ما فيه شي
راكان : مدري احس شفته وتذكرتك
مشاري التفت له بغضب : راكان اقسم بالله اني ماني رايق لشي لا تخليني احط حرارة الشمس فيك
راكان : هههههههههههههههه انت خروف وهو خروف ههههههههههه
مشاري بصوت عالي : راكان وبعدين معك ؟
التفتو الناس لمشاري اللي يصارخ
ابو مشاري باحراج : متى بتعقل انت وياه ، ما تشوف خط شاربك انت وياه ؟
راكان يحك راسه : حبيت امزح معه مدري وش فيه منفس علي !
مشاري بحدة : تشبهني بالخرفان وتبغاني اسكت لك
راكان : ههههههههههههه اسف وحقك علي ...
،
،
كانت جالسه على الكرسي ، وتناظر نايا اللي ترسمها بتركيز نايا : لتين الله يخليك لا تتحركين
لتين : ما قدر تعبت
نايا : تحملي وخليني اخلص
لتين : طيب ، طيب قولي كم باقي وتخلصين ، طفشت
نايا : قريب بخلص باقي اللمسات الاخيرة
لتين : طيب وش رايك تقولين لي موقف محرج صار لك
نايا ابتسمت تناظرها : موقف محرج هههههه يا كثر المواقف المحرجه اللي صارت لي
لتين بحماس : جد ، تحمست قولي واحد منهم 
نايا ابتسمت وصارت تذكر الموقف : مستحيل اني انسى هذا الموقف طول حياتي
لتين حطت يدها على خدها وتناظرها : وش هو ؟
نايا ابتسمت تذكر تفاصيل ذاك اليوم : مرة كنت جالسة بالجلسة الخارجية للمدرسة انتظر اخوي نواف يطلع
وكنت مشغولة بالجوال لو تميت اناظر الجوال ارحم لي 
لتين : هههههههه ليه
نايا : هههه سمعت صوت بكاء الطفل قريب مني وانا ما اقدر اني اسمع صوت طفل واخليه قلبي ما يتحمل فتوجهت له اكلمه واسليه وسالته عن ابوه ويا ليتني ما سالته
where is your father
( اين والدك  )
ماقلت هالكلمه الا وسمع صوت صراخ من وراي
? What do you want from the father
( ماذا تريدين من والده )
رجف قلبي من سمعت صوتها العالي و التفتت اشوفها و انصدمت من شفتها ، كانت سمينه مرة مرة مرة وملابسها كانت ضيقه كثير وواضح من وجهها انها مجنونة وغير شعرها المنكوش .
لتين توسعت عيونها : وش صار ، سوت لك شي ؟
تنهدت نايا بضيق : توجهت لي ووقفت امامي وكررت كلامها ? What do you want from the father
( ماذا تريدين من والده )
مارديت عليها و تحولت وصارت تتكلم معاي بجنون و وتناظرني بنظرات مرعبة ، انقبض قلبي من الخوف و انربط لساني ، لمحت اخوي نواف اللي واقف ويناظرني بخوف تمالكت نفسي و ركضت له و مسكته وطلعت من المكان وصرنا نركض بخوف انا وياه واناظر وراي واشوفها وقفت عند الباب تناظرنا بنظرات حادة وبعد قلبي نواف شاف المشهد المرعب وخاف معاي صرنا نركض بالشارع ذاك اليوم
لتين : واضح انها مجنونه وغيورة على زوجها 
نايا : وربي ذاك اليوم ما نمت انا واخوي نفكر فيها بخوف خفت انها تهجم علي بالليل و الناس هناك معروفين بعنفهم .
لتين : الحمدلله ما صار لك شي ، كانت مرة مرة سمينة ؟
نايا: كثييييير وربي نيتي كانت طيبة .
لتين : هههههههه اكيد بتغار منك شافت البنت الحلوة والجميلة اللي تسال عن زوجها هههههههههههههه
نايا ارتفعت صوت ضحكتها : ههههههههههههه وانا وش لي بزوجها .
وارتفعت اصوات ضحكاتهم بالغرفة و انتشرت لخارج الغرفة و وصلت اصوات الضحكات لــ مشعل اللي كان متجه لغرفته متضايق ،وقف من لما سمع صوت ضحكتها وسوالفها ، رقة صوتها اخذت عقله وقلبه و غيرت حاله وراح الضيق من باله و صدره و صار يضحك على ضحكتها.
تنهد بصورة مسموعة ومشى لغرفته وانسدح على السرير يفكر بها وبصوتها الرقيق اللي اخذ قلبه ، ضحكتها تشبه الالحان و الاغاني الجميلة ، ضحكتها تزين عالمه و دنيا ثانية .
مد يده لجيبه يناظر سلسالها بتركيز وابتسم :" جميلة وطريقتك في الكلام ونظرتك للاشياء وضحكاتك كلها تخلي قلبي يحبك ويطيح بحبك ، متى يجي ذاك اليوم اللي بقولك فيه عن حبي ومشاعري اتجاهك ، اناظر عيونك وانتي تسولفين لي عن تفاصيل يومك ، وربي بحب ذاك اليوم واحب تفاصيل يومي معك . .
اللي بينهم بعيد لكنها قريبة من قلبه و روحه و اقرب من رمش عينه واقرب من وريده وشريانه ...
،
،
كان تميم جالس بغرفته والتفت لطرقات الباب : ادخل
دخلت امه : تميم جهز نفسك الليلة
تميم عقد حاجبه : اجهز نفسي لايش ؟
ام تميم جلست بطرف السرير : اليوم بنروح لبيت خالك ابو عبير ونخطب لك عبير رسمي
تميم توسعت عيونه وجلس يناظرها : بس انا ما ابغى عبير
ام تميم عقدت حاجبها : ما تبغاها ؟
تميم مسك راسه بحيرة : مدري احس اني غيرت رايي واحس اني ما ارتحت لها .
ام تميم بحدة : وش تقول يا تميم انت تبغى تحرجنا عند خالك ؟
تميم عدل جلسته : يمه انا بقولك الصدق
ام تميم تناظره
تميم بلع ريقه : انا عيني على بنت ثانية
ام تميم توسعت عيونها وعرفت قصده : بنت ثانية ، اقول حط عقلك براسك و طلع هالبنت من راسك ، انت نسيت ان كل شي تم وما باقي الا الخطبة ؟
تميم عقد حاجبه : الله يخليك شوفي حل وربي مو مرتاح لها
ام تميم بحدة : انسى يا تميم لا تحرجني مع خالك وزوجته ، انا مالي خلق للمشاكل مع اهلي ، حط عقلك براسك وانسى البنت .
تسند تميم بضيق يفكر بكلام امه
وقفت ام تميم و توجهت للباب : لا تنسى تجهز نفسك
تميم : ان شاء الله
طلعت امه من الغرفة ، وقف تميم امام المرايا يناظر انعكاسه فيها وبعثر شعره بضيق يفكر بكلام امه ويفكر بالبنت اللي اخذت عقله ، فكر وفكر وادرك انه ما يقدر يسوي شي ، و ادرك بان الكل بيوقف ضده ...
،
،
كانت جالسه امام المرايا تناظر ميكبها بفرح ، دخلت اختها تشوف الفرحة بوجها : فرحانة ؟
عبير التفتت تناظرها : كثير
ريم جلست تناظرها : تحقق مناك انتي وامي تميم واهله اليوم بيخطبونك من ابوي رسمي
عبير وقفت وصارت تدور حول نفسها : والله وتحقق منايا شوفو حبيبي معايا
وقفت عبير ومسكت يد اختها : فرحانه كثير هذا تميم مو اي احد
ريم : لكن مشعل افضل منه
عبير : وتميم بعد ، تميم هو شيخ الرجال 
ريم : خلاص اثقلي ، و لا تصيرين خفيفة في وقت الشوفه و تحرجينا .
عبير تنهدت : لا تلوميني وربي فرحانه ، اه متى يجي ذاك اليوم اللي يجلس جبني واجلس جنبه و يلبسني خاتم الخطوبة
تقدمت عبير لها ومسكت يدها وتناظرها بسعادة ، ريم تناظر اختها اللي واضح الحب بوجهها ، ارتفع صوت ضحكات ريم بالغرفه : هههه
عبير : هههه احبه حب كبير وحبي صعب اشرحه لك ، اخيرا ، اخيرا ...
،
،
طلعت من دورة المياة و وقفت عند الباب لما سمعته يتكلم بالجوال بغزل ، عقدت حاجبها مستغربه : من يكلم
سعود تنهد : وربي انا حالي ما يسر لا صديق ولا عدو ، انا اشتقت لك خلاص حسي فيني لا تعاقبيني على شي مالي ذنب فيه ، وربي انا احبك وتزوجتها لاني مجبور ، صحيح هي معي لكن قلبي وعقلي وروحي معاك انتي ، بس انتظري علي شوي و تشوفين اللي يسرك ، انتي غالية علي كثير .
تنهدت نورة بعمق ووقفت عند النافذة تناظر الناس بحزن
حطت يدها على قلبها تحس بالالم ، تعيش مع شخص ما يبغاها شخص قلبه وعقله مع بنت غيرها .
وتسمع من وراها : جهزي نفسك كلها يومين وراجعين
نورة : ان شاءالله ...
،
،
التفتت عبير للترتيبات والتجهيزات وتسمع صوت الجرس والتفتت لـ ريم : وصلو 
وطلعت من المجلس
ريم وقفت تناظرها : عبير خليك ثقيلة طيب اذا شافوك كذا بيبطلون
عبير تمالكت نفسها وتنهدت بعمق : لا لا ما عليك .
وقفت تطل و تناظرهم ، تشوف ام فيصل وام تميم وام مشاري اللي دخلو للمجلس ، توسعت ابتسامتها تشوف ان حلمها تحقق وانها تعيش بالواقع مو حلم ولا خيال
وقفت خلف الباب تسمعهم يتكلمون عن الخطبه
ثواني وتسمع امها تناديها : عبير يا بنتي تعالي
تنفست بعمق ودخلت لهم ، كانو يناظرونها وتوسعت ابتسامة ام تميم من شافتها ، تخطب لولدها واول فرحتها تحس بشعور غريب عليها بين الفرح وبين البكاء وكيف ان السنين مرت بسرعة ، قطع عليها تفكيرها صوت عبير
عبير : كيفك خالتي عساك بخير
ام تميم تناظرها بفرح : هلا بعبير الحمدلله ، تعالي اجلسي جبني
جلست عبير جنبها وكانت السعادة واضحه بوجهها
ام فيصل : ربي يكتب اللي فيه الخير
عبير نطقت بفرح : امين
توسعت عيون ام عبير ، تناظرها تشوف خفتها ، لكن عبير صدت و تمالكت نفسها ..

بمكان ثاني بالبيت كان تميم جالس يفكر باللي صار
والتفت لما سمع اسمه على لسان ابو عبير : والله تميم والنعم فيه انا اشهد انه رجال و ولد رجال
ابو تميم : تسلم
تميم يناظرهم و يسمع سوالفهم و يحاول قد ما يقدر يبعد التفكير عنه ويندمج معهم ...
،
،
بالليل
كان على سريره ويتقلب مثل تقلب الحطب بالنار ، يبعد الحلم اللي يتكرر عليه كل ليلة ، الحلم بدأ يضايقه ويخنق روحه ، ابعد اللحاف عنه وقام من على سريره يطلع من غرفته ، مشى للخارج وجلس في الجلسه الخارجيه ، مد يده لجيبه يطلع سيجارته وولعها ، اختلط دخان سيجارته مع نسمات الليل ، تنهد بضيق يشوف العالم وكانه عالم قديم مرت كل هالسنوات وهي للان بداخل قلبه ، بالرغم انها هي اللي اختارت الفراق لكنه ما نساها ، روحه ظلت تتواصل مع روحها وقلبه ميت من شدة الحزن بسبب طيفها اللي يزوره كل ليلة .
كانت نايا تمشي بالخارج وطاحت عيونها على مشعل اللي جالس وباين على ملامحه الضيق ، ابتسمت من تذكرت وقفته معها في المزرعة وتقدمت له : مشعل ؟
اخترق السكون صوتها الرقيق ، ارتخت ملامح وجهه يناظرها بذهول واقفه امامه بشعرها الاسود الطويل وعلى وجهها الفاتن بعض خصلات شعرها تزين وجهها الجميل يقف الجمال خجلا من جمالها ، تعجز حروف اللغة الثمانية والعشرون عن وصف جمالها ، جمالها  يسكن قلبه وفكره تجعله منفى و وطن له ، نطق بربكة : لبيه ، اقصد امري ؟
نايا ناظرت عيونه وتشوف التوتر والارتباك بوجهه : سوري اذا قطعت عليك افكارك .
مشعل يناظر عيونها و يحاول ان يتحكم بملامح وجهه و يبعد شوقه الواضح اللي بعيونه : لا عادي
نايا تناظره وتشوف التعب بملامحه : انت بخير ؟
مشعل سكت يتأملها للحظات كانت المرة الاولى اللي تساله عن نفسه . 
نايا كملت كلامها : واضح التعب بوجهك فيك شي ؟
مشعل نزل راسه ويناظر الارض : معاي ارق ما قدر انام
نايا : واضح انك تضغط على نفسك بالشغل كثير ، بسوي لك شاي بابونج يهدي من اعصابك شوي .
مشعل رفع عيونه يناظرها : لا تشغلين نفسك مو لازم
نايا ابتسمت : لا عادي كنت اسويه لامي ويروح الارق عنها و اكيد اذا شربته بيروح الارق عنك
مشعل سكت للحظات يتأملها والتقت عينه بعينها السوداء ، عيونها مثل الليلة الماطرة مراكبه غارقة بها : طيب
نايا : ثواني و يكون شاي البابونج جاهز
مشت نايا وعيون مشعل تتأملها ..هي حاضره ومستقبله وماضيه ، هي حبه وعشقه وهيامه ، هو في حالة ذوبان وانصهار ، جبال ثلوجه تنهار من شدة عشقه لها ... كانت رقيقة ، رقيقة لدرجة ان تدقق في التفاصيل فتخدشها .. هي هادئة جدا وتحمل تعابير وجهها الطمانينة .. هي مو مهتمه لاعجاب احد بها ، طبيعتها كانت اجمل من الف تصنع ، هي مثل قطرات الندى على اوراق الاشجار .
مشت نايا تتجه للمطبخ وشد انتباها صوت جدتها و خالها ووقفت من سمعت اسمها على لسانه ووقفت عند باب الغرفة تسمع حوارهم .
ام فيصل : صلى على النبي هي بنت اختك نوف .
ابو نجلاء : انا ما عندي اخت اسمها نوف ، انا خواتي ثنتين منال و جواهر و نوف انا ما اتعرف فيها .
كمل ابو نجلاء كلامه : نسيتي وش سوت نوف نستي وش صار بسببها خليني اذكرك يمه دامك نسيتي ...
،
،
،
،
🌸

عيوني لك وطن و رموشي لك قبيلةWhere stories live. Discover now