الجزء الحادي عشر

19K 1K 162
                                    

دخل برّاك البيت بسيارته يوقفها ونزل وتقدم يدق وفتحت عايده:هلا برّاك
برّاك:صقر وينه ؟ ليه ما يرد عليّ ؟
عايده:طلع مع ولايف
برّاك:قالت له ؟
عايده:عن وشو ؟
برّاك اخذ نفس وتقدم يدخل:بنتظرهم
هزت راسها عايده وجلس برّاك بالصاله ولف لعايده:المعزبه وينها ؟
عايده:بالمطبخ
برّاك:تطبخ ؟
عايده:اي تبي أبوها ياكل من أكلها
برّاك:كيف لقيتي طبخها ؟ بنعيش بخير يعني ؟
ابتسمت عايده وتقدمت له وهمست:تبي الصدق أهون من ولايف بمليون مره ، ولايف ما تتعاشر ما أعرف كيف صقر قادر عليها
برّاك ابتسم من صقر وهز راسه:محد يتحمل الا اللي يحب ياعايده
عايده ناظرته بإستغراب:ما أظن يحبها
برّاك:كل هاللي سوته ولايف معه وما حبّها ؟ يبقى جحود
سكتت عايده ووقفت تتركه ودخلت لصمود اللي تطبخ ولفت صمود:وينك كنت أدور على مكان البهارات
عايده تقدمت تفتح لها الدولاب:برّاك برا
لفت صمود بذهول:وش جابه ؟
عايده:يبي صقر
سكتت صمود ولفت تكمل الأكل وطفت عليه من انتهت وغسلت يدها ومشت تاخذ عبايتها وطرحتها تلبسها وخرجت وناظرت عبدالله اللي مع برّاك
ولف برّاك ينتبه لها ولف من جديد على عبدالله:ليه ماعاد يعجبك ؟
عبدالله:من يوم ضحك علينا ومسوي علينا معاق ماعاد أقبله
برّاك:صقر له أسبابه
عبدالله:لو أعرف ولايف بتطيعني ما قعدت معه
لفت صمود على عبدالله بذهول ونطق برّاك:عمي ولايف لو ما تبي تقعد معه والله ما تقعد لو يجيب لها الدنيا بحضنها ، ترا ولايف اللي تبيه تسويه ودام هي قاعده معه يعني هي تبي ماهي مجبوره
عبدالله:كل البلاء من ولايف ، كل شي من ولايف ماتعرف تسأل وتشاور ولا تجامل كل دنيتها عصبيه وعناد وساطيه ماتبي احد يمشّي كلمته عليها ، ضيعت نفسها
سكت برّاك ونطق عبدالله:وزين جيت بغيت أقولك تراه حلف عليّ يعطيني مبلغ عشان كتب الكتاب
طاح وجه صمود من الإحراج من هالطاري ومن ضعف أبوها تجاه برّاك وصار كأنه يعتبره ولده فعلاً وخرجت تتركهم ما تتحمل تسمع بقية الحوار
ونطق برّاك وعقد حجاجه:ليه يعطيك ؟ ان قصركم شي أنا موجود عمّي
عبدالله:ما بغيت أضغطك بس مابي أقبل منه ، إنت تمون عليّ وأردها لك
برّاك رفع حجاجه بذهول:وش هالكلام ياعمي أنا ولدك وصمود بتصير زوجتي واللي يقصرها أنا أسدّه وأنا بتكلم مع صقر ومع صمود وأحلّها
هز راسه عبدالله براحه والتفت من سمع صوت الباب ولف برّاك وناظر ولايف من دخلت وخلفها صقر وعقدت حجاجها ولايف تستوعب برّاك والموضوع ونطق برّاك:جاي عشانك
ناظره صقر من فهم انه يقصده وهز راسه:امش فوق
وقف برّاك وناظر ولايف ووجهها الغريب ونطق:ما قلتي له ؟
هزت راسها بالنفي تصد بعيونها ومشى برّاك خلف صقر يطلع لفوق ورفعت عيونها ولايف على عبدالله تناظره صاد بعيونه وسكتت تتأمل وضعهم مع بعضهم وتقدمت بتعب ولايف وجلست بجانبه وناظرته ساكت:بتزعل مني على طول يعني ؟
عبدالله:انتي تزعليني على طول
رفعت عيونها ولايف تناظر صدوده ومسكت كفه:أبوي متى تفهمني وتعرفني ؟
عبدالله التفت عليها:لا صرتي تقولين لي كل شي
ولايف:أنا بنفسي ما أعرف كل شي ، بس ما يرضيني حالك عليّ
عبدالله:ولا أنا راضي بكل هذا اللي يصير وساكت ومتحمل عشان تتيسر صمود مع برّاك وأطلع معهم لبيتهم
ولايف:مضايقك هالمكان ؟
عبدالله:هالمكان وصاحب المكان ، كيف راضيه تقعدين معه وهو مكذب على اهله وعليك ؟
سكتت ولايف تناظر عبدالله وكمّل عبدالله:وما بتسمعين مني حتى لو تكلمت
ولايف:وش تبيني أسمع ؟ قول ، كلكم صرتم تقولون
عبدالله التفت عليها يناظرها:هالادمي ما تقعدين معه وتجين معي تصونين نفسك وتشترين قدرك وغلاتك ما انتي بحاجته ولا مجبوره عليه هو يقوم بنفسه
لانت ملامح ولايف تناظره وكمّل عبدالله:بس أعرف ان عنادك فوق كلمتي وشوري
عقدت حجاجها تسمع اللي ما ظنت تسمعه بهالوقت بالذات ولا تعيشه وتختبره ويكون صعب عليها ، سكتت لأن مافي شي بتقدر تقوله يوصف ألمها وتعبها وجهدها من داخلها وصمودها اللي ظاهر للجميع صوره خارجيه وهي تتحارب من داخلها من كل زاويه
'
جلس برّاك وناظر صقر:قلت لك دق عليّ وقريت رسالتي ومارديت ، ليه ؟
صقر:أعرف ان اللي بتقوله بيوجع راسي
برّاك هز راسه:بيوجعه
صقر اخذ نفس وتقدم بظهره وناظره:وش العلم ؟
برّاك:غازي أخوي
سكت صقر وكمّل برّاك:ما يعرف شي عن مراد وطلال
صقر:اضحكها على غيري
برّاك:والله صقر أنا شفته بعيني ما كان عنده علم ولا يعرف
صقر صد بعيونه ما يصدقه وكمّل برّاك:بس أمك عندها علم
لف صقر بذهول وعقد حجاجه:كيف عندها علم ؟
برّاك تنهد وناظر صقر:كان في خلاف بين مراد وطلال وهي تعرف سببه
صقر:وش السبب ؟
برّاك:طلال شاف مراد الكلب وهو يتحرش بولده الصغير بشكل ما بيعجب أحد وهدده بيقول لغازي
جمد وجه صقر بصدمه وكمّل برّاك:وشكل مراد خاف من الوضع وغدر بطلال
انقبض قلب صقر يزيد صداعه من حرقته على أبوه ومسك راسه بقوه ينزل راسه ونطق برّاك:بس هذا هو أخذ حقه ومات موته شينه والله ياخذ بحق طلال بالاخره ان شاء الله
مارد صقر وهو ماسك راسه وكمّل برّاك:دام الوضع بان لنا وعرفنا شي ابطينا ماعرفناه خل النفوس تهدأ وقوم على حيلك ورد حلالك من غازي بالطيب بدون مشاكل لأن والله غازي ماله يد
سكت برّاك يناظر صقر اللي على حاله ماسك راسه وكمّل:وأنا بساعدك باللي تبيه ، بس بعد كتب كتابي نحلّها الحين الوضع باقي حامي على مراد
مارد عليه صقر وهو يناظر الارض ونطق برّاك:وعلى طاري كتب الكتاب ، عمّي قالي انك بغيت تمدّه بفلوس بس كلمني رافض ياخذ منك
رفع راسه صقر وعقد حجاجه:ليه ؟
برّاك اخذ نفس:الظاهر شايل عليك عشانك مكذب عليهم ما يبي منك شي
سكت صقر يناظر برّاك ووقف برّاك:أنا بقوم بكل شي لا تشيل همّ
مارد عليه صقر ومشى برّاك يخرج من عنده وينزل للصاله وطلعت ولايف وناظرته نازل ووقف برّاك:يمكن صقر يعصب أو يضايقك بشي عدّيها ، مو هيّن اللي سمعه
ماردت عليه ولايف وهي ساكته ونطق برّاك:انتي فيك شي ؟
هزت راسها بالنفي ومشت تطلع الدرج بدون تتكلم وتقدمت للصاله ووقفت عند البيانو تناظر صقر اللي جالس وماسك راسه ويناظر الارض وظلت محلها تشوف حاله وتقدمت له تعرف انه مستحيل يعصب عليها ، تعرف انه يحتاجها بهالوقت وتعرف ان جرحه يكويه كل فتره وفتره ولا طاب منه
جلست بجانبه ورفعت كفها على كتوفه وضغطت عليها وهي تناظره ساكت يناظر الأرض وشدت على كتفه بكفها ونطقت:ما برد خاطرك ؟
ميّل شفايفه وعينه على الفراغ:كيف يبرد ؟
سكتت ولايف تناظر وجهه وهمّه في ملامحه ولف عليها صقر بعيون ياكلها الحزن:كنت واثق انه أنغدر فيه ولسبب ، بس كنت أتمنى اني غلطان ومحد غدر بأبوي وأنا حيّ
اخذت نفس وهي شاده على كتفه:بس أخذ حقه بالدنيا ولو متأخر والحين بياخذ حقه وهو ميت
صقر ناظرها ورجع ظهره للخلف ورجع راسه على الكنبه وناظر السقف ، يتخيل شكل أبوه هو ترجّاه والا طاح على غفله منه والا كان واعي ، طيب شعر بطيحته وألم جسمه وراسه من مسافة المكان والا مات بلحظتها ، كيف رجع مراد عادي بيته وقعد أبوه وحده بقعر الجبل بين ذيابه وكلاب يتغدون عليه ، كيف وقف مراد بجنازة طلال وكان موجود بالعزاء ، كيف كان قريب منه وبعيد عن باله
ظلت تتأمل سكونه وتفكيره ونظرات عيونه للسقف وببالها الحوار اللي دار بينها وبين أبوها وعدم رغبته الواضحه لوجودها مع صقر وعدم تقبله لصقر ، تخالطت كل الأمور عليها وتشابكت مشاعرها بلحظه هي الحين تتأمل شخص يحرّك داخلها الكثير وتميل له وتنجذب وماتشوفه بعاديّه ، صارت تعيش عشان هذا الرمش التعيس ، وهانت عليها كل أحداث البدايه معه وصار يمون على الجرح ويطيّبه ، بس تخاف الإعتراف وتخاف المستقبل معه
التفت براسه صقر وناظرها ساهيه ساكته ينتبه إنها تعيش ببالها شي ورمشت بهدوء ولايف تنتبه لنظراته وجلس بإعتدال وعينها ما غابت عنه وانحنى بجسمه ينسدح على رجلينها براسه وناظرته ولايف تقبض كفوفها بتردد ، تشعر بالحنيّه تتدفق داخلها تدفق دمّها بالوريد
رفع رمش عينه عليها يناظر عيونها ولمعتها دليل حبسها لدموعها وسكت وعينه بعينها يتوّجع داخله وقربها يهوّنه ، غمض عيونه بتعب يلين حجاجه من تعب عقدته وناظرته ولايف ورفعت كفها برجفه وتردد وحطت بكفها على جبينه وفتح عينه صقر يناظرها وناظرت رمش هدب عينه اللي كانت تعرفه وتقراه وتسمعه ، الرمش القاسي الحنون الرمش اللي أبعد من الشمس وأقرب من ظلالها
وماترددت للحظه ولمست بأصابعها رمشه وفهم صقر بإن هذا الرمش التعيس لا زال تعيس بنظرها
رفع كفه لكفها اللي على جبينه يمسكها تبرد أطرافها وناظرته ولايف تتوتر من كل هذا المشهد بينهم وقرّب اصابعها من ثغره يبوسها ويغمض عيونه وهو يحتضنها بكفوفه الثنتين ، شعرت بالغصه داخلها تشوفه متمسك بكفها بحاجه تفهم انه صار يبي قربها ويريّحه هذا القرب منها وما انتبهت الا ودمعة عينها تطيح على وجهه وفتح عيونه صقر ينتبه انها تبكي بدون صوت وجلس وهو قريب منها وجهه لوجهها وماسك كفها وناظرته ولايف بتعب ما تتحكم بدمع عينها ورفع كفه الاخرى يمسح دموعها صقر بدون يسأل ويتكلم وتقدمت ولايف براسها تحطه على كتفه ورفع كفوفه الاثنين يحضنها ورفعت ذراعينها من اقترب لها أكثر يحضنها وغمضت عيونها وهي بحضنه ومسح على شعرها صقر والتفت براسه يبوس راسها ، يعيش مرحله صامته دون إعتراف يعرف إن الإعتراف بيهدم كل هالقرب وهي تخوض داخلها شي ما يعرفه ولا يدري به بس يشعر انها ماهي بخير
من يوم صاروا أقرب من برق ورعود اختلف حالها ، صار يلمس منها الخوف والضعف ، بعد ماعاش معها مصايب تهدّ جبال صار يحسّ انها داء ودواء ، نار وماء ، وجعه وطبّه ، ولايف صارت وليف وعدو
عدو على ظروفه وقلبه وماضيه ومستقبله ، ووليف لجرحه وحزنه وضحكه
سكتت وهي بحضنه تناظر الفراغ هي تقدر تقول لا وتقدر تظل محلّها معه لان هذا ودّها ، بس تبي تشوف قدرها ويشوف أبوها انها ماهي هيّنه عند صقر ولا بتكون هيّنه بس تخاف ، تخاف الجحود والبرود والغياب تخاف يعتاد بدونها ويعيش بدونها
'
دخلت السوق وهي تشعر بجديّة الوضع وإنها فعلاً بتتوج عروس قريب
ناظرت الفساتين حوالينها تشوف تعدد الألوان ونفشة الفساتين ورُقي الفساتين الأخرى ، ودارت بعيونها تحتار وترتبك ولفت عليها ولايف بهدوء:عجبك شي ؟
سكتت صمود وهي تتأمل الفساتين ونطقت ولايف:خذي هذا
لفت صمود على اللي أشرت عليه ولايف وتقدمت صمود تتفقده بعيونها وتكتفت ولايف تناظر حيرة صمود وارتباكها:قيسيه بيطلع حلو
لفت صمود تأشر عليه للموظفه وهزت راسها الموظفه:تفضلي غرفة القياس
دخلت صمود تقيسه ولفت ولايف تتأمل الفساتين وهي هاديه وتلمسها بيدينها تعيد حوارها قبل تخرج مع صقر اللي أصرّ عليها ينطق:ما بتاخذين شي من برّاك ، اللي تبينه تاخذينه منّي
تنهدت ولفت من نادتها صمود ودخلت وابتسمت بهدوء تهز راسها بإعجاب:حلو عليك
ابتسمت صمود ولفت تناظر شكلها بالمرايه:والله ؟ يعني فخم ؟ ترا بيحضرون ناس يعرفهم برّاك
هزت راسها ولايف:يناسبك
صمود لمست الفستان وهي مبتسمه وتتأمل شكلها وخرجت ولايف تتركها مع فرحتها وفستانها ومشت بالبوتيك بين الملابس وخرجت صمود والفستان بيدينها مغطّى بكوفر ونطقت:انتي ما بتاخذين شي ؟
ولايف:بعدين اهم شي انتي
صمود:طيب امشي طولنا على أبوي
خرجت صمود ووقف عبدالله اللي كان بإنتظارهم وابتسم لصمود وتقدم ياخذ فستانها:هاتيه وأنا أبوك
صمود:لا أبوي خله معي
عبدالله:لا لا بندلعك انتي عروس
سكتت ولايف تناظر إبتسامة وفرحة عبدالله وصدت عنهم تمشي قبلهم وتسمع سؤال وحرص عبدالله لصمود ولبست نظارتها الشمسيه تطلع مفتاح سيارة صقر وفتحتها تركب وركب بجانبها عبدالله وركبت صمود بجانب فستانها وحركت ولايف
لف عبدالله يناظرها هاديه على غير المعتاد وتسوق وهي ساكته واخذت نفس ولايف لحد وصولهم للبيت ودخلت بالسياره توقف بالحوش وتقفل السياره ونزل عبدالله ونزلت معه ورفعت عيونها من خرج صقر يناظرهم ويوقف عند الدرج ونزلت نظارتها الشمسيه تشوف نظراته من بعيد ومشت صمود تدخل البيت وبيدها فستانها ومشت ولايف توقف أمام صقر ونطق عبدالله من خلفها:تعال بتكلم معك
لفت ولايف على عبدالله وهز راسه صقر ومشى ينزل مع الدرج ويمشي بالحوش مع عبدالله وناظرتهم ولايف من بعيد ومشت تدخل البيت
لف صقر على عبدالله وناظره:عسى ما نقصكم شي ؟
عبدالله:ماعليك انت لا تنشغل بنا
سكت صقر ينتبه لإستغناء عبدالله عنه ونطق عبدالله:بكلمك بموضوع يخص ولايف
صقر سكت يناظر عبدالله ورفع عيونه عبدالله على صقر:أنا باخذ بنتي معي
لانت ملامح صقر ما يستوعب:وين تاخذها ؟
عبدالله:بيتنا مع صمود وبرّاك
صقر هز راسه بعدم فهم:ليه ؟ هذا بيتها
عبدالله:ماني راضي على هالزواج ولا ولايف راضيه وجاتك بالغصب وانضحك عليها وكذبت عليّ وعلى أهلك وأنا أعرف إن ولايف ما بتكون سعيده مع واحد كاذب عليها ويقدر يكذب على أهله ويخدعهم
ناظره صقر بذهول وكمّل عبدالله:قبل كنت ساكت بس الحين بعد ما عرفت ان لنا بيت ومعي برّاك مالها لزمه تقعد معك
سكت صقر وهو يناظره بصدمه وناظره عبدالله:لا تصعبها ليلة السبت بنتي بتكون ببيت أبوها
صقر عقد حجاجه:إنت تسمع وش تقول ؟ بنتك اللي تبي تاخذها معك هي زوجتي
عبدالله:هذا ماهو زواج ، زواج بدون أبوها ماهو زواج
صقر:اي الزواج ماكان بعلمك ولا بشورك ويمكن ماهو برضاك لين الحين بس هذا اللي حصل محد يقدر يغيره ، ولايف زوجتي وهذا مكانها وبيتها معي
عبدالله:هذا رايك بس وش راي ولايف ؟
سكت صقر يجمد وجهه من اللي يحصل معه وعقد حجاجه وتقدم يناظر عبدالله:إنت بتخيرها بيني وبينك ؟
عبدالله:تخاف تختارني ؟
صقر:اسألك بالله لا تلوي ذراعها ولا تخيّرها وانت تعرف انها بتختارك
عبدالله:بنتي قدرها غالي يا صقر وما تنوخذ بهالطريقه ، يقدّرها غيرك ان شاء الله
سكت صقر يناظره بذهول ومشى عبدالله يتركه ويرجع للبيت ولف صقر يناظر خطاويه وهو جامد محله ورفع عيونه عليها واقفه بالبلكونه وتناظره وفهم كل هذا الحزن اللي تعيشه الان ، عرف وش مخليها بهالضعف وبهالقرب منه وبهالتردد اللي تعيشه
ومشى يدخل البيت وغمضت عيونها ولايف تعرف انه بيجيها وتعرف من ملامحه ان أبوها تكلم معه ولفت من فتح باب الغرفه ودخل ودخلت الغرفه وتقدم صقر لها:ليه ما قلتي لي ؟
سكتت ولايف وهي تناظره وتقدم صقر بغضب:لا تطالعيني كذا وتسكتين شي ما بيصير وأبوك بيرضى غصب
ولايف اخذت نفس وصدت بعيونها وناظرها صقر ومسك ذراعها:ولايف
لفت ولايف عليه وناظرت عيونه:كيف بيرضى غصب ؟ يرضى غصب أقعد هنا وأتركه يعيش مع صمود وبرّاك لأنه ما يشوفني بنته ولا هذا مكاني ؟
صقر:هذا الوضع ولازم يتقبله
ولايف تنهدت:ما بتمشي الأمور كذا
صقر ناظرها بجنون:بيخيرك بيني وبينه ؟ هذا اللي بيسويه يعني ؟ انتي ما تركتيني والزمان يحدّ سيفه بتتركيني الحين وأنا صرت أشرب هوَاك شرب الدِلال ؟
سكتت ولايف تلين ملامحها وتناظر عيونه وناظر عيونها صقر يسمع سكوتها ، مستحيل يخليها تتركه لانه حارب مرتين عشان ما تروح بس هالمره فيها ابوها ، ويعرف ان وجودها اصلاً عشان ابوها
رجع خطوه يستوعب هو وش يحاول يسوي وهو كفّته أضعف من كفّة أبوها ونطق بهدوء:بتتركيني
ولايف صدت بعيونها من شعرت إنها بتضعف ورجعت ناظرته:أمي ماتت بعيده مابي أبوي يـ
سكتت تعقد حجاجها من صعوبة الوضع تناظر صقر وهز راسه صقر:ماتبينه يموت عشانك ما تركتيني
وهز راسه واخذ نفس يستوعب وضعها وصد يناظر البلكونه وشد على أسنانه يناظر المطل بعيونه يحترق داخله ، ليه يوم صاروا بهذا القرب بينحكم عليهم يعيشون ببعد أقسى !
ناظرته ولايف تستصعب كل شي تعيشه ولف بعيونه صقر عليها ينطق بظنه الأكيد ورغبته:أنا ماني مخليك
سكتت من جملته وكأنه مسح على جرحها يطيّبه ، ما توقعت منه هذا القول ولا هذا التمسك وناظر عيونها صقر ، مستحيل يتركها تروح وهي تشيل هالدموع بجوف عيونها لأنها ماتبي تروح ، ما يبي يتركها تروح بعد ما صارت تخاف فراقه ، ولا بيتركها وهي تناظره بعيون تحبه ، ما ييسمح لها تروح الحين يوم صاروا برق ورعود ما يعرف لدنيته الا معها ولا يعرف لسلوته الا بها وما يعرف دروب الا لها
'
دخل وناظر نيّاف اللي منسدح على جواله:قم عاونّي
قام نيّاف يشوف أبوه اللي شايل أكياس بيدينه واخذها نيّاف:بطلعها فوق
هز راسه فواز وجلس واخذ نفس يرتاح ودق جواله واخذ يرد:ياهلا بالشريك ياهلا
دخلت ريم وابتسمت تشوف فواز وحطت القهوه عنده تجلس وتصب له واخذ الفنجان فواز:نحمد الله ودام الشغل ماشي مانبي زود
دخل نيّاف وضرب راس ريم ولفت عليه تكشر وأشر لها تصب له وصدت عنه وتقدم نيّاف يسحب الدله ويصب لنفسه ورفع عيونه فواز على ريم بهدوء:عندي بنت وحده الله يحفظ لك اللي عندك
لف نيّاف بصدمه يناظر أبوه وعقدت حجاجها ريم ونطق فواز يبتسم:والله مدري وش أقولك
ظلت تراقب ملامحه ريم ما تفهم ولفت لنيّاف تأشر له بمن ورفع كتفه نيّاف ونطق فواز:لا ماهي مشكلة قبايل نعطي من برا قبيلتنا لكن الرجّال الكفو
رفع حجاجه نيّاف بذهول من فهم انها خطبه وارتبكت ريم تناظره وانهى فواز الاتصال ورفع عيونه على ريم:وين أمك ما شفتها ؟
ريم:فوق عندها غسيل
سكت فواز يشرب من قهوته وناظرته ريم:أبوي
فواز شرب من قهوته وأبتسم:هلا
ريم:قول لا توترني
ضحك فواز ولف لنيّاف:تعرف مالك ؟
لانت ملامح ريم بصدمه وهز راسه نيّاف وكمّل فواز:يبي ريم
ارتبكت ريم ما تستوعب ونطق نيّاف:غريبه
لفت ريم على نيّاف:وشو غريبه ؟
نيّاف:من قبيله غير وش يبي فيك مافيك زود
فواز:انطم عن اختك ، مالك قليل عليها بعدها تستاهل أمير
ابتسمت ريم لفواز ونطق فواز:بس نسأل ونشوف والله ييسر
ابتسمت ريم بحيا لانها ماتوقعت تكون الخطوه الجايه كبيره هالقد منه ووقفت تتركهم وتخرج وركضت تطلع للبيت ودخلت:يمه يمه
خرجت نوف بخوف:وشبك ؟
ريم ابتسمت:جاني خطّاب
نوف:هو عمّك باقي يحاول ؟ مارديناه ؟
ريم:لا واحد مو من جماعتنا
نوف نفضت يدها وعقدت حجاجها:من ؟
ريم:اللي ياخذ من أبوي سمن لمحله بأبها
انصدمت نوف وابتسمت ريم:يمه روحي اسمعي أبوي وش يقول تكفين
نوف:اصبري اصبري وش هالشفحه اثقلي
ماردت ريم وهي مبتسمه ومشت نوف تنزل وجلست ريم ما تستوعب هي فعلاً بتسكن بأبها وتخرج من دائرة الديره الصغيره وتقترب أكثر لحياة المدن مع شخص نفس مالك اللي من لحظة ماشافته عجبها
'
لفت تنتبه لصمود وعدلت جلستها اللي كانت جالسته بلحظه هذيان بالبلكونه وناظرتها صمود:طعتي أبوي ؟
ناظرتها ولايف:ليه ؟ وش قالك ؟
صمود جلست بجانبها:راح مع برّاك يخلصون البيت وبرّاك بياخذ الدور الأرضي له بالكامل واللي فوق لأبوي وقبل يطلع قال بتفقّده أختك بتجي معنا
ولايف:وانتي بتسكنين مع برّاك يعني ؟ ما بتسوون زواج ؟
صمود:أنا أعرف شي ؟ أبوي يمشي ويخطط بكيفه
صدت ولايف بهدوء وناظرتها صمود:ماودك ؟
ولايف:بتبدين تحليل وكلام ماله داعي مالي خلق
صمود:ليه ما تكلميني وتفضفضين لي ؟ ترا مالنا الا بعضنا ولايف
ولايف لفت على صمود:بالعكس ، أنا مأشوف لي أحد
سكتت صمود ووقفت ولايف والتفتت من فتح الباب عبدالله يدخل البيت ونطق:برّاك معي
مشت تتركهم وتطلع لفوق ودخلت الغرفه تسمع الهدوء وتقدمت ورفعت عيونها تشوفه لاف منشفته على خصره وينشف شعره ووقفت محلها يرتبك كل عرق داخلها ، والتفت صقر عليها ونطق:أبوك رجع ؟
هزت راسها تصد بعيونها وتدخل للغرفه ولف عليها صقر يناظرها واخذ ملابسه من دولابه ورجع يدخل الحمام وجلست ولايف على السرير تناظر البلكونه أمامها وخرج صقر وعدّل شعره بالمرايه واخذ من عطره يتعطر والتفت عليها:ما تبين تقولين شي ؟ بتتركينها عليّ ؟
ماردت عليه ولايف يناظر ظهرها وهز راسه صقر ومشى يخرج من الغرفه ونزل يتنحنح يسمع صوت عبدالله وبرّاك بالصاله ودخل ينطق:سلام عليكم
لف برّاك عليه وناظره:وعليكم السلام
جلس صقر وحك جبينه والتفت على عبدالله:مع نسيبك اللي تحبه ؟
ناظره عبدالله بدون رد ولف صقر على برّاك:ينقصك شي لملكتك ؟ اليوم الربوع ما بقى شي
ابتسم برّاك:ما تقصر كل شي جاهز يكفي حضورك
ابتسم صقر وهز راسه:الحمدلله
لف صقر على عبدالله واخذ نفس:ولايف
تنهد عبدالله:تكلمنا وشرحنا
صقر:اي بس ما اقتنعنا طال عمرك
عبدالله:بنتي تبي تجي معي
صقر:وأنا زوجها ورافض
سكت برّاك يناظر صعوبة الموقف واحتدت ملامح عبدالله:بتمشي كلامك غصب عليّ ؟ نفس ما تزوجتها غصب عليّ ؟
صقر تقدم وناظر عبدالله:إنت تبي تصعبها وتقرر عن بنتك قرار هي ماهي مقتنعه فيه
عبدالله ناظره بعصبيه:ولايف طاعتني وبتجي معي
صقر احتدت ملامحه يرفع صوته:لأنك أبوها وهالزواج أصلاً ما صار الا عشانك إنت أبوها ، كل شي اختارته اختارته عشانك وعشان أهلها والحين تاخذها معك غصب عنها ؟
عبدالله:أنا ما طلبتها ولا شاورتني في قرارها وهذي هي تتحمل نتيجة غلطتها
صقر ناظره بقهر:تدري وش اللي ما أدانيه بالرجّال ؟
سكت عبدالله يناظره ونطق صقر:الخير اللي يموت في بطن جاحد
عبدالله ناظره بحده:احترم نفسك
برّاك:صقر خلاص تعوذوا من الشيطان
صقر ناظر عبدالله:الحين أقولك بنتك ضحت وسوت وفعلت كل شي عشانك وتقول ما طلبتها تسوي ؟ إنت فيك خير لها ؟ وتجبرها على شي هي ما تبيه ؟ وفوق هذا تجحدها تجحد اللي عاشته عشانك ؟ دامك ماقدرت تعيشها زين وأحوجتها للغريب لا تلومها اذا عاشت بدون شورك وطاعتك
وقف عبدالله بعصبيه وتنهد برّاك يوقف معه:صلّ على النبي ياعمّي
عبدالله:وش أرتجي من واحد كاذب على أهله ؟ راح أبوك تحت التراب قبل يرباك
وقف صقر من طاري أبوه يناظر عبدالله ووقف بينهم برّاك:صقر
سكت صقر يناظر عبدالله اللي معصب ونطق بهدوء:أبوي إن جبت طاريه تترحم عليه
عبدالله:ماتجي تحاسبني بحياتي مع ولايف ، من انت ؟
صقر تقدم له:أنا صقر طلال ، أنا اللي ماشفت خيره لاني بدون مال انا اللي قعدت ببيته ويوم ضمنت بيت برّاك جحدتني
سكت عبدالله يناظره بغضب وتنهد برّاك من كلام صقر
وكمّل صقر:بس وش ارتجي من شخص جحود لبنته
عبدالله هز راسه:قعده عندك ما بقعد ولا وحده من بناتي بتقعد
دخلت ولايف اللي كانت تسمع كل الحوار وناظرتهم ولف عبدالله:نادي اختك
لف صقر على ولايف وناظرته ولايف ورفع صوته عبدالله:صمود
برّاك:عمّي ما تنحل الأمور بهالطريقه هذا زوجها بالنهايه
عبدالله:أنا بنتي ما تقعد حليلته وأنا حيّ
رفعت عيونها ولايف تناظر عيون صقر عليها وتنهد برّاك يناظرهم ونطق عبدالله:خذي كل شي لك ، بنطلع
مشى عبدالله وهو ينادي صمود ووقف برّاك يناظر صقر وولايف واخذ نفس:بنحلّها بس خله يجي معي ويهدأ ونتكلم من جديد
صقر لف على برّاك:وش نقول ؟
سكت برّاك بحيره وهز راسه بتعب ومشى يتركهم ويخرج من الصاله وجلس صقر يهدي نفسه ورفع عيونه على ولايف وناظرته ولايف تشوف النهايه ، تحسّ بقلبها ينحرق ونطقت:اعذرني أشقيتك معي
عقد حجاجه صقر:توادعين ؟
سكتت تناظره ونطق صقر:روحي معه ، روحي ولايف
تثاقلت روحها اللي توجعها وهي تشوفه وكمّل صقر:بس والله ماني مخليك وقلتها لك بأول كلامي معك ، انتي من حياتي مالك مفرّ
ناظرت عيونه تشوف تمسكه فيها ومشت تخرج من عنده ينقبض قلبها وطلعت مع الدرج تبلع غصتها مثل ما تبلع غصن شجره
دخلت الغرفه وقفلت الباب واسندت ظهرها بتعب ، ماتوقعت بيوم بيكون فراقها عنه موجع بهالقدر ولا توقعت بيوم بتكون رغبتها بالبقاء معه بهالشدّه ، بس تمكّن داخلها ولا شافت قوه وراحه وأمان ورغبه وتقدير الا معه ولو إنها متأخر
دخلت تاخذ شنطتها وتطلع ملابسها تحطها بالشنطه وتلم أغراضها ولفت تناظر نظارتها الشمسيه اللي كانت منه هديّه وتقدمت تاخذها بيدينها وطلعت أغراضها من الأدراج واخذت طقم الذهب اللي شراه عشان خاطرها ورغبتها وحطته بين أغراضها وقفلت شنطتها تلف تشوف دولابها خالي أمام عيونها ولفت من انفتح الباب وشافت دخوله وصدت بسرعه تقفل شنطتها وتلم باقي أغراضها ووقف يشوف أدراجها ودولابها الخالي ورجع ناظرها وتقدم يشوفها تنشغل عنه وتتصدد وتعيد ترتيب اللي بيدها ماتبي تنهيها ووقف بجانبها ومسك ذراعها وحطت القطعه من يدها ورفعت عيونها عليه وناظر عيونها صقر من قريب يقرأ عيونها نفس ما تعوّد يقراها ونطق:ما بترك لك طريق نهايه معي نفس ما تمسكت فيك من قبل ، بس أبي شي واحد تقولينه يخليني أعافر عشانك
سكتت ولايف تناظر عيونه وكمّل صقر:قولي أبيك
ماردت ولايف ترجف كفوفها من ضغطه عليها ومن كتمانها ونطقت بعد وقت طويل:واذا ما قلت ما بتعافر عشاني ؟
لانت ملامح صقر يفهم إجابتها اللي منكّرتها حوالين اجابه أخرى تراوغ بها وهزّ راسه:وقفتي بوجهي قلتي ما أدانيك وهربتي مني وسحبتك من رجلك تظنين بخليك الحين لو قلتي لا ؟
رفعت كتفها ولايف:وليه تبيني أقولها ؟
مارد صقر يناظر عيونها وصدت مباشره من شعرت بالهدوء بينهم ولفت تاخذ شنطتها وأغراضها ومسك الشنطه من يدها:أنا أخذها اتركيها
تركت شنطتها تبعد كفها عن كفه وتخرج قبله وتنزل مع الدرج تشوف عبدالله اللي بإنتظارها ووقفت ولفت تشوف صقر اللي نازل وشايل شنطتها وخرج عبدالله ومشت ولايف معه ورفعت عيونها تشوف برّاك اللي واقف وصمود بالسياره وتقدم صقر يحط الشنطه بالخلف ووقف يناظر ولايف اللي تمشي للسياره وفتحت الباب وركبت ولفت عليها صمود تناظرها وصدت بعيونها ولايف عنها تشد كفوفها ببعضها وتناظر وقوف صقر وحده يناظرهم
ابتعد صقر يشوف سيارة برّاك خارج من البيت وغادروا عن عيونه وظل واقف محله وكأن بلحظه تشكّل ركام الغيم فوقه واسودت دنيته
يعيد أيام وحدته وسنينه بهالبيت قبلها ، كانت دنيته صعبه قبلها كيف الحين بعد ماشاركته كل حياته مرّها وحلوّها !
ناظرته عايده من عند الباب تشوف وقوفه وتنهدت تناديه ولف صقر عليها ومشى لها يدخل البيت ونطقت عايده:هذا اللي كان بيصير اصلاً ياصقر
لف صقر عليها يناظرها:لا مو هذا اللي بيصير ، هذا البيت ما ينعاش بدونها
سكتت عايده ومشى صقر يتركها ويطلع الدرج لأول مره ينتبه لجماد البيت وخشب أثاثه الوحيد وكأن ذاكرته بوحدته عادت من جديد ، تلوّن الرمادي بعيونه
تقدم للصاله يشوف البيانو وجلس عنده يذكر محاولتها له عشان يعزف لها ومحاولتها هي عشان تعزف بنفسها ، فتح يكشف عن أوتاره ورفع أصابعه للحظه يفكّر وقبض كفوفه يردّها ويناظر البيانو بسكون
ماله بهالدنيا الا هي وماشاف الدنيا الا معها ولا بيعيش دنيا الا بها ، ولايف كانت له وليف بقساوة دنيته واللي بينهم ماهو قليل ، يعرف انها سكنت قلبه ما صارت جزء من حياته فقط
'
وقف برّاك عند البيت ونزلوا ورفعت عيونها صمود تناظره ، ما تمنت تدخله قبل ما تكون حلاله ويحطها أبوها بهالموقف المحرج بالنسبه لها
مشت مع ولايف يدخلون خلف برّاك وعبدالله وتقدم برّاك يفتح أنواره:تبارك البيت
عبدالله:بأهله متبارك
ابتسم برّاك والتفت يناظر صمود اللي دخلت ودخلت ولايف تنزل نظارتها الشمسيه عن عيونها ونطق برّاك:لكم الدور العلوي ارتاحوا فيه ، مفروش ومخلصينه
عبدالله لف لولايف وصمود:اطلعوا
مشت صمود مع ولايف يطلعون واخذت نفس ولايف بتعب تمشي وتناظر البيت بتعب وتقدمت تفتح الغرفه وتشوف السرير الوحيد وتقدمت تنسدح على بطنها ونطقت صمود:خذيتيه لك ؟
ولايف:زوجك حاسب حسابك جنبه ، مالك مكان هنا
ارتبكت صمود وضربت رجل ولايف تجلس بجانبها وغمضت عيونها ولايف تعيد نظرات صقر لها وكلامه معها ونطقت صمود:ما بغيتي تتركينه ؟
ماردت عليها ولايف ولفت صمود عليها:قبل فتره قصيره كنتي ميته وتتركينه والحين ليه اختلف كل شي ؟
ولايف لفت على صمود:ما اختلف شي هذا أنا معكم
صمود:بس ما ودك
ولايف تنهدت:مو ناقصتك
صمود:اذا يبيك بنشوف كيف يشتري رضاك ورجعتك ، اتركينا نعرف قدرك عنده
ولايف ماردت ولفت تناظر الغرفه وتكتفت بهدوء تشعر بالوحده داخل جوفها قبل خارجها ، تنتبه للفراغ اللي حوالينها ماتعرف هو بسبب ان البيت جديد والا بسبب انها تركت المكان اللي تعودته وتنتمي له
ونطقت صمود بقلق:حسبت اللي عندي من الفلوس اللي برّاك عطاها لابوي ما تكفي شي الفستان كان غالي ويالله يكفي الميك اب والشعر
ماردت ولايف وهي متكتفه ولفت عليها صمود:وش بتسوين انتي ؟
ولايف قامت:بروح الحين وحدي اشوف
صمود:من وين لك فلوس ؟
ولايف:عندي
صمود:من وين ؟ عطاك صقر ؟
ماردت ولايف تفتح شنطتها وطلعت عبايه جديده ولانت ملامحها تشوف الفلوس اللي تحتها ، عقدت حجاجها واخذتها ونطقت صمود:من وين لك ؟
ماردت ولايف تحاول تتذكر كيف جاتها هالفلوس هي كانت بتبيع الذهب اللي شراه صقر لكن تغير كل شي ، سهت ثواني تعيد الموقف مع صقر اخذ منها الشنطه وهي خرجت تسبقه
غمضت عيونها بهدوء تتأكد من شك ظنونها بإنه هو حطها لها
اخذت نفس تحط الفلوس بشنطتها ولفت لصمود:بطلع قولي لابوي لو سأل عني
ماردت صمود ومشت ولايف تخرج وتنزل تحت ما تلاقي احد وطلعت من البيت ومشت بالشارع وهي تعدّ الفلوس تستغرب مصدرها من صقر وكيف عطاها هالمبلغ لانه ما نسى انها تحتاجها رغم ان عبدالله وصمود نسوها هو ماكان ناسي حتى مع سوء الوضع
طلعت للشارع العام تنتظر السياره اللي طلبتها وركبت عند وصولها وناظرت الطريق ونزلت عيونها لجوالها تناظره فارغ ، هي ولا مره كلمته من جوالها ولا مره جاها اتصال منه وماودها تكون هي الأولى حتى لو تبي تشكره
ناظرت الطريق ووقف عند السوق ودفعت له تنزل تلبس نظارتها على عيونها وتدخل وتلفتت تشوف المحلات والفساتين المعروضه وتقدمت تدخل بوتيك وتمشي بين الفساتين تشوف ألوانها تحتار باللون اللي تبيه ، وقفت عند فستان تناظره تعيد كلامها مع صقر بإنها رمادي لا أبيض ولا أسود وعشان كلامها كان اختياره لها رمادي على ودّها
لكن الان توقف أمام فستان أسود بالكامل وبزاوية الأكتاف مع ذيل طويل بلون أبيض ، ابتسمت تناظره تعرف من نظرتها هذي انه بيكون لها ولفت تختار مقاسها وتدخل لغرفة قياس تقيسه
لمست الفستان بيدينها الثنتين تشوفه على جسمها بفتحه طويله وبياض على كتوفها العاريه ومن الخلف له طول أكثر بالبياض وكأنها اختلطت بين البياض والسواد فعلاً
قررت انها تشتريه وبيكون مناسبها ويشبهها وطلعت تحاسب وتمد الفلوس وعدت الباقي منها تحطه بشنطتها واخذت الفستان تخرج من السوق ترجع لبيت برّاك ووقف السياره عند البيت تشوف برّاك ينتظرها ودفعت له فلوس ونزلت وناظرها برّاك:ليه ما علمتيني كنت وديتك
قفلت الباب تاخذ فستانها:بصفتك نسيبنا والا عمّ صقر ؟
برّاك سكت ومشت له ولايف:أبوي عطاك نسبه ؟ لأنه باعنا وأشتراك
برّاك:أبوك تعبان وكبير بالسن وش لك تغثينه ؟
ولايف اخذت نفس ونطق برّاك:تعالي بتكلم معك امشي ادخلي
مشت تدخل معه وجلس برّاك على درج البيت وجلست ولايف تحط فستانها بينهم ولف برّاك:يوم تكلم أبوك وقال تعالي معنا ليه ما قلتي بقعد معه ؟
ماردت ولايف وهي تناظر الحوش وكمّل برّاك:ولا تكذبين تقولين ماودي ، أدري لا انتي تبين تتركينه ولا هو يبي يترك
ولايف لفت على برّاك:لو أبوي طلبني قبل فتره كنت جيت معه بدون ما يشاورني
برّاك سكت وكملت ولايف:بس الحين الوضع أختلف
صدت بعيونها عن برّاك بهدوء:أنا وصقر بروق ورعود ، نحارب بعضنا ونوجع بعضنا بس ما نجي الا سوا
سكتت ونطق برّاك:توكسيك
ضحك بخفوت برّاك وابتسمت ولايف تلف لبرّاك ونطق برّاك:محد يفهمك الا هو ولا احد يفهم صقر الا انتي ، توكسيك وما تليقون الا لبعض
سكتت ولايف بهدوء تفكر وكمّل برّاك:بعد ليلة السبت انا اتكلم مع أبوك ونحلّها
ولايف:لا تحلّ شي ياعريس وتنشغل فيني ، انشغل بصمود ولا تعذّر وتقول انك كبير وشايب اصرف كثير ودلعها
ابتسم برّاك يهز راسه ووقفت ولايف تاخذ فستانها وتدخل البيت وتنهدت بضيق ما تسمع رنين لجوالها أبد
ناظرت عبدالله اللي طالع ونزل عيونه للكيس ورجع ناظرها:وين كنتي ؟
ولايف:رحت اشتري لي اغراض
عبدالله:من وين لك فلوس ؟
ولايف:من ربي
سكت عبدالله يناظرها ومشت ولايف تطلع لفوق وتدخل وحطت فستانها بالغرفه ومشت تجلس على السرير تسها بالجاي وكيف تنحل وليه صعبت عليها وهي كانت النيّه والنهايه ، ليه صارت تدور أي طريق يرجعها له
لفت من دقت الباب صمود:ما بتتعشين ؟
هزت راسها ولايف بالنفي وتقدمت صمود:ما جلستي معي نقرر باقي أمور الملكه
ولايف:كل شي جاهز باقي تلبسين دبله
صمود:قومي معي طيب تكفين ماودي اجلس مع أبوي وبرّاك وحدي
ولايف:بيصير زوجك تعودي عليه
تنهدت صمود بتوتر:بنام بغرفه ثانيه ، نامي هنا انتي
هزت راسها ولايف ومشت تخرج وتتركها وانسدحت ولايف ورفعت عيونها تناظر السقف وحاولت تنام لكن ماقدرت من أفكارها ولفت تشوف الليل والوقت اللي انقضى وهي صاحيه تفكر فقط
اخذت جوالها تناظره وتناظر الساعه غمضت عيونها تحاول تنام وترتاح بس عجزت رجعت تفتح عينها تناظر الساعه بجوالها وتشوفه فارغ باقي كم ساعه وينتهي يوم الربوع ، كم ربوع بياخذ صقر ويتعود على غيابها ، كم ربوع بيقضيه بعيد عنها
قفلته تنقلب على جهتها الاخرى وتغمض عيونها وسكنت تحاول تأكد سمعها بالصوت بالخارج وفتحت عيونها بذهول تسمع صوت الدباب بالشارع وجلست تلتفت على الشباك تشوف قطرات الندى عليه وظلت ثواني تستوعب ومشت توقف بسرعه ومشت للشباك وفتحته تطلع راسها وناظرت الدباب اللي بالشارع ورفع راسه وهو لابس خوذته يناظرها من الشباك ولانت ملامح ولايف بذهول تشوف جيّته ما كانت تعرف ان اللي بيقضيه صقر بعيد عنها هو ساعات
رفع عيونه صقر يناظرها من شباكها وفصخ خوذته ينزل من الدباب ووقف عنده يرفع راسه لشباكها
كانت تنتظر منه يناديها تعالي ، رغم ان جيّته لها بهالوقت جواب بتعالي
لكنه فعلاً رفع كفه يأشر لها بتعالي واخذت نفس تخفي شعورها
قفلت شباكها ومشت تاخذ عبايتها تلبسها وخرجت من الغرفه تطلع راسها بهدوء وتتلفت ما تسمع صوت وقفلت بابها بشويش ومشت تنزل وخرجت من البيت ومشت تفتح باب الشارع وناظرت صقر وناظر عيونها ولهفتها صقر وتقدمت له توقف أمامه:ليه جيت ؟
صقر مارد ياخذ المظله من على الدباب ويأشر لها تركب بالخلف وناظرته ولايف وهي ساكته ولبس خوذته صقر يركب والتفت عليها وشدّ على الدباب ينشر ضجيجه وارتبكت تطلع وتركب خلفه وترفع عبايتها واخذت من يدينه المظله ومشى صقر بسرعه يغادر الشارع وخرج للطريق الرئيسي وتمسكت ببطنه تناظر الطريق بدون خوذه ورفع كفه عن الدباب يمسك كفها ويحطها على قلبه وسكنت ولايف من شعرت بقلبه تحت كفها ماتبي تصدّق بإن هذا جوابه بسؤالها : ليه جيت ؟
لكن داخلها مؤمن بإنها إجابته وهذا مقصده
وقف صقر بطريق خالي بسبب تأخر الوقت ونزلت ولايف تناظر مكانهم وفصخ خوذته وناظرته ولايف بتأمل تشوف وجهه وشكله وانتبه على نظراتها صقر ومشى معها يوقفون على مطلّ يكشف لهم ضباب أبها وشدة برادها
ووقفت ولايف وهي محتضنه ذراعينها وساكته وبجانبها صقر يفتح المظله ولفت عليه:تبي الكل يعرف انك تمشي ؟
صقر لف عليها يمدّ لها المظله وهز راسه ونطقت تكمّل كلامها وبيدها المظله:وبتوقف قدام غازي بملكة برّاك ؟
صقر:لا ، بوقف قدامه معك
سكتت ولايف وصدت بوجهها وناظرها صقر:ماعاد يمدي أمشي طريق بدونك
ماردت ولايف وعينها بالأمام ووقف صقر ووقفت تلتفت عليه وناظرها صقر:ماعرفت أنام ، وحشتيني
ناظرت عيونه ولايف تلمع عيونها من صراحته وتقدم لها صقر:ذنب أبوك فيني أكبر من ذنب غازي لي ، كلهم سرقوا لي الشي الغالي الكثير
ماردت ولايف تظل ساكته تسكن كل فوضى شعورها من كلامه وجيّته لها بنفس اليوم ما يقدر على فراقها
صقر:لا تسكتين أدري من داخلك ما تبين اللي يبيه أبوك ولا هو هيّن اللي بيننا واللي عشناه
اخذت نفس ولايف وصدت بعيونها ورجعت ناظرتها:لو تعيد من البدايه اللي حصل بتعرف إن هذي بتكون النهايه حتى لو تصعب علينا
صقر:اي البدايه كانت شينه واللي سويته فيك شين بس هذي هي أختك بتتزوج عمّي برّاك رغم انه كذب عليها وبدايتهم ماهي ورديه ، طالعي حوالينك الكل مبسوط لا تظلميني وتظلمين نفسك
ولايف:لا تقارنّا بأحد
صقر هز راسه يقترب منها:صح محد يشبهنا ، ولا يمكن برّاك يشوف أختك نفس ما أشوفك أنا ، انتي جيتيني هديه من السماء جيتي بوقت مالقيت فيه وليف ولا عرفت لي طريق ، وماني جحود اللي عشته معك ماهو عادي
سكتت ولايف وكمّل صقر:تبين تجيبيني لها وأقولها لك وأعرف ان قلتها صعّبتها علينا
رمشت ولايف من صوت الرعد وشدّت بكفها على المظله وهي تناظر صقر اللي أمامها
صقر:أنا ما طحت جبان لا والله ولا بسكت جبان وإن كانك بتخافين من أربع حروف أنا ما أخافها
انقبض قلبها تشوفه يتكلم من صميم جوفه بكل وضوح وهي صارت تخاف الوضوح لان اللي بينهم أصعب من إن تلمّه أربع حروف
يمكن تموت الارض وسط كل هذا المطر لو ما قالها واعترف ، لأنها أطهر ذنب وأجمل زلّه وأشجع قرار ، الكلمه اللي بتكون أول هزيمه بطعم الانتصار ، لانه يعترف انه مع غيرها أقسى من الحجر وأثقل من الطود ومعها النسانيس الخفيفه تمرجح به
يعرف ان لعنة حاضره بتلتقفه لو سكت بهاللحظه ،
اللحظه هذي كانت بنظرهم تشبه نهاية العالم وخوف الوقوف على حد الفاصل بين أمل النعيم وبين انزلاقك بالجحيم
تناظر عيونه تعرف شعوره وأول كلامه اللي بيقوله ، وداخلها أُلفه وكأنها تعرفه من بداية عمرها لان راعي هالرمش التعيس يامر عليها وينهي ، وكأنها بمحراب هالعيون ماتت ابتهالاتها ، وتابت عن ذنوب صدودها وكبريائها
كل ظل منه تحبّه وكل درب فيه تضيع به ، تتعقّل في وجوده وفي دياره تتجرد من سيوفها وزادها ومتاعها ، بينطق بكلمه يحييّ بها العروق الميته في القاع و يلحقها الندى والريّ ، لكن ورا هالكلمه أسعد حزن وأطول طريق وأقسى ربيع ، ربيع بنكهة خريف
اخذ نفس صقر من بلله المطر أمامها وطال سكوته بين كلام عيونهم ونطق بتعب من كتمانه يفصح ينهي عذاب سكوته ولا يبي يخمّن وش بعد
:أحبك
ناظر عيونها من لمعت من دموعها اللي تحبسها عنوه داخلها وكمّل كلامه:وإن كان حبك عوق أنا راضي العوق
سكتت ماتعرف تشرح لا بالكلام ولا بالأفعال كيف أثرّ عليها وهزّها يهدّها بكلمه تعيشها معه بالرمادي ، لا وضوح البياض ولا غموض السواد
كان ينتظر منها الرد بأي كلمه تقولها حتى الرفض بيقبله بس ما تسكت وتتأمل عينه بهالشكل لانه يحترق قدامها تحت المطر ولا هو قادر يطفّيه وميلت راسها تناظر عيونه وإنتظاره وهي حابسه الدمعه حبس السجين يوقف قدامها مليون حاجز قدام كلمتها ، أهلها وماضيها وبدايتهم ومستقبلهم المجهول وخوفها من كل شي يأثر عليهم رغم انها تعرف انه صار أكثر من يفهمها ويكشفها ويعطيها ويلاحظها بس تخاف
ارتجفت من غزارة المطر اللي اندفع والرياح البارده اللي عصفت حتى بمظلتها وناظرت رمش عينه اللي بلله المطر ، تدري انها واضحه وأخت للقمر المنير وغامضه من ثقلها يحتار فيها ظلالها
طال الوقت بصمتها ونزل راسه ثواني ومشى يعطيها ظهره وياخذ خوذته ولبسها وهو يحترق من سكوتها ونظراتها له ومشت ولايف تقفل المظله يبللها المطر وتركب خلفه وتمد كفوفها برجفه تحتضنه وحطت براسها على ظهره تغمض عيونها تبكي بدون شعور وبدون صوت ، تشدّ على بطنه من سرعته وتخاف تتركه وتحبه وهذا عذابها ، تحبه وصعب عليها كل شي بعد ماصارت تحبه
وقف عند البيت وظلت متمسكه فيه واخذ نفس صقر يشعر بكفوفها حوالينه هي تبادله كل الشعور بس كل شي يردّها ، وقت ماهو تشجع وحط كل شي خلف ظهره هي ما قدرت وهذا اللي يحرقه
ابتعدت عنه تنزل من الدباب توقف تحت المطر وناظرته لابس خوذته ونطق صقر:طاح المطر ، لدّي عنّه
ناظرته وهي مبلله من المطر تعيد مشهدهم الاول وناظرها صقر من خلف خوذته
مشت تتركه وبكت وهي مبتعده تفتح الباب اللي ما قفلت الا نصفه ودخلت البيت وغمضت عيونها ، ما كان ودّها تسمعها صراحه منه وتبكي لأنها ماتقدر تجاوبه
'
رجع مشواره للبيت وحده يعتصر قلبه تحت المطر ودخل البيت يوقف الدباب ويفصخ خوذته ورماها ومسك شعره بتعب ومشى يدخل البيت ويفصخ جاكيته المبلول ويطلع للغرفه
يشوفها خاليه منها ومن روحها وجلس على السرير ونزل راسه بين أياديه يشعر بخسارته النهائيه لها ، يعلن خسارته الأخرى بعد خسارته لأبوه يعرف إن لو وقف قدامهم مليون حاجز وكانت هي ترغب ما بيقوى عليهم أحد نفس ماكانوا مع بعضهم قبل لكن هي بذاتها متردده بخطوتها وتخاف ولا بيقدر يقول أكثر من كلمة أحبك اللي كفت وأغنت عن مليون كلمه
دخلت عايده تشوفه ونطقت:صقر
رفع راسه عليها واخذ نفس وفصخ تيشريته المبلول ورماه على الارض وفتح الدرج ونطقت عايده:وش بتاخذ ؟
اخذ حبوبه وتنهدت عايده تتقدم له:لا ترجع لها صقر ما صدقت تبطّل منها
مارد صقر وهو ياخذها ويبلعها ويشرب من المويه
ونطقت عايده:بتعيد عزاء أبوك ؟ عشان ولايف ؟
لف صقر عليها من جملتها يستنكرها:ليه وش يقلّها ؟ ، ولايف عندي بمليون وليف
سكتت عايده وانسدح صقر على بطنه يناظر الغرفه وناظرته تتنهد من وضعه وانتكاسته ومشت تخرج وتتركه وناظر البلكونه من مكانه صقر وهو منسدح لين غفى بدون شعور منه
'
رتبت كل شي تستعد ليومها الحافل والمختلف واللي بيفرق بحياتها وبيكون نقطة تحوّل ، ناظرت حجوزاتها تأكد عليهم ولفت على ولايف اللي تاكل بهدوء ونطقت:جهزتي كل شي لبكره ؟
ولايف نطقت وهي تناظر صحنها:انتي العروس مو أنا
صمود:واذا أنا العروس تحضرين كذا يعني ؟
لفت ولايف عليها وهزت راسها بإعجاب وإستغراب:سبحان الله ياصمود قبل فتره قصيره واقفه بوجهي عشان هالعائله واليوم تبيني أوقف على قدم وساق عشان برّاك
صمود تأففت:ترا ذليتيني على هالطاري ولايف ماصارت ، جاني نصيب ووافقت
ضحكت ولايف تهز راسها ما تستوعب اللي هي طاحت فيه وتعيشه واللي تقوله صمود الان
وناظرتها صمود وهزت راسها:كل ذا عشان قلت كلام لمصلحتك ، طيب ما يناسبك صقر بكذب عليك وأخدعك ؟
ولايف لفت عليها:عشانه كذب عليّ ؟ واذا جيتك قلت برّاك كذب عليك وزوّجني بنفسه لصقر وهو أخو غازي اللي سرق كل ورث صقر يختلف الكلام ؟
صمود:وش تبين يعني ؟ مانفرح عشان والله ولايف ضحّت وقدمت لنا ؟ وانا وين كنت وانتي مع صقر ؟ ماكنت مع امي وشفتها ميّته قدام عيوني ؟ جاوبيني ولايف تبينا كلنا نشوف تضحياتك بس انتي ماتشوفين شي
وقفت ولايف بذهول تناظر صمود:انتي شفتي أمي ؟ طيب وأنا ؟
رفعت صوتها ولايف بحرقه:أنا ماقعدت هنا عشان تروحين انتي ؟ ما قدّمتك عليّ ؟ ما بدّيتك تشوفينها ؟ علميني صمود ياللي ضحيتي وتعبتي علميني ، ما قعدت أنا أعافر وأحارب بين عائله وحدي ؟ ما هددني غازي وبلغ ابوي عني وانا وحدي ؟ من اللي ضحّى ؟
صمود هزت راسها بغضب:طيب وضحيتي وقدمتي لنا كل شي وانتي شلتينا على راسك ، بس لا تنسين انك تصرفتي بكل شي بدون شور احد وقعدتي مع صقر بدون ما تقولين شي لي ولا علمتيني انه كذّاب واستمريتي معه
ولايف:كل ذا عشان ما ألومك على فرحتك ؟ خلاص مبروك أختي صمود انتي تزوجتي شخص كفو ووظيفته حلم وفلوسه تعيّشك ملكة زمانك واضمني مستقبلك وفالكم الذريه الصالحه
مشت تترك صمود وتخرج من المطبخ وناظرت أبوها اللي واقف واخذت نفس بتوتر لان ملامحه ماهي راضيه عليها وما كانت تبي تسمعه يقول شي يعورها أكثر مشت تتركه مباشره وتدخل الغرفه وقفلت الباب واخذت نفس طويل ورفعت كفها على صدرها تهدي روعتها
جلست على السرير وغمضت عيونها ماتعرف كيف بتعيش بالبيت مع صمود وبرّاك وأبوها ، تفقد كل سطوتها وطاقتها وقوتها بجانب صقر ومعه ، ولا تبي تشوف أبوها ياخذها من صقر ويعيش مع عمّ صقر ذاته ويزوّجه بنته ويحبّه ويشوف خير الرجال رغم انهم من نفس العائله وتشوف انها الى الان تضحّي بكل شي ولا تنشاف ولا تنسأل والضحيه كان قلبها وصقر اللي من اخر ما شافته ما تكلموا ولا شافوا بعضهم
وعقدت حجاجها تسمع الأصوات ومشت تخرج ولانت ملامحها تشوف نوف وريم
وابتسمت نوف تحضن صمود:العروس عروستنا
ابتسمت لها صمود:وش هالمفاجأه
نوف:ريم تبي الصالون وتتجهز وما يمدينا بكره قلنا نجي لبرّاك
هزت راسها صمود ولفت لولايف اللي خرجت لهم:وليه مارحتي بيت صقر ؟
لفت نوف وناظرت ولايف ثواني ونطقت:انتي مو ببيت صقر ؟
اخذت نفس صمود:تعالي حيّاك ادخلي
لفت ريم تناظر ملامح ولايف تستوعب ان في شي صاير ولفت نوف:والله توقعتك عند صقر قلت بنزعجكم نجي خفاف عند برّاك
لفت على صمود وضحكت تكمّل:بس بعد الزواج تطمني ما بنجيكم بنخليكم على راحتكم
صمود ابتسمت:البيت بيتكم حياكم الله بأي وقت
سكتت ولايف تناظر صمود ومشت تجلس معهم ونطقت ريم:جهزتوا كل شي مو ناقص عليكم شي ؟
صمود:حمدلله
نوف لفت لريم:شوفي نيّاف وصل لصقر ؟
تقدمت ولايف من طاريه ونطقت:بينام عنده ؟
نوف لفت عليها:قال بيمرّه بس دامك هنا أكيد يقعد عنده
ريم اخذت جوالها ترسل وابتسمت نوف:جيتي عشان العروس ؟ بنشيل الليله ان شاء الله لا تقلقين
ابتسمت بخفوت ولايف من فرحة نوف الواضحه ونطقت صمود:وزوجك تحت مع أبوي ؟
نوف:اي قابلناه مع برّاك
هزت راسها صمود ولفت تناظر ولايف اللي ساكته وصاده عنها
'
خرج صقر وناظر نيّاف اللي يلعب بعشوائيه على البيانو ولف ينتبه وابتسم:أبو طلال ، أخوي
تقدم له صقر بهدوء وناظره نيّاف:وين أم طلال ؟ ريم تقول انها ببيت الخال
هز راسه صقر ومشى يجلس بالصاله ولف نيّاف:طيب وليه هالوجه ياعمّي ؟ بترجع لك يامشتاق بس بتعاون أختها
صقر رفع عيونه على نيّاف:من قال راجعه ؟
عقد حجاجه نيّاف وجلس أمامه:ليه وش صار ؟
صقر:أبوها أخذها
نيّاف ناظره بصدمه:ليه ؟
صقر:ما يبيها تقعد مع واحد كاذب عليه وعلى أهله
نيّاف:وش هالكلام ؟ ولايف وش قالت ؟ هي ما تسكت لسانها وش طوله
سكت ثواني صقر ونطق:ما قالت شي
نيّاف ناظره بذهول وكمّل صقر:بتطيع أبوها أكيد
نيّاف:اصبر بالله ما استوعبت ، الحين ولايف بتقعد عند أبوها يعني وانت وش بتسوي ؟ بتطلق ؟ كل واحد يروح بطريق ؟
سكت صقر من صعوبة الشرح وناظره نيّاف:ضايق عليها ؟
صقر ميّل راسه:ياخي ولايف هذي
نيّاف سكت وكمّل صقر:ما تكتب لي فراق شخص ثاني انت تنوي ولايف
نيّاف:طيب صقر بالله ماكان واضح من البدايه اللي بيصير ؟
صقر:من البدايه ، بس من هالوقت لا
نيّاف تنهد يرجع ظهره للخلف:أنا قلت بتعجبك وبتحبها وكان باين ، إنت واياها تجون سوا وحياتك من قبل ولايف كانت أشين الصدق هي جات وعفستها بس عفستها على وضوح ونقه
صقر ناظر نيّاف وهو ساكت وابتسم نيّاف:ان كانت تبيك بترجع ، ولايف ولا تترك هالبيت
تنهد صقر يصد عن نيّاف ونطق نيّاف:بتحضر بكره معي ؟
هز راسه بالنفي صقر وناظره بذهول نيّاف:ليه ؟ بتخلّي برّاك وحده ؟
صقر:ماودي أطلع الحين وسالفة الكلب مراد ما انقفل موضوعها ولا ودي يشوفني أبوها وأنا على كرسيي
نيّاف:شعليك تعال وماعليك منه واوقف على رجلك
صقر:لا نيّاف لا ، تصعب علينا احضر انت وأنا أتعذر لبرّاك
هز راسه نيّاف:على راحتك ، وين عايده تسوي لنا شي ناكله والله جيعان
لف نيّاف ينادي عايده بإسمها وسكن صقر يتذكر ولايف اللي عاندت عايده بإسمها وماكانت تناديها الا على اللي تبيه وغمض عيونه بتعب ما تخرج صورتها من راسه ولا ابتسامتها وكلامها وحربها معه ، ملازمته وهو يتعب ويضغط على راسه وقلبه من تفكيره وحزنه وشوقه وتعبه من فراقها
'
حطت اللمسات الأخيره على وجهها وناظرت المرايه تتأمل شكلها وزينتها ولفت للميك اب ارتست برضى تبتسم:يعطيك العافيه
الميك اب ارتست:الله يعافيك انتي حلوه ما تعبت معك
ضحكت بخفوت ولايف تقوم ومشت لفستانها اللي معلّق واخذته تفتحه وتدخل تلبسه
وقفت قدام المرايات اللي بكل جهاتها الأربعه تشوف فستانها وطولها وشعرها اللي مفيرته على طوله بجهة اليمين وإذنها اليسار باينه بحلقها الطويل
رفعت فستانها تلبس كعبها وتبان رجلها من فتحته وخرجت للغرفه تشوفها فارغه وتقدمت لشنطتها تفتحها واخذت عطرها وناظرت المكون الرئيسي له ' باتشولي ' تعطرت منه توزع رذاذه على كامل جسدها وشعرها واخذت شنطتها الفضيّه تخرج من الغرفه وتمشي لجناح العروس
دقت الباب ودخلت تشوف صمود بروبها تتصور وتقدمت توقف وتناظر التصوير ولفت المصوره:تعالي بخريها نصوركم مع بعض
لفت صمود تناظر ولايف وناظرت نظراتها ولايف تتطق:شاوري العروس يمكن ما تبي
صمود:تعالي
مشت ولايف تحط شنطتها وتاخذ المبخره ووقفت صمود أمامها وتقدمت ولايف تبخرها ونطقت بهدوء:اسفه
ناظرتها صمود تسكت وكملت ولايف:مبروك والله يوفقكم ويسخره لك
هزت راسها صمود:الله يبارك فيك
بخرتها ترفع طرحتها ولفت ولايف للمصوره:بسبق صمود لتحت
المصوره:العريس تحت ينتظر العروس ييتصورون
سكتت ولايف بذهول لان ماعندها خبر ولفت لصمود وصدت بعيونها صمود وهزت راسها:طيب
مشت تخرج وتقفل الباب تشعر بالغربه ولا كأنها اخت العروس ، رجعت لغرفتها تجلس ولمست كعبها وهي ساهيه ولفت من دخلت ريم وابتسمت:أم طلال
ابتسمت ولايف من نادتها ريم بهالطريقه وتقدمت ريم:وش هالحلاوه ؟
ناظرتها ولايف:انتي اللي شلتي كل الحلاوه الليله ، فوشي ودلع ؟
ابتسمت ريم:عيونك الحلوه ، طيب ما بتنزلين خالي برّاك تحت وبنات خالي غازي موجودين وبنتصور وبنرقص
ولايف عقدت حجاجها:كلهم تحت ؟
ريم:أمي وخالتي سلوى وأميره
هزت راسها ولايف:اسبقيني انا اجيكم بعدين
ريم ابتسمت:صوري شكلك لصقر أضمن لك بيقوم على رجوله
ابتسمت ولايف لريم وضحكت ريم تمشي وتخرج وتنهدت ولايف بضيق ورفعت كفها على صدرها تحس بضيقها ورجفتها وقامت تاخذ نفس طويل وتاخذ عبايتها وطرحتها وتخرج من غرفتها ،مشت تخرج مع الدرج وتوقف على أعلاه تسمع ضجيج الاغاني بالقاعه وبرّاك اللي أسفل واقف وحده ومعطي ظهره لصمود اللي تمشي له
ناظرت ريم اللي ماسكه كف صمود تساعدها وهي واقفه بعيد عنها وحدها بدون أحد تسمع ضجيج الموسيقى وتزيد نبضات قلبها مع كل نغمه وخطوه من صمود اللي تحضن بكفوفها وردها
وقفت صمود خلف برّاك تعتدل بوقفتها وحدها وابتسمت تشوف ظهره ونطقت المصوره:لفّ ياعريس
لف برّاك وابتسم من شاف صمود على ما توقع ، بصوره جميله راقيه مختلفه مشعّه واللي كان مريّحه أكثر هو ابتسامتها له
تقدم لها يمدّ كفوفه يمسك كفوفها ويبوس جبينها ونظق يبتعد عنها:مبروك الله يجعلني عند حسن الظن
ابتسمت له بهدوء بدون رد ومشت معه للكوشه يتصورون على صوت الأغاني
ووقفت صمود على الكوشه تبتسم وتشوف ريم ورجاوي اللي يرقصون وياخذون بيد برّاك ويدها
ولف برّاك يناظر صمود وهو مبتسم وماسك يدها يشوفها ترقص معه برقه
نزلت ولايف من الدرج ولفت تشوف دخول عايده ووقفت تشوف عايده تتوجه لها وناظرتها عايده توقف أمامها:كيف حالك ولايف ؟
ولايف بلعت ريقها:صقر حضر ؟
عايده:لا ، نيّاف وجابني
عقدت حجاجها ولايف:ليه ؟
عايده تنهدت:الحين هذا اللي بيصير ؟ كل شخص بطريق ؟
ولايف ماردت وهي تناظرها وكملت عايده:مع ان بدايتكم ما كانت زينه بس هالوضع أثر على صقر مابيه يتضرر من جديد
ولايف رمشت بهدوء:ليه ؟
عايده:صقر من فتره وقف أدويته لانه ينام بدونها ومرتاح بس الحين رجع لها
عقدت حجاجها:أي أدويه ؟
عايده:ياخذ منومات وكان مدمن عليها بفترة موت أبوه والحادث وظل عليها سنين وبدونها ما ينام استحاله
لانت ملامح ولايف تستوعب وكملت عايده:وماودي يرجع لها كنت مرتاحه وانا اشوفه ينام ويرتاح بدونها
سكتت ولايف ينقبض قلبها وبلعت ريقها تصد بعيونها ونطقت عايده:تبين أكلم أبوك ترا يحب يسمع مني
هزت راسها بالنفي ولايف بدون ما تناظرها ومشت عايده تتركها وتدخل واخذت نفس ولايف ورفعت كفها على صدرها تحس بسرعة نبضه وناظرت حوالينها ودها تترك كل شي وتهرب وتخرج لان كل شي ثقيل عليها
لكن بدت ليلة السبت المميزه بإرتباط صمود وبرّاك خرج برّاك وبدوا الضيوف يدخلون ويتواجدون بالقاعه وهي ما تعرف منهم أحد ، جالسه وتشرب قهوه وتناظر حوالينها وتشوف ريم ورجاوي اللي يرقصون وبين لحظه ولحظه تقوم أميره ترقص برقص تفهم انه جكاره وعناد بسلوى والغريب العجيب ان سلوى تقوم ترقص وحدها مره اخرى ترد عليها بطريقه استفزت ولايف ولفت من جلست ريم:قومي ارقصي ترا يسألون عنك ما يعرفونك
ولايف:ماهو لازم
ريم:زواج اختك الوحيده عيب عليك
سكتت ولايف تشوف إصرار ريم ولفت رجاوي تبتسم:قومي لا تردينها
اخذت نفس ولايف تقوم مع ريم وطلعت تبرز بين المعازيم وحدها مع ريم وبدت ترقص بهدوء مع ريم وناظرت المعازيم بعيونها واسئلتهم عنها واستغرابهم وجاتها لحظة إدراك انهم بيعرّفونها بإنها زوجة صقر المعاق وممكن تكون اللي ' تزوجته عشان فلوسه '
تكاثفت مشاعرها داخلها ما تقدر تصرفها عنها وشعرت بالضيق يخنقها من اقصى حنجرتها وسكنت كل الاصوات عن مسمعها حاولت تصد لريم وتبتسم بخفوت بس ماقدرت وانسحبت تترك ريم ترقص وحدها ومشت تطلع لغرفة صمود ووقفت عند غرفتها تاخذ نفسها ودقت باب صمود ودخلت ووقفت محلها تشوف وقوف عبدالله مع صمود والمصوره اللي تصورهم ولاهم منتبهين عليها ولا لوجودها اللي عند الباب ، مندمجين وكفوفهم ببعضها
ناظرت فرحة عبدالله الواضحه وبشته اللي يفخر به وبلعت غصتها داخلها ومشت تترك الباب ودخلت غرفتها واخذت عبايتها واغراضها بكفوف ترجف ولبست عبايتها وحطت طرحتها ومشت تخرج من الباب الخلفي وناظرت كثافة الحضور من الرجال تعرف ان برّاك شخص اجتماعي ومشهور ومعروف ودوامه وشغله مختلف لكن ما ظنت بتنصدم لهالدرجه
وقفت تطلب لها سياره من جوالها وتنتظرها ومن وصلت ركبت توصف البيت الأول والمكان الوحيد اللي وين ماتروح هو أربع جهاتها
'
وقف قدام البلكونه يناظر مكانه وبعده ويسمع صوت الليل والذيابه والكلاب وصراصير الأرض والهبوب وحتى الستاير اللي من حوالينه تتحرك ، كل شي يسمعه من الهدوء الا الضجيج اللي كانت سببه ولايف
الضجيج اللي بقلبه ومشاعره قبل مسمعه ، تعصف بداخله من لهفه وحب وشوق ورغبه وقهر ، كانت أيامه سواسيه وأخسّها السبت بس صار يعرف وش هو الربوع عنده وإن أحسن أيام ربي هو يوم الربوع ، ولا ينسى أول مره يشوفها ونظرتها له ولا قربها منه رغم عجزه ، كانت بجانبه رغم انه كان يسولف معها بالعيون ، كل لحظه عادها حتى غضبها وعنادها وصوتها اللي صداه في مسمعه
التفت خلفه يدخل ومشى للمطبخ وفتح أنواره يشوف مكانه ومكان ولايف بوقت ماضي وكيف كانت تحضّر له بيدينها العجين تحت بصره وتوصف له حجم راحتها من العجن
تقدم يدور بين الدواليب والأدراج على الطحين نفسه اللي كان بين يدين ولايف ومن لقاه اخذه يحطه وينثره على الرخام ولف ياخذ المويه ويتذكر خطواتها وقتها وكأنها معه الان ، فرد العجين بيدينه وعجنه يلاقي صعوبه في تكوّنه واخذ نفس بتعب يوقف محله وعينه على العجين وسكن كلّه من صوت الخطوات ورفع عيونه من صوت الكعب يشوف الظل المتوجه له
دخلت ولايف توقف عند الباب وناظرت العجين اللي بين يدينه ونطقت:لازم تحط وجعك عشان تنعجن
لانت ملامحه يشوف زينتها وشكلها ولا يصدّق تواجدها ولا يعرف سببه وعقد حجاجه بعد ثواني طويله يناظر عيونها وتقدمت ولايف تفصخ عبايتها وتحطها على الكرسي وتحط شنطتها وتقدمت تفصخ خواتمها وتغسل يدينها تحت نظراته لها وتقدمت توقف بجانبه وتاخذ العجين من بين أصابعه ولف براسه يناظرها تعجن وظل ساكت يتأملها وهي تشعر به
شكلت العجين لفطاير صغار ورفعت راسها تناظره من قريب وشافت عينه اللي تنطق وسط السكوت وتكلمت بهدوء:هات الزعتر
سكت صقر ثواني ومشى يبتعد عنها ويمد لها الزعتر واخذته تحشي المعجنات والتفتت بفستانها تاخذ الصينيه من الفرن وتحط المعجنات عليها وتدخلهم الفرن وتشغل عليهم الحراره واخذت نفس ولفت تغسل يدينها تحت نظراته لها ولفت عليه وهي تنشف يدينها:ليه ما حضرت ؟
صقر:ليه جيتي ؟ باقي ما انتهى الليل
ولايف سكتت تناظره واخذ نفس صقر ومشى يرفع ذراعه لها وتقدمت بهدوء له وحط ذراعه فوق كتوفها ومشى معها يخرج من المطبخ ، رفعت فستانها تمشي معه وانحنت تفصخ كعبها تحت نظراته ومسكت كعبها بيدينها تمشي معه للصاله وجلست على الكنبه وجلس جنبها ورجعت بظهرها على الكنبه قريبه منه ونزل عيونه لفستانها ولونه ونطق بهدوء:ماهو رمادي
رفعت عيونها عليه تشوف رمش عينه وإنكساره وهمّه ووحدته ونتيجة سكوتها عن الجواب اللي تمنّاه وكان باين زعله رغم قربه منها بجلستهم وعينه اللي ما ابعدها عن عينها لحظه
نطقت بهدوء:ما نمت ؟
هز راسه بالنفي وكملت:خلصت أدويتك اللي تنومك ؟
سكت يفهم انها عرفت ويبدو انه من عايده وتنهد يصد عنها مباشره:ليه ما كملتي ليلة أختك ؟ ما ظنتي انتهت
اخذت نفس تصد بعيونها:ما لقيت لي مكان بينهم
ناظرها صقر وهي بجانبه وناظر عاري أكتافها وصدرها وشعرها وزينتها ولفت عليه بعيونها:أول مره أحس بالغربه وسط أهلي
صقر:ووين لقيتي أوطانك ؟
ناظرت عيونه تصدّق كلامها قبل تقوله حتّى:هنا
سكت صقر وعينه عليها وصدت بعيونها:أعرف ان السبت تعيس عندك
ناظرها صاده بعيونها ولفت عليه تسمع سكوته:مابغيته تعيس أكثر
مارد عليها ميّت وملتاع من شعوره لها بهاللحظه ولهفته بعد فراقهم ووجودها معه وجيّتها له
ناظرت نظراته تتوتر:مو مرتاحه بفستاني بغيره من عندك
مارد صقر ووقفت تمشي وتتركه وتطلع لغرفتهم ، دخلت تقفل الباب خلفها وتناظر المكان اللي تألفه وترتاح فيه وتقدمت تفتح دولاب صقر وتشوفه ملابسه وفراغ ملابسها ، اخذت من بين ملابسه قميص طويل وعريض وحطته على السرير ولفت بعيونها من شعرت فيه يدخل الغرفه ووقفت تناظره يتقدم لها
ووقف أمامها تبلع ريقها بتوتر ونطق صقر:جيّتك هي جوابك ؟
سكتت تناظره يقترب منها اكثر وكتمت أنفاسها من اقترب بشدّه ورفع كفه على ظهرها يمسك فستانها ويفتحه ورفعت عيونها لعيونه:أقدر أفتحه
هز راسه ينزل عيونه لملامحها:أعرف ، انتي تقدرين على كل شي حتى على موتي
سكتت ترفع كفوفها على فستانها تشدّه وصدت براسها
هي من بعد فراقهم تغير بعينها وصارت تتلهف عليه وتبي قربه وطاريه وهالفراق اللي حصل اشعل داخلهم اثنينهم جموح من المشاعر ما يقدرون على كتمانها ، والدليل اعترافه لها وجيّتها الان له وسط انشغال الناس
ناظرها صقر وابتعد عنها ومشى يخرج للبلكونه ورفعت عيونها تناظره واخذت قميصه ومشت تدخل الحمام
اخذ نفس وهو بالبلكونه ورفع راسه يشوف لمعة الرعد وصوت البرق اللي تبعه وتنهد يشوف الفجوه الكبيره بينهم والمسافه الطويله بسببها وغمض عيونه ثواني والتفت ما يلاقيها ومشى يخرج من الغرفه ويدخل المطبخ ياخذ الفطاير اللي فاحت ريحة نضوجها وحطها بالصحن ومشى يخرج للصاله ويحطها على الطاوله وجلس يناظر الزعتر ثواني طويله ورفع عيونه من شافها داخله لابسه قميصه تكشف عن أقدامها ونصف فخذها تاركه مكياجها تبان ملامحها اللي يحبّها ومشت له تجلس بجانبه وتاخذ قطعة معجنات تاكلها ولف صقر عليها ما يتحمّلها ولا هو قادر يصبر عنها وعن قربها والسكوت والهدوء بينهم مميت بالنسبه له
لفت عليه تناظر نظراته ونطقت:شايل عليّ ؟
صقر رفع كفه يزيح شعرها عن نحرها:تعرفين وش تسوين فيني ؟
ولايف مدت له القطعه اللي بيدها وناظر عيونها صقر واقترب ياكل من يدها وناظرت عيونه ولايف:أهبّل فيك
أكل صقر وعينه عليها ولفت تاخذ لها قطعه أخرى ونطق صقر:وأنا
لفت عليه وكمّل صقر:وش أسوي فيك ؟
سكنت ملامحها تناظره وسكتت ما تلاقي وصف يوصف شعورها غير انه وليف لروحها مثل ماهي ولايف لروحه لكن ماردت تجاوبه وسكتت نفس سكوتها اللي أماته
تنهدت ولايف تصد بعيونها عنه ونطق صقر:أبوك ماهو عائق وماني مقفل الموضوع بيني وبينه هنا ، لكن كنت أنتظر يعدّي هالليل على خير حشمة عمّي برّاك
ولايف لفت عليه من جديد:متى بتقوم على حيلك قدام الجميع ؟
مد كفه يمسك كفها وناظر عيونها:وانتي معي
شدت على كفه من شعرت بحرارة حضن كفّه وعينها تناظره ولفت بعيونها للبلكونه ووقفت تهرب منه وتبتعد عنه وفتحت البلكونه تسمع ضجيج المطر ومدت ذراعها تلمسه
وقف صقر واقترب منها يبلله نفس المطر بجانبها ويشعر بالقهر من هذا السكوت:من اللي واقف بينك وبين جوابك ؟ علميني
ناظرته ولايف مبلول نصفه لانه يوقف أمامها وسكتت وكمّل صقر:علميني أزيحه
لفت للمطر وتقدم ومسك كفها صقر وشدت على كفه وهي تناظره وكمّل صقر:اللي وقف بيني وبينك هو أنا ؟
شافت ضياعه في ضياعها هي وترددها ورفعت كفها الأخرى على دقنه تناظر رمش عينه المبلول وضرب صوت الرعد وعقدت حجاجها تلمس دقنه بكفها وعينها عليه ورفع بكفه على كفها يناظرها واخذت نفس متثاقل وهي تناظره ونطقت:اللي وقف بيني وبينك هو أنا
سكت صقر يشوف لومها لذاتها وهز راسه بتعب منها يشكّلها ويحاول يفهمها ويرتّبها:تلبسين أبيض وأسود أو رمادي ، تقنعيني إنك نار فردوس وجنّة عذاب بوقت واحد ، تشرّقيني وتغرّبيني رغم هذا انتي داخلي وليف
انقبض قلبها من تكرار صوت الرعد وصدى صوته وكمّل صقر:إذا انتي واقفه بيني وبينك بزيحك بنفسي عن طريقي وطريقك ، أنا تعبت الوقوف هنا
سكتت ولايف تناظر عيونه وعقدت حجاجها من اقترب لها يميل لها ويقبّل ثغرها ويشدّ بذراعه خلف ظهرها ترفع كفوفها الثنتين حول عنقه وشعره وتشعر بقرب جسدها منه وقرب قلبها من قلبه ، تسند بخصرها على البلكونه يبللهم مطرهم سوا
هذا كان إنتصاره وكان آخر أسلحتها الكبرياء اللي كان شمس ماتغرب أبد ، الليله صارت غاربه من سحاب برق ورعود منهمر ، رغم صعوبة الماضي والحدود اللي كانت بينهم طاحت وأسقطت عنها محكمة الحب تعلن راية الهزيمه ، مثل ما لوّن الرعد سماء الظلام بهاللحظه تلوّنت حياتهم بربيع الالوان ، الفين من أغصان الخريف ارتوت واخضرّت من جديد ، شمس أشرقت لين المكان اللي اجتمعوا به ضَوى ، منبع تشلل وسال من بين جوارح صدورهم ، حتى وحشيّة صوت الذياب تبدلت لسرب من الحمام لخاطر شمس المحبه والغيمه ومشاعر في زحام ، نَغم وشِعر من سحر البيان وبديع الكلام ، شعور تداخل يزاحم كل عرق بدمّهم شعور مرسول للعاصي من همومهم على هيئة نبي ، سحابة ديم هبّت عليهم تحيي جفاف ويباس أراضيهم عناء وجهاد ، انطفأ صوت العناد والأمل نادى عليهم كأن الالم لو طال ما طال السواد لأن الشروق يمرّ لحظه عليه لا محال
فتحت عيونها تستعيد نفسها من بين أنفاسه وناظرته من قريب وهي تلمس وجهه ما تصدق اللي حصل وأول قطره من الحب وناظرها صقر وتقدم من جديد يقبّلها ورغم ألم بطنها من لهفتها الا انها ما أبتعدت ولا صدّته ورجع بها يدخل للبيت عن المطر ومد كفه لظهرها يشدّها أكثر منه ورفعت كفها على صدره وحاوط خصرها بذراعينه يجلس ويقدمها لحضنه تجلس على رجلينه أمامه وانحنت براسها وشعرها عليه تشعر بتقبيله وكفوفه اللي على ظهرها وعنقها وابتعدت عنه من جديد وناظرت وجهه ورجع راسه على الكنبه بتعب منها ومن قربها وبعدها بنفس الوقت وبلعت ريقها تراقب نظرات عيونه واندفاعهم لبعضهم وكأن الليالي اللي كانت فراق لهم تمردوا عليها خوفاً من تكرارها وقلّة الفرص
وقامت من حضنه وذراعينه واخذت عبايتها بكفوف ترجف من المطر وعقد حجاجه يجلس بإعتدال:وين رايحه ؟
لفت عليه تناظره ووقف صقر وتقدم لها:ماهي هنا أوطانك ؟
غمضت عيونها بتعب وتقدم يمسك ذراعها صقر ورفعت عيونها عليه وناظرته بترجّي:اللي أشعر به كثير
سكت صقر يناظر عيونها وسكتت ولايف تشوف نظراته ومشت تاخذ شنطتها ونطق صقر:أنا بوديك
لفت عليه وشافته يمشي ويطلع للغرفه ورفعت كفها على صدرها تحس بنبضاته اللي تتسارع ومشت تخرج من البيت تشوف المطر اللي بلل الأرض وتوقف وخرج صقر ومشى لسيارته يفتحها ومشت معه تركب يمينه وشغل سيارته صقر وهو عاقد حجاجه وقفل بابه وحرك خارج من البيت
لفت ولايف تناظر الشارع مع شباكها وتسند راسها عليه وتضم نفسها وناظر الطريق صقر يشغل المساحات ويمشي بهدوء بالشوارع يسمع السكون من الليل ، يتقدمون خطوه لبعضهم وترجع خطاويهم عشر لورا ولا يعرف حلّ ونجاه من هذا الشتات اللي يحسّ فيه ويشوفه بعينها ، هي تبادره بكل شي لكن تتردد بلحظه ويسكنها خوف وتاخذ روحها من روحه وتغادر وتبتعد
ناظرت الشارع وبلل المطر وعادت لحظتهم مع بعضهم وتكرراها وكيف صارت بينهم بلحظه بدون تفكير ولف عليها صقر يناظر شعرها المبلول ولف للطريق من جديد يوقف عند بيت برّاك ولف للخلف يسحب جاكيته وتقدم لها وناظرته يلبسها جاكيته واخذته تلبسه فوق عبايتها بدون أكمامه وناظر عيونها صقر من شعر بلمعة دموعها وكانت بتتكلم بوضوح لعينه بس ترددت تتبعثر حروفها من شتات داخلها وصدت بعيونها تفتح الباب وتنزل من سيارته وتدخل للبيت وغمض عيونه صقر يسند راسه وفتح عيونه يناظر الشارع قدامه وحرك السياره راجع دروبه وحده شايل أكثر من وجعه اللي كان فيه ، شايل فوق مشاعره نار تلظّاه وحرّ لهفه ولوعة شوق عليها وعلى قربها وصعوبة وصوله لها
-
( لا تنسون النجمه ⭐️)

يوم عادك تكره السبت وتحب الربوعWhere stories live. Discover now