الجزء السابع

18.6K 744 96
                                    

ناظر البيت برّاك وهو هادي وساكت والتفت من عطاه راعي البيت المفتاح:بيتٍ عامر يارب
ابتسم برّاك يصافحه:اللهم امين
ناظر المفتاح برّاك ومشى يركب سيارته ويحرك ومشى لبيت صقر يدخل ويوقف سيارته وينزل يحط مفاتيحه بجيبه
دق الجرس وخرجت له عايده:هلا برّاك
هز راسه لها وابتسم:من داخل ؟
عايده:كلهم
مشى برّاك يدخل وتقدمت قبله عايده تدخل الصاله ونطقت:برّاك
لفت صمود على عبدالله:ناديته ؟
عبدالله:لا
تنهدت صمود تقوم وتتركهم وتخرج ومشت طالعه ولفت من شافت وقوف برّاك عند الباب وناظرها برّاك وهو ساكت ومشت تتركه وتدخل الغرفه
ودخل برّاك وناظر عبدالله:يمسيك الله بالخير
ابتسم عبدالله له:مسيت بالنور
تقدم يبوس راس عبدالله:كيف حالك ؟ طيب ؟
عبدالله هز راسه وتكتفت ولايف تناظر برّاك وجلس برّاك بجانب عبدالله ولف على صقر يناظره ولف لولايف:كيف حاله صقر ؟
هزت راسها ولايف بدون رد واخذ نفس برّاك:كاس ماء بالله
ابتسمت عايده تهزّ راسها وتخرج وتوتر برّاك يجلس وعقدت حجاجها ولايف تشوف ربكته ورجوله اللي يهزّها واخذ المويه يشربها دفعه وحده ونطقت ولايف:معرّق بهالبرد ؟ جاي تركض انت ؟
برّاك حط الكاس وناظر ولايف يمسح وجهه بربكه وناظره صقر بإستغراب
ولف برًاك على عبدالله:عمي أنا معي شغله بغيتها لك بس أخاف تردني
عبدالله ناظره يستغرب حاله:وش معك ؟
بلع ريقه برّاك ودخل يده بجيبه يطلع مفتاح ويحطه على الطاوله وتقدمت ولايف تناظر المفتاح ورفعت عيونها لبرّاك:وش ذا ؟
برّاك ناظر عبدالله:شريت البيت اللي جاز لك
جمد وجه ولايف توقف:اي بيت ؟
عبدالله:اقعدي
ولايف:وش بيته ؟ وليه تشتريه ؟ من طلبك ؟
عبدالله التفت:اقعدي قلت
ناظرته ولايف وجلست تناظر برّاك بحده ولف عبدالله:وأنا عمّك بيتٍ ما تعبت عليه ما أسكنه هذا حلالك وبيتك
برّاك:ماودي يكون بيتي لحالي بغيته لي ولكم
ولايف:برّاك ؟ انت صاحي ؟
برّاك توتر يلف على ولايف اللي تضغطه:صاحي صاحي بس اسكتي
ناظرته ولايف بجنون ولف برّاك لعبدالله:لا تفهمني غلط ولا أشتري رضاك بهالبيت بس أنا لي عندك طلب
سكت عبدالله يناظره ويتوقع حديثه من شكله ومن تصرفاته معهم وكان يبي يوصل الحديث لهنا
سكت ثواني برّاك ونطق:بغيت أخطب بنتك صمود
لانت ملامح صقر بذهول وجمد وجه ولايف تناظر برّاك وابتسم بخفوت عبدالله يناظر برّاك ورفع كفه على كتف برّاك وهو ساكت
وناظره برّاك بإستغراب ما يفهم شي ونطقت ولايف:صمود ؟
لفت على صقر تحاول تستوعب لكن لقت من صقر نفس نظرات الذهول ورجعت تلف على برّاك:إنت ؟ وصمود ؟
عبدالله شد على كتف برّاك:تعرف ان الواحد يشتري رجّال لبناته وإنت رجّال والنعم فيك يابرّاك
ابتسم برّاك وكمّل عبدالله:لكن الشور عندها هي
ولايف وقفت تناظرهم بصدمه:وش تسوون انتم الحين ؟ هذي خطبه ؟
برّاك:لا لا ، بجي ومعي غازي ونوف ونخطب بالشكل اللي يرضيك ياعمّي بس بغيت أمهّد لك
عبدالله:جبهم وتعال جبهم
ولايف:وش يجيب ؟ من يجيب ؟
برّاك لف على ولايف:انتي شعليك ؟ لا تعفسين بالها هي تقرر
ولايف:تبي صمود تتزوجك انت ؟ وتدخل لعايلتك اللي سببت لنا كل هالأذيه ؟
مسكت راسها تناظره:تستهبل ؟
عبدالله:ولايف انتي وشعليك ؟ ما انتي تزوجتي ما شاورتي اخذتي هالضعيف محد قالك شي ، خلي أختك تقرر
ولايف:أبوي ماهو نفس الشي
عبدالله لف لبرّاك:جبهم جبهم والله يكتب اللي فيه الخير
ابتسم برّاك يوقف وناظرته ولايف بذهول ومشى يخرج من عندهم ولفت ولايف على عبدالله:وش سويت ؟
عبدالله:لو ماخطب صمود كان أنا زوّجتهم ، الرجّال مافي منه شالنا وحدنا وما قصر وش عيبه ؟
ولايف:عيبه ان برّاك
عبدالله:اسكتي ولا تدخلين انتي
ولايف ناظرته بذهول:أبوي
وقف عبدالله ومشى يخرج من عندهم ولفت ولايف على صقر تناظره ولف صقر بذهول ما يستوعب ومسكت راسها ولايف تستوعب
'
دق الباب ودخل ولفت صمود وعقدت حجاجها:وش بغيت ابوي ؟
تقدم عبدالله يقفل الباب خلفه وجلست صمود بإعتدال وجلس عبدالله:برّاك كان موجود
صمود:دريت ، انت ناديته ؟
عبدالله:لا والله
صمود:ابوي لاعاد تناديه ولا تحتك فيهم ما نبي منهم شي
عبدالله:هم يبون
سكتت صمود ما تفهم وناظرها عبدالله:برّاك يبي
صمود:وش يبي ؟
عبدالله:يبيك
لانت ملامح صمود بذهول وابتسم عبدالله:خطبك منّي قبل شوي ومعه مفتاح البيت اللي شفناه وأعجبنا
جمد وجهها ما تصدّق تناظر عبدالله بعيون مصدومه وكمّل عبدالله:وبيجي مع أهله يخطب رسمي فكرّي لين وقتها واستخيري
صمود:ابوي وش خطبته أمي مالها كم يوم ميته
عبدالله:الله يوسع مدخلها بس انا كبرت وابي احطك عند اللي يقدّرك
تقدمت صمود تمسك ذراع عبدالله:وش هالكلام ابوي بعد عمر طويل
عبدالله:تكفين استخيري ولا تضغط عليك ولايف ماعليك منها ، انتي قرري
دخلت ولايف الغرفه تناظرهم وتنهد عبدالله ونطقت ولايف:وش هالوجه عليك ؟ مستحيه ؟
صمود ناظرتها وهي ساكته والتفت عبدالله:لا حول ولا قوة الا بالله ، وش تبين انتي ؟
ولايف تقدمت وناظرت صمود:لا تسمعين لابوي ما بقي الا برّاك يتزوجك
عبدالله:وش فيه ؟
ولايف:برّاك ذا كان متحالف مع سلوى ، سلوى الكلبه اللي شرتني
عقدت حجاجها ولايف تكمل:ما شرتني استغلتني بالحقيقه
عبدالله:مالي بهالكلام انا عاشرت الرجّال بالغربه وفيه الخير
ولايف لفت لصمود:صمود صحصحي
صمود ماردت وهي صاده عنهم ووقف عبدالله:لا تخرّب عليك ولايف
ناظرته ولايف بذهول ومشى يخرج عبدالله وجلست ولايف وناظرت صمود:شتبين فيه ؟
صمود ناظرتها وهي ساكته وبلعت ريقها وبققت عيونها ولايف:وش هالعيون ؟ صمود لا تجننيني قبل امس تقولين بنروح ونفتك منهم هالعايله الحين بتروحين تنكفتين عندهم ؟
صدت صمود وتنهدت بتعب ووقفت ولايف:خلصينا من ذا الموضوع ، قال برّاك قال ما بقي الا هالشايب
مشت تترك صمود وتخرج ومشت تطلع مع الدرج وتقدمت تدخل الغرفه وناظرت صقر اللي منسدح ومشت تتركه وتعطيه ظهرها وتوقف عند البلكونه
لف صقر يناظرها واخذ دواه من الدرج:لا توقفين هالوقفه
لفت ولايف وناظرت دواه اللي ياكله:وش ادويته ذي ؟
صقر شرب مويه وناظرها:مدري يمكن لاني كنت طايح بالكرسي هذا قبل سنين
ولايف:اسكت بس مستحيل اصدقك
صقر:ما ابطيت وفزّيت اقوم
ولايف صدت عنه ولفت تناظر البلكونه:ليه وشفيها وقفتي ؟
صقر:تجيك افكار شينه نهايتها تبكين عليها
سكتت ولايف اللي تناظر الليل الدامس أمام عيونها من علوّ الجبل ونزلت عيونه لقطرات المطر اللي بدت تنهمر على باب البلكونه والتفت بإنتباه صقر من لمع البرق وانتبه للمطر اللي انهمر
ناظرت المطر ولايف ومشت تفتح الدولاب وتاخذ جاكيتها ونطق صقر:وين رايحه ؟
ولايف:استمطر
سكت صقر ومشت ولايف تخرج من عنده وقفلت بابه ومشت بهدوء تنزل مع الدرج وفتحت باب البيت وخرجت تشوف قوة المطر واخذت نفس طويل ومشت تخرج وغمضت عيونها من انهمر المطر عليها بقوه ورفعت وجهها للسماء وبكت بتعب تشعر انها تنضغط يوم عن يوم أكثر من كل شي ولا تفهم ولا تعرف كيف ترتّب داخلها ومشاعرها
مشت تنزل مع الدرج للحوش وتمشي على العشب المبلول تشتّم ريحة الطين من المطر ولفت بعيونها من سمعت صوت الباب وناظرت صقر اللي لابس جاكيته وعقدت حجاجها
ومشى صقر وعقد حجاجه من المطر وهو يتلفت وتقدم لها يشوفها تحت المطر مباشره ونطق يرفع صوته تسمعه:طاح المطر لدّي عنه
لانت ملامحها ترمش بتكرار من المطر وتقدمت له وناظرته:إنت صح ؟
ناظرها صقر من وقفت أمامه وناظر شعرها ووجهها المبلول وعقدت حجاجها ولايف:إنت مره ساعدتني على الدبّاب بالمطر
هز راسه بالنفي صقر:ما أذكر
ولايف ناظرت عيونه ورمشه اللي بلله المطر وسكتت تعيد جملته وهي متأكده انها انقالت لها بهذاك الوقت  بنفس الجمله وبنفس هالصوت ولا خمنت وتذكرت الا الان من عادها عليها
ناظرها صقر وهو ساكت يستوعب انها عرفت وتذكر هذاك الربوع وميّزته الليله تحت المطر من جديد بس هو متذكر ، هو يعرف وما نسي ومن يوم شافها تذكّر هذاك الربوع وما نساه بس كان ينتظرها تعرف
ناظرت عيونه ولايف وتقدمت تحت الفيّه وتحت الشجره توقف وتحط بظهرها على جذعها والتفت صقر لها واستند بجانبها يناظر المطر من محلّه
نطقت ولايف:ليه لحقتني ؟
صقر:اعرف ما انتهى عزاك
سكتت ولايف تغص بحرفها داخلها وكمّل صقر:لي خمس سنين ما انتهى عزاي انا بعد
بكت بدون صوت تصد براسها عنه واخذ نفس صقر يناظر المطر:بكيت أكثر من هالمطر
مسحت دموعها ولايف وصدت تناظر المطر أمامهم ونطق صقر:تعرفين كم مرّ خريف على قلبي وطاحت أوراقه ؟
هزت راسها ولايف بألم:أخاف أنسى ملامحها
لف عليها صقر يناظرها وغصّت تزيد غصتها بحنجرتها تكمّل:ما وصتني على شي وسويته لها ما كنت أسمع كلامها
صقر:تاكلين زعتر لليوم
لفت ولايف تناظره وابتسم صقر:حتى وانتي تكرهينه
صدت ولايف وبلعت ريقها ونطق صقر:عطتك من هالزعتر وابتلشنا بهالذكاء والفطانه
ضحكت ولايف من بين حزنها ومسحت دموعها والتفتت عليه:انت أغبى من اني اكون ذكيه
هز راسه بالنفي ينكر اتهامها عليه وناظرته ولايف:كيف ساكت للحين ما تعاتب أمك ؟
لانت ملامح صقر من هالطاري وصد عنها بعيونه وكمّلت ولايف:واكيد انك تزعل منها ليه ما تنفجر فيها تعاتبها
صقر ماجاوبها يسكت بلا رد وناظرته بتمعّن ولايف:ما عطتك من أمومتها شي
لف صقر عليها:عطتني وليف
سكتت ولايف من كان مقصده عليها وناظر عيونها صقر ونطقت ولايف:ماني وليف دايم أحياناً عدو
صقر:ولو كنتي عدو بتكونين عدوّي الناعم
سكتت ولايف تناظر عيونه ورفع عيونه صقر على شعرها المبلول اللي على وجهها يتناثر على جبينها وتقدم لها وارتبكت تستغرب مجيّه عليها بهالشكل واقترب بوجهه يناظر عيونها وناظرت عيونه من قربه ونفخ بثغره على جبينها يزيح شعرها وغمضت عيونها ولايف من كررّ اللي كان يكرره
فتحت عيونها وناظرت عيونه وهي ساكته وناظرها صقر وابتعد عنها والتفت يناظر المطر ومشى يعطيها ظهره ويرجع للبيت تحت المطر
وناظرته ولايف وهو رايح عنها وصدت تناظر المطر من جديد
'
فتحت عيونها وابتسمت مباشره تناظر السقف مسترخيه تماماً على السرير متحمسه لليوم اللي خططت له من أمسّها وتعرف انها بتمشّي كلمتها ويصير كل شي على ما ودّها
لفت لجوالها وناظرت رقم نيّاف ترسل له وتبلغه انها تبي قدومه الان
جلست على السرير ولفت ما تلاقي صقر وقامت بخفه تدخل للحمام وتتروش وهي مبتسمه وناظرت شكلها بالمرايه تلبس روبها وتجفف شعرها
خرجت تفتح الدولاب وتناظر فساتينها اللي اشترتها واخذت منها الفستان الاسود وابتسمت تناظره وتحطه على السرير ونزلت عيونها للاحذيه واخذت الكعب الاسود ايضاً تخرجه
لفت للتسريحه تسوي شعرها وترفعه وتنزل خصلها من الأمام وفتحت الدرج تناظر الاكسسوارات اللي اشترتها ما استخدمتها ولبست حلق بإذنها وناظرت شكلها واخذت من الميك اب ورفعت راسها تحط ماسكرا بعيونها وترمش برقه وهي مبتسمه ونزلت راسها تتأمل وجهها
واخذت روج من حوالينها ورسمت شفايفها فيه تشبعها باللون وتحط قلوس فوقه مباشره وقامت من محلّها واخذت فستانها ترديه وتوقف قدام المرايه تناظر شكلها وفتحة ظهرها وانسيابية الفستان على جسدها وابتسمت بإعجاب واخذت كعبها تلبسه وتوقف واخذت عبايتها تحطها على ذراعها وتاخذ بيدها المناكير وتمشي تخرج
سكتت عايده اللي تفطر من سمعت صوت خطوات الكعب وعقدت حجاجها ورفعت راسها صمود بإستغراب وتوقف عن المضغ صقر ينتظر مجيئ صاحب الخطوات ورفع عيونه عبدالله ينتظر معهم ولانت ملامح صقر يناظر وقوفها وانصعقت عايده تتأملها وجمد وجه صمود اللي اللقمه بفمها وعقد حجاجه عبدالله
ابتسمت ولايف لهم وفتحت يدينها:شرايكم ؟
ناظرها صقر بذهول وصدمه من شعرها ومكياجها وكشختها لأدنى دونها لكعبها
لفت عايده تناظر الساعه من جديد تستوعب تبكيرها ونطق عبدالله:مرضتي ؟
صمود:ولايف انتي بخير ؟
ابتسمت ولايف تناظرهم وتقدمت تجلس على الكنبه الجلد أمامهم تحط رجلها على رجل وتحط عبايتها على ذراع الكنبه وناظرت صقر اللي أمامها يناظرها بعيون مصدومه ومستغربه:معزومين
صمود:معزومين ؟ وين ؟
ولايف اخذت المناكير تفتحها وتحطها على اصابعها ببرود:أنا وصقر ونيّاف بيجي معنا ، معزومين
عايده:وين ؟
ولايف ابتسمت وهي تحط مناكير حمراء ونفثت بفمها تلتفت لصقر:سرّ
ناظرها صقر ما يستوعب وش اللي حصل وعقدت حجاجها عايده ولفت صمود تميّل راسها وتشوف ولايف بإستغراب
رفعت اصابعها تناظر لون الدمّ عليها ونفثت عليها بتكرار وابتسمت من سمعت صوت الجرس:نيّاف وصل ، خليه ينتظرنا تحت
عايده وقفت وناظرت صقر باستغراب ومشت وعقد حجاجه صقر يتأمل غرابة ولايف
ووقفت ولايف تلبس عبايتها وطلعت النظار الشمسيه من شنطتها تلبسها على عيونها وهي مبتسمه تنادي:عيّاده
صمود:اسمها عايده من عيّاده
ولايف تجاهلتها تكرر:عيّاده
دخلت عايده واشرت باصابعها ولايف:لبسي صقر ثوب وشماغ وجيبيه تحت
سكتت عايده تناظرها ولفت ولايف:ما سمعتي ؟
هزت راسها عايده ومشت تاخذ صقر وتخرج ولفت ولايف:تبون شي ؟
عبدالله:سلامتكم
صمود:ما علمتيني وين رايحين؟
ولايف:تعرفين لا رجعنا
مشت تتركهم وتخرج وتقدمت تاخذ مفتاح سيارة صقر من مدخل البيت وفتحت باب البيت تخرج وناظرت نيّاف اللي عند الجمس يكلّم:والله ما عندي علم ياصقر قالت تعال وجيت
لف نيّاف وناظر ولايف وعقد حجاجه من شكلها:وش صاير
قفل جواله يناظر ولايف اللي تقدمت له:ما بنروح بالجمس ابو ريحة سمن ، بنروح بسيارة صقر
نيّاف:انتي وش جاك ؟ لا يكون جاتك صدمه ؟
ولايف:روح جب صقر انتظركم بالسياره
عقد حجاجه نيّاف بذهول ومشت ولايف للقراج تفتح سيارة صقر وابتسمت تركب وتمسك الدركسون وتقفل بابها وتشغلها وتخرج من الكراج توقف عند الباب
خرجت صمود مع البلكونه باستغراب تناظرهم وخرج صقر مع نيّاف اللي يدفعه وعقد حجاجه صقر من شاف السياره وركوب ولايف وابتسمت ولايف تفتح الشباك وتنزل النظاره على خشمها:أبو طلال !
فتح الباب الخلفي نيّاف ونطقت ولايف:بشويش على غترة زوجي
رفع عيونه صقر بإستغراب على نيّاف ورفع كفوفه نيّاف ما يفهم شي وركب صقر بالخلف وتقدم نيّاف يحط عربيته ورا ويتقدم يركب بجانب ولايف ونطق صقر:ولايف وش فيك ؟
ولايف:بنروح نتغدا نغيّر جو
ناظرها نيّاف:بنت وش قومش انتي ؟
ولايف:اي طلع العرق الحين ، اسكت لا يكثر
حركت السياره ونطق صقر:ما تعرفين تسوقين وش ركبك ؟
ولايف ماردت وهي مبتسمه وتسوق وتمسّك نيّاف يربط حزامه ويناظر الطريق بحذر وعقد حجاجه صقر اللي يناظر الطريق وابتسمت ولايف تناظر الطريق وهاديه مرتاحه وساكنه
ورفع عيونه نيّاف من اقتربوا من طريق يعرفه ونطق صقر:وين بنروح ؟
نيّاف:انا اشك بتودينا من هالجبل ، ان كنتي بتنتحرين تاخذينا معك ليه ؟
ولايف:اشششش خلوني اركز
لف نيّاف على صقر:الله يعوضك بزوجه احسن هذي معد تشتغل
مارد صقر يناظر الطريق وجمد وجهه من عرفه ولف نيّاف بصدمه يرفع صوته:ابن درويش
نطق صقر بذهول:ولايف
ابتسمت تدخل مع البوابه من فتح لها الحارس وتقدمت للحوش ونطق نيّاف:مهبوله انتي وش جاك ؟ جايبتنا لغازي غصب ؟
ولايف وقفت السياره تطفيها:محد يمشي كلمته عليّ
صقر تقدم بحده:تستهبلين معي ؟
ولايف ماردت تفتح بابها وتنزل ولف نيّاف بصدمه على صقر يناظره وابتسمت ولايف من خرج غازي من البيت وتقدمت ولايف تمشي له ووقفت قدامه وابتسمت:صبحك الله بالخير
ناظرها غازي وابتسم يهز راسه:ماصدقتك يوم قلتي بتجين
ولايف:كلمتي ما أثنّيها بس صقر بالسياره بغيت احد يساعد نيّاف ينزلونه
لف غازي يأشر للحارس ونزل نيّاف بصدمه يناظر غازي من بعيد ووقفت ولايف بجانب غازي تناظر صقر اللي ينزلونه على الكرسي وعينه مليانه غضب وابتسمت ولايف وتقدم نيّاف يدفع كرسي صقر ونطق غازي:يالله حيّ صقر من سنين مادخلت هالبيت
ناظره بأسى صقر ما تمنّى يكون بهالموقف وبهالضعف وأحد يجبره على شي يحرقه
ابتسمت ولايف:لا ما يصير هذي صلة رحم
وقف نيّاف بصقر عندهم ولف غازي:حياكم
مشت ولايف تدخل معه وخلفها صثر ونيّاف ودخلت تناظر البيت:ماشاء الله تبارك الله بيتٍ عامر
عقد حجاجه نيّاف ما يستوعبها وخرجت سلوى وابتسمت بلهفه تناظر صقر:ياروح أمك
كشرت ولايف من شافت سلوى ومشت سلوى لصقر تبوسه وتحتضن وجهه بكفوفها وخرجت أميره وناظرت ولايف ترفع حجاجها بذهول:يوم قال غازي انك جايه ما صدقته
ابتسمت ولايف:حتى انا ماصدقتني
غازي:حياكم
مشت ولايف تدخل وناظرت الطاوله اللي امامها والأكل بجميع انواعه ورجاوي وأنفال اللي بعباياتهم جالسين
ابتسمت ولايف:اهلاً وسهلاً
تقدموا يسلمون عليها يناظرونها بإستغراب ونطق غازي:حياكم ناكل على طول
لفت ولايف تناظر صقر ونيّاف وسلوى وابتسمت:خل صقر يقعد جنبي
مشى نيّاف وهو صاد بعيونه وحط صقر بجانب ولايف وابتسمت ولايف لصقر تناظره ولفت تشوفهم من جلسوا وجلس نيّاف بجانب سلوى اللي جالسه يمين صقر وولايف يساره
غازي لف لولايف:رجع عقلك يعني يابنت عبدالله
ولايف ابتسمت:الجنون ما يستمر طال عمرك
هز راسه غازي وهو مبتسم ولفت ولايف تناظر وجه صقر وغضبه وصدت بتوتر تاكل
نطقت سلوى تناظر صقر:تبي من هذا صقر ؟ وش اعطيك تاكل ياروحي ؟
رفعت عيونها أنفال تناظرهم ولفت على رجاوي اللي مو مستوعبه شي تناظرهم
نطق غازي وهو يفطر:وش هداك ؟
ولايف:لا يبي لنا قعده خاصه بهالمواضيع
أميره:عشتوا ! متى صرتي خاصه مع غازي
ولايف:أم أنفال هذي سواليف ما بتفهمين منها ، اتركي الكبار يتكلمون مع بعضهم
رفعت حاجبها أميره بتتكلم لكن غازي لف لولايف:نقعد بعد الأكل
كملت أكلها ولايف والتفتت من دخل مراد وتغيرت ملامحه يناظر صقر بصدمه وعقدت حجاجها ولايف تجهله ونطقت أنفال:تعال مراد
لفت ولايف تناظر أنفال ورجعت ناظرت مراد وبلع ريقه مراد يناظرهم ورفع يده يحك جبينه بكف يرتجف والتفت على صقر اللي يناظره وارتبك يهمس:لا بطلع
مشى يخرج تاركهم وعقدت حجاجها ولايف ولفت على غازي:من هذا ؟
غازي:زوج أنفال
سكتت ولايف وهي تفكر وتاكل ولف نيّاف على صقر يناظره ماهو مرتاح ورفع راسه غازي على نيّاف:الرجّال اللي يبي يجي يدق يانيّاف يعطي خبر والا
رفع عيونه نيّاف:ان كان بيت اللي بيجيه مقفّل ، بيت أهل الكرم مفتوح ما يدقونه
ابتسمت ولايف وهي تاكل وهز راسه غازي:جاي مغصوب ؟
نيّاف:اي والله ماعندي علم جيت على عماي
لف بحده على ولايف ونطقت أميره:شلون امك ؟ تأقلتم على هذيك الديره ؟
نيّاف:ليه ما تتأقلم ؟
أميره:يعني غنم وراعي غنم وريحة غنم ، الناس قاموا يطلعون من القرى ويسكنون بالمدن
نيّاف:لا مرتاحين ابشرك ومعاشرة الغنم ولا معاشرة ناس ما نبيهم
لفت سلوى تناظر صقر اللي بجانبها تتأمل سكوته ورفضه للاكل ونطقت:ولايف ليه ما ياكل صقر ؟ مريض ؟
لفت ولايف تناظر سلوى بحده:اي ما تشوفينه معاق ؟
ضحكت رجاوي ولفت عليها أنفال بحده
وسكتت سلوى تناظر ولايف بصدمه وصدت ولايف ماهي طايقه وجود سلوى
ووقف غازي وناظرته ولايف ونطق:ان خلصتي يدلونك على مكاني
ولايف:أكرمك الله
هز راسه غازي ومشى يتركهم ورفعت عيونها ولايف على أنفال:غريبه زوجك ما سلّم !
رفعت عيونها أنفال من فهمت انها تقصدها وكمّلت ولايف:ما يعرف صقر ونيّاف ؟
أنفال:يعرف صقر بس يمكن يستحي
ابتسمت ولايف بضحكه:يااي
ضحك نيّاف ورفع عيونه على أنفال اللي تناظره بحده وتلاشت ضحكته يسكت ونطقت رجاوي:غريبه جيتك مع صقر
ولايف:أمور ما تفهمين فيها ياسكره انتي
سكتت رجاوي تناظر ولايف ووقفت ولايف ووقفت معها أميره:أنا بوديك
ولايف:اكيد هذا بيتك وانتي راعية البيت من يدلّيني فيه
لفت سلوى على ولايف تناظرها وضحكت أميره من فهمت مقصدها تغث سلوى ومشت معها
ولفت سلوى على صقر:ياصقر ياعيوني ما حطيت شي بفمك ليه ماتبي تاكل ؟
نيّاف:هذا زقوم ما ينأكل
رجاوي:تراها نعمه احترمها
نيّاف:أبوك ما يطلع منه نعمه
رجاوي:اذا ما تحشمه لا تقعد ببيته
نيّاف:مجبور يابنت ابوها قاعد مجبور
سلوى:بس خلاص بيتوتر صقر اكثر من هالمشاكل
نيّاف:وش يتوتر صقر رجّال عيب تقولين عنه يتوتر
رفعت عيونها أنفال بحده على نيّاف وصد نيّاف عنهم
'
دخلت ولايف تناظر المكتب وصورة غازي اللي خلف كرسيّه تفهم جنون العظمه اللي يعيشه ورفعت حجاجها بسخريه تتقدم وتجلس وتناظر المكتب
جلس غازي على كرسيّه وناظرها:اسمعك ياولايف
ولايف ناظرته:يعني مستحيل تصدق لو قلت ودي أزوركم بس
غازي هز راسه بالنفي وابتسمت ولايف:اجل خذ العلم
غازي:اسلمي
اخذت نفس تحط رجل على رجل وتلتفت عليه:ابي فلوس
ابتسم غازي وهز راسه:توقعت مستحيل تقدرين بدون فلوس
ولايف:خصوصاً ان ابوي واختي رجعوا من الغربه وماعندنا بيت ، أحتاج فلوس
غازي هز راسه:تم
ولايف ناظرته:وش مقابل هالتم ؟
غازي:تعطين صقر الادويه اللي قلت لك عليها تثبّط صحته وتهدّه اكثر ما ابيه يقوم
ولايف:وش تستفيد ؟
غازي:ما يخصك انتي بس سوي اللي اطلبه
ولايف:اي بس ترا بتشوفني كثير عندكم وانت لازم تجي عندنا بكثره
غازي هز راسه وفتح الدرج يدور بين اوراقه وناظرت ادراجه ولايف تتفقدها بعيونها وطلع لها ورقه واخذتها ولايف وعقدت حجاجها
غازي:ذي الادويه اصرفيها
ضحكت ولايف:واضح بتعطيني حقّي ، معطيني ادويه بدون فلوس ؟
غازي:مدفوعه روحي صيدليه بدلّك عليها هم يصرفونها لك
سكتت ولايف ونطق غازي:هذا الصح ياولايف زين استوعبتي
ابتسمت ولايف تناظر غازي ووقفت تاخذ الورقه وتخرج واخذت نفس وتقدمت تدخل لهم ورفع عيونه صقر عليها وناظرته ولايف ونطقت:مشينا
سلوى:ليه مستعجله ؟
ماردت عليها ولايف ونطقت أميره:ما قعدتم للشاهي
ولايف:نردها ان شاء الله ليه لا
ابتسمت أميره تهز راسها وتناظر سلوى اللي غضبانه وومشى نيّاف يدفع صقر وخرجوا يهمس نيّاف:لو صقر ما هجدني كان ما طعتك
ولايف:امش ولا يكثر
خرجوا وفتحت السياره ولايف تركب وركب بالخلف صقر ورفعت عيونها على المرايه ولايف تناظر عيونه وتوترت لان تعرف انها سوت شي بدون رضاه وشي يخصه لكن تبي تتصرف بالطريقه الصحيحه وصدت للامام من ركب نيّاف وحركت
نيّاف:وش تظنين يعني اذا دخلنا بيته اننا بننتصر عليه ؟ بناخذ حقنا ؟ وبغيتينا ناكل من مال الحرام بعد ، انتي من يطيعك انتي ؟ تحسبين الدنيا على كيفك تمشينا رجال معك غصباً علينا ، تراني ساكت عشان صقر والا محد يطيعك انتي ما بقي الا مَره تمشيني على كيفها
وقفت على جنب ولايف ولف نيّاف بصدمه ولفت عليه:انقلع انزل من السياره
ناظرها بذهول:تستهبلين ؟
صرخت بوجهه:انقلع قلت
لف نيّاف على صقر يناظره بصدمه وصد صقر بعيونه وهو ساكت ويناظر الشارع من شباكه وهز راسه نيّاف ونزل من السياره وقفل الباب بقوه وحركت ولايف تسمع الهدوء بينهم ومشت طريقها وهي ساكته وتنتظر صقر يتكلم لكنه كان ساكت ومن اقتربت من البيت هدت سرعتها توقف على جنب عند الجبل واخذت نفس ورفعت عيونها تناظر صقر اللي صاد ولفت بكامل جسمها تناظره:قلت لك عشانك
لف صقر عليها:انتي صدقتي اني معاق تاخذيني غصباً عليّ لمكان ما أبيه ؟
بلعت ريقها ولايف:لا بس ماراح تطيعني وتفهم انـ
قاطعها صقر يقترب منها بغضب:تقولين محد يهتم في صقر محد جاب حق صقر وانتي تالتني على كرسيي غصباً عليّ ؟ بتجيبين حقي غصباً عليّ ؟ انتي ما تشوفيني رجّال ؟
سكتت ولايف تناظره وناظر عيونها صقر وفتح الباب ينزل وتنهدت ولايف تفتح بابها وتناظره:اركب احنا بالشارع
مارد عليها صقر يمشي لمطل الجبل ويعرف ان هالشارع محد يجيه لان نهايته بيته هو
اقتربت ولايف ترفع شعرها عن عيونها من الرياح ومنظر الضباب اللي يطوف حوالين الجيل ورفعت صوتها:صقر ماراح تستوعب اللي سويته الحين لين تشوف بعينك بعدين وش النتيجه
لف صقر عليها يرفع صوته:من قال ابي هالنتيجه ؟ من قالك ابي انذل عنده عشان يرد حلالي لي ؟
تقدمت له ولايف:اجل ليه تمثل ضعفك واعاقتك ؟
صقر صد عنها:ماراح تستوعبين
ولايف:ولا انت بتستوعب بس اللي سويته بستمر فيه
لف صقر عليها بجنون:بتسوين شي لي غصباً عليّ ؟
ولايف هزت راسها:ما بيتغير شي بحياتك دام هذي حدودك ، كرسي اعاقه وتروح تفجّر بحلال غازي كل يوم سبت بدون ما يعرفك ما بيتغير شي بتقعد عشر سنين بدون ورثك
صرخ صقر يناظرها بحده:تتصرفين من راسك وكأني فعلاً معاق تمشّين كلمتك على رجّال شنبه يوقف عليه صقر كل هذا عشان يجيك حقك وريال يشبعك ؟
سكنت ملامح ولايف تناظر غضبه وأكمل صقر يعمي عينه الغضب:أنا مشكلتي ماهي فلوس مشكلتي ماهي ورث أنا مشكلتي ابوي
ضرب صدره بكفه بحرقه يكمّل:ابوي افهمي ابوي
اخذ نفس يهدي اعصابه ولف عليها:لو اخذتك الحين غصب بيت عمّك غصب ، وغدّيتك معه وانتي ساكته تبلعين لسانك بعد ظلمه وبعد اللي سواه فيك بترضين ؟ جاوبيني بترضين ؟
سكتت ولايف تشوف غضبه وقهره وبلعت ريقها تستوعب تسرّعها وان الموضوع يخصه هو ولازم يكون بموافقته هو
تقدم صقر بحده يناظرها:مابي يتغير شي مابي اذا بتدخليني بيته غصباً عليّ تقعديني معه وتبيني افطر من فطوره ، ما ابي شي
سكتت ولايف وناظرها بحده صقر يكمّل:ولا ابيك
ناظرته ولايف وهي ساكته من نهاية جملته ومشى صقر يتركها ويركب السياره وناظرت محلّه ولايف وبللت شفايفها بهدوء ومشت تركب السياره وهي ساكته وحركت للبيت تدخل وتوقف بالحوش وتطفي السياره
دخلت البيت ونطقت لعايده:خذيه
لفت صمود تشوف دخول ولايف:رجعتم ؟
مشت ولايف تتركهم وتتعداهم وتطلع لفوق بدون ترد عليها
'
نزل صقر مع عايده ونطق:طلعيني فوق ما ابي اشوف احد
هزت راسها عايده ومشت تدخل فيه البيت وناظرته صمود بإستغراب وطلع مع المصعد لفوق ودخل الصاله تتقدم فيه عايده للمطل يجلس أمامه وخلفه البيانو
ونطقت عايده:وش صار ؟
مارد عليها صقر وهو يناظر أمامه وتنهدت عايده تخرج من عنده وغمض عيونه صقر يذكر ضعفه وصمته وجلوسه عند غازي ببيته بين عياله ، غير مرئي وشفاف بسبب ولايف اللي جبرته يعيش هالشعور
شد على الكرسي بيدينه بشده ما يشعر الا بنار جوفه منها ولف بنظره من وقفت أمامه صمود وناظرته بحذر وتوتر ونطقت بهمس:شفيها ولايف ؟
مارد عليها صقر يصد بعيونه وبلعت ريقها صمود ترفع نظارتها ومشت تتركه وترجع لغرفة ولايف تدق الباب من جديد تنطق:ولايف أنا صمود افتحي لي
انتظرت ثواني وفتحت ولايف وتركت الباب تدخل وتتقدم للبلكونه توقف عند بابها وتقدمت صمود تقفل الباب وتدخل:وش صاير ؟ طلعتي بشكل ورجعتي بشكل
لفت ولايف ونطقت بهدوء:ولاشي
صمود:كيف ولاشي ؟ وين رحتي ؟
ولايف حكت جبينها تصد بعيونها:أدور لنا بيت
عقدت حجاجها صمود ولفت ولايف تناظر صدمتها:شفيك ؟ مو تبين نتركهم ونطلع من هالعائله ؟ اي بنطلع أبشرك محنا قاعدين أكثر
صمود:وش تغير ؟ صار شي ؟
ولايف:صار كل شي
سكتت صمود بإستغراب واخذت نفس ولايف ولفت لصمود:لا تتركين ابوي وحده
صمود:بنتكلم بوقت ثاني
هزت راسها ولايف ومشت تخرج صمود تاركتها ولفت ولايف تفتح البلكونه وتخرج تتنفس وتغمض عيونها ، تكتفت وهي تعيد كلام صقر لها وتلعن ذاتها ونفسها انها وصلت لهذا الموقف تسمع هذا الكلام وهذا الجحود والتعالي والدخول بنيتها
تنهدت بتعب ورفعت راسها ولفت براسها وطاحت عيونها على اللي واقف بالبلكونه الاخرى بجوارها وسكنت ملامحها تناظره ومشت تدخل
وصد براسه صقر يرجع يدخل ويجلس على كرسيه ولف من دخل نيّاف وصد صقر بتعب وتقدم نيّاف وجلس عنده:دورت لها أعذار بس كانت أنانيه ، اخذتني معك رياجيل ما سمعت راي أحد منّا !
مارد صقر وهو متجاهله وكمّل نيّاف:ونزلتني بالشارع وهي حاطه عينها بعيني ، تجبّرت صقر ماعاد تشوفك وتشوفني شي
صقر نزل راسه ثواني ولارد
نيّاف:تهاوشتم ؟
سكت صقر يعيد اللي قاله ويعرف انه غلط وقال الكثير والكبير لكنه محروق وما بتشعر به أبد والتفت من سمعها تنادي عايده بعيّاده
ولف نيّاف عليها وصدت بعيونها وهي عاقده حجاجها وتنادي وطلعت لها عايده:هلا
ولايف:لمي اغراض أبوي ان كانت بالغسيل وحطيها بشنطته
لف نيّاف على صقر اللي صاد عنهم وكمّلت ولايف:واغراضي أنا
عايده:ليه ؟
ولايف:رايحين
نزل عيونه صقر تلين ملامحه والتفت نيّاف بذهول ولفت عايده عليهم ونطقت ولايف:من أكلم ؟
هزت راسها عايده ومشت تتركها ولفت ولايف وناظرت نيّاف وصقر اللي صاد عنهم وتجاهلتهم ترجع للغرفه وقفلت الباب بقوه
نيّاف:وش قلت لها ؟
مارد صقر وهو ساكت وتنهد نيّاف يمسك راسه
'
جلست على الطاوله تناظر العشاء وتسمع صوت الرعد بالخارج والمطر المنهمر ورفعت عيونها صمود عليها تناظرها
خرج صقر من المصعد تدفعه عايده وتقدمت فيه للطاوله والتفت عليه عبد الله يتفقد حاله ورفع عيونه صقر على ولايف اللي صاده تناظر الاكل وتاخذ لها صحن وملعقه
التفت عبدالله يراقب صقر ولف على ولايف:ولايف هالضعيف يطالعك حطي له أكل خـ
ولايف نطقت تقطع كلامه:ماهو ضعيف
رمش بهدوء صقر يناظرها ورفعت عيونها ولايف على عبدالله ونطق عبدالله:منهو الضعيف أجل ؟ انتي ؟
ولايف:ولا أنا ضعيفه
هز راسه عبدالله:عاد انتي مدرسة الكبرياء
تنهدت ولايف من الضغط ونزلت عيونها للاكل ولفت عايده تناظرهم ونطق عبدالله:ليه ما تعطينه ؟
عايده:ما يبي يمكن ماهو جيعان
لفت صمود على ولايف:ليه خليتيهم يلمون اغراض ابوي ؟
ولايف:انا ماقلت لك بنروح ؟
عبدالله:وين بنروح ؟
ولايف:بيتنا أي مكان الا هنا
عبدالله:وش جاك انتي ؟ ماقلتي هذا مكاننا وبنقعد ؟
ولايف:لا ماهو مكاننا
لفت صمود تناظر صقر اللي يناظر ولايف
ونطق عبدالله:من وين لنا بيت ؟ ننتظر برّاك يخطب صمود وننتقل كلنا
ضربت الطاوله بالملعقه ترفع عيونها بحده:باقي تبينا نقعد عند برّاك ؟ باقي تبينا ننذل لهم ؟
صمود ناظرتها بغضب:ولايف تكلمي زين مع ابوي
وقفت ولايف وناظرت صمود:ما يكفي اللي صار ؟ بعد نبي برّاك يتفضل علينا ببيت ؟ محنا قاعدين لأحد أخرج أكرف ليل نهار ولا أنذل عند أحد ، واذا الريال بيذلنا مانبي الريال
لفت تناظر صقر اللي يناظرها وناظرته بحده ودق الجرس واخذت نفس ولايف تهدي نفسها ووقفت عايده ونطقت ولايف:اقعدي
مشت تخرج من عندهم وتطلع للباب وفتحته وناظرت نيّاف:خير ؟
نيّاف ناظرها يستغرب حالها:جيت لصقر
ولايف جات بتتكلم وهزت راسها وتركت الباب له مفتوح وطلعت لفوق واستغرب حالها نيّاف هو متأكد كانت بتقوله ليه تجي صبح وليل بس سكتت
تقدم يتنحنح ونطق عبدالله:تعال تعال
دخل نيّاف وابتسم:مساك الله بالخير ياعمي
عبدالله:مسيت بالنور ، ما رجعت ديرتكم ؟
نيّاف:كنت راجع بس ردني أبوي من نص طريقي
عبدالله:ليه عسى خير ؟
نيّاف ناظر صقر اللي يناظره وناظر عبدالله وابتسم:ملزّم عليك تجي معي وتقعد بالديره كم يوم
لفت صمود بذهول على عبدالله وسكت ثواني عبدالله:ودنا بس سـ
نيّاف:حرّم ياعمّي وقال ان جيت بدونهم طردتك من الباب ، تعال معي كلنا نقعد كم يوم بالديره الهواء نظيف وتنبسط مع الوالد بالحلال
لف عبدالله على صمود وصدت صمود بالرفض وابتسمت عايده:نلحقك ياعمي أنا وولايف وصقر بكل الاغراض ، حتى صقر يتنفس هو يحب الديره
عبدالله اشر على صقر:عشان هالضعيف
رفع عيونه صقر يناظر عبدالله وابتسم نيّاف:توكلنا على الله
صمود:أبوي
عبدالله:قومي معي خلي أختك يرجع لها عقلها وتلحقنا غصباً عليها ما بنقعد على كيفها
تنهدت صمود:أبوي خلني اتكلم مع ولايف
عبدالله:والله ما تكلمينها امشي نطلع
صد نيّاف عنهم ووقف عبدالله يخرج ووقفت صمود تخرج خلفه ولف نيّاف على صقر وتنهد:أقنعت أبوي اني لقيتهم بحزن وهمّ وعزمتهم معي
هز راسه صقر ونطق نيّاف:باخذهم ونطلع الاغراض اللي بغيتها جبتها لك
مارد صقر ومشى نيّاف يخرج ولفت عايده على صقر:تبيني اروح معهم ؟
لف صقر على عايده وهزت راسها عايده تطمنه:أدري بتحلّها وحدك
مارد عليها صقر ووقفت عايده تتركه وتخرج ولف صقر يناظر الطاوله من جديد
'
لفت تناظر دولابها فارغ وصدت للشنطه ولفت من سمعت صوت الباب وناظرت صقر اللي داخل وعقدت حجاجها من جيّته على رجوله
قفل الباب صقر بهدوء ودخل للغرفه ونطقت ولايف:وين أبوي ؟
صقر:راح
عقدت حجاجها وتقدم صقر يناظر شنطتها وناظرته ولايف ومشت بتطلع ومسك ذراعها صقر ولفت عليه:وخر يدك
صقر:راحوا مع نيّاف
ناظرته بذهول:راحوا ؟
جلس بجانب شنطتها على السرير وناظرها:أبوك وأختك وعايده
سكتت ما تستوعب وكمّل صقر:يزورون ديرة بن درويش ، ديرة عمي فواز
ولايف:وهذا على كيف من ؟ وليه ماعندي خبر ؟
صقر:على كيفي أنا
سكتت ولايف تناظره بصدمه وناظرها صقر وهز راسه:جربي يصير شي ما تبينه يصير وغصباً عليك
هزت راسها بغضب وابتعدت ترفع صوتها:تبي تردّها لي ؟ تبي اقولك صح عليك أبو طلال صح عليك طويل العمر ؟
صرخت تناظره:شنطتي ليه هنا ؟ مو عشان اطلع من حياتك بدون حاجة ريال ؟ والا مو هذا كلامك ؟ وش باقي تبي اكثر من اني اروح ؟ مو قلت ما تبيني ؟ شتبي الحين ليه ليه ليه
وقف صقر وناظرها بحده يرفع صوته:لانك ما بتتعلمين ولا بتعرفين لانك ما ينفع تتصرفين من راسك بدون شوري وقراري
ولايف ضربت كفوفها ببعض تصرخ:تطمن طال عمرك ماعاد بتصرف ومره وحده خارجه من حياتك
سكت صقر يناظرها ورفعت حاجبينها:مو هذا اللي تبيه ؟
صرخ بقهر صقر:لو وديتك غصب عنك لعمك عامر اللي ارخصك وقعدّتك على سفرته تاكلين غصب وما تقدرين تتكلمين ولا تقومين وش بيصير ولايف ؟ وش بيصير ؟ بتشتعل داخلك نيران ما يطفيها شي
ولايف:طيب وش تبي ؟ مو قلت ما أبيك هذا أنا طالعه من حياتك
صقر اخذ نفس يحترق وهو يناظر عنادها:لا أبيك تقولين اسفه وتعرفين غلطتك ولا تلوميني على شي
ولايف:عجيب ! بعد تبي تتحكم بمشاعري ؟
تقدمت له تصرخ بوجهه:مو طايقتك
مسك فكّها وعنقها بكفه يرجعها للخلف على التسريحه ويناظرها وغمضت عيونها ولايف من غضبه وسرعته وتمسكت بالتسريحه خلفها وناظرها صقر وفتحت عيونها ولايف وناظرت عيونه وهو ساكت ولانت ملامحها تلوم رمش عينه بدون ما تنطق تزعل عليه وتعاتبه وتنصدم منه وناظر عيونها صقر ياكله ضميره والأسف داخله لها لانها تجمّلت عليه كثير وغلطت معه مرّه وهدم كل شي لها من كلمه يعرف انها تنحرق منها
ناظرته ولايف ورمش عينها يرجف ماتبي ترمش لا يطيح ملح عيونها وشدت على التسريحه وهي تناظره تحس بناره وحرقته وتذكر منظره على طاولة غازي وتستشعر انها ذوّقته شي ما يبي ذوقه وهو ضعفه وقلّته لكن ماتبي تقول وتنطق - اسف - لانه ماعطاها مجال للكلام وللأسف وسمعت بكلامه هي وينها بحياته ومن تكون وكيف دخلت حياته ووش حاجتها منه
غمض عيونه صقر ينقهر منها ومن سكوتها واخذ نفس يمسك غضبه وشال يده عن عنقها وفكّها ونزل عيونه من احمراره ورجع ناظر عيونها وابتعد ينطق:بنلحقهم
سكتت ولايف وهي تناظره ومشى صقر يفتح الدولاب وياخذ ملابسه ونزلت عيونها ولايف ثواني تهدي من صراخ داخلها
واخذ شنطته صقر اللي تختلف تماماً عن شكل شنطة ولايف الهزيله وحط ملابسه يقفلها ولف يناظر البندقيه اللي معلقه على الجدار بمسامير ولفت ولايف تناظره ياخذ البندقيه معه ولا تفهم سببها واخذها بيده
ولف بعيونه عليها ومشى يخرج وغمضت عيونها ولايف ورفعت اصابعها تتحس عنقها من بعد قبضة كفّه
خرجت وبيدها شنطتها ولابسه عبايتها وناظرت المطر الخفيف اللي ينهمر وناظرت صقر يحط كرسيّه بالخلف ومشغل السياره وفتح الباب الاخر يركب وتقدمت تفتح الباب بالخلف تحط شنطتها بجانب شنطته وفتحت باب السياره تركب وقفلت الباب وناظرت الدركسون قدامها وفتحت الشباك ولفت تاخذ نفس من هواء ربي ورجعت بالسياره للخلف تخرج من البيت ونطق صقر:انتظري
وقفت ونزل صقر يترك بابه ويقفل بوابة البيت بنفسه ومشى يرجع يركب ويقفل بابه وحركت ولايف تبتعد عن البيت ، دخلت بين الضباب والهتّان تنزل مع الجبل وتسمع صوت نباح الكلاب وعواء الذيابه وزادت ضيقة صدره من صوت الكلاب والذيابه وضغطت بريك ولايف بقوه من طلع لها ذيب يقطع الطريق والتفت صقر يمسك ذراعها بقوه بحذر عليها ورفع عيونه على الذيب اللي أمامهم بين الضباب واقف ورجف قلبها بخوف تناظر الذيب ولفت تناظر صقر اللي ماسك ذراعها بقوه
ولف صقر ياخذ البندقيه من الخلف ونطقت برعب ولايف:صقر
خرج ذراعه من الشباك بسرعه يطلق على الذيب اللي كان بيهرب وبلحظه طاح على الأرض وصرخت ولايف من صوت البندقيه تنصدم وتناظر صقر
لانت ملامح صقر اللي ارتاح من شاف الذيب وفتح باب السياره ونزلت ولايف بخوف وناظرته يتوجه للذيب ورفع البندقيه من جديد يطلق عليه يختفي صوت الكلاب والذيابه وغطت اذنها برعب تناظره ونزل البندقيه صقر يحطها على كتفه ويناظر الذيب والتفت يرجع للسياره وناظرته ولايف ترجف كفوفها ولفت تناظر الذيب اللي بالطريق ميّت وبلعت ريقها تركب وقفلت بابها ولفت على صقر تناظره صاد بعيونه ولفت تمسك الدركسون بكفوف ترجف وابتعدت عن الذيب تكمّل الطريق
ولف بعيونه صقر يناظر رجفة كفوفها على الدركسون ونطق:ماهو أول ذيب أقتله ، كل سبت أقتل ذيابه
ماردت ولايف وهي تناظر الطريق وساكته وتقدم بكفه يضغط الراديو ولفت ولايف بعيونها تناظر الراديو وتلف تراقب الطريق وهي تسوق
وبدت المقدمه الموسيقيه بالإيقاع على مسامعهم ولف صقر على الطريق يناظره يسمع صوت سندباد الغناء راشد الماجد يشدو:تعودنا أنا وإنت ، تعودنا على النسيان خذتنا عزة الدنيا وتهنا في ليالينا
ناظرت الطريق ولايف تسمع صوت الأغنيه:تكابرنا على العشره ولا به غيرنا خسران ، صحينا والثمن غالي وضعنا في خطاوينا
سمعت صوت تنهيدة صقر اللي ساكن يسمع وعينه على الطريق ونزلت عيونها لكفوفها اللي زالت ترجف ولا تفهم سببها ، كل شي عاشته اليوم كان ثقيل عليها وتشعر بكل مشاعر الوجع من صقر وكأنه قدر يدخل داخلها يعوّرها من داخل جوفها وتجهل السبب وكيف قدر يجرحها وهي ما تنجرح من غريب بس يمكن صار وقت تستوعب ان صقر ماعاده غريب
كمّل راشد الماجد يغني:نبي نصبر ولا نقدر ولا نعرف لنا عنوان ، تغرّبنا في هالدنيا وماضي الشوق يبكينا ، ندمت إنت وأنا أكثر أعيش بدنيتي ندمان ، توقعنا نبي ننسى وذكرانا تصحّينا
نزل عيونه مباشره صقر يقارن حياته بحياة ولايف اللي تشابهه وكيف انه يحرقه ماضي وهي تكويها نيران ماضيها وفراق أمها ومذلتها وحاجتها وصمودها أمام الجميع معه وعشانه وحتى غلطتها كانت عشانه لكنه يكابر ولا وده يعترف بإن اللي جدد الغضب داخله هو خوفه من إنها تروح ، تصرّف بكل شي عشان ما تروح ولا تروح رغم انه يقدر يعترف قولاً ويسهل عليه لكن يصعب عليه القول ويتخبّى خلف كبريائه اللي يشابه كبريائها ، التفت بعيونه يناظر كفوفها ورجفتها وتخفيها خلف ستار التماسك بجانبه وصد بعيونه للطريق يتجاهل رغبته بحضن كفوفها حالاً يسكّت خاطره ويمنعه
'
وقف نيّاف وابتسم يسمع ترحيب فواز ونوف وابتسم عبدالله ينزل وهو مبتسم ونطق فواز:في ذمتي مرحبا يامرحبا يامرحبا
عبدالله:ماشاء الله تبارك الله وش هالديره  ؟
تقدم فواز وابتسم:ديرتك وأهلك يا أبو حميد
عبدالله:الله يطول في عمرك ويخلي لك عيالك وتفرح
بهم
تقدمت نوف تناظر صمود وعايده وابتسمت:ياهلا اي والله ياهلا نورتم الديره
ابتسمت صمود لها تشعر بحفاوة الترحيب الصادق وسلّمت عليها وحضنتها نوف:كيف حالك يا أمي عساك طيبه ؟
هزت راسها صمود:الحمدلله ، انتي كيف حالك 
نوف:مبسوطه مبسوطه من زمان محد زارنا هالزياره
لفت وناظرت عايده ولانت ملامحها:وين صقر ؟
عايده:مع ولايف جايين ورانا
هزت راسها نوف ولفت لصمود وابتسمت:حيّاك ريم داخل حيّاك
مشوا يدخلون ولفت نوف تناظر نيّاف اللي دخل مع فواز وعبدالله دخل
ابتسم عبدالله يناظر المكان الحنون والمساند اللي مطرّزه بالنقش الجنوبي وجدار الطين اللي حاطين عليه صور طفولة فواز وبجدار بندقيات مثبّته وناظر مشب النار والقهوه اللي تغلي على الحطب
ابتسم فواز:يالله حيّه
عبدالله:والله اني مستحي منك
فواز:افا والله اني لازعل منك يا ابو حميد هذا مكانك وانت في ديرتك وبين اهلك لا تعدّك غريب
سكت عبدالله ينزل راسه بضعف يشعر به وجلس نيّاف بجانبه وابتسم:أبوي بياخذك كل يوم لواحد من عيال الجماعه
ضحك فواز:اسلم
عبدالله ابتسم:هالخضره والمزارع نعيم وجنّه ماشاء الله
هز راسه فواز:وبعد ماشفت شي باخذك معي لا طلعت الشمس ان شاء الله وتشوف من قريب
ابتسم عبدالله وقام نيّاف ياخذ الدلّه من على الحطب والتفت فواز يرفع كفه على خشم نيّاف وياخذ كفه يبوسه:انا فداء ذا الخشم
ابتسم نيّاف يصب ويمدّ لعبدالله وفواز ويقعد معهم ونطق فواز:البيت بيتك يا ابو حميد فرشنا لكم ترقدون وترتاحون
عبدالله هز راسه:بنتظر ولايف هي بتجي ورانا
صد نيّاف يناظر الحوش وسمع صوت السياره بعد دقايق تقطع حديث فواز وعبدالله ينطق فواز:وصلت
وقف نيّاف يخرج ويناظر ولايف اللي جايه وبجانبها صقر وتقدم لهم ووقفت السياره تطفيها وتفتح الباب وتنزل وناظرت نيّاف اللي جاي لها ومشت من جانبه تدخل ومشى نيّاف يفتح باب صقر:يالله حيّ أبو طلال اللي يجي ويحلّي هالديره
ابتسم له صقر بهدوء ونطق:كرسيي ورا
هز راسه نيّاف ومشى ياخذ الكرسي ويحطه لصقر ونزل صقر بمساعدته يقعد عليه ومشى فيه نيّاف ووقف فواز وناظر صقر:عين تهلّي وعين ترحب يا صقر والله ان كل ابو هالديره مشتاقه لك
ناظره صقر بشوق داخله يعرف وش كثر فواز يحبه فعلاً وصاحب أبوه عمرهم كله وتقدم نيّاف يدخله ويفتح له البيبان فواز وهو يرحّب ونطق نيّاف:ينام عندي
فواز:خله مع أهله
نيّاف:أنا أهله
ابتسم عبدالله يسمع حوارهم:أبوك يقول خلهم مع أهله ، أهله ولايف
نيّاف:ولايف تقعد مع أهلها
ضحك فواز:من أهلها ؟
ابتسم عبدالله وسكت نيّاف يدخل صقر بينهم يفهم ان صقر هو أيضاً أهل لولايف وهي أهلاً له
لف فواز على عبدالله:تعال أدلّيك يا ابو حميد
وقف عبدالله يخرج معه ويطلعون للبيت ولف نيّاف على صقر:وش صار ؟
صقر:ذبحت ذيب
سكت نيّاف مصدوم ووقف صقر يترك كرسيه ويدخل لغرفة نيّاف اللي بجانب مشب أبوه وانسدح صقر يرفع يدينه خلف راسه ويناظر السقف
'
دخلت ولايف مع نوف تناظر الغرفه:حطيت لكم مفارش نظيفه
هزت راسها ولايف:ماقصرتي
ابتسمت نوف:نوم العافيه
مشت تترك ولايف ولفت ولايف تناظر الفرش على الأرض لها ولصمود ولأبوها وتقدمت تجلس على واحده منهم ودخلت صمود تفصخ حجابها:وش صار معك انتي ؟
ولايف:رحتي مع ابوي بدون تقولين لي ؟
صمود:ولايف ترا من يوم جينا ما أفهمك ما أعرفك ، كل شي غامض ولا أدري فيه ، ليه ما تعلميني انتي باللي يصير ؟
تنهدت ولايف تصد:نامي صمود تكفين
جات بتتكلم صمود ودخل عبدالله وناظرته ولايف وتقدم يتوجع لفراشه وهو يستغفر بهمس وتنهدت صمود تمشي لفراشها تنسدح ولفت ولايف تناظرهم وطفت النور صمود ترجع تنسدح وتكتفت ولايف وهي ساكنه تسمع هدوء الليل وصوت الرياح مع الشبّاك وغمضت عيونها تعيد الغضب اللي عاشته وشافته من صقر وكل الصمت والكبرياء بينهم اللي أتعبها فوق تعبها وفوق صبرها وكتمانها لفراق أمها والحال الفوضوي مع أهلها
قضت ليله طويله وهي تهوجس وتعيد وتقرر وتشرح وتحاول تفهم كل اللي تعيشه لكنها غفت بتعب بدون تشعر وصحت تسمع أصواتهم ولفت تناظر بابها مفتوح وصمود وعبدالله مالهم مكان ، غمضت عيونها بتعب تناظر الشمس اللي دخلت الغرفه
اخذت نفس تقوم وتناظر شنطتها تاخذها تاخذ ملابس وخرجت تتوجه للحمام
غيرت ورفعت نصف شعرها تخرج وتلبس جاكيتها الاسود الجوخ الطويل وتتقدم تسمع اصواتهم بالمطبخ وتقدمت تشوف ربكة نوف اللي تتكلم:عطيني هذا الصحن
مشت ريم تساعدها ونطقت صمود:اصب الشاهي ؟
نوف:لا اتركيه بالبرّاد
لفت نوف وناظرت ولايف وابتسمت:صباح الخير
لفت صمود على ولايف وابتسمت ولايف بهدوء ونطقت نوف:اطلعي هم قاعدين بالحوش ، تفقدي صقر
ولايف:دامه مع نيّاف ماعليه خلاف
ريم:وعايده عنده بعد
هزت راسها ولايف تسكت واخذت صحن العريكه نوف:امشوا معي يابنات نفطر
مشت صمود تخرج مع نوف ولفت ولايف لريم؛اساعدك ؟
ريم ابتسمت:ساعديني وعلميني أسوق
ضحكت ولايف:وش هالطاري ؟
ريم:محد بيعلمني من اهلي وانا ابي اسوق ابي اروح أبها وحدي
ابتسمت ولايف:اعلمك
ابتسمت ريم بفرحه ومشت تاخذ الاغراض وتخرج ومشت خلفها ولايف وخرجت ولايف وناظرت الجو والمنظر بالمكان والعشب والشجر والهواء النظيف الندَي ، غمضت عيونها تاخذ نفس طويل وتقدمت مع ريم ولفت تناظر جلوسهم بالحوش وناظرت صقر معهم ومشت مع ريم تنزل لهم
ورفع عيونه صقر يناظرها جايه لهم وتقدمت ولايف تشوفهم جالسين بجهه الرجال ونوف وصمود وعايده بجهه تقابلهم ونوف لابسه نقابها وتصب لهم شاهي
رفعت عيونها ولايف وناظرت صقر وصدت بعيونها تجلس معهم
لف يسمع حديث فواز اللي يشرح لعبدالله أهله:والارض اللي زرعتها هي لأخوي لكن باعها لي وانتقل أبها مع عياله
عبدالله:كل أهلك سكنوا في أبها ، ليه قاعد ؟
فواز:وأترك أرضي وديرتي يا ابو حميد ؟
عبدالله:والله ما تنترك عز الله
فواز فتح صحن العريكه:اقرب يا ابو حميد ، نيّاف حط لصقر بصحن من العيش والسمن
هز راسه نيّاف يحط لصقر ونطقت عايده:انا اعطيه
فواز:لا اقعدي كلي معهم نيّاف يعطيه
عبدالله لف يناظر ولايف:زوجته عنده هي تعطيه
رفعت عيونها ولايف على أبوها والتفت صقر بنظره عليها ونطقت ولايف:نيّاف ما يقصر
صد بعيونه صقر يسكت وبدوا يفطرون مع بعضهم وسكتت ولايف تناظر فنجان الشاهي بيدها وتسمع سوالفهم وضحك فواز اللي مندفع بالسوالف مع عبدالله ، صدت بعيونها تشوف على مدى بصرها الديره والمزارع
ولفت من نطقت نوف:ولايف من أنادي ؟
ناظرتهم منتبهين عليها واخذت نفس:ما أنتبهت
نوف:بيشب نيّاف تبين معهم ذره مشويه ؟
ولايف هزت راسها:اي عادي
صمود لفت لنوف:في احد يجيكم والا عادي اتمشى هنا ؟
نوف:لا ياروحي قومي تمشي ما يجون ما يجون
هزت راسها صمود ووقفت تترك المكان ولفت ولايف تناظرها من مشت وحدها تبتعد وتتمشى تناظر الزرع من حوالينها ووقفت ريم تتبعها وناظرتهم ولايف واخذت نفس تصد
اشتعلت النار تشم ريحة رطوبة الحطب وتناظر نيّاف اللي يشعلها ومتلثم بشماغه ووقفت نوف تدخل لداخل وتجيب الذره بكرتون وتمسحها ولفت ولايف تناظر صقر اللي هادي وساكن ويراقب شرارة النار
لفت نوف:عايده جيبي لنا الملح من داخل
وقفت عايده تمشي وتدخل البيت ولفت نوف لصقر وابتسمت:بردان ياصقور ؟ نيّاف كان عطيته من فرواتك يلبسهم عظامه تبرد بسرعه
نيّاف عقد حجاجه وهو ينفخ على النار بالكرتون بيده:ما يبي
نوف:شدراك سألته ؟
لف نيّاف عليها يسكت ونطق عبدالله:قومي ولايف
ناظرته ولايف تستغربه وهز راسه عبدالله:جيبي له يلبس
ولايف:شفيك عليّ ابوي ؟
عبدالله:والا خذيه دخليه يدفى
سكتت ولايف تراقب صدود عبدالله وغضبه عليها وتنهدت تقوم من عندهم ومشت لصقر ودفعته تبتعد عنهم وتدخل فيه داخل مشب فواز وقفلت الباب تنطق:قوم البس اللي تبي
لف عليها صقر وناظرها:أبوك زعلان عليك
اخذت نفس ولايف بتعب تصد بعيونها وسكت صقر يناظرها ووقف ومشى يدخل غرفة نيّاف وثواني خرج وهو لابس فروة نيّاف ولابس شماغه يلفه على دقنه واذانيه وناظرته ولايف:بتكلم معك
سكنت ملامحه براحه ينتظرها تتكلم وتريّح داخله وتقدم لها واخذت نفس ولايف تراقب نظراته لها:ماهو عشانك عشان هذا طبعي ومابي تعرفني جبانه ، اذا غلطت بعترف
سكت صقر يناظرها واستصعبت الكلام تسكت وهي تناظر عيونه وبلعت ريقها تنطق:اسفه
لانت ملامحه وخفتت أعصابه وركدت أمواج غضبه ما توقعها تقول جهر وتعترف ويوم اعتذرت زادت بعينه
ولايف:يمكن تسرّعت بس ما سويته عشاني ، بالأخير سويته عشانك
صقر هز راسه ونطق:لك أغراض داخل خذيها
عقدت حجاجها بذهول من عدم رده ودق الباب نيّاف وناظرها صقر يقعد على الكرسي ويفتح الباب بيده
دخل نيّاف وناظر صقر ورفع عيونه لولايف:اخذه ؟
سكتت ولايف تناظر صقر بحرقه من سكوته ونطق صقر:اي ، خذني
تقدم نيّاف ودفع صقر يطلعه وقفلت الباب ولايف وغمضت عيونها ياكلها القهر من عدم رده وإهماله ، هي جاته تعتذر وتنتظر منه عذر وتبادر وتعترف بالعذر لكنه أقنعها انه ما يستحق
لفت تناظر الغرفه تتذكر كلامه ومشت تدخل وناظرت الكيس اللي عند شنطته وتقدمت وهي عاقده حجاجها من غضبها واخذته تفتحه وتطلع من داخله العلبه واستغربتها تناظرها
فتحتها ولانت ملامحها تناظر النظاره الشمسيه الجديده النسائيه والورقه اللي معها مكتوب عليها - اسف ، وتبقين وليف لو صار ماصار -
ما توقعت وظلت لدقايق طويله تناظرها وبثواني تبدلت ملامحها للبسمه وابتسمت ، ابتسمت تحس بالراحه لأنها ماهانت ولا هي قليله عنده ويعترف بخطاه لها ويبي يرضيها ، حط لها الهديه قبل تعتذر له حتى لأن نيته يعتذر
ظلت تناظر النظاره والورقه واخذت نفس تاخذ النظاره بيدها وتخرج وبيدها الكيس ، طلعت وبيدها النظاره ورفعت شعرها عن عيونها تتقدم ورفع عيونه صقر عليها ونطقت ولايف:بشوف صمود وريم
نوف:وناديهم ياكلون الذره
هزت راسها ولايف ولفت تناظر صقر اللي يناظرها ولبست النظاره على عينها وابتسم صقر تبان ثنايا أسنانه وناظرته ولايف تشوف ابتسامته بهذا الشكل لأول مره ومشت تتركهم والتفتت نوف وناظرت صقر وابتسمت بذهول:صقور ، ياعيون عمتك
لف عليها صقر بإنتباه وضحكت نوف:تضحك لمن ؟ من زمان عن ذا المبسم
لف نيّاف يناظر صقر وضحك يصد يشوي الذره ورفع عيونه فواز لصقر:قولي الله يديمها
ابتسمت نوف تحتضن صقر
'
لفت ريم على صمود:وما بتكملين دراستك ؟
صمود هزت راسها بالنفي:سافرت عشان أمي وأبوي ماهو عشان الدراسه ، الله يرحمها
همست ريم بحزن:الله يرحمها
تنهدت صمود بتعب ماتقدر تتجاوز الألم اللي تشعر به على فراق أمها ولفت بإنتباه من نطقت ريم:خالي برّاك
سكنت محلّها تشوف سيارته وريم اللي مشت له ووقف ينزل منها يضحك
ريم:أمي نادتك ؟
هز راسه وحضنته ريم:قول انك بتعلمني اسوق بسيارتك هذي
رفع عيونه برّاك على صمود اللي واقفه تناظرهم وابتعد عن ريم:جبت لك معي هديه جايبها من السفر بس نسيتها
ضحكت ريم بذهول:أمانه خالي ! قلت مستحيل تنساني
ابتسم برّاك ومشت ريم تفتح الباب تاخذ الكيس ومشى برّاك وناظر صمود:سلام عليكم
ناظرته صمود ومشت تتركه وترجع لهم وناظرها برّاك وتنهد بتعب والتفت على ريم اللي رجعت له تحضن ذراعه:كانت بخاطري هذي الاسواره
برّاك:تزهاك
مشى معها يشوف ولايف اللي جايه وتناظر صمود اللي راجعه باتجاهها ورفعت عيونها على برّاك ووقفت
مشت صمود من جانبها ترجع وتقدم برّاك:سلام عليكم
لفت ولايف على ريم:اسبقينا ريم
لفت ريم على برّاك وهز راسه لها ومشت تتركهم وتكتفت ولايف تناظر بّراك ورفعت نظارتها على شعرها:ليه بتخطب صمود ؟
برّاك:وش في سبب ثاني للخطبه غير اني ابيها ؟
ولايف:انك كذاب
تنهد برّاك بتعب:ولايف أستغلها وأكذب عليها بوشو
ولايف:اسمعني برّاك
سكت برّاك وتقدمت تناظره ولايف بحده:صمود اختي ماهي أنا أتحمل جنون عايلتكم ومابي تعيش مذلّه أكثر من اللي عشناها والبيت اللي شريته اسكنه انت وحدك لا تحتول ترضي ابوي فيه
مارد برّاك وهو يناظر غضبها وكملت ولايف:اذا بتكون رجّال وتصونها بدون تكذب عليها نفس كذبتك بالمطار ذاك الوقت بتكون لك
مشت ولايف تتركه وترجع وتقدم معها يرجع
ولفت نوف من شافت برّاك:ياهلا ياهلا
ابتسم برّاك والتفت عبدالله عليه يبتسم وتقدم يبوس راس نوف وابتسمت له:كيف حالك ؟
هز راسه برّاك وتقدم يسلم على فواز وعبدالله ونيّاف وناظرهم عبدالله:هذولا عيالي اللي ماجبتهم
ابتسم نيّاف يناظر عبدالله وناظرتهم ولايف تلين ملامحها من كلام أبوها وكمّل عبدالله:يا بن درويش طول عمري أبي لي عيال وجوني نيّاف وبرّاك يوم جنازة منى الله يرحمها
نزلت عيونها صمود تضغط على اصابعها وتسكت وناظرته ولايف بحزن شديد لانه ما يشوف وش قدمت هي عشان ما يحتاج أحد مع ذلك هو يثني على اثنين عيال ما قدموا له الا وقوفهم معه بدفن أمها
حست انها بلحظه بتبكي ووقفت ولف صقر يناظرها ومشت تتركهم وتدخل البيت والتفت على عبدالله اللي يشدّ على كتف نيّاف وهو مبتسم
برّاك:اللي تطلبه ياعمي ويقصرك رقبتي سدّاده
ابتسم لهم عبدالله يهز راسه وهو يناظرهم بنظرات الاعجاب:انت طلبتني وأنا لبّيت
رفعت عيونها صمود وعقدت حجاجها ورفع عيونه برّاك عليها وناظرت عبدالله بعيونها متجاهلها وناظرتهم وبلعت ريقها ووقفت تتركهم وتتبع ولايف تدخل البيت
دخلت البيت تشتد ضيقتها وتقدمت للغرفه ودخلت تناظر ولايف اللي جالسه وسانده راسها على الجدار
لفت ولايف بإنتباه وتقدمت صمود وجلست بجانبها وانسدحت على رجلينها وناظرتها ولايف بهدوء ورفعت كفها تزيح حجابها وتمسح على شعرها
رفعت راسها من جديد ولايف على الجدار وهي تناظر فراغ الغرفه تسمع بكاء صمود المنخفض
'
وقف عند الشباك يناظر الجلسه الخاليه والتفت على نيّاف اللي نطق:وش بتسوي يعني ؟
صقر:نمشي على خطة ولايف
نيّاف رفع حاجبينه:على راي ولايف ؟ تروح تفطر عند غازي ؟
صقر:لا ، بس نترك ولايف ترخي ونحنا نشدّ
نيّاف:طالت صقر والله طالت ولا استفدت شي
صقر:بستفيد وبيرجع حق أبوي
نيّاف تنهد بتعب:كل مره تفتح هالموضوع ، صقر أبوك مات بدون محد يغدر فيه ليه ما تصدق ؟ شافوه وحده يمشي ماكان احد معه وغازي وقتها كان مسافر
صقر ناظره بحده:وانا ماني مصدق اذا بتكذبني كذبني عندي اللي مصدقني
نيّاف:ولايف اللي مصدقتك يعني ؟
سكت صقر يناظره وصد عنه بعيونه واخذ نفس نيّاف يهز راسه ومشى يتركه ويخرج ووقف صقر عند الشباك يناظر نيّاف اللي مشى يطلع للبيت وظل واقف صقر وناظر نزول ولايف وحدها تلبس جاكيتها الاسود الطويل وعلى شعرها وشاحها الرمادي وتقدمت ولايف توقف عند الجلسه الخاليه تناظر الحطب اللي لا زال مشتعل وواقد
غمضت عيونها ولايف بثقل من كل اتجاهاتها هي مثقله ومليانه اسئله متربعه داخل صوت عقلها غير الأحاسيس اللي ينطقها قلبها ما تفهمها ولا تعرفها والتفتت من سمعت صوت خلفها وجمد وجهها من سحبها من ذراعها يمشي بسرعه وناظرته تنطق:صقر
مارد وهو يتلفّت ويخرج ويبتعد عن البيت وينزل للجبل ويعطي البيت ظهره وخلفه وهو ماسك ذراع ولايف
وناظرته ولايف متلثم بشماغه ولابس ثوبه الشتوي ويمشي قبلها ، سكتت تمشي معه ووقف من ابتعدوا يوقف صقر والتفت يناظر الجبل اللي موازي لهم من بعيد ووقفت بجانبه ولايف وتكتفت تناظر المكان
رفع ذراعه صقر يأشر:شفتي هالجبل ؟
رفعت عيونها ولايف والتفت صقر عليها يناظرها:هذا جبل يطيح منه رجّال واعي ومافيه شي ؟
لانت ملامح ولايف تستوعب انه مكان موت أبوه ولفت بعيونها على الجبل وعلوّه
ولايف:مات هنا ؟
صقر لف يناظر الجبل:كان يزور خالي فواز، كان يجيه دايم
سكتت ولايف ولف صقر عليها وناظر عيونها:انتي تصدقيني ؟
لفت عليه وهزت راسها:أصدقك ، محد يصدقك ؟
هز راسه بالنفي وهو يناظرها وناظرت عيونه ولايف ولثمته وصدت بعيونها وجلست على الارض محلها وجلس بجانبها صقر يناظر الجبل وساكنه ملامحه
نزلت عيونها ولايف تناظر العشب اللي جالسين عليه وقطعته بأصابعها وهي ساهيه وتناظره
والتفت صقر عليها يسمع الهدوء منها ونزل عيونها ليدها ورجع ناظرها:أوجعك اللي قاله أبوك ؟
رفعت عيونها ولايف وناظرته:ملحوظ ؟
مارد صقر يناظرها وصدت بعيونها ترفع كتفها:ما أفهم اذا كان اللي سويته بسيط بنظر الجميع بس هذا كان فوق طاقتي
سكتت ثواني تفكر وكمّلت:سويت كل شي ما يخليه يحتاج أحد ، شي معقول وأشياء غير معقوله بس اليوم وقف قدام نيّاف وبرّاك يعطيني قفاه ما يشوفني شي
لفت على صقر تسأله:هو كان يحتاج أربّي لي شارب عشان يشوفني ؟
سكت صقر وهو يناظرها وهزت راسها ولايف تسكت وتصد عنه واخذ نفس صقر:مابي أصير جحود أنا بعد
لفت عليه ولايف ونطق صقر بصدق شعوره وعينه عليها:ما سويتي لي شي بسيط
سكتت ولايف تناظره وكمّل صقر:بحياتي كلها ماشفت من أحد شي يشبه اللي تسوينه وتعطينه
صدت عنه ولايف ماترد ومسك ذراعها صقر يلفها عليه وناظرته ولايف ونطق صقر:كثر ما أشتهيت الأحلام في عيني رؤى وحقيقه ! كثر ما صار ودّي دايم اخذ بشورك ، ومثل ما عطيتي بتلقين ، ابشري باللي يضمّد لك جروحك بيدينه
سكتت ولايف وهي تناظر عيونه وكمّل صقر:ترا ما للوليف الا وليفه
ماردت عليه ما تفهم شعورها ولا تعرفه وصدت بعيونها وناظرها صقر ساكته صاده بعيونها
صقر:نحتاج بعضنا
لفت بعيونها ولايف تناظره ووقفت تنفض يدينها ومشت ونطق صقر يرفع صوته:ولايف
وقفت واخذت نفس ولفت عليه وناظرته
صقر:أنا اللي طلعت لك بنهار الربوع
سكتت تستوعب ووقف صقر ومشى لها:طاح المطر ، لدّي عنه
سكنت ملامحها لانه يذكرها وماتعرف من متى يذكرها وعقدت حجاجها:متى عرفت ؟
صقر:من قبل تدخلين بيتي ، أعرفك
ولايف:وين كنت رايح ؟ تهرب من من ؟
صقر:ما هربت ، كنت أقتل لي ذيب وأحرق لغازي شي يحبه
سكتت ولايف تناظره وناظرها صقر ينتظر منها الكلام يشوف انها ماهي بخير أبد وتراكمت عليها الجهات تضيّق عليها فساحتها
ولايف:رديتني عن السيارات وقتها وإنت ما تعرفني
صقر:والحين أعرفك ، وش تتوقعين أسوي لو يجيك مضرّه ؟
ماردت عليه تناظر عيونه ونطق صقر يعنيها:بخلّي حامي الدم يوصل للركب
سكنت تسمعه يتكلم بأريحيه ما تكلم مثلها من قبل ، تعرف انه يقيس حزنها ولوعة شوقها لأمها وإبتعاد روح أبوها عن روحها ، يعرف وحدتها وكتمانها وشجاعتها وحدها
ناظر عيونها ونطق يمدّ كفه:تعالي نصير أصحاب وولايف
نزلت عيونها لكفه ورجعت ناظرت عينه ورمش عينه وصدقه وكلامه عنها وأفعاله لها وحاجتها له
تقدمت له بهدوء ترفع ذراعينها وتحضنه ، وظل ماد كفه ما يستوعبها ورفع كفوفه الثنتين واستقرت على خصرها يحتضنها هو كذلك تزاحم دمّه داخله ،
حضن ألذ من بارد الماء في نهار رمضان ، ما تفززت من حضنه وقربه ما انتفض غصنها يوم اقترب حمامه كنّ قلبه في حياة أخرى عرف قلبها ، يعرف وش هو المطر ويعرف صخب السحاب لكن اليوم ذاق وبل المطر يلمسه بين يدينه ، شعور سولفت فيه رمال هالمكان الصامته ، يمرّ على قلوبهم فصل الخريف كل السنّه لكن من بدّ كل أيام السنه ، هذا الربوع الربيعي ، وش نفع الشموس الطالعات وشمس نهارهم أشرقت الان ، تحس بخفة إحساس وتحس بإتساعِ رغم ثقل الأرض تشعر بها خفيفه، هبّت أنسام التفاصيل والأوجاع تذكار لكن تزامناً مع النسايم فزّزت سرب الحنين وطيّرت سرب الهجير ، الإحساس الأول ونقطة الحنان الأوّلي وإستسلامهم من زاد الحرب يسقط الراء  إجباراً ، لحظة لمعان النجوم بفضاهم وريبة الشعور ودافي العناق والكفوف اللي تخيّط النور في ليالي الظلام ، زوال جفاف الصدود بإرتواء التلاقي ، حريّه تشبه ' أعطني حريّتي أطلق وثاقي عن وحدتي ' ، خيط التردد بين الشك والإتفاق ينقطع وتنسج بدلاً منه خيوط الحرير لليالي البؤس ، حضن مثل سحابٍ يحتضن برق ورعود
ابتعدت عنه تزيح بأنظارها مباشره ماتبي تغرق أكثر تترك له المكان والهواجس وحده ، رفع عيونه عليها يناظرها رايحه من عنده وظل مكانه يتأمل غيابها عن عيونه
-
( لا تنسون النجمه ⭐️)

يوم عادك تكره السبت وتحب الربوعWhere stories live. Discover now