الجزء العاشر

17.8K 909 159
                                    

تناظر الشرطه اللي بالبيت وتفرك يدينها الثنتين بتوتر تسمع عبدالله اللي يتكلم:أنا كنت خارج البيت ما سمعت ولاشفت شي وهالرجّال ما أعرفه ، أنا قريب رجعت للسعوديه وينتي تزوجت بغيابي وما أعرف أهل زوجها
ناظرهم الشرطي وهز راسه ونطق برّاك:هذا اللي حصل تغافلنا وطلع للسطح ولا كنا نعرف انه بيستخدم البندقيه وأنا الوحيد اللي اعرف عن وضعه الصحي وعرفت قريب من زوجته وله تقارير طبيه بالمستشفى
الشرطي:والبندقيه لمن ؟
نطقت ولايف:لزوجي
ناظرها صقر والتفت الشرطي ونطقت ولايف:ومرخصه ولها رخصة استخدام بس معلقه بالسطح لان زوجي هذا حاله يعني
لف الشرطي على صقر يناظره ورجع لف لبرّاك:بيشوفون الحاله فوق وأنا مضطر اكمل افادتكم في القسم
لفت صمود على برّاك وولايف وصقر ورجعت ناظرت العسكري ونطقت ولايف:ما أقدر اترك زوجي وحده اذا ما تحتاجون افادة الخدامه بتظل معه
لف العسكري على عايده وناظرها:عندك شي بتضيفينه على كلامك ؟
عايده:لا والله أنا قلت اللي حصل كنت مع أبو صمود
هز راسه العسكري:على العموم الخدامه والعمّ ما نحتاج افاده منهم
جلس عبدالله يناظرهم ومشى يخرج العسكري وبلعت ريقها ولايف تلف على صقر اللي يناظرها بعيونه ووقفت تلف لصمود وبرّاك وخرجوا من عند صقر يتركونه وسط العسكر والشرطه
اخذت نفس ولايف من خرجت والتفت برّاك:بوصل خبر لغازي يقول لأنفال
صمود:معك ملفه متأكد ؟
هز راسه برّاك:اي بالبيت مع أنفال
ولايف مشت لسيارة برّاك وركبت بالخلف وصمود بالأمام ومسكت راسها صمود:وش صار ووش عشنا
برّاك نطق وهو يسوق:بسيطه ان شاء الله ومرّت
لفت صمود بذهول عليه:انت مستوعب اللي حصل ؟ في بيتنا شخص انتحر واطلق على نفسه صاحي انت ؟
برّاك:صاحي وشغلي مخليني أتحمل هالأمور
صمود:ماهو شغلك قلبك الصخر هذا اللي مهوّنه ، هذا زوج بنت أخوك تعرفه وعايشته
برّاك لف على صمود:ذا اللي تقولين عنه زوج بنت أخوي غدر بأخوي طلال بسبب ما نعرفه
اخذت نفس ولايف:وش سويت بالمستشفى ؟
برّاك:رشيت واحد هناك يشتغل وعطل الكاميرات
ولايف:وسيارته وش بتسوي فيها ؟
برّاك:ما سويت فيها شي نفس افادتي بقول اني اخذته من المستشفى قابلته وقال بيسلم على صقر وحصل اللي حصل
ولايف غمضت عيونها بتعب ولفت صمود على ولايف:غلطه وحده سويتيها كلفتنا هذا كله
ولايف لفت على صمود:كفو صمود حطي كل شي براسي ، عامليني نفس ما يعاملني أبوي هذا اللي ينقصني
برّاك لف لصمود:لا تحمّلين أحد غلطة اللي حصل
صمود:مو هي اللي دخلتنا حياتكم ؟ وشفنا الجنون والمصايب اللي انتم فيه ، زوج بنت أخوك رامي أخوك من الجبل ويطلع مختل عقلي ومحد ملاحظ واخر شي ينتحر ببيت زوج اختي والشخص اللي برتبط فيه مغطي على الموضوع وحافر لحبل كنتم مربطينه فيه وسـ
ضغط بريك بقوه برّاك ومسكت الصدام بسرعه صمود بخوف ولفت عليه ولف عليها برّاك ورفع صوته:خلاص
غمضت عيونها ولايف بهدوء تناظر الطريق وبلعت ريقها صمود تناظر برّاك والضغط اللي يعيشه وحدة نظراته لها وصدت للامام تسكت
وحرك سيارته برّاك ياخذ نفس ويهدي نفسه ويستغفر داخله
'
ظل على كرسيه صقر يسمع اصوات العسكر فوق ولف بعيونه من جلس بجانبه عبدالله ولف عليه عبدالله ونطق:ليه كنت رابطه فوق ؟ من هو ذا ؟
عقد حجاجه صقر ولف ما يلاقي احد ونطق:من علمك ؟
عبدالله رفع عيونه بتوتر ورجع ناظر صقر:أنا فكّيت حباله
جمد وجه صقر تدور فيه الدنيا وكمّل عبدالله:لقيته فوق ولا عرفت سالفته لكن خفت تكون ولايف ورطت نفسها بمشاكل
تقدم صقر بجنون يناظر عبدالله وكمل عبدالله يهمس بقلق وخوف ورعب:قلت بساعدك وقال فكني ، فكّيته وشال البندقيه من فوق راسه من الجدار وطاح قلبي وخرجت وسمعت الطلقه من وراي
صقر مسك راسه بقوه واخذ نفس عبدالله:والحين اخذت ذنبه ، ما اعرفه ولا يعرفني وش خلاني اجيه
صقر لف عليه بصدمه:وش خلاك تجيه ؟ اي صدق وش خلاك تجيه ؟ ليه ليه ليه ؟
عبدالله تقدم يهمس بحده:وش تبون فيه ؟ ليه مربطينه ؟ وش بغيتم به ؟
صقر:بغيت اخذ حق ابوي منه ، هذا اللي ساعدته غدر بابوي
سكت عبدالله بذهول ورجع بجسمه صقر وغمض عيونه بقوه يسمع صوت الشرطه نازلين
شد على قبضة يده صقر يناظر الفراغ ولف عبدالله يمسك راسه بتعب من اللي عاشه وشافه وسمعه
'
لف غازي يناظر برّاك اللي دخل ومعه نيّاف يدفع صقر وتقدم برّاك يصافح أهل مراد وناظر غازي اللي يناظره ومشى يجلس بجانبه وتقدم نيّاف يجلس بجانب صقر وبرّاك
لف غازي على برّاك وهمس:ما مشت علي يابرّاك
رفع عيونه برّاك على أهل مراد:أهله يعرفون انه يراجع دكتور نفسي وعقله ضارب ، وش اللي ما تصدقه ؟
غازي:وش وداه بيت صقر ؟
رفع عيونه صقر عليهم يناظرهم ونطق برّاك:بتحقق معي إنت بعد ؟
غازي:إنت قابلته واخذته بسيارتك لبيت صقر وتغافلك يطلع السطح يطلق على نفسه ؟ تضحك على عشر عساكر بس ما تضحك عليّ
برّاك:نوّجب بالعزاء ولا خرجنا تفاهمنا
سكت غازي ولف على نيّاف يناظره بحده وناظره صقر وصد بعيونه يناظر اخوان مراد ورفع عيونه على شخص بينهم يناظره ولا فهم شي من نظراته
اخذ جواله نيّاف ورد بهدوء:هلا يمه
نوف:تجي تاخذنا ؟ أبوك تركناه وحده
نيّاف:طيب
قفل جواله ولف لبرّاك:بمرّ أمي من العزاء نرجع
برّاك:ليه ما جاء أبوك ؟
نيّاف:بيجي اليوم الثاني
برّاك:خلاص توكل صقر معي
لف نيّاف على صقر ومشى يوقف ويتركهم ويخرج وركب سيارته ينتظر خروج أمه وريم ولف يشوفها طالعه وتقدمت نوف تركب بالأمام وريم بالخلف وحرك نيّاف مباشره
ونطقت نوف بحزن:ياربي انك تغفر له وتصبر قلوب أهله عليه
نيّاف:امين والله أبوه وأخوانه وجيههم سوداء ، يقولون نعرف انه تعبان بس ما توقعنا توصل فيه ينتحر
ريم:تكفون لا تفتحون الموضوع كل شوي جسمي يقشعر من الموضوع ومنظر أنفال يقطع القلب
لف نيّاف على أمه:تبكي عليه ؟
نوف:كيف ما تبكي زوجها ، هي أكثر وحده منهاره بينهم أصلاً
تنهد نيّاف يلف للأمام ونطقت نوف:انصدمت انصدمت كيف ماتعرف انه مريض وفجأه ينتحر ، والله مصيبه مصيبه ياربي تكفينا شرّ المصايب
نيّاف:امين يارب
سكتت نوف تناظر الطريق ولف نيّاف يفكر بقلق من مضوع غازي يعرف انه بيخرج شي من تنبيش غازي وماكان وده يترك برّاك وحده لكن أضطر
'
خرجت ولايف مع صمود وناظرت سيارة برّاك ومشت لها ونطق من خلفها غازي يناديها
التفتت صمود عليهم ووقفت ولايف وناظرت غازي اللي تقدم لها
مشت صمود للسياره تركب بالخلف وناظرهم صقر من محله يشوف وقوفهم أمامه
ولايف:عسى خير
غازي:وش سالفته ذا ؟ وش جابه عندكم ؟
ولايف ناظرته ثواني واخذت نفس بتعب:بنعيد التحقيق لك من جديد ؟
غازي:أعرف إن برّاك مسوي ذا كله ووراه بلاء
ولايف:طيب اسأل برّاك ، طلعني من مصايبكم
مشت ولايف للسياره وركبت خلف صقر ونطق برّاك:وش يبي ؟
ولايف:يحقق
حرك برّاك مبتعد ولف لصقر:بفهم موضوع طلال من أهله بس ينتهي العزاء بشوف لو كان بينهم شي
صقر:وأنا أتفاهم مع غازي
برّاك نطق بتعب منه:ياصقر اعقل اعقل ياخي ، لا تسوي شي بدون علمي لين تطخ سالفة مراد ذي انت بتقعد بكرسيك معاق ماهو لصالحك ، كل اللي صار بسبب طيشك وتسرعك
صقر لف عليه:وشو يموت براحه كذا وهو قاتل أبوي ؟
برّاك:الحق ما يموت بينعرف كل شي بس اصبر ولا تسوي شي تندم عليه
سكت صقر يناظر الطريق ولفت صمود على ولايف:بتروحين ثاني يوم ؟
هزت راسها بالنفي ولايف وصدت صمود بتعب ودخل برّاك البيت ووقف السياره وفتح الباب صقر ينزل ولف يناظر ولايف وصدت بعيونها عنه تمشي قبله وناظرها تدخل
والتفت يشوف برّاك اللي ينتظر صمود ومشى يتركهم ويدخل
تقدمت ولايف بتعب وناطرت عايده:أبوي وين ؟
عايده:تعشى ودخل ينام
هزت راسها ومشت تطلع ولفت عايده على صقر:وش صار ؟
صقر:ولاشي
سكتت عايده ومشى صقر يتبع ولايف ودخلت الغرفه تترك الباب ودخل خلفها صقر وفصخت عبايتها وطرحتها وفتح الدولاب صقر يطلع ملابسه وقفل الدولاب وصقع الدولاب بقوه وفزت ولايف وانتبه عليها يناظرها تسكن ملامحها
ومسكت قلبها ولايف وبلعت ريقها تهمس:بسم الله
جلست على الكرسي بتعب ومسكت راسها هي ما ذاقت النوم ولا غفت عينها وبدت تدخل بمرحله فوق طاقتها وقدرتها
تقدم صقر لها ومسك كتوفها وهو واقف خلفها ورفعت عيونها ولايف عليه ونطق صقر:ليه تفززين ؟
ولايف رفعت كتفها:يمكن لأنه انتحر واحد ببيتنا !
سكت صقر يناظرها واخذت نفس توقف ونطق صقر:تحمليني اللي حصل ؟
غمضت عيونها بتعب ولفت عليه:تعبت صقر
ناظرها يسكت وناظرت عيونه بتعب:تعبت والله ، من يوم دخلت حياتي وأنا شقيانه تعبانه ومن مصيبه في مصيبه
سكت وعينه عليها وتقدمت له ولايف ورفعت كفوفها بتعب تشرح له:قربك مني ورّاني الويل ، كل شي صعب وكل شي متعب وكل شي يفوق طاقتي قاعده أعيشه معك
رفعت عيونها على عيونه تتأمل سكوته ونظراته وميلت راسها تعقد حجاجها بضيق:أبي أرتاح
هز راسه صقر:منّي ؟
تنهدت تصد:من هذي العيشه
صقر:يعني منّي
لفت عليه تناظره وسكت صقر ونطقت بهدوء:إنت ما تعبت ؟
صقر:تعبت من دنيتي من ضعفي ومن ظلمي ومن حياتي الا منك ما تعبت
سكتت تناظره وهز راسه صقر:تشوفين الفرق بيني وبينك ؟
ولايف:الفرق بيننا كبير
صقر هز راسه بحرقه:صح انتي عطيتيني أكثر من ما عطيتك ، وساعدتيني أكثر من مساعدتي لك وحرمتك من شوفة أمك ودخلتك مركز الشرطه وجبت واحد ينتحر ببيتك وعندك وهبلت فيك وفي حياتك ، وش وراي أنا ؟ ما وراي الا التعب
سكتت وعينها عليه ولف صقر بعيونه عليها يناظرها يعاتبها وناظرت عينه تفهمه ونطق صقر:بلوتي إني صـ
قاطعته تتقدم له:لا تكمل ولا تقول شي
سكت وناظرته بربكه ورفعت كفها على ثغره تغلقه:لا تقول شي ، اتركنا بهالنقطه لا نغوص أكثر
ناظر عيونها وابتعدت بكفها عنه ورفعت عيونها لعيونه تخافه ، تخاف الهوى جنبه ومعاه تخاف سهر لياليه وشقاه ، تخاف ضحكته ودمعته وقربه ولمسته ، هي وهي بعيده عنه ما نجت كيف لو كانت قريبه ، وتشوفه ، تشوف بعينه لهفته ومطلبه بقربها ورغبته
ناظرها صقر يتأمل مشوارها اللي تعب ما يوصله كل شي يطوله بهالدنيا الا هي ما طالها وفاقد كل الأمل انه يطولها
حطت كفها على صدره وهي تناظر عيونه وتحرقها عينها تحرقها من دموعها المحبوسه ومن سهرها ومن تعبها بس ماتقدر على الصدّه ، منه بالذات ما تقدر
بلعت ريقها ومشت تتركه وتدخل للحمام وغمض عيونه صقر بتعب وانسدح على السرير بعشوائيه وغمض عيونه هلكان من كل اللي يحصل معه دفعه وحده تنرسم صورة أبوه ومراد بباله ويتخيل كيف كان مشهد خوف أبوه وترجيه لمراد ووحدته وكيف قدر مراد وحده يغدر فيه
خرجت ولايف وناظرته منسدح بثوبه وتقدمت بهدوء للسرير تناظره مغمض عيونه وفتحت اللحاف من الجهه الأخرى ترجف كفوفها من تعبها وخوفها وانسدحت تلتفت وتناظر صقر اللي غافيه عينه وتقدمت له تقترب ، تخاف وصدرها خالي يعصف به البرد
غمضت عيونها تحط راسها بجانب راسه وتضم جسدها لنفسها وفتح عيونه صقر يناظرها تحتمي فيه وبجانبه ورفع ذراعه عليها يقربها منه واقتربت تحط براسها على كتفه وتتشبث بثوبه وتغمض عيونها بقوه وحاوطها بذراعينه الاثنين يشدّها له وحط براسه على راسها وهو يناطر الفراغ ، محروق دمّه وحامي على اللي حصل واللي يعيشه ، ومقهور فوق قهره لان مراد مافاده لا حي ولا ميت وزاده همّ فوق همّه وتأثر ولايف باللي حصل يحرقه ، ملامتها وحزنها وتعبها وهي بجانبه يأذيه ، رغم انهم بعزّ المصايب ما يلاقون الا بعض وما يشوفون الا بعض
'
وقفت صمود وناظرت برّاك تستغربه ونطق يناظرها:كأني أنا اللي قتلته بهالنظرات
صمود:مو صدق ؟
برّاك:لا
صمود تقدمت له بجنون:من دفن الحبل بهالحوش ؟
برّاك:صمود هو قتل نفسه هذا اللي حصل لكن لو لقوا الحبل بيدخل صقر في سين وجيم وقصه طويله وتحقيق طويل ويمكن يلبس التهمه
صمود هزت راسها بتعب:أنا كيف بنام وكيف برتاح الليله ؟
برّاك:تخافين ؟
ناظرته صمود ومشت تتركه ومشى خلفها برّاك:أنا بالصاله اذا بغيتي شي علميني
لفت عليه عند الباب تناظره:أي صاله ؟
برّاك رفع عيونه للبيت ونطقت صمود:ليه تقعد هنا ؟
برّاك:لأنك تخافين وأنا حرام عليّ أروح وأخليك خايفه
سكتت تناظره وصدت بعيونها تدخل البيت وتقدم برّاك بتعب يفصخ شماغه ويدخل الصاله وجلس ومسك راسه وعيونه يمسحهم ورفع عيونه من دخلت وبيدها بطانيه ومخده وناظرها برّاك من رمتها عليه واخذها ومشت تخرج ونطق:وإنتي من أهله
ماردت عليه وصد برّاك يحط المخده على الكنبه وينسدح
طلت بعيونها صمود من بعيد تراقبه منسدح وظلت محلها تتأمل تعبه وغفوته على الكنبه عشانها ، ما كان عندها إثبات ودليل على صدق برّاك الا اليوم ، شافته بعيونها لأول مره يسوي شي عشانها ولها رغم بساطته وعفويته الا انها شعرت بإنها تعني له ويغليها ويقدرّها
بس الفرق اللي تشوفه بينهم يخوّفها ، حياته وشغله وعلاقاته الإجتماعيه فلوسه وغناه وعمره ، كل شي يخليها تفكر وتخاف تخطي له خطوه
'
خرج عبدالله وهو يسبّح بتمتمه مسموعه وتقدم للصاله وعقد حجاجه يشوف اللي منسدح ونايم وتقدم ونطق:برّاك
مارد عليه برّاك نايم بعمق ودخلت عايده ولف عليها عبدالله:وش منومه هنا ؟
عايده:مدري والله
عبدالله:برّاك ، برّاك وأنا أبوك
فتح عينه يقوم بسرعه يستوعب وناظره عبدالله:وش نومك هنا ؟ ليه ما انت في بيتك ؟
مسح وجهه برّاك بتعب وعقد حجاجه من نومته السيئه:غفيت
عايده:بسوي الفطور الحين
وقف برّاك ومشى يتركهم يدخل للحمام وتقدم عبدالله يجلس وناظر عايده:وين ولايف وصمود ؟
عايده:محد قام للحين
عبدالله:وش منومهم للحين
دخل برّاك وناظر عبدالله:كيف صبحك ياعمي ؟ كيف صحتك ؟
عبدالله هز راسه:بخير يالله لك الحمد ، انتم ابطيتم أمس ؟
برّاك:لا والله
عبدالله:ليه محد قام ؟
لفت عايده على صمود اللي دخلت:هاه هذي صمود
ناظرتهم صمود وهمست:سلام
عبدالله:رقد هنا برّاك دريتي عنه ؟
لفت صمود على برّاك ونطق برّاك:تعرف تعرف هي عطتني المخده
عبدالله هز راسه وابتسم بخفوت:زين زين
عايده:اجيب الفطور ؟
صمود:ننتظر ولايف
عبدالله:لا ما ننتظر أحد ، برّاك يبي يفطر
رفعت حاجبها صمود وابتسم برّاك ولف عبدالله لعايده:نفطر نفطر ما ننتظرهم
هزت راسها عايده ومشت للمطبخ ونطق عبدالله بقلق:أقول برّاك الحين ذا اللي مات الله يرحمه تعرفونه زين ؟
برّاك:كيف ما نعرفه ؟ متزوج بنت أخوي
عبدالله:أقصد لكم نسب بينهم تتعطل أموركم والا ؟
لفت صمود بذهول تفهم نيّة عبدالله بالكلام وابتسم برّاك:تتعطل أمورنا ؟ اذا تقصد كتب الكتاب ما احنا مأجلين قدامنا اسبوعين
ابتسم عبدالله براحه ونطقت صمود:أبوي الرجّال مات بهالبيت ترا
عبدالله:الله يرحمه بس مانعرفه
صمود:واذا ما نعرفه نروح نسوي عرس ؟
برّاك:ماهو عرس كتب كتاب
صمود لفت عليه:تفس الشي
برّاك:لا مو نفسه انتي تبينه نفسه ؟
سكتت صمود وكمّل برّاك:ما بنعزم ونكثّر بيكون شي بسيط حشمة أهله بس
عبدالله:بارك الله فيك
ابتسم برّاك وناظرته صمود وصدت بعيونها
حطت الفطور عايده تجلس معهم ويفطرون مع بعضهم تحت نظرات صمود لعبدالله اللي يقرب كل شي لبرّاك
ونطقت عايده:صقر ماقام للحين مو عادته
سكتوا يناظرون بعضهم وميلت شفايفها عايده بإستغراب وانتهوا من فطورهم وشالته عايده ولف عبدالله على صمود:اختك ابطت صاحيه ؟
صمود:لا دخلت قبلنا تنام
عبدالله:وش هالنوم عندهم ؟
لفت صمود تلين ملامحها تناظر برّاك ورفع حجاجه برّاك بإستغراب ووقف عبدالله يخرج يغسّل ونطق برّاك وهو يشرب شاهي:الحين وش وضع ولايف مع صقر ؟
صمود:وش وضعهم ؟
برّاك تقدم يخفض صوته:يعني من متى تعرف انه ماهو معاق ؟
صمود:من قبل ما نجي أنا وأبوي
برّاك سكت ثواني يميّل فمه يفكر:طيب وش الوضع ؟
صمود تأففت:وضع وشو مافهمت
برّاك:يعني وضعهم ، وشو عايشين على نيّة وشو؟
سكتت صمود تفكر وكمّل برّاك:وضعهم زواج يعني حقيقي والا سـ
لفت عليه بسرعه صمود:لا طبعاً
برّاك:شدراك ؟
صمود:ولايف قاعده عشان وضع الورث وما الورث بس
برّاك رجع ظهره للخلف يستنكر كلامها:هي قالت لك ؟
صمود:معروف بدون ما تقول ، ومستحيل تقعد زواج حقيقي معه
برّاك:شدراك نايمه عندهم ؟
سكتت صمود يتلوّن وجهها من ابتسم برّاك بضحكه وبلعت ريقها تصد بقلق ودخل عبدالله:النوم اذا طال ماهو زين ، اختك ما تبطل هالنوم
لفت صمود تناظر برّاك اللي يشرب شاهي ومبتسم ولفت تناظر الساعه في الجدار
انقضت ساعه ونص وهي قلقانه محلّها تنتظر ولايف أو حتى صقر بس محد منهم قام
لفت بعيونها على برّاك من وقف:أنا استأذن
عبدالله:ليه اقعد تغدا معنا
برّاك:عندي شغل وبمرّ غازي وأتفقد أنفال واروح العزاء
عبدالله:اي الله يوجه لك أجل
مشى برّاك يخرج واخذت نفس صمود تلف تناظر الساعه واخذت جوالها ترسل على ولايف لكن يجيها صح واحد
توترت محلّها ما تتخيل وتستوعب صقر وولايف والوضع بينهم اللي ما توقعت بيوم بتفكر هالتفكير
'
غارقه في نومها ما تشعر بشي الا راحه ما تتمنى تتركها ، ونوم عميق كانت محرومه منه وسط حضن صقر اللي يحتضنها بذراع وذراعه الاخرى مرتاحه على السرير بعشوائيه توصف إندماجه بالنوم
فتح عيونه ورجع يغمضها وده يستكمل نومه لكنه فتح عيونه من جديد يستوعب يومه
ونزل راسه يناظر ولايف بحضنه وعقد حجاجه يتذكر ليلتهم أمس وضعفها وحاجتها له ولقربه ، اخذ نفس بنعاس والتفت على نور الشمس اللي يخترق الستاير ورفع ذراعه الاخرى لجواله واخذه يفتحه ويشوف الساعه ١١:٣٧ ص - الأربعاء
ضيق شفايفه يستوعب الوقت اللي قضاه نايم ولف على ولايف اللي لا زالت نايمه ورجع راسه من جديد وعينه عليها ورفع كفه على كفها اللي باسطتها على صدره واخذها يبوس أصابعها ورجع ناظرها نايمه ولانت ملامحه يتأملها يشعر بحجمها اللي تضخّم داخله ، أملت سماه ببروقها ورعودها وأنهمرت عليه طيحة مطر ، يوم كان الكل سالي ومكتوف اليدين كانت هي أبشر وش اللي قاصرك ‏، وين ما يودي قدمه شرق والا غرب ما يشوف الا الدروب اللي تودي لها ، يحاول يعاند عتمة أيامها معه ويلوّنها لأجلها لكن كل شي يعيشه رمادي ، يعرف إن عيونه تسهر يوم السبت وتنام الربوع لأن الربوع يجيه بكثرة راحه وشراحه ويعرف إن الربوع يفرق عنده أكثر مما يفرق عندها
شال ذراعه من تحت راسها بهدوء يتركها تكمّل نومها وابتعد عنها يجلس وعينه عليها وطق رقبته بتعب وقام من السرير يمشي للحمام ، تروش وغسل أسنانه يخرج وياخذ له ملابس بهدوء ما يبي يزعجها ولبس ينشف شعره وعينه عليها وحط منشفته على الكرسي وتقدم لها يشوفها نايمه بمنتصف السرير وتقدم لها يناظرها وعينه عليها وانحنى يميّل راسه لعنقها يقبّلها بخفه وابتعد يناظرها من قريب ونزل عيونه لثغرها وقام من عندها ومشى يخرج من الغرفه ونزل يتنحنح
وجلست بإعتدال صمود تلف عبايتها زين وناظرته يدخل وسلّم ورفع عينه عبدالله:وش هالنوم ؟
جلس صقر ومسك راسه يهز راسه:تعبان
عبدالله:وولايف وين ؟
صقر:نايمه
اخذت نفس صمود:بشوفها
صقر لف عليها بسرعه:لا تروحين لها تصحينها ، اتركيها تنام
عبدالله:لين الظهر من امس ؟ لا صلاه ولا اكل ولا تدري عن شي
صقر:ماعليه ترتاح وتنام
تكتفت صمود ترجع تجلس ودخلت عايده وناظرت صقر:وش هالنوم ؟
صقر مارد وفرك عيونه وجلست بجانبه عايده:ماقد سويتها ونمت كل هذا الوقت حتى وإنت تعبان
صقر لف على عايده:طيب ماني تعبان ، مرتاح عشان كذا نمت
ناظرته صمود تلين ملامحها ووقفت تخرج وتتركهم ونطق عبدالله:ليه مرتاح ؟
صقر لف:عساها دوم مو أحسن !
عبدالله:لا عرفت السبب دعيت تدوم
صقر رجع ظهره لورا:من ربي
سكت عبدالله ولف صقر على عايده:أبي اكل
هزت راسها عايده ومشت تخرج تاركته واخذ جواله صقر يدور رقم برّاك وارسل له:لا لقيت وقت كلمني
رجع يحط جواله بجانبه وصد يناظر البلكونه من مكانه
'
دخلت صمود الغرفه وتقدمت تفتح الستاير كلها وعقدت حجاجها ولايف ولفت صمود تشوفها متلحفه وتقدمت بقلق وفتحت اللحاف وفتحت عيونها ولايف:بسم الله الرحمن الرحيم
صمود جلست وناظرتها:شفيك نايمه للحين؟
ولايف جلست بخوف وناظرتها:وش صار ؟
صمود:صرنا الظهر انتي ميته والا حيّه
ولايف اخذت نفس ترجع ظهرها بتعب:وكذا تصحيني ؟ زين مني نمت لي فتره ما أنام
صمود:شكيت فيكم
ولايف ناظرتها:شكيتي في من ؟
صمود:فيك انتي وصقر
ولايف:لا مو ميتين بخير
صمود:شكيت انكم عايشين بس عايشين شي ثاني
عقدت حجاجها ولايف:وش تخربطين انتي
صمود:برّاك طيّر عقلي ولعب براسي ما ادري فجأه تخيلت لو صقر اخذ اللي يبيه منك وانتي صدقتيه عطيتيه
ولايف ناظرتها تستغربها وكمّلت صمود:يضحك عليك ويقول متزوجين وهذا الطبيعي ويلعب براسك وتطيعينه
رفعت حجاجها ولايف:وفتحتي اللحاف تتأكدين ؟
صمود:أقولك برّاك طيّر عقلي والا أعرف ما تصير
سكتت ولايف تراقب صمود واخذت نفس صمود:أعرف ما تسمحين له
ولايف:وليه ما أسمح له ؟
صمود لفت بذهول:مكذب عليك بحياته ودخلتي حياته بخدعه وانلعب فيك وانغدر فيك وتقولين ليه ؟
ولايف:هذا انتي بتتزوجين عمّه اللي غدر فيني بعد
صمود:لا تقارنين مافي تشابه
ولايف:ليه ؟ مو برّاك عرف من بدري ان سلوى مكذبه عليك وخلاك تسافرين ؟
صمود ناظرتها وسكتت وكمّلت ولايف:والا اذا تزوجتيه بتقعدين تتقهوين معه ! حتى انتي بتتزوجينه زواج طبيعي
صمود بلعت ريقها تناظر ولايف ما توقعت الحوار بينقلب عليها أو ولايف تزيدها قلق فوق قلقها
ولايف:هالموضوع بالذات لا تدخلين فيه ويخصني وحدي والحين اطلعي برجع أنام نومة الكهف
رجعت تنسدح ولايف وتغمض عيونها ومشت صمود تخرج تاركتها واخذت نفس ولايف تفتح عيونها وتناظر الفراغ ، هي تستوعب انها كل يوم عن يوم تقترب أكثر من صقر وبكل مره يكونون ضعاف يصير بينهم هالقرب وتشعر بإنها صارت ترتاح معه وبجانبه وبقربه وهذا يربكها ويوترها وما تفهمه وتستوعبه
فتحت اللحاف تتأفف ورفعت شعرها تقوم من السرير وتغسل وتغير ملابسها وتخرج من الغرفه
نزلت تحت وتقدمت وناظرت صقر اللي يفطر ورفع عيونه عليها وصدت بعيونها وناظرت عبدالله:كيف حالك أبوي ؟
هز راسه بدون رد وجلست ولايف ولف عليها صقر:تعالي افطري معي
ردت عليه بدون تناظره:بالعافيه
ناظرها يتأمل صدودها وهو ياكل ولف عبدالله عليها:برّاك معزّم على موعده
ولايف عقدت حجاجها ولفت لصمود:وانتي تعرفين ؟
صمود هزت راسها ورفعت حجاجها ولايف:كان قلتي لي يوم صحيتيني من نومي بدال اللي قلتيه كان أحسن
صقر رفع عيونه:هي صحتك ؟
لفت ولايف عليه وهزت راسها ونطق يناطر الاكل:قلت لا تصحينها
صمود:طولت نايمه قلقت عليها
لفت ولايف تناظرها وتنهدت تصد ونطق عبدالله بهدوء وقلق داخله يناظرهم:من وين بتستعدون ؟ المهر ما اخذناه من بـ
قاطعته ولايف تنحنح وسكت عبدالله ينتبه لصقر اللي ناظرهم ورجع ظهره صقر وناظر عبدالله:عمّي بـ
ولايف لفت عليه بحذر:لا تدخل
صقر ناظرها يعرف انها بتعاند وتقدم:نذر عليّ إنك انتي وأختك ما يقصركم شي ، وبتجيك ولايف غصب تجيك
ولايف:لا تدخل بيننا مو بحاجة فلوس
عبدالله:ولايف تكلمي زين
صقر ناظرها بحده من عنادها:قلت نذرّ عليّ ما سمعتيني ! ماني رجّال أنا ؟
ولايف:مو بحاجتك
تأفف صقر بعصبيه:لا حول ولا قوة الا بالله
صمود:خلاص بتتهاوشون عشاني ! ما ابي شي ولا احتاج شي
ولايف:الا تحتاجين بس أنا بعطيك
صقر:من وين بتعطينها
ولايف:مالك شغل
صقر:اذا كنت معاق عندك ذاك الوقت قولي مالك شغل ، بتروحين تشتغلين يعني عشان الفين ريال لأختك
عبدالله:أنا أدبرها
ولايف:ولا إنت أبوي
صقر ضرب كفوفه ببعض من عنادها:ما تشوف رجال اقسم بالله ما تشوفنا شي
مسك شاربه وهو يناظرها بحده:هذا ماهو على رجّال ؟
ولايف:ريال منك ياصقر مو ماخذين انتهينا
صقر حط يده على الطاوله بقوه:ويمين ودين بالله إنك ماخذه مني
ناظرته ولايف بذهول وناظرها صقر بتحدي:وعندك شي اكسري كلمتي يا ولايف ، وهذا هو أبوك شاهد
لف على عبدالله:اشهد ياعمّي أنا رجّال وحلفت قدامها
عبدالله اخذ نفس:ما قصرت
ناظرته ولايف بحده وناظرها صقر ووقف ومشى يخرج ولفت ولايف على عبدالله:ليش تتكلم قدامه ؟ مو بحاجته
عبدالله:رجّالك بتقعدين تشحذين من الخلق وهو عندك ؟ ، هو يصرف عليك
ولايف:لا يصرف علي ولا على صمود
عبدالله:انتي بعنادك ذا بتجلطيني متى تعقلين وتفهمين وتسمعين ؟
سكتت ولايف وتكتفت بغضب ووقف عبدالله يستغفر ويخرج من عندها ولفت صمود على ولايف ونطقت بهدوء:شصاير ؟ صار يعتبرك أهل
لفت ولايف:فكينا صمود
صمود:طقم ذهب وفساتين والحين مصاريف
ولايف ماردت عليها وميلت شفايفها صمود تستغرب صقر
'
دخل غازي وناظر أميره اللي تحاول تعطي أنفال تاكل ورفعت عيونها أنفال على غازي بعيون أتعبها البكاء وبوجه يشكي خوفه ووجعه
لفت أميره على غازي:قول شي لبنتك ما أكلت شي
تقدم يجلس غازي ودخلت سلوى وناظرته ومشت تجلس معهم ونطقت أميره:أنفال ما ينفع والله ما ينفع يا أمي لازم تاكلين
أنفال بعدت ذراع أمها وناظرت غازي:كنت تعرف
غازي هز راسه:أعرف
أنفال تكلمت بحرقه:وخبيت عليّ
غازي:وخبيت عليك
أنفال:ليه ؟ ليه ما قلت لي انه تعبان ويحتاج عنايه نفسيه ليه ؟ كيف خليتني معاه وهو مريض تعبان كيف ؟
سلوى لفت على غازي بذهول:هو صدق تعبان غازي ؟
غازي:اي تعبان والا ماكان انتحر
بكت أنفال بخوف تناظر غازي:ماخفت عليّ ؟ ماخفت يضرني ؟
غازي:من اللي عرف ان عنده بلاء ؟ ماهو أنا ؟ وش سويت ؟ اخذته وحجزت له بالمستشفى وراقبت مواعيده ورحت وشفته وتفقدته ، تحسبين بتركه في بيتي وهو ماهو صاحي ؟
غطت فمها سلوى بذهول وخوف تناظرهم وتنهدت أميره تشوف أنفال اللي رجعت تبكي ونطق غازي:بس عشانك ماكان ودي تفارقينه وادري انك تعبانه من فراق ولدك
أميره مسحت على راس أنفال ونطقت:تكفين يا أمي
دخلت رجاوي وتقدمت لأنفال:قومي أنفال تعالي معي
غازي:قومي ارتاحي مع أختك قومي
وقفت أنفال تخرج مع رجاوي وناظرتها رجاوي بضيق وتنهدت
دخلت معها غرفة رجاوي ونطقت رجاوي:بتنامين هنا عندي وبنسولف مع بعض وما بخليك تبكين
أنفال:رجاوي محروقه داخلي محروق نار تاكلني عليه ومنه وماني مستوعبه ، من أبوي ومن اللي حصل ، ليه ليه معي أنا يصير كل هذا ؟ أنا باقي ما تخطيت موت ولدي كيف بتخطى هذا كله ؟
تنهدت رجاوي تمسح على ظهرها بقلق:طيب تعرفين ريم اتصلت عليّ بتطمن عليك وبتجي تشوفك بكلمها أشوفها ، يصير تجي ونقعد مع بعض
صدت أنفال وهي تبكي واخذت جوالها رجاوي تتصل على ريم
دق جوال ريم اللي على الارض ولف نيّاف اللي ياكل وناظره ونطق:جوالك ريم
ريم رفعت صوتها من المطبخ:مين ؟
اخذه نيّاف وقرأ اسم رجاوي وسكت ثواني ورد بدون صوت ونطقت رجاوي:هلا ريم ، دقيتي عليّ وماكنت عنده والله
نيّاف:ريم مشغوله
سكتت رجاوي بذهول من سمعت الصوت الرجولي ونطق نيّاف:كيف أختك ؟
لفت رجاوي على أنفال ونطقت:بخير ان شاء الله
نيّاف:اذا احتجتم شي كلمي ريم ، أنا ما بقصر
سكتت رجاوي ثواني تسمعه وهزت راسها:ان شاء الله
نيّاف وقف وخرج يمشي للمطبخ ومدّه لريم:بنت غازي
اخذته ريم بسرعه وردت:هلا رجاوي
وقف نيّاف وسند كتفه على الباب يناظرها ونطقت رجاوي:هلا ريم معليش ما كنت عند جوالي
ريم:لا عادي اعرف الوضع بس دقيت اتطمن على أنفال ، كيفها الحين بالعزاء ماكانت بخير
رجاوي:والله أحاول معاها بس اذا تقدرين تعالي انتي بعد
ريم لفت على نيّاف ونطقت بحيره:والله ما أعرف أشوف وارد لك خبر ان شاء الله
هزت راسها رجاوي وقفلت ريم وناظرت نيّاف بذهول:تبيني اروح لهم
نيّاف:وين ؟ بيت غازي ؟
ريم:اكيد
نيّاف:أبوي وأمي ماهم مخلينك صاحيه انتي
ريم ضاق صدرها وتقدمت لنيّاف:والله نيّاف محزنتني أنفال والله ماهي بخير ، البنت اغمى عليها بالعزاء وكل ما صحت بكت ما سكتت
تنهد نيّاف يعتدل بوقفته وكملت ريم:وأول مره رجاوي تطلبني
نيّاف:طيب اسمعي انا اخذك ونروح بدون ما يعرفون اهلي
ريم:وش نقول لهم ؟
نيّاف:ماعليك أصرفها
اخذت نفس ريم وهزت راسها ومشى يخرج نيّاف من عندها
'
لفت أميره على غازي:بنتك ماهي طيبه غازي ماهي طيبه
غازي تنهد بتعب ورجعت أميره تتكلم:غازي ماهي طيبه البنت طولت لين طابت من فقد ولدها والحين انتكست ، ما خلينا فيها عياده نفسيه عشان تطيب
غازي مارد وهو صاد وكملت أميره:أنا خايفه على بنتي
غازي لف عليها:وأنا مو خايف ؟ علميني مو خايف ؟ انا سكت للحيوان عشان بنتي لاني اعرف تبيه وتحبه وما بغيت اقول انه مريض وماهو صاحي وهي نفسيتها على ولدها تعبانه ، سكت وقلت بيطيب ويمكن هو بعد مرض بعد ولده بس هذا هو ذبح نفسه
سلوى تقدمت بخوف:غازي تعرف وش وداه بيت صقر ؟
غازي:لا ما اعرف وكلمت برّاك وصرفني بس بلاقيه وافهم كل شي
صدت سلوى بحيره وقلق تفكر ولف غازي من دخلت الخدامه:برّاك
لفت سلوى على غازي ووقف غازي ومشى يخرج ومشت سلوى تدخل الغرفه وتتغطى وتخرج تتبع غازي
دخلت المكتب تشوف برّاك اللي جلس ولف عليها:هلا أم صقر
غازي:وش تبين ؟
سلوى تقدمت تجلس:بعرف وش وداه عند صقر
تنهد برّاك ولف لغازي:تعرف شي غير مرضه ؟
غازي عقد حجاجه وتقدم:شي مثل وشو ؟
برّاك:شي بينه وبين طلال أخوي
لانت ملامح سلوى ولفت لغازي ونطق غازي بإستغراب:وش بيكون بينهم ؟
برّاك اخذ نفس ونطق:قال انه غدر بطلال ودفعه من الجبل قاصد
شهقت سلوى بصدمه وجمد وجه غازي:وش تقول انت
برّاك:قال بنفسه وخاف شكله ويوم قعد وحده قتل نفسه
غازي وقف بصدمه:وش تقول انت صاحي برّاك ؟ وش يعني هو ذابح طلال
برّاك وقف بحده وناظر غازي بقهر:تعرف هالشي من قبل والا لا غازي ؟
غازي رفع صوته بجنون:انهبلت ؟ اعرف انه ضار طلال ومخليه ببيتي مع بنتي ؟ تستهبل برّاك ؟
برّاك اخذ نفس يهدي نفسه ونطق غازي:انت متأكد ؟
برّاك هز راسه وكمّل غازي:كيف عرفت كيف شكيت ؟
برّاك:أنفال يوم جاتني علمتني انه مريض وملفه عندك ورحت دورت عليه واخذته بيت صقر غصب وكان متوتر وخايف بس تكلم ، خرجت من عنده واطلق على نفسه ببندقية طلال
مسك راسه غازي وجلس ورمشت سلوى تحاول تستوعب وهز راسه برّاك بقهر:كيف ما صدقنا صقر وقتها ؟
غازي:كيف أصدقه ؟ كيف ؟ قلت مات وقدر ربي بتوقع انه الكلب مراد ؟ علمني بتوقع ؟
برّاك:وأنا معك ما صدقت صقر ولا سمعته
مسكت صدرها سلوى تناظرهم بخوف وصدمه ورجع غازي يمسك راسه بعدم تصديق
واخذ نفس برّاك:قلت اللي عندي أنا رايح
سكت غازي ومشى برّاك يخرج وخرجت خلفه سلوى تقفل الباب:برّاك
لف عليها يوقف وتقدمت له بقلق:بغيت اقولك شي يخص مراد
عقد حجاجه برّاك ونطقت سلوى بخوف:طلال قبل يموت قالي عنه موضوع وحلّفني ما اقوله لأحد
تقدم برّاك بذهول:وشو الموضوع ؟
سلوى لفت حوالينها ورجعت ناظرته:قالي انه شافه يتحرش بولده الصغير
جمد وجه برّاك وغطت فمها سلوى:من ذاك اليوم ما قلته لأحد
برّاك ناظرها بصدمه:وش صار طيب ؟
سلوى:شافه مراد وتكلم معه طلال وقال بيوصل الكلام لغازي وان هذا تصرف يهود مو مسلم
لف وجهه برّاك وعض شفته ورمى شتيمه ونطقت سلوى:تكفى لا تقول شي لغازي مصيبه ذي
برّاك:الكلب حقد على طلال يعني ؟ عشان فعلته ذي ؟ احد يسوي شرّ بولده ؟
سلوى:تكفى برّاك أنا قلت لك لانه اول شي خطر ببالي يوم سمعت اللي حصل
برّاك هز راسه ومشى يخرج وهو معصب تاركها وطلع وهو عاقده حجاجه ووقف عند الباب من نطقت أميره:برّاك
لف عليها واخذ نفس:هلا أم أنفال
أميره:مع هالوضع والحوسه نسيت اسألك ، باقي موعد ملكتكم نفسه ؟
برّاك:ان شاء الله اذا الله كتب
هزت راسها أميره:الله يوفقكم
مشى يخرج برّاك وتقدم يفتح سيارته ويركب وحرك خارج وهو معصب ومصدوم
قابل بطريقه جمس نيّاف ولفت ريم:هذا مو خالي برّاك ؟
نيّاف:الله يستر لا يجيب طاري لأمي
ريم تنهدت ووقف نيّاف برا البيت ونزلت ريم ومشى معها يدخلون الحوش ونطق:ما بطول شوي وأجيك
هزت راسها ريم ودق الجرس نيّاف ينتظر وفتحت الباب رجاوي وناظرتهم وصد نيّاف وناظر ريم:اذا قربت بدق عليك تنزلين لي
رجاوي:حيّاك ريم
تقدمت ريم تدخل ومشى رايح نيّاف ونطقت رجاوي:نيّاف
لف عليها يوقف ونطقت رجاوي:شكراً انك جبتها
نيّاف:كيف أختك ؟
رجاوي:تعبانه مره نفس اللي صار لها مع ولدها رجع يصير لها الحين
صد نيّاف بعيونه ونطقت رجاوي:اللي عاشته مو هيّن
نيّاف:الله يعوضها
مشى يترك رجاوي ويخرج وناظرته رجاوي لين غاب عن عيونها ودخلت لريم وابتسمت ريم:جايه بدون ما تعرف أمي لا تقولين لأمك اني جيت
سلوى:وش اللي ماتقوله
لفت ريم وابتسمت سلوى:غريبه ريم عندنا
تقدمت ريم تسلم عليها ونطقت سلوى:وين أمك ؟
رجاوي:ريم جايه وحدها ومحد يعرف اذا ممكن ما تجيبين طاري لأحد
عقدت حجاجها سلوى من رجاوي اللي سحبت ريم معها يطلعون ومشت ريم:تتوقعين تسكت خالتي سلوى ؟
رجاوي:مو على كيفها
تقدمت رجاوي تفتح الباب وتدخل الغرفه ودخلت ريم وناظرت أنفال وتنهدت بضيق:أنفال
ناظرتها أنفال بتعب وتقدمت ريم وحضنتها وبكت أنفال مباشره وناظرتهم رجاوي بضيق
'
دخلت الغرفه وناظرته يلبس جاكيته وتكتفت:كان لازم تدخل ؟
لف عليها صقر واخذ نفس:ما بعيد كلامي ونتهاوش
ولايف:وين طالع ؟
صقر:أحل أموري
ولايف:أي أمور ؟ لا تسوي لنا مشاكل
صقر:بسوي مشاكل تجين معي نسوي مشاكل ؟
ولايف اشرت على البلكونه:الجو جو مطر
صقر:وش يعني ؟ تخافين عليّ ؟
ولايف:لا ، اذلف صقر
مشت تتركه وخرجت للبلكونه ولحقها صقر:اذا تخافين علي بقعد
ولايف لفت تناظر الغيوم بالجوّ ركاميه:قلت اذلف
مشى يتركها ويخرج وطلت محلها بالبلكونه وتكت بيدينها تناظر خروجه من البيت وتوجهه للكراج وسمعت صوت الدباب وضجيجه وناظرته خارج لابس خوذته وانطلق من البيت بسرعه كبيره تسمع صدى صوت دبابه واخذت نفس ودقايق ودخل برّاك البيت وعقدت حجاجها ومشت تدخل الغرفه ونزلت له
دخل برّاك والتفت وناظر ولايف:صقر وينه ؟
ولايف:خرج ليه وش صاير ؟ وجهك اسود
برّاك:أبوك وينه ؟
ولايف:اطلع معي برا ، امش
مشت تخرج ولايف وخرج معها برّاك ووقفت بنص الحوش ولفت عليه:وشفيك ؟
برّاك:كنت عند غازي وماكان يعرف شي عن مراد وطلال أخوي
عقدت حجاجها ولايف:صادق والا يمثل ؟
برّاك:صادق واضح بس مو هذا اللي جيت عشانه
ولايف:وش صار ؟
برّاك:سلوى وقفتني وقالت لي ان بين مراد وطلال موضوع هي تعرفه
سكتت ولايف تنتظره يتكلم بإستغراب وكمّل برّاك:مدري كيف اقولها يمين بالله
ولايف:انطق اخلص
برّاك تنهد:طلال شاف مراد يتحرش بولده
عقدت حجاجها بصدمه ولايف وتقشعر جسدها برعب وكمّل برّاك:وشكل طلال هدده توصل لغازي والتبن مراد ما تحمّل
ولايف:الله لا يرحمه
برّاك:ماني قادر استوعب شي اقسم بالله
ولايف:والكلبه سلوى ليه ما تكلمت من قبل ؟
برّاك:ما توقعت الموضوع وما تنلام من كان يظن مراد غادر بطلال أخوي
ولايف:وعايش خمس سنين وهو مرتاح ؟ ليه محد قتله هذا من زمان ؟
برّاك:شكله فقد عقله طول هالأيام من التفكير والخوف
تنهدت ولايف تصد بضيق ونطق برّاك:توصلينها لصقر ؟ لازم يعرف عشان لا يوصل لغازي
هزت راسها ولايف ومشى برّاك يركب سيارته وناظرته ولايف وتكتفت ورفعت راسها من نزلت على جبينها قطره وشافت الجوّ والمطر اللي بدأ ينهمر ودخلت مباشره واخذت جوالها تدور رقم صقر ودقت عليه مارد عليها
تقدمت للمطبخ تدخل وارسلت له فويس بصوتها:متى ما شفت مكالمتي كلمني ضروري
ارسلته وقفلت جوالها وعقدت حجاجها تسمع صوت الرعد بالخارج وفتحت الثلاجه على دخول صمود وناظرتها:بسوي العشاء لأبوي ، هو نايم ؟
صمود:أبوي خرج
عقدت حجاجها ولايف:وين راح بهالمطر ؟
صمود:طلع بدري قبل تمطر ، بيروح لعامر
لانت ملامح ولايف وغمضت عيونها بتعب منه:أنا قلت له هالادمي ما يستاهل يزوره ما يتساهل يروح له ، هو ابوي يبي يجلطني وش يبي يسوي فيني بفهم ؟ ما يشوف اللي حصل فينا من ورا هالعامر ؟ مصرّ يعني ياصله ؟
صمود:ابوي تعبان ولايف ما بقي له أحد وله سنتين بالغربه مامعه أحد ، خليه يروح لعمي وجماعته
ولايف:اذا فيهم خير بخليه يروح بس هذا كلب ما حافظ على أمانة أبوي له
صمود جلست بتعب من عصبية ولايف وكملت ولايف:عامر الوصخ ذا المفروض نجحده ولا نشوفه ونزاوره لو على فراش الموت
صمود:خلاص ولايف خلاص ماصارت
ولايف:شفيك انتي بعد ؟ ما تبغيني اتكلم ؟ كلكم تسكتوني ما تبغون تسمعون مني شي ؟ أهج وحدي يعني
صمود ماردت عليها وتقدمت ولايف:خير ؟
صمود رفعت عيونها عليها:بتزوج ولايف تستوعبين ؟
سكتت ولايف تناظرها وكملت صمود:ما أتخيل شكل حياتي ولا اللي بيصير
ولايف:كان يمديك تكنسلين كل شي وترفضين بس قررتي تطيعين ابوي
صمود:وما أطيعه ؟ أبوي وده ولايف
ولايف:واذا وده ؟ أبوي كل شي يسويه ويختاره غلط والا بالله اقوله عامر محرّج علينا والحين رايح يزوره ؟
صمود تأففت:أنا وين وانتي وين
وقفت صمود ومشت تتركها ولفت ولايف تناظر المطر بالخارج واخذت جوالها ما تشوف رساله او مكالمه وطلعت من المطبخ وسمعت صوت الباب ونطقت:صقر
دخل عبدالله وتنهدت تتكتف:بالله أبوي ؟
عبدالله:عمك يسلّم عليك
ولايف:الله لا يسلمه
عبدالله تنهد ومشى يدخل ويجلس بالصاله وتقدمت ولايف:أبوي ليه ما تسمع مني ليه ما تصدقني ؟ ليه ليه ؟
عبدالله:أخوي بتقطعيني عنه ؟
ولايف:اذا يضرّ بناتك ما تقطعه إنت ؟
عبدالله:مهما يصير ما أترك أخوي وأهلي وجماعتي
هزت راسها ولايف:ماشاء الله زين أبوي عرفنا قدرنا عندك ، زين أبوي مقلل من قدرنا ، اذا انت تعاملنا كذا وش بقيت للناس ؟ اذا انت تعاملنا بهالقلّه وش بيسوي برّاك بكره لصمود اللي فرحانه انه بيتزوجها
عبدالله:تحومين ورا سالفة برّاك بس أختك ماخذته ماخذته لا تلعبين براسها
ولايف جلست قدامها تناظره بذهول:أبوي الغربه عودتك على فراقنا ؟ نسّتك من نكون ؟
عبدالله:شوفي وش سويتي بغيابي واسألي نفسك من قلل من قدر الثاني
سكتت ولايف ووقف عبدالله ومشى يخرج وجلست لوحدها ولايف بالصاله وظلت لساعات وحدها تناظر المطر مع البلكونه
نزلت عيونها لجوالها تشوف الساعه وعقدت حجاجها من تأخير صقر ووقفت تمشي للبلكونه ووقفت عندها تشوف المطر المستمر وتنتظر صقر
انقضى وقت طويل وهي لا زالت تنتظره ، رجعت للغرفه ودخلت وهي معصبه منه وتقدمت للسرير:بنام وانت اقعد ياصقر
حطت جوالها عند راسها وانسدحت وغمضت عيونها وثواني فتحت عينها من جديد تناظر المطر اللي بدأ يخف واخذت جوالها تشوف الوقت المتأخر وتنهدت ، فكرت يمكن يكون زعل منها ولا يبي يرد وتكلم مع برّاك ليش ما ترسل لبرّاك !
وهذا فعلاً اللي حصل ارسلت لبرّاك تسأله:صقر كلمك ؟
رد عليها برّاك مباشره:لا ، ليه ؟
ولايف:ولاشي تصبح على خير
خرجت من الواتس اب وقفلت جوالها وناظرت السقف تفكر واخذت جوالها من جديد وارسلت لنيّاف:صقر كلمك اليوم ؟
مارد عليها وقفلت جوالها وانسدحت تناظر الغرفه ولفت بسرعه من جاتها رساله وناظرت اسم نيّاف:لا
عقدت حجاجها ترسل له:ماجاك ؟
رد عليها مباشره:لا
تأففت تجلس على السرير بقلق ورجعت تتصل على صقر وجاها مغلق ورفعت كفها على شعرها بخوف ووقفت ومشت للبلكونه وهي تتصل عليه مره أخرى وهمست:وينك
ظلت واقفه بالبلكونه لوقت طويل وبدت ترجف أطرافها بخوف ما تتحكم فيه واخذت جوالها تتصل عليه من جديد ولفت تسمع تكبير المؤذن وغطت فمها تجلس بقلق ومسكت شعرها تفكر
ووقفت تتصل على نيّاف ورد نيّاف وهو يتثاوب:هلا
ولايف:نيّاف صقر من المغرب ماله حسّ وخبر ما أعرف وينه ، خرج بالدباب بس ما يرد على جـ
سكتت من سمعت صوت ضجيج الدباب ووقفت بالبلكونه وناظرت الدباب يدخل البيت ومسكت قلبها
ونطق نيّاف:وشفيه صقر ؟ مارجع ؟ كان عندي
قفلت بوجه نيّاف وهي تراقب صقر اللي بالكراج ومشت تنزل من الغرفه وتطلع من البيت ولف صقر ينتبه لها من خرجت وتقدم بهدوء يمشي:ما نمتي قلقانه عليّ ؟
تقدمت له وصفعته كف ولف عليها تلين ملامحه وناظرته برعب وخوف وهي ترجف وناظر عيونها صقر وتقدمت تحضنه وجمد وجه صقر يشعر برجفتها ورفع كفوفه بصدمه على ظهرها وهمس:خفتي ؟
شدت عليه وهي تتنفس بسرعه وابتعدت عنه ورجعت تصفعه من جديد ومسك كفوفها صقر بذهول:خفتي صدق ؟
ولايف:تعرف من متى ما ترد ؟ تعرف وش الافكار اللي تجمعت براسي ؟
ناظرها بصدمه وهو ماسك كفوفها ودفعته ولايف ترفع صوتها:تبي تختبر صبري وخوفي يعني ؟ تبي تلعب فيني ؟
صقر:إنتي قلتي ما تخافين عليّ
ولايف رفعت كفها من جديد بتصفعه ومسك كفها بقوه صقر وابتسم يناظرها ويقدمّها له بقوه:قلت بجي القاك نايمه ما تهتمين
ناظرته بحده ولايف تحاول تتخلص من ذراعينه ونطقت:وخرّ عنّي
ابتسم ابتسامه هاديه صقر وعينه بعيونها ودفعته بقوه ولايف وابتعدت عنه خطوتين وهي تناظره:بردها فيك ياصقر وتشوف
صقر تقدم لها:تعالي
ماردت عليه وهي ترجع للخلف ومد كفه لذراعها:تعالي
سكنت تهدأ من تقدم بهدوء وسكون يرجع يحتضنها من جديد وغمضت عيونها بتعب من اللي شعرت فيه ومسح على ظهرها صقر وهو مبتسم:أنا راد عليك من جوال نيّاف قلت أخرعك اكثر
ضربت ظهره بقوه واتسع ثغر صقر وهو يحتضنها ونزلت راسها لحضنه تهدي نفسها وميّل راسه صقر يقبّل راسها وابتعدت عنه ولايف وناظرته ومشت تتركه ولحقها صقر وهو مبتسم:الحين تقعدين شهر كامل مطنقره
ماردت عليه ولايف تطلع الدرج وصقر خلفها يهمس لها:ولايف
ماردت تدخل الغرفه وابتسم صقر:الوليف
لفت عليه بحده:قول العدو لاني باخذ روحك ياصقر
صقر:عدوّي الناعم أنا أشهد
ولايف:تضحك بعد بهالأسنان اللي بكسرها
صقر:خلاص عصبتي وهذا أنا عندك ، لا تخافين عليّ
ولايف:قلت لك ماخفت ما تفهم
صقر:بتكابرين مره ثانيه يعني ؟
ولايف لفت عليه بتهديد:تبي كف ثاني شكلك
ابتسم صقر ثواني وهز راسه:اذا نفسه عادي
سكتت ولايف تناظر ابتسامته تفهم ان مقصده الحضن اللي بيتبع الكف وصدت عنه بجسمها عن أبصاره وابتسمت وناظرها صقر وهو مبتسم ودخل للحمام
'
لفت صمود تسأل:باقي ما صحوا اليوم بعد ؟
عايده:لا للحين
عبدالله:ماهو زين نوم النهار
صدت صمود وهي تفكر ورفعت عيونها من دخلت ولايف وناظرتهم:سلام
عايده:زين قمتي كنا بنسجلك غياب
لفت ولايف على عايده:ذبه يعني الحين ؟
لانت ملامح عايده وجلست ولايف واخذت نفس ونطقت:هاه أبوي اليوم من ناوي تزاور بعد ؟ ودك تروح لغازي السرّاق ؟
عبدالله لف على صمود:أختك قايمه بشرّها
لفت ولايف تناظر صمود وعقدت حجاجها:ليه تطالعيني كذا ؟ اليوم قمت بدري عشان لا تصحيني بنفسك
لفت ولايف على عايده:سوي فطور
عايده:صقر قام والا أسـ
ولايف:عيّاده ياليتك تشتغلين قد ما تسألين
عبدالله:وش فيك انتي ؟ وش فيك ولايف ؟
ولايف تنهدت ومشت عايده تخرج ونطق عبدالله بعصبيه:أسلوبك ذا من معلمك عليه ؟
ولايف ناظرت عبدالله:ماتعرفها هذي سوسة الارض وأكبر نصابه وكذابه
عبدالله:وش سوت لك ؟
ولايف:ماودي أرجع أفتح الماضي خلني ساكته أحسن لي
تنحنح صقر بالخارج ولفت ولايف على صمود تناظرها:تعال
دخل صقر وناظر عبدالله:سلام عليكم
هز راسه عبدالله ومشى يجلس صقر بجانب ولايف ولفت عليه ولايف:كلمت برّاك ؟
صقر هز راسه بالنفي ونطقت ولايف:أمس كان موجود بيتكلم معك ضروري
صقر اخذ نفس يتقدم من دخلت عايده بالفطور وحطته أمامها وناظرته ولايف يتجاهلها ونطقت:أتكلم أنا
صقر لف عليها وهو يقطع الخبز:نتفاهم ولايف
سكتت ولايف تفهم ان وجود أبوها وصمود مزعجه ورفع عيونه صقر على عبدالله:عمي متى ما بغيتم السوق كلمني ورقبتي سدّاده
صدت ولايف من الطاري وناظره عبدالله:ماقصرت ومردوده ان شاء الله من مهر صمود
صقر:وش هالكلام عمّي ؟ يردها برّاك بس ما تاخذ مني أنا ؟ وأنا ماني زوج بنتك ؟
عبدالله:الا بس برّاك بحسبة ولدي
لفت ولايف على عبدالله ورجع ظهره صقر يناظر عبدالله:ليه ؟
عبدالله:وقف معي بالغربه ودفن المرحومه ووقف معي بالعزاء ، جمايله جمايل سند
ابتسم صقر بهدوء ينزل راسه للفطور ونطقت ولايف:ترا صقر كان موجود أبوي
لف صقر على ولايف:افطري ولايف
تقدمت ولايف وناظرت عبدالله:وقف معي بالمطار وصافح يمناك بالمقبره وصلّى على أمي الله يرحمها
لف عبدالله على صقر وناظرتهم صمود وهزت راسها ولايف:مو بس برّاك فيه خير يعني
صقر ناظر ولايف اللي تتكلم عنه لأبوها وسكت عبدالله يناظرهم ونزل عيونه صقر يفطر وهو ساكت ووقفت صمود وناظرت عبدالله:أبوي تعال نمشي شوي برا تحرّك رجولك
وقف عبدالله معها يمسك ذراعها وخرجوا وناظرتهم ولايف تعقد حجاجها ولفت على صقر:الحين تحالفوا ضدّي يعني ؟
صقر:ليه تتكلمين وتشرحين وش بيتغير لاعرف ؟
ولايف:يبي يطلع عذاريب فيني وفيك ويكون الخير كله من برّاك وصمود ، من اللي عرفهم ببرّاك ماهو أنا ؟ من اللي دفن نفسه بهالبيت عشان صمود تكون معه ؟ ماهو أنا
صقر رفع ذراعه على ظهرها:أعرف أنا وكلهم يعرفون
ولايف:وليه يجحدوني ؟
صقر اخذ نفس يناظر ولايف وصدت وغمضت عيونها بتعب تتماسك ولف صقر براسه يسمع صوت الباب وخروجهم ولف عليها:بنطلع مشوار
لفت عليه ولايف:مشوار وشو ؟ ترا برّاك جاني وقالي موضوع ضروري لازم تعرفه
صقر:يتأجل الموضوع
ولايف:انت ماعرفته عشان تأجله ترا يخص مراد
صقر لف عليها:مابي أسمع شي اليوم ، بنروح مشوار بدون مصايب
ولايف:وين المشوار وش وراك ؟
صقر رجع يفطر:مشوار ضروري
سكتت ولايف تناظره ياكل واخذت نفس ووقفت ونطق صقر:البسي بنطلع من الحين
لفت عليه تناظره ومشت تخرج ورجع يفطر صقر ويعيد اللي حصل مع عبدالله ونظرات صمود لولايف والجحود المبيّن منهم وعدم قبوله بصدر عبدالله وهالوضع بيوتر ولايف وبيحرقها وبيوجعها وهو ما يبي لها وجع
نفض يدينه ووقف وقام يطلع للغرفه ودخل يشوفها تلبس عبايتها وتقدم للدولاب يطلع ثوبه الأسود وناظرته ولايف:بنداهم غازي يعني ؟ ترا ماله شغل باللي حصل
صقر لف عليها واخذ نفس:ولايف فكينا من الدنيا بالله
ولايف ناظرته يمشي للحمام:اجل وين بنروح وش الضروري ؟
نطق يرفع صوته وهو داخل الحمام:إنتي الضروري
سكتت تستغرب جوابه ولفت على التسريحه تناظر نظارتها الشمسيه اللي جابها لها واخذتها بكفوفها تناظرها ولقت للمرايه تلبسها وابتسمت
خرج صقر وهو لابس ثوبه وتقدم للدولاب ياخذ شماغه ولف عليها يناظرها لابسه نظارتها الشمسيه وتناظره وابتسم يحط عقاله فوق راسه:مشينا
مشت خلفه تخرج ونزل صقر وناظرتهم عايده:وين رايحين ؟
ولايف:مالك شغل
صقر لف على ولايف:رجعتي على عادتك انتي ؟
ماردت ولايف تمشي وتخرج من البيت ولف صقر:مشوار
هزت راسها عايده ومشى صقر يخرج وناظر ولايف اللي واقفه عند الدرج تنتظره ومشى معها وفتح سيارته يركب وركبت بجانبه ولايف وتلثم صقر بشماغه يخرج من البيت ولفت ولايف تشوف صمود وعبدالله اللي يمشون بجانب البيت وناظرهم صقر من وقفوا يناظرونهم وتخطاهم يمشي وتنهدت ولايف بصوت مسموع ولف عليها صقر يناظرها:وين ودك يا الوليف ؟
لفت عليه ولايف ورفعت حاجبها:عسى ماشر ، صاير تناديني الوليف !
صقر ناظر الطريق:مو هذا سبب تسميتك ؟
ولايف سكتت تناظره ولف عليها صقر وابتسم من ورا لثمته تميّز ولايف وصدت للطريق:ليش مطلعني أجل ؟
صقر:عشان ودّي نطلع بدون ما نطلع للمشاكل
ولايف:مو أساس جمعتنا أصلاً المشاكل بتحاول تشرد منها ؟
صقر ناظر الطريق:نحاول لو ساعه
ناظرته ولايف تسكت ووقف صقر وناطرته ولايف:تستهبل ؟
صقر ضحك بخفوت يقفل السياره:أهل أبها لازم يزورون هالمكان
ولايف:أبو خيال !
صقر فتح بابه:لا تطالعيني كذا انزلي
فتحت بابها ما تصدقه وتنزل وتناظر الضباب:صقر محد موجود من الضباب
صقر:يكون أحسن عشان ما يشوفني أحد
مشت تشوفه يمشي ودخل الحديقه وهي بجانبه لابسه نظارتها الشمسيه ولف عليها:مافي شمس
ولايف:أتنكر نفسك
أبتسم صقر وهو يمشي وعينه عليها والتفت يمشي بالحديقه يشوف أشجارها الطويله الضخمه والغابه الكبيره اللي متواجدين في منتصفها يمشون ما يشوفون نهاية الحديقه من الضباب
نزل عيونه يناظر كفوفها واخذ نفس يناظر أمامه ويقترب منها وهو يمشي وشعرت فيه ولايف وتحسّ بكفه اللي يقترب من كفها وتوترت تعرف نيّته ولمس بأصابعه أصابعها وهم يمشون وناظرت أمامها يزيد إرتباكها ومسك كفها صقر يضمّها بكفه بعد طول إحتكاكهم ببعضهم وتقشعر جسدها من حضن كفه تبان على ملامحها مشاعرها وابتسم بخفوت صقر يمشي معها وكفه بكفها وناظرت الضباب ولايف والأشجار من حولهم ونزلت عيونها لكفوفهم ، صار قربه منها يربكها ويوترها بعد ماكان قربه هيّن عليها ، صارت تحسّ بنبضها من تكون معه وأبسط ما يسوي لها تلاحظه وتميزه وتخاف وتقلق إنها تكون مشاعر حب وتخاف يعترف لها بوقت ويتغير الحال بينهم
ناظرت الكرسي الخشبي ونطقت:بجلس تعبت
ناظرها من فلتت كفها تمشي للكرسي ومشى معها يجلس بجانبها وناظرت الحديقه ولايف وهي ساكته ومسكت كفها تهدي نفسها ولف صقر يناظرها تشدّ على كفها ورجع يرفع راسه يناظر الحديقه:ما أبي تحتارين فيني
لفت عليه ولايف تناظره ولف صقر عليها يناظرها:إذا ضعتي تعالي لي وإذا بكيتي تعالي لي وإذا فرحتي تعالي لي ، لا تحتارين إنك تجيني
ماردت عليه ولايف وتقدم صقر يفصخ نظارتها عن عيونها وناظرته ولايف والتفت عليها بجسمه صقر يسند ذراعه على الكرسي:تحتارين فيني وتترديين عنّي
صدت بعيونها ولايف وكمّل صقر:وماتبين الوضوح يوم خرج من بين شفايفي سكتيني
اخذت نفس ولايف ولفت عليه وناظرت عيونه من بين لثمته:لأن هذا وضعنا ، تحتار في أمرنا ولا تعرفه ، يوم أصحاب وعشر أيام أعداء والدنيا يوم جمعتنا ما جمعتنا راضيه علينا
صقر:طز بالدنيا ولايف ، لا تعيدين اللي حصل ترا عدّيناه وخلصنا ماني ذاك المعاق ولا إنتي اللي تحاربين وحدك
ولايف هزت راسها:وعشان ما عادك ذاك المعاق كل شي صعب حتى الوضوح
صقر:الحين كل شي أسهل وأوضح في عيني وعينك
لفت عليه ولايف تلاقي صعوبه بالكلام عن ذاتهم:كل شي صعب من يوم عادك تكرَه السبت والحين بيكون أصعب
صقر:يوم صرت أحب الربوع صار أسهل
سكتت ولايف تفهم مغزاه من ذكر يوم الربوع وناظرت عيونه ولايف وسكت صقر وهو يناظر نظرات عيونها له وصبر وزاد صبره لين طفح وصار حمله ثقيل عليه ، هي كلمه بيقولها جهر يؤمن بها ويعلن لها لكنها غامضه وتتردد أكثر منه وماوده تكشّ عنه
رمشت ولايف تسمع الهدوء بينهم وما تشوف الا نظرات عيونه ونطق صقر:إنتي أكثر من وليف لي
ما تميّز لو اللي سمعته حقيقي أو تخيلته ورفعت خصل شعرها عن وجهها من الهبوب اللي انتثر بالحديقه يشدو بصوت الأشجار اللي تتحرك بسرعه وتتخبط ببعضها من الريح ولا صدت بعينها عن عينه ، تجرب شي ما تعرفه وتعيش شي ما توقعته ، تنحب
ناظر عيونها صقر ينتظر منها ردة فعل ويحاول يتوقعها لكن يفشل تحت نظرات عيونها له ، هو استصعب الإعتراف وتردد به وما بيقوله الا وهو متأكد من شعوره لكن دايم ولايف لها قول آخر ما يتوقعه وفعلاً هذا اللي حصل منها
لفت تناظر الحديقه وترجع تلبس نظارتها وتنطق بهدوء:الرياح قويه خلنا نمشي
رفع عيونه من وقفت وناظرها تمشي قبله ونزل عيونه ثواني ووقف واخذ نفس يمشي خلفها ، تبلع الكلمه داخلها وتمشي قبله تسمع تكراره بعقلها وتشعر بضغط كبير من قلبها ونبضه وودها لو ترفع يدها عليه وتسكّنه لكنها محتاره وحتى كفوفها ما تطيعها
ركبت السياره وركب صقر وحرك مبتعد يمشي بطريقه وناظرت الطريق ولايف تفسّر كلامه الواضح لأن صقر أصبح مفضوح أمامها وتشوف مبادرته لها وقربه لها وتغير حاله معها وحاجته لها لكنها تعجز تفهم كل شي وتشوف هذا الشي فوضوي مع ضغط صمود لها وضغط شعورها وضغط موقفها وحاجة مكوثها مع صقر
ناظر طريقه صقر يسوق ورفع كفه يرفع صوت المسجل ما يبي يسمع صوت لأفكاره وبدت تشدو أغنيه:الليل والناس الضيوف يخلص حديث ويبدأ حديث وأنا حديثي في عيونك بس عيونك كنت أشوف ، مدري أنا أعرفك مدري أنا شفتك مدري هو وجهك كذا مألوف والا كذا طبعي أنا ملهوف
ظلت ولايف تراقب الطريق وهي ضامه ذراعينها وساهيه وتسمع الأغنيه:أنا الحزن زرتك أدور لي عيد ولما التقينا ابتدا عمري الجديد ، قلت الصراحه وقلت لك انت الوحيد ، شفتك حروف الحب مكتوبه قصيد ، شفتك وكان العالم بعيني سعيد
وهو فعلاً يشعر بقربها العالم أهون والعالم أكثر رحابه وتوقف باله عند الشطر الاخر من الأغنيه:من خوفي بسرق كلمتي وأشرح ظروفي وحالتي ، أوصل معاك لفرحتي الليله بشرح قصتي
رمشت ولايف تزيدها الأغنيه فوق شعورها وتقدمت تقفل صوت الأغنيه وترجع تناظر الشارع وسكت صقر يناظر طريقه والهدوء اللي بينهم كَوى صدره ما يفهمه وده تتكلم وتشرح لكن هو ذاته ضايع بشعور وقول وكلمه يخاف يشرحها وتكون لعنه عليه
-
( لا تنسون النجمه ⭐️)

يوم عادك تكره السبت وتحب الربوعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن