الفصل الرابع والأربعون

11.6K 496 67
                                    

توجهت للداخل بعد ان أغلقت الهاتف بتلك المكالمة التي قصت فيها لزوجها كل ما حدث ببيت عمه ولم تنتبه لتلك التي استمعت لحديثها، ولكنها فور دخولها رأتها أمامها تنظر لها بغضب وغل جعل ياسمين تدرك أنها استمعت بالتأكيد.

اقتربت منها وحدثتها بصوت هامس لازدحام الڤيلا من العائلتين:
-انتي واقفه هنا من أمتى؟

كتمت عبراتها وردت:
-من أول المكالمة يا ياسمين.

ارتبكت الأخيرة وقضمت شفتها بتوتر تلعن غبائها فلم يكن لا المكان ولا الوقت يسمحان لها بالتحدث بتلك الأريحية، ولكنها حقا لم تستطع كتم ما بداخلها مما حدث من والدة مازن دون لفظه ولا حتى التحدث مع زوجها بشأنه.

ظلت نرمين تحدق أمامها بشرود وحزن فهمست ياسمين وهي تحاول إخفاء عبراتها حزنا عليها:
-حقك عليا والله، متزعليش.

ارتعشت شفتيها من إثر كتمها لعبراتها وجاهدت لتخرج صوتها عاديا ولكن رغماً عنها خرج مكتوما ملكوما بحزنها وغضبها:
-ازاي متردوش غيبتي وهي بتخوض في عرضي قدامكم؟ للدرجة دي كل واحده منكم بتفكر في أهل جوزها أكتر ما بتفكروا فيا، حتى أختي توأمي وقفت ساكته!

سحبتها ياسمين بعيدا بعد أن لاحظت ضعفها وبداية انهيارها ودلفت لأحدى الغرف الفارغة وهدأتها:
-حقك عليا والله، أحنا حاولنا نرد عليها بس ملحقناش ومازن هو اللي....

قاطعتها صارخة بغضب:
-مازن هو اللي دافع عني قدام أمه واخواتي وقفوا يتفرجوا على اللي بيحصل! انتو ازاي كده؟

اقتربت منها ياسمين تحتضنها ولكنها رفضت ناهرة إياها:
-ابعدي عني، روحي طبطبي على جوزك وعيلته ونامي في حضنه بالليل وأنتي عارفه انه هيسكت على الكلام ده عشان جت في نرمين اللي كل من هب ودب داس عليها وبمساعدتكم كمان.

أدمعت عيني ياسمين وهي تستمع لها:
-لو كانت چنى اللي مكاني مكانش سمح لحد يجيب في سيرتها بالشكل ده، دي لما عملت الكارثة بتاعة جوازها بشادي راح خبى ع الكل عملتها عشان ميسمحش لحد يقولها كلمه تزعلها.

بكت تكمل:
-دي عاليا اللي كانت عامله بلاوي مكانش بيقبل حد مننا  يجيب سيرتها ولا حتى أنتي، لكن نرمين.

صمتت وانهمرت عبراتها:
-تتفلق نرمين، ويتخاض في سمعتها وعرضها وعادي طنط دينا متقصدش، عادي ماهي نرمين قويه وبستحمل، عادي ما هي تستاهل عشان سابت مازن فلازم تفضل تدفع تمن ده عمرها كله مش كده يا ياسمين؟

ارتمت على المقعد تبكي بحرقة وأكملت:
-ليه تكسروا فرحتي بالشكل ده وأنا فرحي كمان أسبوع؟ أنا للدرجة دي مستحقش منكم انكم تردولي اعتباري وسمعتي اللي اتهانت ولا فكركم خلاص طالما هتخبوا عليا يبقى مفيش اذى حصل.

انهمرت عبراتها أكثر وأكثر وهي تضيف:
-وانا بعد كل ده رايحه أتجوز من العيلة دي، العيلة اللي دايما بتكييل بمكيالين ﻷي حاجه تخصهم تبقى مباح وعادي وأي حاجه برة العيلة مش مهمه وملهاش قيمة.

روضتني (طمس الهوية)Where stories live. Discover now