الفصل السادس

20.1K 614 94
                                    

صراخها جعل الخدم يهرعون ناحيتها وهي تقف منحنية تطلب المساعدة بصوت مدوي:
-الحقوني، حد يلحقني.

رأت خادمتها النزيف الشديد فابتلعت ريقها وهي تحاول تهداتها:
-متخافيش يا ست چنى، اهدي وإن شاء الله خير.

هرعت الخادمة الأخرى لغرفتهما وطرقت الباب فكان مازن لا يزال يغتسل، ولكنه استمع لصوت خادمته وهي تقول بلهفة:
-مازن بيه الحقنا.

خرج من أسفل المياة المنهمرة سريعا ولف منشفة على خصره وخرج يقطر ماءا وهو يسألها بخوف:
-في ايه؟

أجابته وعبراتها تنزل على وجهها:
-الست چنى...

لم تكمل حديثها حيث هرع الآخر ﻷسفل محاولا فهم ما حدث فرأها بهذا الشكل وهي تستند على الخادمة وملابسها ملطخة بالدماء من أسفلها؛ فتنفس بتوتر وهو يناديها:
-چنى.

رمقته ببكاء فاقترب منها ومسح على وجهها وهي تقول له:
-مازن، الحقني.

حملها على الفور وصعد بها ﻷعلى ووضعها على الفراش وهو يطمئنها:
-متخافيش، مفيش حاجه انتي كويسه.

أمسك هاتفه وتحدث مع والدته وهو يرتدي ملابسه بعجالة:
-أيوه يا ماما.

سألته بتلهف من صوته الواضح عليه الخوف:
-في ايه يا مازن؟

أجابها موضحا حالتها:
-چنى بتنزف ومش عارف أعمل ايه؟

انتفضت واقفة؛ فلاحظ كل المحيطين بها ذلك واستمعوا لصرختها المتسائلة:
-نزيف من ايه بس؟

رد وهو يكمل ارتداء ملابسه:
-مش عارف، احنا كنا مع بعض وبعدها النزيف حصل، مش مهم دلوقتي السبب يا ماما المهم نلحقها.

أومأت وكأنه يراها وهتفت:
-طيب خدها واطلع ع المستشفى وانا هحصلك على هناك.

أغلق معها وأحضر فستان فضفاض ووضعه على جسدها وعاد لحملها والنزول بها متوجها لسيارته وهو يرتعش خوفا وهي تتعلق بعنقه تنظر له بحزن، تركها على المقعد والتف يصعد خلف المقود فسألته فور أن أغلق الباب:
-خسرنا ابننا خلاص يا مازن؟

أشعل المحرك وقاد السيارة وهو يربت على كفها وفخذها:
-إن شاء الله خير.

بكت بحرقة وهي تقول:
-أصل مستحيل تكون ولاده وانا لسه في اول السادس.

رمقها بنظرات حزينة وهو يحاول تمالك نفسه وربت على راحتها المسندة على فخذها وردد:
-إن شاء الله خير، إن شاء الله خير. 

دقائق وكانا قد وصلا للمشفى؛ فصف السيارة أمام البوابة ووقف يصيح بالعالملين:
-حد يلحقني.

هرع العاملون ناحيته ودفع احدهم مقعد متحرك فسألهم:
-ماما وصلت؟

أجابته إحدى الممرضات:
-لسه يا مازن بيه بس كل حاجه جاهزه.

روضتني (طمس الهوية)Where stories live. Discover now