Part 12 : وقع نجم من السماء

ابدأ من البداية
                                    

وبينما هما كذلك ينتظران الأمر وجد نفسه يتمتم لها :

" أعتقد أنه كانت هناك ثلاث مرات في حياتي شعرت بهما أنني معجب بفتاة ما.."

تفاجئت فيتوريا من سماع هذا و رغم أن ابتسامتها عند سماع هذا اختفت إلا أنها لم تغير من وضعية جلوسها و لم تبتعد عنه بل فقط تركته ليتحدث..

" أول مرة حين كنت صغيرا..كانت هناك فتاة ترتدي الأسود دوما ولا أفهم أيا من الكلام الذي تقوله ولا لغة لسانها لكنها وقفت في وجهي أخي الأكبر الذي كان ثلاثة أضعاف حجمها و طولها فقط من أجلي..أتذكر أنني فكرت في نفسي و قلت..هذه الفتاة شجاعة حقا و هي أول شخص يقف ضد أحد من أجلي..سيكون من الرائع أن يكون للفرد شخص مثلها في حياته ..لكنني طبعا لم أتحدث معها بتاتا..لم أعرف كيف أتحدث مع فتاة مثلها.."

تجمد جسد فيتوريا و توقف قلبها عند سماع هذا ..ولا تعلم لما هي كانت جد حساسة رغم كل قوتها الذهنية لكن أعينها امتلأت بالدموع ..تسمعه يتابع ..

" ثاني مرة حين كنت مراهقا يافعا جدا..التقيت بفتاة في مدينة الملاهي ..شعرها أزرق و كل أفكارها عن المرح تتضمن إزعاج إخوتي و إسعادي..كنت أنظر لها و أتساءل داخلي..من أرسل هذه الفتاة ولما هي تجعلني أضحك ؟..أول مرة أُعجب بشخص فقط لأنه جعلني أشعر بشعور جيد و بسعادة طوال ساعات..لكن مجددا وطبعا لم أتحدث معها لأنني لم أعرف كيف ..."

رفعت فيتوريا رأسها من كتفه هذه المرة ليس إلا لتبعد وجهها للجانب حتى تمسح دمعتها وكي لا يشعر هو بذلك على قميصه فيعرف أن بللا سقط من عينها..كانت ممتنة أنها ترتدي النظارات وأنهما في الليل..

" ثالث مرة كانت بعد أشهر من زواجنا..حين تجاهلتكِ و صفعتِني بوسادة..وقتها كنت منصدما لكن لاحقا في غرفتي ضحكت.. لا أعرف بالضبط لماذا لكنني ضحكت لأنني أُعجبت بحقيقة أنكِ تجرأتِ ولا زلت للآن معجبا بحقيقة أنكِ تتجرأين على تحدي كل عيب بداخلي و تدفعينني لتحسينه..تتجرأين على تحدي كل مشاعر سلبية داخلي و تدفعينني لتغييرها.."

وقتها نظرت له بأعينها الدامعة المخفية أسفل نظاراتها و رأته يمنحها إبتسامة جانبية خافتة يتمتم :

" أعتذر لأنني وصلت للإستنتاج متأخرا..أعتذر لأنني لم أتعرف عليك.."

و لسبب ما اعتذاره هذا جعل دمعة أخرى تسقط على وجنتها فسارعت تمسحها ..

هي لا تعتقد حقا أنه شيئا يجدر به أن يعتذر عنه لكن اعتذاره جعلها تشعر بشعور أفضل..

هي تعلم أنه من الصعب لأي شخص أن يتذكر فتاة التقاها لساعات قبل سنوات وكانت تتحدث لغة مختلفة عنه في أول مرة و لغتها غير متقنة في المرة الثانية..

لا أحد سيتذكرها وهي كانت تمر بمرحلة شكل مختلف كل شنوات..لم يجمعهما شيء للحقيقة و لا مشاعر وقتها سوى فتى و فتاة في سن صغيرة أحبا قربهما من بعض و لعبهما سويا كأن كل واحد منهما وجد الرفيق الذي يريده في سن مبكرة..الفرق فقط أن ما فرق بينهما دول و مسافات ..

" إن كان في ذلك عزاء..كل إخوتي يقولون لي أن أمي أوقعتني على قلبي و رأسي حين كنت صغيرا.."

ومرة أخرى نجحت هذه العبارة في جعلها تضحك مرة أخرى وسط دموعها ايضا و في الشاطئ أيضا..

" هل هذا يعني أنه يمكنني الآن أن أستغل نسيانك هذا ضدك ؟.."

قالتها بابتسامة وهي تمسح كل دموعها من وجنتها وتمنحه نظرة عبث اشتاق لها..

" لا أود سماع الفكرة التالية بعد هذا.."

" هل جربت من قبل السباحة في البحر ليلا بثيابك ؟.."

فورا سقطت ابتسامة كوسيمو و أراد الوقوف ليغادر لكنها ضحكت تمنعه من يده..

كانت تعبث معه..تعرف جيدا أنه يفضل الموت على ترك ثيابه تتسخ بملح البحر..ذلك سيدفعه لحافة الجنون..

" كم تحتاجين من الوقت ؟.."

" الوقت لماذا ؟.."

" لتهديدي و استغلال الأمر ضدي.."

حقيقة أنه نساها كليا ..و أنها ستعاقبه على الأمر..

فورا اتسعت ابتسامة فيتوريا ترفع أصابع يديها تمثل أنها تحسب عدد السنوات التي ستستعبده فيها وراقبت كيف اتسعت أعينه لرؤية ذلك يجعلها تضحك مجددا..

وحين التفتت له رأت فجأة شيئا في أعينه الزرقاء جعلها تفرق شفاهها بتفاجئ..

رأت انعكاسا مضيئا في أعينه الفاتحة و سرعان ما رفعت رأسها للسماء تتأكد وقد تتبع هو حركتها تلك ..

فرق كليهما شفاههما بانبهار و حدقا بتساقط النيازك في السماء..

دون وعي منه مد كوسيمو يده ليمسك يد فيتوريا كما لو أنه يود التأكد من أنها قربه تشاهد ما يشاهده وقد ردت عليه بأن ضغطت على كفه تمسكها بقوة أكبر..تؤكد له أنها معه ..

كانا يشهدان تساقط النيازك..حدث سماوي نادر جدا..كان يشاهدانه سويا على الشاطئ وهما يمسكان بيدي بعضهما و انعكاسه على أعينهما ..

وقتها تسللت ابتسامة جميلة على شفاه كوسيمو وهو ينقل أعينه من النيازك لفيتوريا التي كانت تراقب الأمر بانبهار شديد و ملامحها تلمع..ثم ولأنها شعرت بأعينه عليها التفتت له و منحته ابتسامة واسعة صادقة بينما تقترب منه أكثر و يدها على يده ..

كانت أول مرة يشاهدان النيازك و أول مرة يقضيان وقتا مع بعض بسعادة كلية دون أي عائق بينهما..

لا أحد منهما كان يرتدي ملابس ملائمة لذلك و لا أحد منهما يمتلك الكلمات المناسبة لذلك..فقط ما يشعران به مناسب..

سقط نجم من السماء و سقط التاج ..

🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬


 الفصل الأخير في الرواية الحفيفة الظريفة هذه 😭❤

لا أعلم شعوركم حيالها لكنني أخبرتكم أنها جرعة لطافة فقط 😭❤

نلتقي في الخاتمة بعد قليل بحول الله ..

أحبكم يا رفاق جميعا واحدا بواحد 🙊🦋

سقوط تاج فولكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن