Part 11 : نصف قلبه دافئ

ابدأ من البداية
                                    

حين اقتربت منه فيتوريا بابتسامة مختلفة عن الإبتسامات التي منحتها لغيره..كيف فتحت فمها لتقول له شيئا لكنها توقفت وكيف سقطت ابتسامتها حين رأت ملامحه..

تلك الإبتسامة لم تكن لطيفة جدا جدا كما اعتقد و إنما كانت ابتسامة أُلفة..ابتسامة نمنحها لشخص نعرفه وليس بغريب عنا..

تبا..

هل كانا يعرفان بعضهما في الصغر وهو نسيها ؟..

تبا..

.........


بعد أيام كانت فيتوريا تجلس على الاريكة تعمل على حاسوبها و القطة ميشو نائمة قربها..كانت تردتي نظاراتها المستطيلة السوداء و تحاول التركيز مع الشاشة..

خطين تحت كلمة تحاول..لأنها ببساطة لم تكن تركز حقا مع عملها..ليس و كوسيمو يحدق بها..

كان من المفترض أنه يشاهد برنامج طبخ في التلفاز وهي تقوم بتعديل مقاطع الفيديو خاصتها استعدادا لنشرها..لكنه يفتح التلفاز أجل..يجلس في أريكة على جانبها أجل..لكنه كان يحدق بها منذ دقائق و لا تعرف لما يفعل هذا منذ أيام..

اليوم من المفترض أنها ليلة سقوط النيازك و سيشاهدها الجميع في الشاطئ العام وسط المدينة لكنها وبدل أن تذهب و تستمتع هي عالقة هنا تعمل بسببه و بسبب أن مزاجها سيء بسببه وهو ما جعلها تؤجل أعمالها حتى تراكمت وعلقت معها اليوم..

لا تصدق أنها ستفوت ليلة جميلة وحدثا مهما كهذا بسببه..حتى لو لم تفوته فهي لن تستمتع به كما خططت أن تفعل قبلا ..كل خططها تخربت لأنها كانت تريد فعل شيء يجبره كي يذهب معها ..تريده أن يرى شيئا جميلا كالنيازك ..تريده أن يرى شيئا جميلا ربانيا مماثلا معها هي وليس مع غيرها..كان هذا حدثا نادرا و أرادته أن يكون ذكرى في حياتهما حتى لو لم يرد هو هذا ..هو يحرم نفسه من كل الأمور الجميلة لسبب ما كأنه لا يرى نفسه يستحق الإستمتاع ..ذلك كان يكسر قلبها و يزعجها في نفس الوقت..

كيف أن رجلا واثقا من نفسه ومن مواهبه بهذه الطريقة يحرم نفسه من كل ما هو جميل فقط لأن غيره أقنعوه أن الأشياء الجميلة لا تليق به..وكيف هو صدقهم و قضى كل حياته يبعد كل ما هو جميل عن طريقه..حتى لو كان السماع لأغنية جيدة أو الجلوس في الشاطئ ومراقبة النجوم أو حتى السماح لمياه البحر أن تبلله هو وثيابه..

و الآن هو يتصرف بغرابة فوق كل هذا..

منذ أيام كل مرة تلتفت له تجده يحدق بها بطريقة غريبة و بتركيز كلي كما لو يحاول إيجاد شيء أو معرفة حقيقة ما من وجهها..

الأمر كان يوترها بشكل لم تتصوره..لم يسبق أن كانت أعينه عليها دوما كما هي الآن..

لكنها فيتوريا ريشي و لم تخجل من رفع أنظارها صوبه ورفع حاجبها له كما لو تسأله ما الذي تريده و ما الذي تفعله ؟..

سقوط تاج فولكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن