Part 08 : مساحة جيوبه

ابدأ من البداية
                                    

" السحالي كائنات إنطوائية .."

" حقا ؟ لما لم أفكر بهذا قبلا حين كنت أطبخها ؟.."

اتسعت أعين فيتوريا وحدقت به تفرق شفاهها كما لو لا تصدق أنه اعترف بطبخة للسحالي من قبل..تعرف أنه طباخ و يطبخ كل الأمور الغريبة لكن ليس السحالي..

ثوان حتى رأت ابتسامته الجانبية فاستوعبت أنه مزح معها توا..زوجها البارد مزح معها توا..

.......


" متأكدة أنك تدفعهم للجنون.."

"أنت تعرفينني و تعيشين معي..هل أنا شخص نكدي بمزاج سيء ؟.."

" لا.."

" بالضبط.."

فور أن أنكر ضحكت فيتوريا وهي تهز رأسها وملامحها تلمع بشيء أقرب للسعادة..

كانت تسير على طول الشاطئ تحمل حذائها في يد و كوسيمو يسير معها..لقد ابتعدا عن جزء الشاطئ الذي أقيم فيه الزفاف ..هما الآن يتمشيان في الرمل على طول الساحل و يتحدثا فقط منذ أكثر من أربعين دقيقة..كانا يتحدثان دون أي شجار أو جدال سيء بل فقط أحاديث خفيفة و بالفعل حضور الزفاف كان في وقته لأن كوسيمو استرخى حقا من العمل و مزاجه كان أفضل بكثير..عادة ضغط المطبخ يجعله مضغوطا في المنزل وفقط مقالبها هي ما تجعله يستمتع..

سرى هواء الليل على طول جسدها و بسبب أن فستانها بحمالات رفيعة و عاري الكتفين ارتجفت قليلا فمنحها كوسيمو نظرة جانبية ودون تردد قال :

" إن كنتِ تنتظرين أن أمنحكِ سترتي فستنتظرين أمدا طويلا.."

لمعت أعينها و اقتربت منه فجأة تجعله يبتعد خطوة عنها.. فاقتربت أكثر تدفعه يبتعد خطوة أخرى بطفولية ..

لذا لتباغته قفزت فجأة تسحبه و ترفع سترته تدخل أسفلها لتبدو كأنه يعانقها و يرفع سترته حولها لتغطيتها.

" ابتعدي عني..هل أنتِ مجنونة؟.."

" أجل و لن أبتعد..أشعر بالبرد و أنت دافئ.."

" ابتعدي.."

" لن تهرب من عناقي.."

" ابتعدي قبل أن أغرقك في البحر.."

"لا تستطيع لأنك تكره أن تتسخ ثيابك بمياه البحر .."

أصدر كوسيمو صوت تذمر وحاول إبعادها عنه مجددا لكنها كانت ملتصقة حرفيا بجانبه كما لو تعانق جذعه و تغطي نفسها بسترته بطريقة غريبة مضحكة لم يستطع إلا أن يعض وجنته كي يخفي ابتسامته على ذلك..

لكنه رغما عن هذا حاول دفعها مجددا فرفعت أعينها له تقول :

" الآن لو دفعتني سيقول الناس أنك تعنفني .."

" ماذا ؟ أنتِ من تقومين بتعنيفي .."

" ليس حقا..لا تبالغ.."

حينها تنهد كوسيمو يسمح لها بفعل أي كان ما تفعله حتى لو بدا مظهرهما غريبا و مضحكا بطريقة إمساكها له..مرر أعينه الزرقاء حول الشاطئ الذي حتى في الليل لم يكن فارغا..في كل جزء من الشاطئ يمران به هناك شيء ما يحدث..أولا الزفاف..بعدها سارا مسافة خمسة دقائق كانت هناك مجموعة طلاب يقيمون سهرة..بعد مسار عشرة دقائق أخرى وجدوا شبانا يسبحون في الليل و يضحكون و بعدها عائلة يخيمون في الرمل..و الآن هم يمرون من حين لآخر بأشخاص يخرجون من البار القريب من الشاطئ و ينزلون للرمل للتحدث في خصوصة ..

سقوط تاج فولكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن