Part 04 : هدنة مؤقتة

ابدأ من البداية
                                    

" حين أردتُ فتح حسابي لمشاركة خبر حصولي على الدرع أنظر ماذا وجدت.."

قالت له وسط بكائها بينما تمسح أعينها الدامعة بطريقة جعلت قلبه ينقبض لسبب غريب..

و انقبض قلبه أكثر لما أخذ هاتفها من يدها و رأى ما تعرضه عليه..

حسابها على الإنستغرام و الذي يحتوي على أكثر من سبعة ملايين متابع قد تم اختراقه ..

حتى هو كوسيمو الشيف الذي لا يهتم بمواقع التواصل الإجتماعي و لا يهتم بما تفعله أو تنشره زوجته عليها انصدم وهو يرى هذا..

لأن الأمر لم يكن مجرد حساب بل هو تعبها لأكثر من عشر سنوات..شيء تعبت عليه و على إنشاءه منذ أن كانت في التاسعة عشر..هذا هو عملها وهو الآن كان ينظر لشاشة تظهر فشلها في استعادة حسابها كأنه يراها تفقد عملها..شغفها ..حلمها و مسار حياتها كل في هذه الشاشة الواحدة..

رفع أعينه المتفاجئة نحوها و حين رأت تعبيره عادت للبكاء مجددا كما لو كانت حقيقة أن كوسيمو البارد أيضا منصدم من هذا جعلت خسارتها تبدو أسوأ بكثير لأنه حتى هو يراها كذلك...

لكن هذه المرة حين كانت جالسة قربه تبكي بطريقة سيئة في وقت متأخر في الليل عاجزة عن الاتصال بأحد وعاجزة عن الإستيعاب أصلا لما يحدث لها وعاجزة عن معرفة ممن ستطلب المساعدة حينها وجد نفسه يقترب منها أكثر وهذه المرة دون تردد رفع ذراعه ولفها حولها من الخلف..

لما شعرت به يمنحها عناقا جانبيا تجمدت مكانها لثوان قبل أن ترفع أعينها له تنظر صوبه بحدقيتاها الدامعة ثم أطلقت نفسا متثاقلا و اقتربت منه تضع رأسها على كتفه و تتابع بكائها تسمح لذراعه حولها أن تشاركها ألمها..

هناك في غرفتها المظلمة و بينما ينظران للبحر من الشرفة كانت هي تبكي لأكثر من نصف ساعة و ظل هو هناك دون حراك و دون حديث ..فقط يعانقها و يسمح لها بالبكاء على صدره و كتفه و غمر ثيابه بدموعها..

ثم من حين لآخر كان يمرر لها منديلا كي تمسح به أنفها و أعينها..

قد لا يفهم لغتها و قد لا يستطيع ترجمة شغفها لكنه يعلم أن الحزن لا يحتاج لغة و لا ترجمة لنتشاركه مع أحد..الكتف كان الكتاب الذي يعلمنا تجاوز الحزن أحيانا..

......


في الصباح الباكر حين كان كوسيمو نائما في سريره و الهواء المحمل برائحة الرمل و البحر يدخل لغرفته من الشرفة المفتوحة..

سمع فجأة صوت باب غرفته يُفتح بقوة و بعنف و صوت فيتوريا تصرخ بحماس و سعادة ..

" كوسي مومو...استيقظ استيقظ.."

تذمر كوسيمو بانزعاج وهو يسحب الغطاء ليغطي رأسه من نور الشمس و من صوتها لكنها منعته لما فجأة شعر بسريره يتحرك بقوة و يهتز..ففتح عينا واحدة لينظر لها و لم يتفاجئ لما رآها فوق سريره بأقدامها تقفز فيه بسعادة كالأطفال لتوقظه من نومه..

سقوط تاج فولكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن