"PT:1"

6 6 0
                                    

لَـــيْلةٌ مُمْطِرة~

..

ظَنَّتْ هِيَ أَنَّ يَوْمَ مِيلَادِهَا مَعَ اجْوَاءٍ شَتْوِيَّةٍ سَيَكُونُ هُوَ يَوْمَ الْمِيلَادِ الْأَفْضَل،
وَلَكِنْ لِمَّا الْإِنْكَارُ؟ لَقَدْ كَانَ كَذَلِكَ بِالْفِعْلِ، لَيْلَهُ مُمْطِرَهُ شَتْوَيْهِ،
وَيَوْمَ عِيدُ مِيلَادٍ، هَلْ يُمْكِن أنْ يَحْظي الْمَرْءُ بُعِيْدَ مِيلَادِ افْضَلٍ مِنْ كَوْنِهِ فِي يَوْمٍ مُمْطِرٍ؟!..

.

لَقَدْ كَانَ هَذَا هُوَ يَوْمَ مِيلَادِ هَذِهِ الْفَتَاةِ الْحَسْنَاءِ الثَّلَاثِينِيَّةِ،
وَلِكَوْنِهَا فَتَاةَ مَحْبُوبِهِ، فَبِالْكَادِ حَصَلَتْ عَلَي هَدَايَا كَثِيرَة،
وَلَكِنْ هُنَاكَ هَدِيَّةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ مَعْطَاءِ الرَّبْ، جَعَلْتْهَا تَخْتِمُ يَوْمَ مِيلَادِهَا بَيْنَمَا يَدُورُ فِي رَأْسِهَا مِائَةٌ وَمِائَةُ سُؤَالٍ عَنْ هَدِيَّةٍ خِتَامِ الْيَوْمِ.

.

صَوْتُ طُرُقَاتِ الْبَابِ وَاحِدهُ وَالْأُخْرَىٰ وَالثَّالِثَة.

"POV: NORINE"

"بَعْدَ يَوْمِ مِيلَادِي الْمُمْتَعِ كُنْتُ قَدْ اسْتَنْزَفْتُ كُلَّ طَاقَتِي بِالْفِعْلِ
وَقَرَّرْتُ انْ اذْهَبْ لِلنَّوْمِ، وَلَكِنْ..

كَانَتِ السَّاعَهُ الْوَاحِدَهُ بَعْدَ مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ، سَمِعْتُ صَوْتَ الْبَابِ يَدُقُّ بِقُوَّةٍ، خَرَجْتُ مِنْ غُرْفَتِي مُسْرِعِهُ لِأَفْتَحَ بَابَ الْمَلْجَأِ وَلَمْ اجِدْ احِدًاََ بِالْخَارِجِ
غَيْرَ الْأَمْطَارِ الْهَائِلَةِ الَّتِي بَدَأَتْ بِ تَبْلِيلِي، وَلَمْ اجِدْ ايْضًا سَوِي سَلَّةَ صَغِيرِهِ امَامَ الْبَابِ، لَمْ اتَرَدَّدْ لِحَظِّه فِي حَمْلِهَا وَالنَّظَرِ بِدَاخِلِهَا..
لَقَدْ وَجَدَتْ طِفْلَانِ رَضِيعَانِ! مَنْ الَّذِي يَرْمِي اطِّفَالَهُ هُنَا بِتِلْكَ الطَّرِيقَة؟!.

اخَذْتُ الطِّفْلَانِ مَعِي بِالدَّاخِلِ وَانًا اتَأَمَّلْهُمْ،
يَدُورُ بِرَأْسِي مِئَاتِ الْأَسْأَلُهِ الَّتِي احْتَاجَ لَهَا اجَّابَات، لَمْ اقْرِّرْ النَّوْمَ بَعْدَ ذَاكَ وَاسْتَعَنْتْ بِمُسَاعَدَتِي، لَقَدْ حَمَمْتُ الطِّفْلَان،
اكْتَشَفْنَا انْ الرَّضِيعَانِ فَتَاتَان، لَقَدْ كُنْتُ سَعِيدَهُ وَبِنَفْسِ الْوَقْتِ اسْأَلْ.. كَيْفَ يُفَرِّطُ الآباءُ فِي طِفْلَتَانِ بِهَذَا الْجَمَالِ؟
لَقَدْ كَانَتْ احْدَاهُمَا شَقْرَاءَ ذَاتَ بَشَرَةٍ نَاصِعَةِ الْبَيَاضِ، لَا اسْتُطِيعَ وَصْفَ جَمَالِهَا وَكَيْفَ هِيَ اجْمَلْ طِفْلَهُ اسْتَقْبَلَتْهَا فِي مَلْجَأَي حَتِّي الْأَنِّ،
وَكَانَتْ الْأُخْري ذَاتَ شَعْرٍ اسْوَدٍّ كَثِيفٍ وَلَدَيْهَا مَلَامِحُ هَادِئَةٌ مُرِيحَةٌ،
لَقَدْ ذُهَلَتْ مِنْ جَمَالِهَا هِيَ الَاخْري، حَيْثُ انَّهَا تَتَمَتَّعُ بِبَشَرَةٍ اقِلَّ بَيَاضٍ تُذْجِبُنِي.. لَقَدْ كَانَتَا فِي سَلَّةٍ وَاحِدِهِ،
انْهُمَا ايْضًا بِنَفْسِ الْعُمُرِ اظْنِهُمَا لَمْ يَتَجَاوَزَا بِضْعِ أيَّامٍ مُنْذُ وِلَادَتِهِمَا، ايْعَقَلْ انْهُنَّ تَوْأَمَتَانِ!. "

....

بَعْدَ شَهْرَان..

" أَنْظُر كَمْ كِبَرِ حَجْمِ الْمَلْجَأ، الَـا تَتَوَقَّعُ انْ يَكُونَ هَذَا الْمَلْجَأُ هُوَ ضَرْبَةَ حَظٍّ جَدِيدَةً؟!"
.

" انْتِي تَعْرِفِينَ يَا فَتَاة ، انَا لَـا اعْتَمِدُ اِلَّـا عَلَيَّ غَيْرَكِ، هَيَا بِنَا!
.

شَابَّانِ لَمْ يَتَجَاوَزَا الثَّلَاثُونَ مِنْ عُمْرِهِمْ، يَقِفَانِ امَامَ الْمَلْجَأ، الْأُولِيٰ هِيَ فَتَاةٌ ذَاتُ شَعْرٍ بُنِي قَصِيرٍ وَمَلَامِحُ جَرِيئَةٌ، كَانَتْ تَقِفُ بِجَانِبِ شَابٍّ اشْقَرٍّ طَوِيلِ الْقَامَةِ، يَتَحَدَّثَانِ عَنْ الْمَلْجَأِ وَعَنْ اِعْجَابِهِمْ بِهِ، أنْهَي الْفَتي حَدِيثَهُ وَامْسَكَ بِيَدِ الْفَتَاةِ وَاخْذَ يَرْكُضُ بِحَمَاسَةٍ لِلدَّاخِل.

...

"مَسَاءُ الْخَيْرِ سَيِّدِي، كَيْفَ يُمْكِنُنِي مُسَاعَدَتُكَ؟"
.
أَخَذَ نَظَرَهُ بِعَيْنِهِ تَمَعَنَ فِيهَا الْأَطْفَالُ مِنْ حَوْلِهِ ثُمَّ نَظَرَ لِلسَّيدَةِ مُبْتَسِمًاََ بِلُطْف.
.
"أَنَا أُدَّعي يَانْغْ رُوبِرْتْ.. جِئْتُ انَا وَزَوْجَتِي هُنَا لِتَبَنِّي طِفْلٌ، لَقَدْ تَزَوَّجْنَا مُنْذُ ٣ سَنَوَاتٍ وَلَمْ نُنْجِبْ طِفْلًا حَتِّي الَانَ لِذَا قَرَّرْنَا التَّبَنِّيَ.. هَلْ يُمْكِنُكِي مُسَاعَدَتِي؟.."
.
"بِالتَّأْكِيد، بِمَا انَّهَا مَرَّتُكَ الْأَوَّلِي لِزِيَارَتِنَا، دَعْنِي اذْهَبْ وَأُنَادِي صَاحِبَةَ الْمَلْجَأِ لَكَ، سَوْفَ تُسَاعِدُكَ هِيَ اكْثَرْ، انْتَظِرْنِي دَقِيقَةً "

.
ذَهَبَتُ الْمُسَاعِدَهْ مُسْتَعِينَةً بِصَاحِبَةِ الْمَلْجَأِ وَعَادَتْ بِهَا بَعْدَ دَقَائِقَ.

..

" مَسَاءُ الْخَيْرِ سَيِّدِي، أَنَا الَآنِسَةٌ نُورِيْن، أَهْلًا بِكُمْ فِي مَلْجَأَيِ"
.

إِبْتَسَمْتْ لَهُمْ وَاخْذَتْ تَتَحَدَّثُ مَعَهُمْ وَتَتَشَاوَر فِيمَا يَحْتَاجُونَ.

....

"لَقَدْ خَطَفَتْ أَنْظَارِي مِنْ اوْلِ ثَانِيَةٍ وَقَعَتْ عَيْنِي عَلَيْهَا،
إِنَّهَا تَمِيمَةُ الْخَظِ الَّتِي مِنْ شَأْنِهَا تَحْوِيلُ حَيَاتِنَا لِلْمَعِزَّاتِ اللَّامُتَنَاهِيَّة..
وَالْمَكَانَةِ الْعَالِيَة، رُبَّمَا نُصْبِحُ مِنْ الطَّبَقَةِ الرَّاقِيَة، مَا رَأْيُكَ؟!."
.
إِبْتَسَمْ لَهَا وَأَخْذَهَا مُتَّجِِهًا نَحْوَ الرَّضِيعَتَانِ وَنَظَرَ لَهَا.
.

نَظَرَتْ لَهُ مُبْتَسِمَةٌ وَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَيَّ حَافَّةَ شَفَتَيْهَا وَأَخَذَتْ تَضْحَكُ بِصَوْتٍ لَا يَسْمَعُهُ الَا هُوَ.. هُوَ وَحَسْبُ.


يُتْبَع

___

رأيكم لأول بارت وتوقعاتكم للقادم ؟!
..

HUMAN FARM. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن