٢٠-«رسوب جماعي»

137 13 80
                                    

رواية: سالي خادمتي المطيعة
للكاتبة ربى عماد روبي
الفصل العشرون.. بعنوان:«رسوب جماعي»

•••••••••••••••

"تنبت العقد النفسية من صدمة عاطفية..
ثم ينسى الانسان سبب الصدمة و لكن العقدة تظلّ حية في نفسه "
-فرويد

••••♡♡••••••••

و بين انفاسها الهادئة التي تسحب الهواء و تزفره بانتظام اختلطت داخل أنفها رائحة زكية
رائحة كالصباح الباكر لشيء كان دوماً يذكرها بوالدها فهو دائماً كان يشربه لزيادة التركيز لديه
تنحنحت سالي و بدأت تتقلب في السرير بعصبية.. انها لا تريد الاستيقاظ.. لماذا عليها ذلك؟
ما الهدف من الاستيقاظ بينما تستطيع الغرق في احلامها و مقابلة جميع من تحب.. والدتها.. ابرفوث.. جريندوالد... لقد رأتهم في منامها الان و لذلك لن يجرؤ أحد على قطع لحظاتها الثمينة!

ظنّت هي ذلك حتى شعرت بنقرات خفيفة على انفها بمنقار طائر حاد صغير تابعه صوت رفرفة حتى طار ذلك الشيء و هبط فوق منتصف وجهها مباشرة مغلقا مجرى التنفس لديها و لم يكتفي السمين بذلك بل بدأت يغرد لحن الصباح فهو بدأ يمل من دون رفيقته

_ ياللهي!!.. سنو ابتعد أيها السمين

نطقت سالي عندما فتحت عينيها اخيراً و نظرت لسنو الذي رفرف بجناحيه مجدداً و هبط قرب رأسها و احاطها بجناحيه و كأنه يعانقها بترحيب لم تستطع هي إلا أن ترسم ابتسامة على تقاسيمها الشاحبة لتنهض جالسة على السرير و حملت سنو لتدغدغ كرشه

_ هل لم تعد تصبر حتى وجبة الافطار يا فتى!؟ لا عجب أنك شره للغاية

_ وجبة الافطار؟.. أعتقد بأنك مخطئة تماماً

رفعت سالي بصرها نحو صاحب هذا الصوت الاجش، لتحط عينيها على سيفيروس سنيب الذي كان جالساً فوق كرسي مكتبه يصحح ورق امتحانات تلامذته بينما يرتشف من فنجان قهوته كلما شعر بالصداع

كان هو يرتدي ملابسه المعتادة التي ينطلق بها للعمل يومياً مجهزا برداء اسود قاتم مع حذاء شديد النظافة و شعره الدهني المنسدل على رقبته كالعادة... رفعت هي حاجبها الايسر لماذا هي ترى هذا الرجل بمجرد استيقاظها

_ مالذي تفعله في غرفتي؟!!

تساءلت هي بعصبية شديدة بينما انتقلت عينيه البنية نحو تلك الغبية ذات العيون المحمرة من إثر البكاء البارحة و الشعر المنكوش المتطاير في الهواء..

_ غرفتك؟...استضافتي إياك فيها ليوم واحد لا يعني أنها اصبحت ملكك انسة جريندوالد... لا بدّ أنك مثل والدك تماماً حقودة و سريعة لنسيان الفضل

_هاه؟؟... مالذي تقصده؟

مسحت سالي الغرفة بعينيها العسلية الضخمة.. أثاث رتيب ممل و جدران مطلية بالرمادي ليمتص الضوء الهارب من النافذة الصغيرة المنسدلة بالستائر الغامقة ليعطي انطاباعاً بالخنقة و الاكتئاب، حتى استقر نظرها فوق هذا السرير

سالي خادمتي المطيعة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن