الفصل التاسع

14 9 3
                                    

الإثنين 20 أبريل 1321

                         القس ماركوس

      في يوم جميل كذاك، حينما أجل الله علينا بنعمة الشمس أخيرا بعد أن كفر البرد الذي احتل أوصالنا ما يكفي من ذنوبنا...

     كانت مشاهدة الصغار و هم يركضون في الحقول نعمة كدت أنساها فمثل هؤلاء الأبرياء كانوا الوحيدين الذين يجعلونني أؤمن أكثر فأكثر بأن العالم لن يكون أسوء و بلا ضحكات مدام سيوجد أمثالهم في هذا العالم...

    و كأن ذاك اليوم البهيج كان مهَلة للنعم بالنسبة لنا...إذ أننا أخيرا قد قدرنا على الإمساك بآخر ست ساحرات كن يعشن بيننا و ينشر الشر و المكر و يدخلن الشياطين لبيوتنا...

    لكم كنت سعيدا حينها لدرجة أن جفنا لم يغمض لي إذ أنني كنت اردد خطابي طوال الليل لدرجة أن زوجتي طردتني من الغرفة!

في ذلك الصباح - صباح الأربعاء- كان كل شيء مبهجا بالنسبة لي حتى لباسي كان منعشا و مريحا و بدا لي الفطور ألذ من أي فطور قد تناولته في حياتي...

    فبهذا الإنجاز ستزداد قيمتي و من يعلم قد تتم مكافأتي لأنتقل للكنيسة في العاصمة... حتما كان ذلك  من أكثر النعم التي ألقاها!

    لكن شاءت الأقدار و تغيرت الحظوظ و كان يوم الإعدام من أكثر الأيام بؤسا التي مرت علي...

    للآن لم أنسى نظرات أهل القرية المعاتبة التي تلقيتها ...

  كنت مركزا بشدة على الخطاب الذي ألقيه و قد أخذتني السعادة لعالم الخيال حيث كنت أقف أمام حشد من النبلاء الذين جاؤوا للكنيسة العظيمة لا مجرد قرويين فقراء!

    لذا لم أدرك حتى وقت متأخر أن هناك خطبا ما، و أن إحدى الساحرات لم تكن موجودة...

   كانت تلك الساحرة على وجه الدقة تدعى إميلي كلارك من نسل عائلة كانت نبيلة ...

  وهنا يجب علي الإشارة أن قريتنا كانت حرفيا مقبرة شرف للنبلاء الخاسرين لثرواتهم و ألقابهم ، ليتم دعسهم أسفل الهرم كما اعتادوا دعس عامة الناس بأنوفه التي تكاد تلامس عنان السماء...
( كانت القرية قريبة من العاصمة)

    كل ما علمته عن عائلة إميلي أو بالأحرى ما أخبرتني به هي عندما لقيتها لأول مرة و هي تبلغ السادسة من عمرها أن جدها دوق له ثروة عظيمة...و أنها ابنة غير شرعية أنجبتها والدتها في السر من شخص مجهول كانت واقعة في شباكه، و عندما اكتشف وجودها تم طرد والدتها من القصر و تبرأ والدها منها لذا انتهى بهما المطاف في القرية كما آل الحال بكثير غيرهما...

    لم تبدُ إميلي متأثرة حقا بكونها ابنة غير شرعية طوال سنين حياتها بل إنها كانت فخورة على الدوام بأن دماء نبيلة نقية تجري في أوردتها...و هكذا دائما ما امتلكت تلك النظرة المزدرئة و المحتقرة لمن حولها...

شجرة الموتWhere stories live. Discover now