الفصل الخامس

34 16 5
                                    

السبت 18 أبريل 1321

توماس روبنسون

...تمالكت نفسي بسرعة فلم أكن لأسمح لها بأن تشعر بضعفي أكثر من ذلك ... و ماهي إلا لحظات حتى كانت مذعنة لي بالكامل بينما أشهر بندقيتي في وجهها ، و لم يبدوا ان الذئب يستطيع فعل شيء و سيدته ستقتل ان  قام بأي حركة..."يا له من ذئب مخلص لسيدته" ...لكن الظاهر أن سيدته لا تتعظ مطلاقا!

فها هي تحاول مهاجمتي!

"هل تظن أني شخص بذلك الضعف أم  ماذا؟" ...

  في حقيقة الأمر لم تكن تلك إلا مبادرة حمقاء منها بل بدت أكثر كمحاولة يائسة أخيرة...فلسوء حظها، أنا رجل لا يرحم في مثل هذه المواقف قط، إذ أنني أنفذ تهديداتي بالحرف الواحد.

     لقد قلت لها سابقا أن حركة واحدة تعادل طلقة واحدة لكنها لم تستمع، لذا فلم يكن أمامي خيار إلا أن أطلق عليها...تأوهت بألم بينما إخترقت الرصاصة كتفها الايمن ... و لَكَم بدت ضعيفة  جدا حينها و هي منكمشة على  نفسها من شدة الألم!

     الآن تاكدت تماما بانها لست آن...  فآن لم تكن يوما ضعيفة هكذا و لا حتى غبية بل كانت نقيضها تماما، قوية، وذكية و تعرف ما تفعله ...لا أدري حقا كيف اعتقدت أنها آن ؟!!!  كيف لم ألاحظ أن لها شعرا فضيا و عينان خضروان عكسها تماما ذات الشعر الاسود و العيون البنية؟ لكن من ناحية أخرى فأنا متأكد أني رأيتها سابقا بشعر أسود، هل كنت أتوهم؟ و مع ذلك الشبه كبير لدرجة لا تصدق... أعتقد أن قلة النوم قد أثرت علي ، أو ربما لا... فتلك الساحرة الصغيرة تشبه كل شخص إلا نفسها! تأكدت من هذا الآن عندما نظرت لها جيدا، كان كل جزء من وجهها يذكرك بشخص ما و كأنها تمتلك جميع وجوه من في العالم إلا وجهها !!!

و هَا هي ذي  تذكرني بالكثير من الأشخاص غير آن! فكلما نظرت إليها من زاوية مختلفة بدت كشخص آخر مختلف!!! يبدوا أن التنكر لن يكون شيئا صعبا بالنسبة لها و مع ذلك كل من رأيت أنها تشبههم كانوا أمواتا بالفعل،  الفكرة جعلت القشعريرة تسري في بدني...

  على كل حال كيفما كان أمرها فهي الآن في قبضتي أقتادها لقريتي كي تلقى العقاب الذي تستحقه، لكن و بالرغم من ذلك فقد بدأ الشك يساورني فيما إذا كانت هذه المخلوقة الصغيرة و الضعيفة قد قضت على كل أولائك الأشخاص، فهذا مستحيل منطقيا،  إذ بدت غير مستحملة منظر دمها فما بالك بدم إنسان آخر ،  "أوه، صحيح ربما جعلت الذئاب تفعل ذلك!!" لكن هل تستطيع الذئاب حرق البشر ؟  إطلاقا لا! إن حرق الجثث بتلك الطريقة هو عمل شيطاني بحت!.... إذن هل هناك من ساعدها؟ كانت تتحدث عن مهمة و عن قائدة ما من قبل ، هل لها علاقة بالأمر يا ترى؟....

   قطع حبل أفكاري صوت جرس قادم من بعيد، أما هي فبدت مصعوقة وتجمدت مكانها للحظة، لكنها سرعان ما عادت لطبيعتها و هي تهز رأسها للأمام...
قلت لنفسي"يا إلهي! إنها مكشوفة تماما ! و من الواضح أنها تفكر في طريقة للخلاص مني الآن و قد توصلت لفكرة جيدة للتو...لكن لما صُعقت و جمدت في مكانها قبل قليل ؟!"

شجرة الموتWhere stories live. Discover now