إنّ اتباعنا للإسلام غير نابع من تقليد أعمى لعادات وتقاليد مجتمعيّة..
بل هو اتباعٌ على بصيرةٍ، ويقينٍ عميقٍ بصحة أصوله الكبرى.
هذا كتابٌ عن دلائل صحة أصول الإسلام.
ملاحظة قبل بداية الفصل: الأرقام الموجودة في نهاية بعض الفقرات تعني أن هناك ملاحظة على هذه الفقرة/الصورة التي بعدها، وهي موجودة في الحاشية.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
أسندت رأسي إلى كفي الأيمن وأخذت أحدق في المشهد الماثل أمامي: مدرج أجلس في وسطه، امتلأ صفه الأمامي وتصدره المحاضر الذي لم ينبهه صديق صريح إلى ضرورة تحسين مهاراته الخطابية وتطوير أساليبه التدريسية...
المحاضرة عنوانها مقدمة إلى فزيولزجيا القلب والأوعية الدموية، شرائح المحاضرة المستخدمة عفى عليها الزمن، لا أشك أنها تعود إلى تاريخ ظهور برنامج PowerPoint نفسه...
محاضرنا ينتظر الخروج أكثر مما نتوق نحن إليه، أراه يتفقد ساعته في نزق، ويزفر في ضجر فيصدر عن مكبر صوته خشخشة مألوفة «وششش»
كان يقرأ ما كتب في الشرائح وكأننا قطعنا مسافة الطريق جيئة وذهابا خصيصا كي نسمع المحاضرة بصوته مع «وووش» بين الفينة والأخرى.
شردت للحظات أتأمل ملامح المحاضر الخالية من أي تعبير... للحظة ينسى الجالس في صفوف هذا المدرج أن ما يدرسه من تفاصيل محكمة يقبع داخله ويعمل بمثالية بينما يتنفس. تمر عليه الأيام متشابهة بروتينية قاتلة قبل أن ينهبه توتر التحضير للامتحان-الذي يغدو مع الوقت روتينيا هو الآخر- بعيدا عن تأمل قدرة خالق هذه التفاصيل...تغدو المثالية منبعا للقلق والأرق بدل أن تكون حبلا يصل بين طالب العلم وخالقه.
النعاس يداعب عيني، لكن لا أحبذ النوم هكذا والمحاضر لا يزال واقفا يجتهد، ولا يمكنني الاستئذان لغسل وجهي...يا إلهي، رأسي ثقيل كما لو أنه طلقة مدفع...لكن ينبغي علي...وجدتها! المحاضرة عن القلب أليس كذلك؟ سأقيس نبض الشريان الكعبري! تسلية بريئة تصب في هدف وجودي! أضع السبابة والوسطى على الرسغ من جانب الإبهام وأضغط بخفة حتى...لحظة، لقد وجدته! لم هو بطيء هكذا؟ نبضة... اثنتان...ثلاث....أربع...خمــ...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
