الصّادقُ الأمينُ

50 11 2
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم.

بعد أن كان يجلس بهدوءٍ يستخدم حاسوبه المتنقل، انتفض الشاب من مكانه وغضبه بدا من سرعة نهوضه عن مقعده

Oops! Questa immagine non segue le nostre linee guida sui contenuti. Per continuare la pubblicazione, provare a rimuoverlo o caricare un altro.


بعد أن كان يجلس بهدوءٍ يستخدم حاسوبه المتنقل، انتفض الشاب من مكانه وغضبه بدا من سرعة نهوضه عن مقعده. نهض يغير وضعية جلوسه إلى الوقوف محسبِلا.

تساءلت أمه وقد أبصرته وسمعته من حيث جلست في غرفة الجلوس: "خيرًا يا مؤمن، ما بالك؟"

ينفي برأسه قال يطالع حاسوبه: "والله يا أماه إن هذه الشاشات لأباحت للجبان الجاهل برفع صوته!"

مغلقةً الكتاب بين كفيها زادت مستفسرة: "وماذا حدث؟"

شرح لها: "جاهل يثير الشبهات عن صدق خير الأنام عليه أطيب الصلاة والسلام!!"

تفاجأت الأم من ذلك وحوقلت. لحظاتٌ كانت قبل أن تنهضلأم من مكانها قائلة بتعابير أبدت عزيمتها: "مؤمن! أعطني اسم حسابه بالله عليك لأشذب لسانه!!"

شمرت ذراعيها مسببةً تبسم ابنها وقد بدت كمن سيبدأ قتالا ضاريا من خلال الشاشة. قال باسما يطالعها: "يبدو أنني لن أستفرد فيه وحدي!"

استفسرت أكثر: "أي نوعٍ من المنكرين هو؟ ملحد لا يؤمن برب ولا رسول؟ أم رباني يؤمن بإله وينكر الرسل؟ أم من أهل الكتاب يكفر بصدق رسالة خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام؟"

معيدا فتح حاسوبه قال موضحا: "ليس ملحدًا إذ يؤمن بوجود خالق، وليس ربانيا، إذ لا يبدو معترضا على رسل الأديان الأخرى، أو على الأقل هذا ما فهمته من منشوراته. إنه يزعم أن الرسالة النهائية وختام النبوة ما كانت لتنزل على محمد بن عبد الله ﷺ وهو عربيٌّ أميّ!"

تجلس إلى جوار ابنها ألحَّت الأم: "إذًا هو يجادل في نبوة خير الأنام، حسبنا الله ونعم الوكيل! هل سبق ورد عليه أحدٌ من قبل؟ إن لم يفعل دعنا نرد عليه علَّه يتعظ!"

قلَّب مؤمن صفحة ذلك الشخص قبل أن يقول لأمه يدير الشاشة جهتها: "انظري، جميع منشوراته في الحساب تقتنص تناقضات الأديان الأخرى، لقد حاول أولا بالديانة المسيحية ولكن من ردوا عليه لم يستطيعوا أن يقنعوه. ولا حتى الأديان المجوسية واليهودية نفعت معه. إنه ينشر حديثا عن دين الإسلام"

تلاحق عيناها تحرك الصفحة سألت الأم: "وهل يشتم في كلامه؟ إن كان ملحدًا أفاكًا يشتم ربه ورسوله فقد يكون الرد عليه بغير علم كافٍ سببا له للتمادي في الإساءة"

على بصيرةDove le storie prendono vita. Scoprilo ora