قامت بوضعه على السرير بغرفتها عند وصولها بحرصٍ ثُمّ ارتمت على الأريكة المقابلة لسريرها تأخذ انفاسها بشكلٍ سريع، تشعر انها لَا تقدر على رفع ظهرها مُجَدَّدًا؛ قدّ خارت قواها بشدَّة

𖤐

مرت خمسة عشر دقيقة وهي تجلس على كرسي جانبه تنتظر مِنه أن يستيقظ لكنَّه لا زال نائِمًا بمكانهِ لا يُحرك اصبع

لَا تستطيع التصرف أو اخذ قرار، وما يثبت ذلك أخذه معها للمنزل وصعودها به للدور السادس بدلًا مِن الذهاب به للمستشفى أقرب!

لَا تعلم ماذا تفعل أو كيف تساعده، وحتّى إذا اتصلت بالإسعاف ماذا ستقول لهم إذا سألوها عن أيّ شيء وهي لا تعرفه؟

ماذا إذا اتهموها بقتله كما يحدث في الأفلام؟

هزت قدمها بقوةٍ وهي تشعر انها على وشكِ البكاء مُجدَّدًا، أجل مُجدَّدًا!

فهي جلست تبكي عندما لم تعرف كيف تساعده ووجدت وجهه شاحبًا للغاية وكأنه يحتضر، ماذا! هل يحتضر فعلا؟

زمّت شفتيها بخوفٍ وكادت تمد يدها لتتصل بالإسعاف وفاليحدث ما يحدث، ولكنّ سمعته يأن فتركت الهاتف ونظرت إليه بلهفةٍ

"يا سيّد، هل انت بخير؟"
نبست بترقبٍ وهي تهز كتفه بسبابتها كأنها تلمس حيوان مُقزز

بينما الآخر يسمع صوتها بعيدًا جدًا كأنه داخل المحيط، وهناك طنين فظيع يُكاد يفقده سمعه

ألم فتاك ينتشر بين خلايا رأسه يجعله لا يقوى
على فتح عينيه

أعادت سؤاله إذا كان بخير لكنّها وجدت يده قدّ زحفت لتمسك يدها الّتي تستند بها على السرير

انتفض جسدها حين وضع يده على خاصتها وكادت تسحبها بعيدًا لكنَّه تمسك بها وهو يحرك شفاهه يقول شيئًا لكنها لَا تسمع ماذا يقول

اقتربت منه بترددٍ وحذر ووضعت اذنها بالقرب مِن فمهِ

"ماء"
تلك هي الكلمة الّتي سمعته يرددها، فنهضت سريعًا بعد أن أفلتت يدها مِن خاصتهِ تركض إلى المطبخ تُحضر كأس مِن الماء

ثُمّ عادت له مُجدَّدًا، وحينما دخلت إلى الغرفة
وجدته قدّ فتح عينيه أخيرًا، ينظر صوبها بشكلٍ مُباشر بنظراتٍ جعلتها تشعر بقلبها يرتجف

لم تفهمها ولم تستطع تفسيرها، لكنّ ما استطاعت الشعور به أنه كشخصٍ يستغيث

كشخص أخرس يغرق ويريد مَن يلحقه لكنّ لَا أحد
ولا يستطيع حتّى الصراخ طالبًا المساعدة

The Lost ParadiseWhere stories live. Discover now