𝕬𝖉𝖊𝖗𝖆:𝕸𝖔𝖗𝖆𝖓𝖆 𝖘𝖑𝖆𝖛𝖊𝖘~ أَدِيرا عَبِيدُ مُورَانا

را-هستان: إينوي..

صبيحة بعبق الغياب..بعبق المجهول..
استيقظ الرجل المجهول فلم يجد لها أثرا..أعادت الغرفة إلى وضعها و لكن ما الفائدة إن لم تسكنها هي؟!

كاد يهم بالخروج سريعا..فأوقفه انعكاسه في المرآة النحاسية..
قص شعره كعادة الناس في أديرا..جمع ما سقط من شعره على شكل خصلة واحدة سميكة و خرج بها في يده..باحثا عنها..

كانت تعد الإفطار في الحديقة..آزيرا إلى جانبها كالعادة..و تيانير على حافة الباب..يدعم نفسه بنفسه..

-" دعنا نذهب إلى مولاي آر-تيانير أولا و أنا بعدها سأنادي ضيفنا المجهول.."

عرضت رسلا رأيها..و قبل أن يناقشها آزيرا قاطعهم تدخل الرجل المفاجئ..
نظراته بمعنى ( أين كنتِ)
بدا غاضبا جدا لعدم رؤيتها فور استيقاظه..يلقي بنظرة سريعة على الحديقة..تنهد بتثاقل ثم شرع في صنع أشكال الأحرف بيديه..
( تنامين هنا منذ البارحة؟! )
حاولت رسلا متابعة حركاته باهتمام لتفهم الذي يريد قوله..
و قبل أن تحظى بفرصة للرد يقاطعهم أحد من جديد..

مورانا نيرا..

مورانا هو لقب اختارته هي بنفسها كلقب القيصر و كمكانة كسرى..
مورانا يعني الموت الأسود..العذاب الامتناهي..يعني الجحيم..

-" جلبة في الليل و جلبة في الصباح..بلا صوت أنت و مع ذلك تصنع حولك هالة من الضجيج..مثير للاهتمام أنت.."

انحنى الجميع تحية لها و ظلوا على تلك الهيئة طالما ما أمرتهم هي بالاعتدال و الوقوف..

المجهول لا ينحني و تيانير يدخل إلى الحديقة بخطوات مهتزة و مساعدة من الحواف حوله..

-" أتعلم ماذا يعني قطع شعرك أم أنك جاهل بتقاليدنا؟! "

صوتها كالسحر..كالإغواء متخذا حلة بشرية له..و مع ذلك راسخ أمامها..مقلتاه مليئتان بالتحدي..

-" يعني أنك ترجو الانتماء..إلى من أحضرت خصلات شعرك؟! أهي لي؟! أتستعطفني كي أكون سيدة لك؟! تدعي أنك ذئب..هيأتك المهندمة تعجبني و لا ريب..نظراتك المشتعلة كأنه ليس لديك ما تخسره..في نظري أنت كلب ضال..وفاؤك محط الأنظار بالتأكيد..و لكن أتقبل أنت أن تكون كلبا لحراستي؟! "

يخيل إليها أنها تقدر على أن تسحره..أن تجعله يركع أمامها طالبا لحمايتها فيتمتع جراء ذلك بلمحة من جمالها..ترفع يدها في رغبة منها لمداعبة وجنته فأمسك برسغها بقوة حتى كاد يكسره..

تدخل الحرس..يرفعون سيوفهم تجاه عنقه..
أما عن الذعر فقد وزع نفسه على صدور الجميع..بداية من آزيرا و رسلا و وصولا إلى تيانير..