الفصل الرابع والثلاثون | مدينة الملاهي

Beginne am Anfang
                                    

"ليتيزيا!!".
جفُلتْ بخفة وهي تدير رأسها للجانب حيث يجلس انتونيو، اللذي كان سابقًا يجلس امامها.
نظرتْ ليده اللتي تلوح في الهواء امامها.
"انتِ بخير؟ ناديتُك عدة مرات ولم تنظري لي حتى"
سألها بقلقٍ واضح على تعابير وجهه ونبرة صوته.

هو ليس غبيًا، كذلك اخوه وابناء عمّه. لقد لاحظوا انطفاء ليتيزيا بعض الشيء في الفترة السابقة.
ظنّ سيرجيو وسيلفيو انها متعبة وحسب من كثرة اللعب، كونها كذبت عليهما واخبرتهما انها زارت مدينة الملاهي آخر مرة عندما كانت صغيرة. ففسروا تبلُّد حماسها وطاقتها نسبةً لتعبها.

لكن انتونيو واندريا احسّا بوجودِ شيءٍ آخر.
كانت تنظر لأشياء كثيرة كما لو انها اوّل مرة تراها في حياتها. هم يعرفون انها لم تأتي لمدينة الملاهي قبلًا، لكنها بدتْ كمن خرج من كهف او سجن لأول مرة.
كل هذا يمكن تفسيره، لكنهما ايضًا لاحظا تعابيرها المصدومة احيانًا حين تقع اعينها على شخصٍ ما بين الحشود، ثم الراحة الواضحة اللتي تُبديها حين تلقي نظرة أوضح عليه.

"آسفة، لم اقصد اقلاقكْ. انا بخير. كنتُ فقط اتذكر الألعاب اللتي لعبناها مسبقًا" اخبرته كذبتها البيضاء.
هي فعلًا لا تريد اقلاقه، ولا اي احد من عائلتها بشكلٍ عام. في نظرها هم يبذلون من اجلها اكثر مما تستحق. وأقل ما تقدمه في المقابل؟ ان لا تثقلهم بمشاكلها التافهة في نظرها.

نظر لها انتونيو كأنه لم يقتنع، لأنه بالفعل لم يفعل.
هو يعترف. الفترة اللتي امضاها مع ليتيزيا كانت قصيرة وبدايتها اساسًا لم تكن تلك الفترة الموَّفقة، لكنه بشكلٍ غريب اصبح على علم بعادات كثيرة تخصها. ابسط شيء اصبح يعرف متى يكون مزاجها جيدًا ومتى العكس، متى تقول الحقيقة ومتى تكذب، وغيرها الكثير. الرابطة اللتي تكوّنت ما بينهما في الأيام الماضية كانت قوية للغاية، وكأنهما يعرفان بعضهما منذ ولادتهما.

"ليتيزيا" ناداها بجدّية.
"هل انتِ بخير؟".

حدّقت ليتيزيا بعينيه من دون رد. كانت متفاجئة قليلًا من نبرته ونظرته الجادتين. وشعرت ان هكذا سؤال عميق ستفشل في الكذب ردًّا عليه.

هل هي بخير؟ لا تعلم. لم تكن بخير قبلًا لذا هي ليست متأكدة عن ما يجب أن تكون عليه الأمور لتكون فعلًا 'بخير'.

هل خوفها منه طبيعي؟ هل قلقها شيء عادي؟ هل مشاعرها طبيعية ام انها تبالغ؟

هي لا تعلم اي شيء.

علم انتونيو الإجابة من مجرد النظر في عيني اخته.
رأى عدة مشاعر كانت تحاول أن تخفيها. وهو اللذي ظن انها كتاب مفتوح، علم انها تخفي جرحها وألمها وخوفها ببراعة. لكن حتى وان طاوعتها تعابير وجهها وابتسامتها، كلماتها المطمئنة والهادئة، الّا أن الأعاصير المتأججة من المشاعر اللتي تحوم في رماديتيها تفضحانها.

أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's BeastWo Geschichten leben. Entdecke jetzt