الفصل التاسع عشر | إنفصام..؟

9.1K 520 47
                                    

صعَدَ الدرج بهدوء حتى وصل للطابق الثاني.
مشى خلال الممر ذو الضوء الخافت إلى نهايته.
وقف امام بابها وطرقهُ بخفّة عدة مرات.
وقف في مكانه ينتظر لعدة ثواني. لقد كان يعلم انه لن يحصل على رد. فتحَ الباب بهدوء بعد عدم تلقّيه لردٍ ما بعد عدة لحظات والقى نظرة داخل الغرفة خافتة الإضاءة.
كانت هناك على ذلك السرير تستلقي ابنته نائمة بعمق.
وقف في مدخل الباب مستندًا عليه يُناظرها بهدوء.
لقد كانت نائمة منذ أن عاد إلى المنزل عصرًا.
ذهب إلى الشركة صباحًا لعمل طارئ لم يستطع تأجيله وبقي ريكاردو في المنزل مع ليتيزيا. كان قد تلقى إتصال جابريل قبل الظهر في الشركة. كم أراد بشدة ان يخبر ليتيزيا بأمر الوصاية هناك وحالًا، ان يخفف من قلقها ومخاوفها، ان يجعل امر بقاءها معهم حقيقة لا طيف من الأمنيات. لكنه أراد اخبارها بالأمر مباشرة، ان يأخذ وقته معها وان يرى التعابير اللتي ستُرسم على وجهها الصغير. هل ستكون مصدومة؟ سعيدة؟ قلقة؟ ام مزيج من كل ذلك؟
عاد إلى المنزل بصدد اخبارها، وهو يشعر باللهفة لتطمينها انها أصبحت ابنته كما كانت كل وثيقة تنص على تلك الحقيقة.
لكنه وجدها نائمة كما كانت تفعل اغلب الوقت منذ مجيئها إلى المنزل. لويجي، حسب معرفته كطبيب وجرّاح سابق وايضًا وفقا لما أعطاه الطبيب جيمس من معلومات علِمَ ان ما تفعله ليتيزيا طبيعي.
الفترة اللتي تمر بها الآن صعبة ومفاجئة لها نفسيًا وجسديًا، وكردِّ فعل ستجد نفسها تشعر بالتعب اغلب الوقت وتتوق للنوم.

لكنه كان يقوم بإيقاظها مساءًا هو او ريكاردو من أجل أن تتناول بعض الطعام ثم تأخذ دواءها وتعود للنوم بعد ثلاث إلى اربع ساعات كحدّ اقصى.
اقترب من سريرها بهدوء بعد ان اغلق الباب حارصًا على عدم اصدار صوت قد يتسبب بإجفالها.
جلسَ على حافة السرير واستندَ بيده على وسادتها.
ابنته كانت تبدو وهي نائمة كأنها في الحلم التاسع لكنها كانت ذات نومٍ خفيفٍ في الواقع تستيقظ على أقل صوت أو حركة. ابتسم بخفّة عندما تذكّر نوم انتونيو واندريا الثقيل وكيف كان ابناؤه الأكبر يعانون صباحًا في ايقاظهم.
"ليتيزيا.. ليتيزيا؟ استيقظي".
قال بخفوت وهو يُبعد بضعة خُصلات من شعرها من على جبهتها.
تحقيقًا لما اكتسبه لويجي من معرفة عن ابنته في الفترة السابقة؛ فتحتْ ليتيزيا الستار عن عينيها الرماديتين اللتين جعلهما ضوء الغرفة الخافت يبدوان سوداويتي اللون ببطئ.
اتسعتْ عينيها ونهضتْ بسُرعة تنظر للويجي بملامح قد طبعت الحيرة والإرتباك بصمتهما عليها.
"لا بأس ليتيزيا، انتِ بخير. انه انا".
طمأنها لويجي. لقد كان هذا حالُها منذ البداية، حينما يوقظها احد تنهض بقلق وتوتر رغم لن حالها الآم افضل من حينما جاءت في البداية، حينها كانت تستيقظ مع انفاس قصيرة وملامح مرعوبة.

اخرجتْ ليتيزيا نفسًا عميقًا وارتخت ملامحها حين استوعبت انه فقط لويجي، كالعادة.
لقد كانت تشعُر بالسوء من رد فعلها المُبالغ به في كل مرة يوقظها فيها ريكاردو او لويجي؛ لكنهما لم يُظهرا الإنزعاج على ملامحهما ودائمًا كانا يطمئنانها ويتقبَّلان ما تمُر به.
لكنها ما زالت تشعر بالسوء.
"انا آسفة" اعتذرت.
امالَ لويجي رأسه للجانب بخفّة مع تنهيدة بسيطة.
"لا تعتذري، ليتيزيا. رد فعلك طبيعي لوضعك. لكن كل شيء سيتحسن مستقبلًا".
كالعادة، كلماته كانت تدخل قلب ليتيزيا بشكلٍ مباشر وتأثير اكبر من كلمات غيره.
كانت كلماته تؤثر بها كما لم تفعل كلمات اي احد آخر؛ ورغِبَتْ فقط ان تخضع لذلك التأثير وتسمح لنفسها بالتصرُّف على اساسِه.
لكن في كل مرة تفكر بتأثير كلماته عليها؛ تجد نفسها تعكس الوضع وتتخيل مالذي سيحدث لها ان كانت كلماته الموجهة لها سلبية ومؤذية.
مجرد التفكير بالأمر يجعلها تشعر بأسوأ شعور في العالم.

أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's BeastWhere stories live. Discover now