الفصل الواحد والعشرون | مثل العسل

9.1K 488 62
                                    

"شكرًا لكِ".
قالت ليتيزيا بإبتسامة للطبيبة الكبيرة في السن.
ابتسمتْ لها الطبيبة جوانا بالمقابل
"لا شكر على واجب، عزيزتي. لقد أصبحت جروحك في تحسن كبير. في المرة القادمة سنُزيل الضمادات كليًّا".
لمعتْ عيني ليتيزيا بفرح على ما قالته لها الطبيبة.
ستتحسن اخيرًا وتستعيد جسدها اللذي كان بدون خدوش!
كانت هذه ثاني مرة تأتي بها الطبيبة جوانا لتغيير ضمادات ليتيزيا، اول مرة كانت قبل أربع أيام.
لويجي كان يستطيع أن يغير ضمادات ابنته بنفسه لكنه ظنَّ انها ستكون مرتاحة اكثر إن قامت امرأة بفعل ذلك.
خرجتْ الطبيبة من الغرفة بعد توديع ليتيزيا وتركتها ترتدي ملابسها.
وجدت لويجي واقفًا امام الباب مع ريكاردو إلى جانبه.
ازدردت ريقها، ما زالت لم تستوعب كيف تكون تلك الفتاة الصغيرة اللطيفة ابنة لويجي موريتي، ولولا رؤيتها كم انه يهتم لأمرها لكانت واثقة من كونه هو من سبب لها تلك الجروح والإصابات!
"انتهيتي؟" قال لويجي بصوته البارد المُعتاد مع من هم خارج عائلته.
اومأت الطبيبة
"نعم، سيدي. جروحها واصاباتها تحسنت كثيرا. في المرة القادمة سنتمكن من إزالة الضمادات نهائيًا".
"هل ستترك جروحها آثارًا؟" سأل ريكاردو بحملقة، كأنه يتحداها ان يكون جوابها 'نعم'.
ترددت الطبيبة، لكن يجب عليها ان تكون صريحة معهم بخصوص حالتها المرضية
"اغلبها، نعم.. ستترك آثارًا".
اغمقّت عيني ريكاردو ان كان هذا ممكنًا، وبدا كمن يريد أن يقتل احدًا.
شعرتْ الطبيبة بيديها تتعرقان.
"هل اخبرتيها بذلك؟" سأل لويجي.
هزَّت الطبيبة رأسها نفيًا.
اومأ لويجي، "جيد. لا تخبريها".

ذهبتْ الطبيبة بعد ان استأذنت للخروج وذهب معها لويجي ليسألها بخصوص حالة ابنته الطبية اكثر، وخرجتْ ليتيزيا من الغرفة بعد ان ارتدت ملابسها.
كان واضحًا عليها السعادة والفرح، لكن ملامحها السعيدة تبخرت حالما رأت تعبير ريكاردو المظلم.
بدأت ليتيزيا تُعيد في رأسها شريطًا يتضمن ما فعلته او قالته؛ لكنها لم تجد شيئًا قد يجعل ريكاردو غاضبًا منها.
لاحظ الأخير القلق المرسوم على وجه اخته، فتنهد وضغط على جسر أنفه مغمضًا عينيه.
"آسف، ليتيزيا. الأمر ليس له علاقة بك. سمعتُ شيئًا لم يعجبني. لم يعجبني للغاية".
ارتاحت ليتيزيا مما قاله، وقدَّرت كثيرًا كونه قد تفهم قلقها وشرح لها مالذي يحدث معه.
لكنها ايضًا كانت حزينة من اجله، لا تريده ان يمر بمشكلة او موقف صعب.
"هل كل شيء بخير؟".
نظر لها قليلًا وهزَّ رأسه نفيًا.
"شكرا على سؤالك.
سيكون كل شيء بخير".
شعرتْ كون كلامه يحمل معنى آخر، لكنها لم تدقق بالموضوع.
بتردد، مفاجئةً نفسها ونفسه تقدمت منه وقالت بخفوت:
"لا تقلق سيكون كل شيء على ما يرام".
لانتْ ملامحه وشعر بالسوء اكثر مما كان يشعر. اخته قد عانت الكثير في حياتها وهو يريد التخفيف عنها، حقا يريد ذلك، لكنه لا يعرف كيف.
يخاف لمسها فجأة وإخافتها، يخاف ان يُعبر عن مشاعره لها بطريقة خاطئة، يريد حقًا ان يقترب منها ويصبح الأخ الأكبر اللذي يجب عليه ان يكونه لكنه فقط خائف. خائف من ان يُفسد كل شيء ويعود معها لنقطة الصفر.
"ليتيزيا".
نظرتْ له بترقب.
"هل يمكنني أن احتضنك؟".
اتسعتْ عينيه وتصلَّب في مكانه للحظة حين رمت نفسها بين احضانه، ثم سرعان ما تدارك الأمر واعاد احتضانها بشكلٍ أقوى واكثر حماية.
تنهد براحة. هذا هو الشعور اللذي فقده.
منذ احتضانه لها في المشفى وهو يعيش صراعًا داخليًا مع نفسه. كان يريد أن يتقرب منها ويحتضنها ويُسامرُها، لكنه لم يكن يفهم لماذا يريد تلك الأشياء ولا ما هية مشاعره.
الآن كل شيء اتَّضحَ له. هو لن يفسد الأمور بإقترابه منها ومعاملتها بشكلٍ حنون، بل سيفسدها ان فعل العكس تمامًا.
ليتيزيا فتاة حُرِمت من الحنان طوال حياتها،
وسيكون هو من يوفره لها من جديد.

أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's BeastWhere stories live. Discover now